يواصل «داعش» مدعوماً بـ«جبهة النصرة» التقدم في اليرموك وسط تراجع «أكناف بيت المقدس»، فيما تتجمع حشود من الفصائل الفلسطينية على أطراف المخيم استعداداً للتصدي للتنظيمين

لليوم الثالث على التوالي، لا يزال وسط مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين يشهد اشتباكات عنيفة بين تنظيم «داعش» و«تنظيم القاعدة في بلاد الشام ــ جبهة النصرة» من جهة، وبين مسلّحي «أكناف بيت المقدس» والمسلّحين المحليين من جهة أخرى. وبالرغم من أن المشهد لا يزال غير محسوم حتى الآن، إلا أن الأنباء الواردة من داخل مخيم اليرموك حتى الآن تشير إلى سيطرة «داعش» و«النصرة» على أكثر من 60% من مساحة المخيم، بدءاً من جنوبه وحتى شارع لوبيا، الذي أفلح التنظيمان في السيطرة عليه مساء أمس، والتمركز في نقطة مقهى أبو حشيش، في وسط شارع لوبيا، كخط تماس جديد.

 في المقابل، تبدو «أكناف بيت المقدس» وحلفاؤها في موضع حرج، نتيجة لضيق هوامش مناورتها في مجابهة التنظيمين المقابلين. فهي بخسارتها نقطة أبو حشيش ومشفى الباسل تكون قد انحصرت في حيز ضيق في القسم الشمالي من المخيم، في وقت تشهد فيه أطراف اليرموك الشمالية احتشاد مقاتلين من «اللجان الشعبية»، التابعة لفصيلي «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ــ القيادة العامة» و«فتح الانتفاضة»، بانتظار قرار الدخول إلى المخيم لمجابهة تقدّم «داعش» و«النصرة».

يقول مصدر مقرّب من «أكناف بيت المقدس» لـ«الأخبار» إن «مقاتلي الأكناف عمدوا بعد خسارة مواقعهم في شارع لوبيا إلى تشكيل خط دفاع جديد بوجه القوى المهاجمة، في المناطق التي تلي شارع لوبيا شمالاً»، مشيراً إلى أن «إمكانية صمود الدفاعات الجديدة لا تزال غير مضمونة، في ظل الضغط المتواصل الذي يفرضه المهاجمون». فيما قال مصدر آخر من «اللجان الشعبية» لـ«الأخبار» إن عدداً من مسلّحي «أكناف بيت المقدس» ومجموعات أهلية أخرى، عمدوا «إلى تسليم أنفسهم إلى نقاط للجيش السوري على أطراف اليرموك، طالبين التعاون لوقف تقدم داعش وجبهة النصرة في المخيم». وفي المقابل، طالب مسلحو «داعش» صباح أمس، عبر مكبرات الصوت، مسلّحي «الأكناف» بتسليم أنفسهم، واصفين إياهم بـ«المرتدين، لأنهم قاتلوا جند الخلافة». وقال مصدر محلي لـ«الأخبار» إن «مسلحي داعش شنوا حملات دهم واعتقال للمدنيين الملتزمين بيوتهم في شارع المدارس وامتداد شارع حيفا، مختطفين عدداً كبيراً من الشبان الفلسطينيين، إضافة إلى فتاتين تعملان في مجال التمريض والإغاثة». يأتي ذلك في وقت نجح فيه العديد من العائلات في الفرار من مخيم اليرموك باتجاه مناطق يلدا وببيلا الملاصقتين. وفي موازاة ذلك، أدخلت أمس الفرق الإغاثية التابعة لـ«الهلال الأحمر السوري» 15 شاحنة محملة بالمواد الإغاثية، تحتوي على نحو 7500 سلة إغاثية، إلى مناطق ببيلا ويلدا وبيت سحم، حيث جرت عمليات إغاثة وإسعاف الأسر الفارة من داخل مخيم اليرموك.

وفي درعا، جنوباً، اختطف مسلّحو «تنظيم القاعدة في بلاد الشام ــ جبهة النصرة» أمس عدداً من سائقي شاحنات الترانزيت على معبر نصيب الحدودي، بينهم 10 لبنانيين، وذلك إثر سيطرة التنظيم على المعبر قبل أيام، وقيام عناصره بنهب محتويات تلك الشاحنات. وقال مصدر مطلع لـ«الأخبار»، إن «الغاية من اختطاف السائقين هي المطالبة بفديات مالية، تبلغ قيمتها 50 ألف دولار لكل سائق لبناني». ولفت إلى أن «نحو 30 شاحنة لبنانية لا تزال محتجزة أيضاً لدى مسلّحي التنظيم». وفور ذلك، بادر «اتحاد العشائر العربية»، بالتواصل مع ناشطين من المعارضة، إلى التفاوض على إطلاق سراح المختطفين، فيما أُرسل كتاب إلى «رئيس دائرة العدل في حوران» للمطالبة بإطلاق سراحهم. إلى ذلك، استهدف الجيش نقاطاً لمسلّحي «جبهة النصرة» في إنخل وزمرين وسملين، في ريف درعا، وفي مسحرة ورسم الخوالد، في ريف القنيطرة، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد منهم.

وفي حمص، قتل قائد «كتائب خالد بن الوليد»، التابعة لـ«فيلق حمص»، عبد الرزاق خالد جمعة، أثناء اشتباكات مع الجيش في بلدة الغنطو في الريف الشرقي للمحافظة. كذلك، قتل العديد من مسلّحي «حركة أحرار الشام» في بلدات رجم القصر ورجم العالي ومشيرفة الشمالية والمرملة، شرقي حمص، إثر استهداف الجيش مواقعهم.

وفي جنوبي إدلب (شمالاً)، تواصلت الاشتباكات العنيفة في محيط بلدة المسطومة بين الجيش و«الدفاع الوطني» وبين مسلّحي «القاعدة» وحلفائهم، الذين سيطروا على مدينة إدلب الأسبوع الماضي ويركزون هجماتهم على معسكر الجيش في المسطومة.

  • فريق ماسة
  • 2015-04-03
  • 10445
  • من الأرشيف

«داعش» يتقدم في اليرموك... وحشود فلسطينية على أطرافه!

يواصل «داعش» مدعوماً بـ«جبهة النصرة» التقدم في اليرموك وسط تراجع «أكناف بيت المقدس»، فيما تتجمع حشود من الفصائل الفلسطينية على أطراف المخيم استعداداً للتصدي للتنظيمين لليوم الثالث على التوالي، لا يزال وسط مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين يشهد اشتباكات عنيفة بين تنظيم «داعش» و«تنظيم القاعدة في بلاد الشام ــ جبهة النصرة» من جهة، وبين مسلّحي «أكناف بيت المقدس» والمسلّحين المحليين من جهة أخرى. وبالرغم من أن المشهد لا يزال غير محسوم حتى الآن، إلا أن الأنباء الواردة من داخل مخيم اليرموك حتى الآن تشير إلى سيطرة «داعش» و«النصرة» على أكثر من 60% من مساحة المخيم، بدءاً من جنوبه وحتى شارع لوبيا، الذي أفلح التنظيمان في السيطرة عليه مساء أمس، والتمركز في نقطة مقهى أبو حشيش، في وسط شارع لوبيا، كخط تماس جديد.  في المقابل، تبدو «أكناف بيت المقدس» وحلفاؤها في موضع حرج، نتيجة لضيق هوامش مناورتها في مجابهة التنظيمين المقابلين. فهي بخسارتها نقطة أبو حشيش ومشفى الباسل تكون قد انحصرت في حيز ضيق في القسم الشمالي من المخيم، في وقت تشهد فيه أطراف اليرموك الشمالية احتشاد مقاتلين من «اللجان الشعبية»، التابعة لفصيلي «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ــ القيادة العامة» و«فتح الانتفاضة»، بانتظار قرار الدخول إلى المخيم لمجابهة تقدّم «داعش» و«النصرة». يقول مصدر مقرّب من «أكناف بيت المقدس» لـ«الأخبار» إن «مقاتلي الأكناف عمدوا بعد خسارة مواقعهم في شارع لوبيا إلى تشكيل خط دفاع جديد بوجه القوى المهاجمة، في المناطق التي تلي شارع لوبيا شمالاً»، مشيراً إلى أن «إمكانية صمود الدفاعات الجديدة لا تزال غير مضمونة، في ظل الضغط المتواصل الذي يفرضه المهاجمون». فيما قال مصدر آخر من «اللجان الشعبية» لـ«الأخبار» إن عدداً من مسلّحي «أكناف بيت المقدس» ومجموعات أهلية أخرى، عمدوا «إلى تسليم أنفسهم إلى نقاط للجيش السوري على أطراف اليرموك، طالبين التعاون لوقف تقدم داعش وجبهة النصرة في المخيم». وفي المقابل، طالب مسلحو «داعش» صباح أمس، عبر مكبرات الصوت، مسلّحي «الأكناف» بتسليم أنفسهم، واصفين إياهم بـ«المرتدين، لأنهم قاتلوا جند الخلافة». وقال مصدر محلي لـ«الأخبار» إن «مسلحي داعش شنوا حملات دهم واعتقال للمدنيين الملتزمين بيوتهم في شارع المدارس وامتداد شارع حيفا، مختطفين عدداً كبيراً من الشبان الفلسطينيين، إضافة إلى فتاتين تعملان في مجال التمريض والإغاثة». يأتي ذلك في وقت نجح فيه العديد من العائلات في الفرار من مخيم اليرموك باتجاه مناطق يلدا وببيلا الملاصقتين. وفي موازاة ذلك، أدخلت أمس الفرق الإغاثية التابعة لـ«الهلال الأحمر السوري» 15 شاحنة محملة بالمواد الإغاثية، تحتوي على نحو 7500 سلة إغاثية، إلى مناطق ببيلا ويلدا وبيت سحم، حيث جرت عمليات إغاثة وإسعاف الأسر الفارة من داخل مخيم اليرموك. وفي درعا، جنوباً، اختطف مسلّحو «تنظيم القاعدة في بلاد الشام ــ جبهة النصرة» أمس عدداً من سائقي شاحنات الترانزيت على معبر نصيب الحدودي، بينهم 10 لبنانيين، وذلك إثر سيطرة التنظيم على المعبر قبل أيام، وقيام عناصره بنهب محتويات تلك الشاحنات. وقال مصدر مطلع لـ«الأخبار»، إن «الغاية من اختطاف السائقين هي المطالبة بفديات مالية، تبلغ قيمتها 50 ألف دولار لكل سائق لبناني». ولفت إلى أن «نحو 30 شاحنة لبنانية لا تزال محتجزة أيضاً لدى مسلّحي التنظيم». وفور ذلك، بادر «اتحاد العشائر العربية»، بالتواصل مع ناشطين من المعارضة، إلى التفاوض على إطلاق سراح المختطفين، فيما أُرسل كتاب إلى «رئيس دائرة العدل في حوران» للمطالبة بإطلاق سراحهم. إلى ذلك، استهدف الجيش نقاطاً لمسلّحي «جبهة النصرة» في إنخل وزمرين وسملين، في ريف درعا، وفي مسحرة ورسم الخوالد، في ريف القنيطرة، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد منهم. وفي حمص، قتل قائد «كتائب خالد بن الوليد»، التابعة لـ«فيلق حمص»، عبد الرزاق خالد جمعة، أثناء اشتباكات مع الجيش في بلدة الغنطو في الريف الشرقي للمحافظة. كذلك، قتل العديد من مسلّحي «حركة أحرار الشام» في بلدات رجم القصر ورجم العالي ومشيرفة الشمالية والمرملة، شرقي حمص، إثر استهداف الجيش مواقعهم. وفي جنوبي إدلب (شمالاً)، تواصلت الاشتباكات العنيفة في محيط بلدة المسطومة بين الجيش و«الدفاع الوطني» وبين مسلّحي «القاعدة» وحلفائهم، الذين سيطروا على مدينة إدلب الأسبوع الماضي ويركزون هجماتهم على معسكر الجيش في المسطومة.

المصدر : الأخبار/ ليث الخطيب


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة