دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تبنت ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام التفجير في منطقة حارة حريك - الضاحية الجنوبية، وفي ما يلي نص البيان الكامل الذي يتضمن هذا التبني:
"بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين… وبعد:
ففي الوقت الذي انطلقت فيه جحافل الدّولة الإسلامية في العراق والشّام لاستعادة المناطق التي انحازت منها في العراق، وبدأ زحفهم المبارك من مدن الأنبار حتى الموصل مروراً بصلاح الدّين، وانقلبت محنتهم في الصحراء منحةً وهم الذين ما زادتهم البلايا إلا نقاوة وطهارة، فلم يغرّهم قلة سابقٍ ولا طعن متخاذلٍ ولا تنطع جاهل، ورزقهم الله من فضله محبّة في قلوب الناس وهيبة في نفوس أعدائهم الرافضة ومن ناصرهم من الأذناب، وها هم اليوم في خندق واحدٍ بين أهلهم وعشائرهم بعد أن زالت الغشاوة عن عيون الكثيرين فأبصروا الحقّ ولو بعد حين.
وفي الوقت الذي تمكن فيه الجهد الأمني للدّولة الإسلاميّة من كسر الحدود واختراق المنظومة الأمنيّة لحزب الشيطان الرافضي في لبنان ودكّ معقله بعقر داره فيما يسمّى بالمربع الأمني في الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الخميس الموافق لـ ٣٠ صفر ١٤٣٥ للهجرة، في دفعة أولى صغيرة من الحساب الثقيل الذي ينتظر هؤلاء الفجرة المجرمين.
وفي الوقت الذي يسطّر فيه أبناء الدّولة أروع الأمثلة في الذّود عن حياض المسلمين وسدّ الثغور الشامية في أغلب مناطق سوريا، وبدء مرحلة جديدة من الغزوات الكبيرة للقضاء على ما تبقّى من القواعد والمطارات المحاصرة في المناطق المحررة وخطوط القتال…
في هذا الوقت بالذات تصاعدت الحملة الإعلاميّة على الدّولة الإسلاميّة، واشرأبت رؤوس النفاق وتناغمت الأصوات الشّاذة المحرّضة ضدّ المجاهدين وخاصة المهاجرين في الشّام، في سعيٍ حثيثٍ لتشويه صورة رجال الجهاد الحقيقي في الميدان، وتصويرهم على أنهم قتلةٌ مجرمون، وأغرار لا يفقهون من السياسة شيئاً ولا يعرفون للشريعة حرمة ولا يتحاكمون إليها، ولحقَ بقاطرة هؤلاء المهرجين بعض القعدة الذين ولغوا في المجاهدين ولبسوا لبوس النّصح وأقحموا أنفسهم فيما لا علم لهم به، وهم مثقلون مُخلدون إلى الأرض، أعجزهم ضعف العزيمة عن نُصرة أهلهم، وفيهم من جلس في كنف الطواغيت وليس بينه وبين المسلمات اللاتي تُنتهك أعراضهن في سوريا سوى حدودٌ خُطّت بالقلم على الخريطة.
لقد كان من نتيجة هذه الفتاوى الضّالة والتحريض والشّحن المستمر أن تطاول بعض الرعاع السفلة على المهاجرين في سبيل الله بمدينة حلب وريفها، مستغلين الاستنفار الذي دخلته الدّولة الإسلامية لصدّ الجيش النّصيري الهائج في تقدمه الأخير على حلب، حيث يرابط الآلاف من جنود الدّولة على طول خطوط الرباط والثغور الحساسة فيه، فأريقت دماء طاهرة لمهاجرين غدراً على أيدي قتلةٍ مجرمين لم يعرفوا لهؤلاء فضلاً ولا معروفاً، فسُحقاً لخفاف العقول ممّن يقول الكلمة لا يُلقى لها بالاً وهو قاعدٌ على وسادته ببيت أهله يفتي في أمور الجهاد، وهنيئاً لهم الدّماء التي أريقت وستتعلق برقابهم يوم يُعرضون على ربّهم.
ونحسبُ يقيناً أنّ تمدّد وانتشار مشروع الدّولة المباركة في المنطقة، ومبادرة النّاس أفراداً وجماعاتٍ وعشائر للانضمام إليها والتطورات الأخيرة في العراق سرّع من عجلة المؤامرة التي أُعدّ لها في الخفاء فانكشفت بسرعة وانفضحت وجوه كالحة لطالما جُملت بقناع الدّعوة والنّصح، لكن يأبى الله إلا أن يكشف خبيئتها قبل قبضها، قال تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ * وَلَوْ نَشَاء لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ * وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} [سورة القتال: ٢٩-٣١].
وها هنا عندنا رسائل قصيرة، فرسالتنا الأولى إلى أبناء الدّولة الإسلاميّة أنفسهم الذين نقول لهم:
بيّض الله وجوهكم أيها الأطهار، فقد والله أثبتت المحنُ أنكم من خيرِ معادن الأرض نقاءً وصفاءً، وأبشروا فإنكم ابتُليتم بمن لم يعرف لكم فضلاً، وظلمكم القريب والبعيد فصبرتم، وزُلزلتم فثبتّم وما انحنيتم، وتكالب عليكم الناس فما تفرقتم، وهذا ما يُرعب عدوكم منكم، فهنيئاً لكم الأجر والنصر الذي ستلامسونه بأيديكم وترونه بأعينكم كما رأيتموه من قبل بإذن الله، ولكن هذه المرة أكثر صفاءً وثباتاً، وما عليكم إلا بالإخلاص وحسن التوكل على الله، والثقة بوعده، وصدق التوجه إليه، فأنتم يا عباد الله في تجارةٍ رابحةٍ لا خيبةَ فيها ولا خسران، والضامنُ فيها هو الله، وحسبُكم قول نبينا صلى الله عليه وسلم:
” انتدب الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا إيمان بي وتصديق برسلي أن أرجعه بما نال من أجرٍ أو غنيمةٍ أو أدخله الجنة، ولولا أن أشقّ على أمتي ما قعدتُ خلفَ سرية، ولوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل”..
ورسالتنا الثانية إلى الجماعات المجاهدة الصادقة في الميدان: كونوا أيها الإخوة على قدر المسؤولية وهبّوا لنُصرة إخوانكم، فلئن والله قُدّر وتمّ للمجرمين ما يريدون بالمهاجرين ومشروع الدّولة فسيأتي عليكم الدّور أسرع ممّا تظنّون، ولا يغرنّكم ما تلقونه من الإطراء والمديح، فذلك من مكرهم بكم ولن يلبثوا قليلاً حتى يقلبوا لكم ظهر المجنّ، ويكون حالكم كحال من قال “أُكلت يوم أكل الثّور الأبيض”، ولكم فيما حصل بعد مؤامرة الصحوات في العراق عبرة، فالأعداء سائرون على نفس هذه الخطّة حذو القذّة بالقذّة، فاعتبروا قبل أن تكونوا عبرة لغيركم، ولا يُلدغُ مؤمن من جحر مرتين.
ورسالتنا الثالثة إلى أهلنا وأحبّتنا المسلمين في ولاية حلب، فنقول لهم: نحورنا وضعناها في سبيل الله دون نحوركم وأنتم تعرفون ذلك حقّ المعرفة، وهذه صرخة نذير لكم بين يدي هذه الفتنة، فوالله لو قُدّر وانكسرت خطوط الرباط إن اشتدّ الضغط على الدّولة الإسلاميّة من هؤلاء الرعاع، فستسقط حلب المدينة في سويعات بأيدي جيش النظام النصيري المجرم، ولا تسلوا حينئذ عمّا سيُفعل بكم، وهذا ما يريده النّظام قبل أن تبدأ فصول المؤامرة عليكم بالاكتمال في “جنيف ٢″، فواجهوا الحقيقة وأعدّوا للأمر عُدته وقفوا مع أبنائكم في الدّولة الإسلاميّة قبل أن تندموا ولات ساعة مندمِ.
أمّا الخونة الذي غدروا بخيرة عباد الله وأراقوا دمائهم بدم بارد فنقول: والذي رفع السماء بلا عمد لن تضيع دماء إخواننا هدراً، لا والله، فأبشروا بما يقضّ مضاجعكم أيها المفسدون، فما نفرنا وقاتلنا الأسود والحمر ليتلاعب بنا الفُجّار، لا والله، ولكن لتكون كلمة الله هي العليا شاء من شاء وأبى من أبى، فليكن فيما حصل لأقرانكم في العراق عبرة وأين هي الفصائل التي قاتلت الدّولة الإسلامية اليوم، ولتعلموا أنّ هذه الحملة المسعورة لن تزيد مشروع الدّولة بإذن الله إلا رسوخاً وأبناءها إلا ثباتاً على هذا الطريق، وصدق العبد الصالح رحمه الله في قوله:
(باقية: لأنّ الكفر بكلّ ملله ونِحله اجتمع علينا، وكلّ صاحب هوى وبدعةٍ خوّان جبان بدأ يلمز ويطعن فيها، فتيقنّا بصدق الهدف وصحة الطريق).
والله أكبر
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ}".
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة