قال تقرير اسرائيلي ان القلق يساور الدوائر الاسرائيلية، من التداعيات الاستراتيجية التي ستنجم عن مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وايران، على الرغم من محاولة اسرائيل الظهور خارج دائرة التصعيد بين الجانبين، مع الأخذ بعين الاعتبار ان المواجهة قد تدفع إيران إلى القيام بخطوات تؤثر على حرية الملاحة البحرية من والى إسرائيل عبر باب المندب وقناة السويس.

وبحسب التقرير، فإن إسرائيل تتلقى بشكل دائم معلومات جديدة من الولايات المتحدة ودول أخرى، في إشارة إلى دول الخليج العربية، بشأن التطورات الجارية، لا سيما ما يحدث في باب المندب ومضيق هرمز وقناة السويس، حيث لا يوجد لاسرائيل بديل عن هذه الممرات البحرية، التي تمر عبرها 90% من الواردات الاسرائيلية، وخاصة ما تستورده إسرائيل من الصين ودول الشرق الأقصى. بالتالي فان اغلاق هذه الممرات البحرية، لا سيما باب المندب، قد يؤدي لاحقا إلى وقف حركة التجارة البحرية، التي تصل قيمتها إلى أكثر من 15 مليار دولار سنويا.

وفي ذات السياق، كتب المحلل عاموس هرئيل، ان المستوى السياسي في إسرائيل ينشغل بقضية مهمة، هي الوضع في الخليج، مشيرا الى ان اسرائيل تعمل على تشجيع الخط الهجومي للولايات المتحدة ضد إيران، بينما تنأ بنفسها على الجبهة. واضاف، ان بنيامين نتنياهو يتمتع بامتياز مركزي لم يحظ بمثله في عهد إدارة الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، هو التنسيق عن كثب مع الرئيس الحالي، دونالد ترامب، الذي يصعب تقدير نواياه.

واعتبر المحلل، ان ترامب يحاول تجنب حرب أخرى في الشرق الأوسط، حيث تبدو الخطوات الأميركية، دفاعية، بدليل عدم الرد على أي من الهجمات الثلاث في الخليج وبغداد. في المقابل، فإن إسرائيل، تأمل في هذه المواجهة ان تأكل الكعكة وتبقيها كاملة، حيث يحث نتنياهو الرئيس ترامب، منذ فوزه في انتخابات الرئاسة الأميركية، على تبني خط هجومي تجاه إيران، بهدف ارغامها على تقديم تنازلات في المجال النووي، ووقف دعمها لقوى معادية لاسرائيل في الشرق الأوسط. لكن إسرائيل لا ترغب بأن تكون طرفا من خط الجبهة الامريكية- الايرانية، ولعل هذا ما يفسر قلة التصريحات الرسمية الإسرائيلية في الشأن الإيراني، والطلب من الوزراء اتخاذ جانب الحذر في التصريحات بهذا الشأن، حتى في ما يتعلق بالعمليات العسكرية. ومن الجائز الافتراض ان إسرائيل ستعتمد مستوى اكبر من ضبط النفس، حتى على الجبهة الشمالية، طالما لم يتضح اتجاه التطورات بين الولايات المتحدة وإيران.

  • فريق ماسة
  • 2019-05-20
  • 6567
  • من الأرشيف

"إسرائيل" تخشى تداعيات المواجهة الأميركية- الإيرانية

قال تقرير اسرائيلي ان القلق يساور الدوائر الاسرائيلية، من التداعيات الاستراتيجية التي ستنجم عن مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وايران، على الرغم من محاولة اسرائيل الظهور خارج دائرة التصعيد بين الجانبين، مع الأخذ بعين الاعتبار ان المواجهة قد تدفع إيران إلى القيام بخطوات تؤثر على حرية الملاحة البحرية من والى إسرائيل عبر باب المندب وقناة السويس. وبحسب التقرير، فإن إسرائيل تتلقى بشكل دائم معلومات جديدة من الولايات المتحدة ودول أخرى، في إشارة إلى دول الخليج العربية، بشأن التطورات الجارية، لا سيما ما يحدث في باب المندب ومضيق هرمز وقناة السويس، حيث لا يوجد لاسرائيل بديل عن هذه الممرات البحرية، التي تمر عبرها 90% من الواردات الاسرائيلية، وخاصة ما تستورده إسرائيل من الصين ودول الشرق الأقصى. بالتالي فان اغلاق هذه الممرات البحرية، لا سيما باب المندب، قد يؤدي لاحقا إلى وقف حركة التجارة البحرية، التي تصل قيمتها إلى أكثر من 15 مليار دولار سنويا. وفي ذات السياق، كتب المحلل عاموس هرئيل، ان المستوى السياسي في إسرائيل ينشغل بقضية مهمة، هي الوضع في الخليج، مشيرا الى ان اسرائيل تعمل على تشجيع الخط الهجومي للولايات المتحدة ضد إيران، بينما تنأ بنفسها على الجبهة. واضاف، ان بنيامين نتنياهو يتمتع بامتياز مركزي لم يحظ بمثله في عهد إدارة الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، هو التنسيق عن كثب مع الرئيس الحالي، دونالد ترامب، الذي يصعب تقدير نواياه. واعتبر المحلل، ان ترامب يحاول تجنب حرب أخرى في الشرق الأوسط، حيث تبدو الخطوات الأميركية، دفاعية، بدليل عدم الرد على أي من الهجمات الثلاث في الخليج وبغداد. في المقابل، فإن إسرائيل، تأمل في هذه المواجهة ان تأكل الكعكة وتبقيها كاملة، حيث يحث نتنياهو الرئيس ترامب، منذ فوزه في انتخابات الرئاسة الأميركية، على تبني خط هجومي تجاه إيران، بهدف ارغامها على تقديم تنازلات في المجال النووي، ووقف دعمها لقوى معادية لاسرائيل في الشرق الأوسط. لكن إسرائيل لا ترغب بأن تكون طرفا من خط الجبهة الامريكية- الايرانية، ولعل هذا ما يفسر قلة التصريحات الرسمية الإسرائيلية في الشأن الإيراني، والطلب من الوزراء اتخاذ جانب الحذر في التصريحات بهذا الشأن، حتى في ما يتعلق بالعمليات العسكرية. ومن الجائز الافتراض ان إسرائيل ستعتمد مستوى اكبر من ضبط النفس، حتى على الجبهة الشمالية، طالما لم يتضح اتجاه التطورات بين الولايات المتحدة وإيران.

المصدر : خاص الماسة السورية-غسان محمد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة