دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
يستمر الجيش السوري في تطهير بلدات وقرى الريف الشرقي والشمالي الشرقي في حلب، بعد تطهيره وتحريره لبلدة المحيطة في مدينة السفيرة الاستراتيجية،فيما يواصل عمليات الالتفاف للوصول إلى مطار كواريس العسكري في الريف الجنوبي والاحياء الشرقية لمدينة حلب بهدف تطهيرها من المجموعات المسلحة بالتزامن مع تقدم الجيش السوري على عدة محاور في الريف الشمالي الشرقي، انطلاقاً من بلدة نقارين وتلة التيارة نحو طريق الباب والمسلمية، في محاولة للجيش السوري لقطع طريق الامداد المتبقي للاحياء الشرقية في حلب، والقادم من الريف الواصل الى الحدود التركية، فيما يستمر الجيش السوري بسيطرته على طريق حلب الرقة بالقرب من بلدة الدويرينة، قاطعاً بذلك طرق تنقل المسلحين من الرقة باتجاه ريف حلب الشرقي.
الجيش السوري يستخدم وبنجاح في معركة ريف حلب، تكتيك الفصل والتطويق، ليمنع المسلحين من التمدد والهرب، كمرحلة اولى، ومن ثم تبدأ المرحلة الثانية بالقضاء عليهم كل في مكانه، ما يدفع المسلحين إلى محاولة تغيير طابع المعركة، من حيث التكتيك القتالي والأسلحة المستخدمة إضافة لخطوط التماس، وبالتالي يلجأ المسلحون إلى استهداف المناطق السكنية بقذائف "الهاون" وصواريخ محلية الصنع يطلق عليها اسم صواريخ "جهنم"، وهي صواريخ من صناعة محلية تعتمد على استخدام اسطوانات الغاز كشحنة متفجرة تطلق على الاحياء السكنية لتحدث اضراراً مادية كبيرة بالإضافة إلى ضحايا بين المدنيين.
تلك الصواريخ محلية الصنع، تعتمد في تصنيعها على حشوات دافعة، من نوع "كورديت"، لا تستطيع ان تحمل الرأس المتفجر الذي يزن اكثر من 25 كيلوغرام المتمثل باسطوانة الغاز، بالإضافة الى جسم الصاروخ، إلى مسافات بعيدة، ما يؤدي إلى سقوطه في اماكن مختلفة عن وجهته، بالذات كما حدث في الأيام القليلة الماضية في حلب، حيث سقطت تلك الصواريخ المحملة باسطوانات غاز في مناطق المشهد والأنصاري والحيدرية، ليبدأ حديث المجموعات المسلحة عن استهداف المدنيين من قبل الجيش السوري في روايات مشكوك في صحتها.
ومن الملاحظ أن المجموعات المسلحة وبعد سيطرتها على بعض النقاط والمناطق، تستخدم المناطق المأهولة بالسكان، وتتخذ من المدارس قواعد عسكرية، وتنصب فيها عددا من مدافع الهاون ومن عيارات مختلفة إضافة لما بات يعرف بمدفع جهنم، وعبر تلك المدافع يتم استهداف المناطق السكنية بشكل عشوائي كما حدث في الحمدانية وسواها قبل ايام، ما يرفع عدد الضحايا في صفوف المدنيين.
وبعد استعادة الجيش السوري سيطرته على أعالي حي سيف الدولة الذي يقع في غرب حلب، والذي يمثّل منطقة إستراتيجيّة، تسمح لمن يسيطر عليها بالتحكم بالعديد من المفاصل الحيويّة لاحياء مدينة حلب، وتمكّن الجيش السوري من التقدّم في شارع زينو، وكذلك في حي السيّد علي. ووصول الجيش إلى قصر الوالي في المدينة القديمة، وإلى سوق الهال وسوق الذهب، وسيطرته على مستديرة شارع الزهور، صارت المجموعات المسلحة في حالة هستيرية، لذلك نلاحظ ان هناك تصعيداً في اطلاق القذائف ومحاولة اثارة استهداف المدنيين للضغط على الجيش السوري لوقف عملياته، خصوصاً ان سياسته الآن عدم اراحة المسلحين خصوصاً في اماكن تجمعاتهم او انتشارهم.
المصدر :
العهد / حسين مرتضى
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة