قال الجنرال تومير بار، احد كبار قادة سلاح الجو الإسرائيلي، أن منظومة "إس-300" الروسية في سورية، أصبحت عملياتية، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي يتجهز لتحييد ما يجب تحييده، ولضمان حرية العمل في كل مكان خلال حرب محتملة في المنطقة. وهدد بار بمهاجمة المنظومة قائلا، إن "كل بطارية صواريخ تهدد حرية نشاطنا وإتمام مهمتنا يمكن أن تجد نفسها تتعرض للهجوم"، معتبرا أنه ليس مفيدا الدخول في موضوع ما إذا كانت "منظومة إس 300" تدار من قبل السوريين، أو تحت مراقبة الروس.

واعتبر الجنرال بار، أن الجيش الإسرائيلي يعمل كي لا يكون هنالك حزب الله 2 وقوات إيرانية في سورية. وأضاف: "نعمل كل ما يجب كي لا يكون وجود إيراني على الأراضي السورية. لكن الإصرار الإيراني على التموضع في سورية ما زال مستمرًا، وطهران لن تتنازل بسهولة". ورأى بار، أن العمليات الإسرائيلية في سورية تخلق فرصا للمستوى السياسي لإحداث تغيير بحيث لا يكون في نهايته أي وجود لإيران في سورية. لكن هذه العمليات تخلق نافذة فرص معقدة، تفرض على إسرائيل البقاء تحت سقف الحرب.

وحول لبنان، قال بار، إن الضربة الأولى في الحرب المقبلة مع لبنان ستكون بالغة القوة بالتعاون مع الاستخبارات، معتبرا انه لا يمكن الفصل بين حزب الله وبين الحكومة اللبنانية، طالما ان حزب الله جزء من الحكومة. ورأى أن كل ما يساعد في انتصار إسرائيل، ويساعد في المستوى العملياتي والمسارات العسكرية، مطروح على الطاولة، بما في ذلك ضرب البنى التحتية في لبنان، كجزء من خطة ونشاطات الجيش الإسرائيلي، رغم صعوبة تجنب استهداف المدنيين في أي حرب مقبلة.

من جهة ثانية دعا الباحث والأكاديمي الإسرائيلي يحئيل شيفي، الحكومة الإسرائيلية لقبول صفقة القرن التي من المقرر أن تعلن عنها قريبا إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالتزامن مع فرض "السيادة الإسرائيلية" في أي مكان تستطيع القيام به، ونزع سلاح الضفة الغربية وقطاع غزة، والمحافظة على مقدراتها الاستراتيجية. وأضاف، ان الخطة الأمريكية لا تتضمن منح الفلسطينيين حقوقهم الوطنية، وتستند على السلام الإقليمي، وتصف إسرائيل بأنها ذخر للشرق الأوسط بأسره، ويجب ان تكون لها حدود آمنة، والاحتفاظ بأجزاء مهمة من مواقعها التاريخية.

وأشار شيفي، المحاضر في جامعة بار-إيلان، والخبير في الصراع الفلسطيني/الإسرائيلي والحركات الإسلامية، ان إسرائيل نجحت تحت سلطة حكومة بنيامين نتنياهو بإقناع إدارة ترامب بأن المستوطنات ليست عقبة في طريق السلام، وان العقبة تكمن في طريقة تعامل الفلسطينيين مع قضية الصراع، وان واشنطن كقوة عظمى ترى الواقع الأليم في الشرق الأوسط بسبب ما تقوم به إيران والإخوان المسلمون والجهاد السلفي الذين يدفعون جميعا لإشعال مواجهات دامية في المنطقة. يضاف الى ذلك ان الإدارة الأمريكية باتت ترى ان تطلعات السلطة الفلسطينية بزعامتها الحالية لإقامة دولة فلسطينية على خراب إسرائيل، يجعلها جزءا من المحور الجهادي، لدرجة ان واشنطن تعتقد ان الدولة الفلسطينية ستشكل بوابة متقدمة لهذا المحور المعادي.

وبحسب الباحث، فان ترامب، كإنسان مسيحي ورجل أعمال، يدرك حجم التنازلات الإسرائيلية، ويرى ان إيران تسعى لأخذ المنطقة الى مسارات معادية، وقد قسّم اللاعبين الأساسيين في المنطقة إلى نوعين: طيبين وسيئين، ومن معنا ومن ضدنا، وبالنسبة له فإن إسرائيل تعتبر رأس الحربة للمشروع الغربي في المنطقة، وتحظى بكل حماية ممكنة، ولن تقام بجانبها دولة لا تتطلع للاعتراف بحق "الشعب اليهودي" بدولة مستقلة، واوضح ترامب للدول العربية، ان الاعتراف بإسرائيل كـ"دولة يهودية" لن يؤثر على استقرار المنطقة وأمنها. كما ان المستوطنات من وجهة نظر ترامب، ليست عقبة في طريق السلام، بل فرصة لتحقيقه، وان الدمج بين القدرات التكنولوجية الإسرائيلية والإمكانيات الذاتية العربية، هو الحل، لذلك فقد حصل طاقم ترامب على ضمانات اقتصادية عربية لإنجاح صفقة القرن، وفي حال رفض الفلسطينيين لها، فإن واشنطن ستسحب ما تبقى من أوجه الدعم الذي تقدمه لهم، وتلغي اعترافها بحقهم بالاستقلال. وفي ضوء كل ما تقدم، يجب على إسرائيل احتضان صفقة القرن، كونها تحمل أخبارا سارة لها، وتحقق لها مكاسب كبيرة.

  • فريق ماسة
  • 2019-05-08
  • 13127
  • من الأرشيف

ضابط إسرائيلي يلمح إلى إمكانية مهاجمة منظومة "اس 300" في سورية

قال الجنرال تومير بار، احد كبار قادة سلاح الجو الإسرائيلي، أن منظومة "إس-300" الروسية في سورية، أصبحت عملياتية، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي يتجهز لتحييد ما يجب تحييده، ولضمان حرية العمل في كل مكان خلال حرب محتملة في المنطقة. وهدد بار بمهاجمة المنظومة قائلا، إن "كل بطارية صواريخ تهدد حرية نشاطنا وإتمام مهمتنا يمكن أن تجد نفسها تتعرض للهجوم"، معتبرا أنه ليس مفيدا الدخول في موضوع ما إذا كانت "منظومة إس 300" تدار من قبل السوريين، أو تحت مراقبة الروس. واعتبر الجنرال بار، أن الجيش الإسرائيلي يعمل كي لا يكون هنالك حزب الله 2 وقوات إيرانية في سورية. وأضاف: "نعمل كل ما يجب كي لا يكون وجود إيراني على الأراضي السورية. لكن الإصرار الإيراني على التموضع في سورية ما زال مستمرًا، وطهران لن تتنازل بسهولة". ورأى بار، أن العمليات الإسرائيلية في سورية تخلق فرصا للمستوى السياسي لإحداث تغيير بحيث لا يكون في نهايته أي وجود لإيران في سورية. لكن هذه العمليات تخلق نافذة فرص معقدة، تفرض على إسرائيل البقاء تحت سقف الحرب. وحول لبنان، قال بار، إن الضربة الأولى في الحرب المقبلة مع لبنان ستكون بالغة القوة بالتعاون مع الاستخبارات، معتبرا انه لا يمكن الفصل بين حزب الله وبين الحكومة اللبنانية، طالما ان حزب الله جزء من الحكومة. ورأى أن كل ما يساعد في انتصار إسرائيل، ويساعد في المستوى العملياتي والمسارات العسكرية، مطروح على الطاولة، بما في ذلك ضرب البنى التحتية في لبنان، كجزء من خطة ونشاطات الجيش الإسرائيلي، رغم صعوبة تجنب استهداف المدنيين في أي حرب مقبلة. من جهة ثانية دعا الباحث والأكاديمي الإسرائيلي يحئيل شيفي، الحكومة الإسرائيلية لقبول صفقة القرن التي من المقرر أن تعلن عنها قريبا إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالتزامن مع فرض "السيادة الإسرائيلية" في أي مكان تستطيع القيام به، ونزع سلاح الضفة الغربية وقطاع غزة، والمحافظة على مقدراتها الاستراتيجية. وأضاف، ان الخطة الأمريكية لا تتضمن منح الفلسطينيين حقوقهم الوطنية، وتستند على السلام الإقليمي، وتصف إسرائيل بأنها ذخر للشرق الأوسط بأسره، ويجب ان تكون لها حدود آمنة، والاحتفاظ بأجزاء مهمة من مواقعها التاريخية. وأشار شيفي، المحاضر في جامعة بار-إيلان، والخبير في الصراع الفلسطيني/الإسرائيلي والحركات الإسلامية، ان إسرائيل نجحت تحت سلطة حكومة بنيامين نتنياهو بإقناع إدارة ترامب بأن المستوطنات ليست عقبة في طريق السلام، وان العقبة تكمن في طريقة تعامل الفلسطينيين مع قضية الصراع، وان واشنطن كقوة عظمى ترى الواقع الأليم في الشرق الأوسط بسبب ما تقوم به إيران والإخوان المسلمون والجهاد السلفي الذين يدفعون جميعا لإشعال مواجهات دامية في المنطقة. يضاف الى ذلك ان الإدارة الأمريكية باتت ترى ان تطلعات السلطة الفلسطينية بزعامتها الحالية لإقامة دولة فلسطينية على خراب إسرائيل، يجعلها جزءا من المحور الجهادي، لدرجة ان واشنطن تعتقد ان الدولة الفلسطينية ستشكل بوابة متقدمة لهذا المحور المعادي. وبحسب الباحث، فان ترامب، كإنسان مسيحي ورجل أعمال، يدرك حجم التنازلات الإسرائيلية، ويرى ان إيران تسعى لأخذ المنطقة الى مسارات معادية، وقد قسّم اللاعبين الأساسيين في المنطقة إلى نوعين: طيبين وسيئين، ومن معنا ومن ضدنا، وبالنسبة له فإن إسرائيل تعتبر رأس الحربة للمشروع الغربي في المنطقة، وتحظى بكل حماية ممكنة، ولن تقام بجانبها دولة لا تتطلع للاعتراف بحق "الشعب اليهودي" بدولة مستقلة، واوضح ترامب للدول العربية، ان الاعتراف بإسرائيل كـ"دولة يهودية" لن يؤثر على استقرار المنطقة وأمنها. كما ان المستوطنات من وجهة نظر ترامب، ليست عقبة في طريق السلام، بل فرصة لتحقيقه، وان الدمج بين القدرات التكنولوجية الإسرائيلية والإمكانيات الذاتية العربية، هو الحل، لذلك فقد حصل طاقم ترامب على ضمانات اقتصادية عربية لإنجاح صفقة القرن، وفي حال رفض الفلسطينيين لها، فإن واشنطن ستسحب ما تبقى من أوجه الدعم الذي تقدمه لهم، وتلغي اعترافها بحقهم بالاستقلال. وفي ضوء كل ما تقدم، يجب على إسرائيل احتضان صفقة القرن، كونها تحمل أخبارا سارة لها، وتحقق لها مكاسب كبيرة.

المصدر : خاص الماسة السورية-غسان محمد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة