دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
استمرت الاشتباكات التي تقودها القوات العراقية ومسلحون من العشائر بهدف استعادة السيطرة على مدينتي الرمادي والفلوجة ومحيطهما في محافظة الأنبار، أمس، فيما استفاد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» من الانقسامات والتعقيدات الميدانية، فاغتنم الفرصة لمحاولة فرض نفسه كمدافع عن المعارضين لحكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في عموم الأنبار، وإعلان الفلوجة «ولاية إسلامية».
ووسط هذه التطورات، أكدت واشنطن دعمها للحكومة العراقية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف، في مؤتمر صحافي مساء أمس الأول، إنّ بلادها تتابع «الأحداث في الأنبار. نحن نعمل على مساعدة كل القادة للتركيز على التهديد الذي يفرضه تنظيم القاعدة في العراق. هذا تهديد مشترك ... ونحن نساعد لمساندة الحكومة العراقية في هذه المعركة المشتركة. نحن على اتصال دائم ووثيق بالحكومة العراقية»، مضيفة «نشجع الحكومة للعمل مع الشعب لمحاربة هؤلاء الإرهابيين ... ولا مكان لمثل هذا العنف في العراق، ونحن ملتزمون جدياً في الاستمرار بالعمل معهم (العراقيين) لمحاربة هذا العدو المشترك سوياً».
وفي حصيلة المعطيات الميدانية للعملية المتواصلة في المدينتين وفي محيطهما، بدا، أمس، أنّ القوات العراقية، مدعومة بمسلحين من العشائر، عجزت عن استعادة كامل المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، وسط أنباء عن أنّ الاشتباكات الدامية بين الطرفين أسفرت عن مقتل نحو مئة شخص، على الأقل، أمس، بينهم حوالي 30 مدنياً.
ولليوم الثالث على التوالي، حافظ المقاتلون المرتبطون بتنظيم «القاعدة» على عدة مواقع سبق أن سيطروا عليها في مدينتي الرمادي والفلوجة.
وقال مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية إنّ «اشتباكات مسلحة في الرمادي بين تنظيم القاعدة من جهة وقوات الشرطة وأبناء العشائر من جهة ثانية وقعت اليوم (أمس) وترافقت مع انتشار إضافي لتنظيم القاعدة» في وسط وفي شرق المدينة.
وأضاف «يواصل عناصر الشرطة ومسلحون من أبناء العشائر انتشارهم في عموم مدينة الرمادي»، فيما نقلت قناة «العراقية» الحكومية عن قيادة عمليات الأنبار أنّ قوة من الرد السريع قتلت «عشرة إرهابيين» وألقت القبض على عنصرين من تنظيم «داعش» في الرمادي.
في غضون ذلك، أعلن مصدر أمني في محافظة الأنبار مقتل أمير تنظيم «داعش» في الرمادي عبد الرحمن البغدادي. وقال المصدر، أمس، إن «أمير تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام في الرمادي عبد الرحمن البغدادي قُتل اليوم (أمس)»، مضيفاً أنّ «طائرات الجيش العراقي قصفت بالصورايخ تجمعاً يضم 150 مسلحاً من تنظيم داعش في مدينة الرمادي وأسفر القصف عن مقتل عدد كبير منهم بينهم والي التنظيم المدعو ابو عبد الرحمن البغدادي».
بدوره، أعلن رئيس «مؤتمر صحوة العراق» الشيخ أحمد أبو ريشة مقتل 62 من عناصر «القاعدة» بينهم أمير التنظيم في الأنبار. وقال إنّ «أبناء العشائر انتقموا من تنظيم داعش الإرهابي بمقتل أميرهم في الأنبار أبو عبد الرحمن البغدادي»، معتبراً أنّ قوات العشائر والشرطة «استطاعت حتى الآن تطهير قرابة 80 في المئة من مدن الأنبار وتواصل ملاحقة عناصر القاعدة من منطقة إلى أخرى».
من جهتها، لفتت وكالة «اسوشييتد برس» إلى أنّ القوات الحكومية الجوية استخدمت خلال عملياتها الصواريخ الأميركية الموجهة «هيلفاير»، التي حصلت على 75 منها مؤخراً ضمن صفقة تسليح عقدتها مع واشنطن، لضرب عدد من الأهداف.
وفي الفلوجة المجاورة، قال مصدر أمني إنّ «اشتباكات متقطعة تقع في الجانب الشرقي من الفلوجة بين عناصر القاعدة ومسلحين من أبناء العشائر»، مشيرا إلى أنّ مقاتلي «القاعدة» ما زالوا ينتشرون في مناطق متفرقة من المدينة.
وفي ظل هذه التطورات، ذكر عدد من المصادر المتقاطعة أنّ «داعش» اغتنم إقامة «صلاة الجمعة» في الفلوجة، أمس، ليعلنها «ولاية إسلامية». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شاهد عيان قوله انه بعد انتهاء «خطبة الجمعة» في الفلوجة «حاصر المئات من المسلحين الملثمين ساحة الصلاة وأطفأوا الكاميرات وصعد عدد منهم حاملين رايات القاعدة على منبر الخطيب». وتابع «تحدث أحدهم قائلا: نعلن الفلوجة ولاية إسلامية وندعوكم للوقوف إلى جانبنا ونحن هنا للدفاع عنكم ضد جيش (رئيس الوزراء نوري) المالكي الإيراني الصفوي، وندعو كل الموظفين للعودة إلى أعمالهم حتى الشرطة شرط أن يكونوا تحت حكم دولتنا».
وتتقدم العملية التي تقودها الحكومة العراقية في ظل اتفاقات جديدة مع العشائر، فرضها الواقع الجديد. وأبلغ شيوخ عشائر وكالة «رويترز»، أمس، أنّ نشر رجال العشائر في مواجهة المسلحين جاء بموجب اتفاق توصل إليه شيوخ العشائر مع حكومة بغداد، مساء أمس الأول، في مسعى لمواجهة تنظيم «القاعدة».
وقال شيخ عشيرة، طلب عدم ذكر اسمه، إنه «لا مجال للسماح للقاعدة بالاحتفاظ بأي موطئ قدم في الأنبار»، مضيفاً أنّ «المعركة ضارية وليست سهلة نظراً إلى أنهم يختبئون في مناطق سكنية».
في المقابل، يزداد الموقف تعقيداً لأنّ ليس كل رجال العشائر مستعدين للانضمام للقتال ضد تنظيم «القاعدة» في الأنبار، حيث الروابط العشائرية قوية. وقال زعيم عشائري، طلب عدم نشر اسمه، «بعض العشائر ضد هذا القتال. لا يستطيعون أن يفعلوا شيئا، لكنهم لا يتعاونون وحسب».
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة