قال المحلل رام كوهين، ان النتيجة الفورية لجولة المواجهات العسكرية بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، توضح ان الطرفين يعيشان في دوامة ليس لها مخرج، كما توضح ان القوة العسكرية لن تقدم لاسرائيل الحل المطلوب، على ضوء حقيقة انه لا يمكن احتلال قطاع غزة والسيطرة عليه، كما لن يكون بإمكان إسرائيل تغييب القطاع من الوجود، لأنه سيبقى معها الى الأبد، وهذا يفرض عليها التفكير بطريقة مختلفة. وشدد المحلل على أهمية مواصلة سياسة ضبط النفس، وعدم الذهاب إلى خيار تدمير غزة، والانجرار الى مزيد من المواجهات العسكرية.

من جانبه، دعا الجنرال دورون ماتسا، الضابط السابق في الاستخبارات العسكرية والباحث في معهد ابحاث الأمن القومي الاسرائيلي، الحكومة الاسرائيلية الى وضع الحقائق التي تمخضت عنها جولة المواجهة الأخيرة على الطاولة، وقراءتها بعناية فائقة، والتي تؤكد ان إسرائيل ليس لديها بديل استراتيجي في قطاع غزة. وأضاف ان من يظن من الإسرائيليين ان البديل هو إيجاد تسوية تستند الى عودة السلطة الفلسطينية الى القطاع، عليه ان يأخذ في الحسبان ان ذلك لابد ان يسبقه إعادة احتلال القطاع بصورة كاملة، وتحمل مسؤولية مليوني إنسان هناك، مشيرا الى ان إسرائيل ليس لديها تجارب ناجحة في فرض أنظمة سياسية معينة في المنطقة، وهو ما أكدته التجربة اللبنانية في الثمانينات.

وأشار ماتسا، الى ان أحداث العام الأخير التي تمثلت بمسيرات العودة والبالونات الحارقة والطائرات الورقية، وإطلاق القذائف الصاروخية على وسط إسرائيل، اثبتت ان الأداء الهجومي لفصائل المقاومة الفلسطينية تطور بشكل كبير، الأمر الذي يفرض على اسرائيل إجراء تغيير في إستراتيجيتها الحالية، والعمل على تخفيف الحصار الذي بات يزداد على سكان غزة، ويهدد بانفجار الوضع.

وأوضح الجنرال ماتسا، ان إسرائيل، ما زالت مردوعة من فقدان جنودها، لذلك، فان الجنرالات يفضلون إدارة المعارك عن بعد، خاصة عبر سلاح الجو، رغم ان ذلك لن يشكل أدوات ضاغطة على العدو. بالتالي، فان أي عملية عسكرية ضد قطاع غزة في المستقبل، يجب ان تؤدي الى اعادة رسم الخارطة السياسية والسلطوية في غزة، وصولا إلى تسوية سياسية بعيدة المدى، تشمل مبادرات اقتصادية كفيلة بضمان الاستقرار في المنطقة بأسرها.

وفي ذات السياق، قال موقع /تيك ديبكا/ العبري المقرب من الاستخبارات الاسرائيلية، ان الفصائل الفلسطينية، نجحت في تكثيف الرشقات الصاروخية على الجانب الاسرائيلي، خلال المواجهة الأخيرة مع قطاع غزة، بحيث امكنها اطلاق صاروخ واحد كل ثانية على اسرائيل، فشلت القبة الحديدية في مواجهة هذا العدد الكبير من الصواريخ، ما ادى الى الحاق خسائر مباشرة بمناطق اسدود واشكلون، وسقوط قتلى وجرحى. بالتالي، فان ثقة الفلسطينيين بنجاحهم في اختراق القبة الحديدية، يجعل من الرواية الفلسطينية خطيرة لثلاثة اسباب رئيسية:

1- لأنها تسمح للفصائل الفلسطينية عرض نفسها في اوساط الرأي العام في الشرق الاوسط، كمن تفوقت على منظومات الدفاع الجوي الاسرائيلية المتطورة.

2- هذا الانجاز، يسمح لايران وحزب الله، برفع رأسهما، خصوصا وان غالبية الرأي العام العربي يثق بأن ايران وحزب الله هما من وفّر للفصائل الفلسطينية الحلول التكنولوجية للتغلب على القبة الحديدية، وان معركة غزة كانت بالنسبة لهما، حقل اختبار عسكري سيتم نقل دروسه الى جبهات أخرى، كالجبهة الشمالية.

3- حين تتصرف الفصائل الفلسطينية وفق مفهوم المنتصر، من الواضح ان اشتعال الجبهة الجنوبية ليس اكثر من مسألة وقت.

  • فريق ماسة
  • 2019-05-07
  • 13799
  • من الأرشيف

موقع تيك ديبكا: ثقة الفلسطينيين بانتصارهم تزيد من خطورة الوضع

قال المحلل رام كوهين، ان النتيجة الفورية لجولة المواجهات العسكرية بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، توضح ان الطرفين يعيشان في دوامة ليس لها مخرج، كما توضح ان القوة العسكرية لن تقدم لاسرائيل الحل المطلوب، على ضوء حقيقة انه لا يمكن احتلال قطاع غزة والسيطرة عليه، كما لن يكون بإمكان إسرائيل تغييب القطاع من الوجود، لأنه سيبقى معها الى الأبد، وهذا يفرض عليها التفكير بطريقة مختلفة. وشدد المحلل على أهمية مواصلة سياسة ضبط النفس، وعدم الذهاب إلى خيار تدمير غزة، والانجرار الى مزيد من المواجهات العسكرية. من جانبه، دعا الجنرال دورون ماتسا، الضابط السابق في الاستخبارات العسكرية والباحث في معهد ابحاث الأمن القومي الاسرائيلي، الحكومة الاسرائيلية الى وضع الحقائق التي تمخضت عنها جولة المواجهة الأخيرة على الطاولة، وقراءتها بعناية فائقة، والتي تؤكد ان إسرائيل ليس لديها بديل استراتيجي في قطاع غزة. وأضاف ان من يظن من الإسرائيليين ان البديل هو إيجاد تسوية تستند الى عودة السلطة الفلسطينية الى القطاع، عليه ان يأخذ في الحسبان ان ذلك لابد ان يسبقه إعادة احتلال القطاع بصورة كاملة، وتحمل مسؤولية مليوني إنسان هناك، مشيرا الى ان إسرائيل ليس لديها تجارب ناجحة في فرض أنظمة سياسية معينة في المنطقة، وهو ما أكدته التجربة اللبنانية في الثمانينات. وأشار ماتسا، الى ان أحداث العام الأخير التي تمثلت بمسيرات العودة والبالونات الحارقة والطائرات الورقية، وإطلاق القذائف الصاروخية على وسط إسرائيل، اثبتت ان الأداء الهجومي لفصائل المقاومة الفلسطينية تطور بشكل كبير، الأمر الذي يفرض على اسرائيل إجراء تغيير في إستراتيجيتها الحالية، والعمل على تخفيف الحصار الذي بات يزداد على سكان غزة، ويهدد بانفجار الوضع. وأوضح الجنرال ماتسا، ان إسرائيل، ما زالت مردوعة من فقدان جنودها، لذلك، فان الجنرالات يفضلون إدارة المعارك عن بعد، خاصة عبر سلاح الجو، رغم ان ذلك لن يشكل أدوات ضاغطة على العدو. بالتالي، فان أي عملية عسكرية ضد قطاع غزة في المستقبل، يجب ان تؤدي الى اعادة رسم الخارطة السياسية والسلطوية في غزة، وصولا إلى تسوية سياسية بعيدة المدى، تشمل مبادرات اقتصادية كفيلة بضمان الاستقرار في المنطقة بأسرها. وفي ذات السياق، قال موقع /تيك ديبكا/ العبري المقرب من الاستخبارات الاسرائيلية، ان الفصائل الفلسطينية، نجحت في تكثيف الرشقات الصاروخية على الجانب الاسرائيلي، خلال المواجهة الأخيرة مع قطاع غزة، بحيث امكنها اطلاق صاروخ واحد كل ثانية على اسرائيل، فشلت القبة الحديدية في مواجهة هذا العدد الكبير من الصواريخ، ما ادى الى الحاق خسائر مباشرة بمناطق اسدود واشكلون، وسقوط قتلى وجرحى. بالتالي، فان ثقة الفلسطينيين بنجاحهم في اختراق القبة الحديدية، يجعل من الرواية الفلسطينية خطيرة لثلاثة اسباب رئيسية: 1- لأنها تسمح للفصائل الفلسطينية عرض نفسها في اوساط الرأي العام في الشرق الاوسط، كمن تفوقت على منظومات الدفاع الجوي الاسرائيلية المتطورة. 2- هذا الانجاز، يسمح لايران وحزب الله، برفع رأسهما، خصوصا وان غالبية الرأي العام العربي يثق بأن ايران وحزب الله هما من وفّر للفصائل الفلسطينية الحلول التكنولوجية للتغلب على القبة الحديدية، وان معركة غزة كانت بالنسبة لهما، حقل اختبار عسكري سيتم نقل دروسه الى جبهات أخرى، كالجبهة الشمالية. 3- حين تتصرف الفصائل الفلسطينية وفق مفهوم المنتصر، من الواضح ان اشتعال الجبهة الجنوبية ليس اكثر من مسألة وقت.

المصدر : خاص الماسة السورية-غسان محمد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة