التصعيد غير المسبوق في مخيم اليرموك في يومه الرابع، تقاذف المسؤوليات بين الميليشيات المسلحة داخل المخيم أفضى إلى حالة من الاختناق الحاد في داخله،

 وميليشيا أكناف بيت المقدس التابعة لحركة حماس، والتي افتعلت الأزمة في المخيم من خلال إقحام نفسها في المسألة السورية بدافع من الحكومة القطرية باتت اليوم بين فكي كماشة، فجبهة النصرة (حليفة الأمس) اليوم في خط المواجهة ضد داعش، وبعض من عناصر الأكناف قرر أعلن بيعته لتنظيم داعش على مبدأ "السلامة" وذلك بعد أن أعدم تنظيم داعش عدد من الشبان الفلسطينيين ذبحاً.

 

بينما فك الكماشة الثاني هو قوات الدفاع الوطني السورية وقوى التحالف الوطني الفلسطيني المكون من "فتح الانتفاضة – الصاعقة – جبهة النضال- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة"، إذا حاولت هذه القوى التقدم لإسناد الأكناف في مواجهة داعش، إلا أن الأكناف رفضوا هذا الإسناد منذ البداية وبادروا لإطلاق النار باتجاه القوات المتقدمة لإسنادهم، فيما أعلن قائد الأكناف اليوم وعبر بيان مصور إن معركة "تحرير المخيم" بدأت، وبكون ميليشيا "جيش الإسلام" التي يقودها الإرهابي "زهران علوش" تعتبر نفسها مسؤولة عن المناطق الدمشقية اتجه الاخير إلى إعلن معركة أسماها "نصرة أهل اليرموك"، والمهم التذكير هنا أن علوش كان في الفترة الأخيرة قد استعدى جبهة النصرة بكونها رفضت مبايعته "خليفة للمسلمين"، كما إنه كان قد أصدر في الفترة الأخيرة تسجيل فيديو على طريقة داعش ليعلن فيه تشكيل جيش أسمه "جيش علي بن أبي طالب" ومهتمه محاربة داعش، وكل ذلك دون أن يكون على أرض الميدان أي من الأفعال، إذ يكتفي علوش في الفترة الأخيرة بالبيانات بعد أن تعرضت مقراته ومستودعات الذخيرة التابعة له لجملة من العمليات الجوية السورية التي أفقدته الكثير من القدرات، وبرغم ما أشاعه علوش عن إسناده للأكناف في المخيم، إلا أن المصادر تؤكد إن أياً من عناصره تحرك نحو هذا الإسناد بالمطلق.

 

في الجانب السوري، حيث تتقدم القوات السورية والفصائل المتحالفة في عمق المخيم، الوصول إلى نقاط لم تكن الفصائل الفلسطينية قد وصلت إليها قبلاً وذلك بفضل إسناد مدفعي مركز من قبل الجيش السوري على مقرات داعش في الحجر الأسود، ومن ثم عمليات جوية ركزت على خطوط داعش وجبهة النصرة الأمامية موقعة خسائر واضحة أدت إلى تراجع كبير في صفوف "داعش"، ولعل دخول قوات الدفاع الوطني إلى المخيم سيخلق حالة من التوازن، وذلك بعد أن أحكم الجيش العربي السوري يوم أمس الطوق على المخيم والمناطق الملاصقة له، وذلك لحصر "داعش" ضمن بقعة جغرافية من الصعب أن يخرج منها، ومع تعنت أكناف بيت المقدس المدفوعين بقرار  سياسي من قبل خالد مشعل وأعضاء المكتب السياسي المحكومين أصلاً بالقرار القطري، فإن هذه الميليشيا ترمي نفسها في المحرقة دون أن يكون للمشعل أو مموليها القطريين أي تخوف مما سيكون في المستقبل، و مرد هذا التوجه إن مشعل والمكتب السياسي في حماس الخارجين عن نطاق المنطق العقلاني في قياس الأمور يحاولون استرضاء قطر أكثر خلال المرحلة القادمة ليكون القرار العربي مؤيد لمواقفهم في الداخل الفلسطيني، فحل الدول الثلاث يناسب أحلام خالد مشعل السلطوية أكثر من حل الدولتين أو تحرير فلسطين، كما إن تحويل غزة إلى وطن قومي للإخوان المسلمين فكرة تناسب العاصمة القطرية وبالتالي من الطبيعي أن يتم الدفع بخالد مشعل نحو مواقف تقربه من الدول المعادية لسوريا، ومن الطبيعي أيضاً أن يكون لخالد مشعل الذي تنكر لمبادئ المقاومة هذه المواقف في مخيم اليرموك، ليصار لتحميل الدولة السورية أزمة المخيم إنسانياً، وتظهر على إنها دولة ضعيفة كما يريد الإعلام القطري.

 

ففي حسابات الدوحة، أنه لو تمدد داعش وسيطر على المخيم فإن العملية السياسية في سوريا ستكون أكثر تعقيداً وذلك بكون الإعلام المساند للإرهاب سيعمل على تصوير دمشق على إنها ضعيفة في مواجهة التنظيم، كما إنها تدرك تماماً إن التحالف ما بين "داعش" وجبهة النصرة لن يدوم في مخيم اليرموك بسبب الخلاف العميق بين قيادات التنظيمين، واختلاف مرجعيتهما على مستوى التمويل والعقائد، لذا فإنها تدرك إن قوة "داعش" في المنطقة الجنوبية من سوريا ليست بالكافية لأخذ المخيم، وبالتالي من الضروري أن يعزز التنظيم نفسه من خلال سحق الأكناف ودفع من تبقى من عناصره للانضمام إلى صفوف التنظيم لحفظ حياته، وعلى ذلك يمكن بناء هجمة إعلامية تظهر الحكومة السورية على إنها غير قادرة على حماية العاصمة، لكن هل يقدر داعش على أخذ النقاط التي سيطرت عليها القوات السورية في عمق المخيم.

 

فالوصول إلى شارع لوبيا، وفتح الطريق أمام المدنيين للوصول إلى نقاط أمنة مؤقتاً داخل المخيم، لتصبح الاشتباكات في محور "ثانوية اليرموك للبنات"، في نقطة قد تقلب المعادلة في المخيم الذي أخلت حركة أحرار الشام فيه مواقعها وسلمتها لداعش منسحبة إلى منطقة "يلدا" فيما رفع مسلحو يلدا "السواتر" الترابية التي تفصل منطقتهم عن المخيم، ويعلم المسلحون على أمرين في الوقت نفسه، تجنب داعش والجيش السوري في الوقت نفسه، وبالتالي ما الذي سيدفعه مسلحو الأكناف مقابل إرضاء خالد مشعل لسادته في قطر كي لا تقوم مصالحة في المخيم، ومن المستفيد من جعل عاصمة الشتات منطقة لداعش في مرحلة تذهب فيها الحكومة السورية نحو تفعيل العمل العسكري في المخيم لإخلائه من المسلحين ومن ثم تحييده بإرادة سورية، فالمعلومات الخاصة تفضي إلى أن الجيش العربي السوري الذي ذهب نحو تشكيل غرفة عمليات مشتركة مع الفصائل المتحالفة في المخيم يعد لعملية عسكرية كبرى تأسيساً على العمليات التي نفذتها قوات الدفاع الوطني خلال اليومين الماضيين، ومن المتوقع أن تظهر نتائج تقدم القوات السورية خلال الساعات القادمة.

  • فريق ماسة
  • 2015-04-04
  • 10137
  • من الأرشيف

خالد مشعل باع اليرموك بأكنافه.. و الجيش السوري لعملية تطهير المخيم

التصعيد غير المسبوق في مخيم اليرموك في يومه الرابع، تقاذف المسؤوليات بين الميليشيات المسلحة داخل المخيم أفضى إلى حالة من الاختناق الحاد في داخله،  وميليشيا أكناف بيت المقدس التابعة لحركة حماس، والتي افتعلت الأزمة في المخيم من خلال إقحام نفسها في المسألة السورية بدافع من الحكومة القطرية باتت اليوم بين فكي كماشة، فجبهة النصرة (حليفة الأمس) اليوم في خط المواجهة ضد داعش، وبعض من عناصر الأكناف قرر أعلن بيعته لتنظيم داعش على مبدأ "السلامة" وذلك بعد أن أعدم تنظيم داعش عدد من الشبان الفلسطينيين ذبحاً.   بينما فك الكماشة الثاني هو قوات الدفاع الوطني السورية وقوى التحالف الوطني الفلسطيني المكون من "فتح الانتفاضة – الصاعقة – جبهة النضال- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة"، إذا حاولت هذه القوى التقدم لإسناد الأكناف في مواجهة داعش، إلا أن الأكناف رفضوا هذا الإسناد منذ البداية وبادروا لإطلاق النار باتجاه القوات المتقدمة لإسنادهم، فيما أعلن قائد الأكناف اليوم وعبر بيان مصور إن معركة "تحرير المخيم" بدأت، وبكون ميليشيا "جيش الإسلام" التي يقودها الإرهابي "زهران علوش" تعتبر نفسها مسؤولة عن المناطق الدمشقية اتجه الاخير إلى إعلن معركة أسماها "نصرة أهل اليرموك"، والمهم التذكير هنا أن علوش كان في الفترة الأخيرة قد استعدى جبهة النصرة بكونها رفضت مبايعته "خليفة للمسلمين"، كما إنه كان قد أصدر في الفترة الأخيرة تسجيل فيديو على طريقة داعش ليعلن فيه تشكيل جيش أسمه "جيش علي بن أبي طالب" ومهتمه محاربة داعش، وكل ذلك دون أن يكون على أرض الميدان أي من الأفعال، إذ يكتفي علوش في الفترة الأخيرة بالبيانات بعد أن تعرضت مقراته ومستودعات الذخيرة التابعة له لجملة من العمليات الجوية السورية التي أفقدته الكثير من القدرات، وبرغم ما أشاعه علوش عن إسناده للأكناف في المخيم، إلا أن المصادر تؤكد إن أياً من عناصره تحرك نحو هذا الإسناد بالمطلق.   في الجانب السوري، حيث تتقدم القوات السورية والفصائل المتحالفة في عمق المخيم، الوصول إلى نقاط لم تكن الفصائل الفلسطينية قد وصلت إليها قبلاً وذلك بفضل إسناد مدفعي مركز من قبل الجيش السوري على مقرات داعش في الحجر الأسود، ومن ثم عمليات جوية ركزت على خطوط داعش وجبهة النصرة الأمامية موقعة خسائر واضحة أدت إلى تراجع كبير في صفوف "داعش"، ولعل دخول قوات الدفاع الوطني إلى المخيم سيخلق حالة من التوازن، وذلك بعد أن أحكم الجيش العربي السوري يوم أمس الطوق على المخيم والمناطق الملاصقة له، وذلك لحصر "داعش" ضمن بقعة جغرافية من الصعب أن يخرج منها، ومع تعنت أكناف بيت المقدس المدفوعين بقرار  سياسي من قبل خالد مشعل وأعضاء المكتب السياسي المحكومين أصلاً بالقرار القطري، فإن هذه الميليشيا ترمي نفسها في المحرقة دون أن يكون للمشعل أو مموليها القطريين أي تخوف مما سيكون في المستقبل، و مرد هذا التوجه إن مشعل والمكتب السياسي في حماس الخارجين عن نطاق المنطق العقلاني في قياس الأمور يحاولون استرضاء قطر أكثر خلال المرحلة القادمة ليكون القرار العربي مؤيد لمواقفهم في الداخل الفلسطيني، فحل الدول الثلاث يناسب أحلام خالد مشعل السلطوية أكثر من حل الدولتين أو تحرير فلسطين، كما إن تحويل غزة إلى وطن قومي للإخوان المسلمين فكرة تناسب العاصمة القطرية وبالتالي من الطبيعي أن يتم الدفع بخالد مشعل نحو مواقف تقربه من الدول المعادية لسوريا، ومن الطبيعي أيضاً أن يكون لخالد مشعل الذي تنكر لمبادئ المقاومة هذه المواقف في مخيم اليرموك، ليصار لتحميل الدولة السورية أزمة المخيم إنسانياً، وتظهر على إنها دولة ضعيفة كما يريد الإعلام القطري.   ففي حسابات الدوحة، أنه لو تمدد داعش وسيطر على المخيم فإن العملية السياسية في سوريا ستكون أكثر تعقيداً وذلك بكون الإعلام المساند للإرهاب سيعمل على تصوير دمشق على إنها ضعيفة في مواجهة التنظيم، كما إنها تدرك تماماً إن التحالف ما بين "داعش" وجبهة النصرة لن يدوم في مخيم اليرموك بسبب الخلاف العميق بين قيادات التنظيمين، واختلاف مرجعيتهما على مستوى التمويل والعقائد، لذا فإنها تدرك إن قوة "داعش" في المنطقة الجنوبية من سوريا ليست بالكافية لأخذ المخيم، وبالتالي من الضروري أن يعزز التنظيم نفسه من خلال سحق الأكناف ودفع من تبقى من عناصره للانضمام إلى صفوف التنظيم لحفظ حياته، وعلى ذلك يمكن بناء هجمة إعلامية تظهر الحكومة السورية على إنها غير قادرة على حماية العاصمة، لكن هل يقدر داعش على أخذ النقاط التي سيطرت عليها القوات السورية في عمق المخيم.   فالوصول إلى شارع لوبيا، وفتح الطريق أمام المدنيين للوصول إلى نقاط أمنة مؤقتاً داخل المخيم، لتصبح الاشتباكات في محور "ثانوية اليرموك للبنات"، في نقطة قد تقلب المعادلة في المخيم الذي أخلت حركة أحرار الشام فيه مواقعها وسلمتها لداعش منسحبة إلى منطقة "يلدا" فيما رفع مسلحو يلدا "السواتر" الترابية التي تفصل منطقتهم عن المخيم، ويعلم المسلحون على أمرين في الوقت نفسه، تجنب داعش والجيش السوري في الوقت نفسه، وبالتالي ما الذي سيدفعه مسلحو الأكناف مقابل إرضاء خالد مشعل لسادته في قطر كي لا تقوم مصالحة في المخيم، ومن المستفيد من جعل عاصمة الشتات منطقة لداعش في مرحلة تذهب فيها الحكومة السورية نحو تفعيل العمل العسكري في المخيم لإخلائه من المسلحين ومن ثم تحييده بإرادة سورية، فالمعلومات الخاصة تفضي إلى أن الجيش العربي السوري الذي ذهب نحو تشكيل غرفة عمليات مشتركة مع الفصائل المتحالفة في المخيم يعد لعملية عسكرية كبرى تأسيساً على العمليات التي نفذتها قوات الدفاع الوطني خلال اليومين الماضيين، ومن المتوقع أن تظهر نتائج تقدم القوات السورية خلال الساعات القادمة.

المصدر : عربي برس - محمود عبداللطيف


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة