دمشق والمدن المحيطة استفاقت صباح يوم الاثنين 23/12/2013 لترى غيمة دخانية سوداء تحاول إخبار رسائلها من مدينة عدرا العمالية ناقلة صورة عن لون ما يحدث داخلها, أما الدروع البشرية فما زالت ترزح تحت نير التطرف والتكفير هناك.

رافق فريق موقع المنار السحابة السوداء طيلة طريق الذهاب من دمشق العاصمة إلى عدرا العمالية. الطريق الدولي لا يخلو من القنص عند الاقتراب من عدرا لكنه آمن قدر الإمكان. الأخبار من داخل المدينة العمالية لا توحي أبدا بأن الوضع مطمئن, فمجمل الأنباء عن عمليات ذبح جماعي يمارسها كل من أتى منضما لآلاف التكفيريين الذين دخلوها عنوة, والجرائم تنفذ بالجملة بحق الأهالي المدنيين الذين منعتهم جبهة النصرة الخروج أو الهروب, طبعا لتجعل منهم دروعا بشرية تحتمي بها عند مواجهة الجيش العربي السوري.

وصلنا إلى المكان المقابل لمصدر النيران التي تصنع تلك السحابة السوداء؛ المسافة لم تكن أكثر من مئة متر بيننا وبين النار المندلعة في مستودعات الوقود التي تعرضت لوابل من قذائف الهاون, أطلقها مسلحو النصرة من داخل عدرا بعد أن عجزوا عن التقدم أكثر باتجاه الطريق الدولي الرابط بين العاصمة والمنطقة الوسطى, أو الاستيلاء على ما تبقى من عدرا.

قابلنا الضابط الميداني المسؤول عن المحاور التي بدأ الجيش الدخول منها لتخليص ما تبقى من أهالي عدرا العمالية من مأساتهم التي بدأت بدخول النصرة. أخبرنا الضابط : “مجموعة من العمليات النوعية والمدروسة بدأت من عدة محاور, بدأت العملية بعد التخطيط والدراسة المتقنة, ولكن هذه المرة لن تكون عملياتنا سريعة وستأخذ من الوقت ما يطول عن المرات التي استغرقها جيشنا الباسل في مناطق سابقة” , عزا الضابط سبب التأخر هذا “لوجود المدنيين الذين تحتمي بهم تلك المجموعات الإرهابية”, ما يجبر الجيش في تلك المنطقة على تكثيف استخدام الأسلحة الخفيفة و المتوسطة.

أما المستودعات التي تم ضربها اليوم في عدرا من قِبل جبهة النصرة, فكان هناك حسابات للجيش العربي السوري منذ بداية دخول المسلحين للمنطقة, حيث بدأت عمليات افراغها من مخزونها تدريجيا رغم صعوبة الطريق, وذلك لأن الحسابات تشي بمأساة أكبر لو تم ضرب المستودعات بمخزونها الكامل, فالكميات التي كانت متواجدة فيها كفيلة بإحراق نصف المنطقة أو أكثر, فهي التي تغذي العاصمة بالمحروقات وتعتبر محطة ارتكازية تخزن فيها الكميات القادمة من المنطقة الوسطى, كما تغذي بعض المحطات الحرارية التي تولد الطاقة الكهربائية في المناطق المحيطة بعدرا وأجزاء من العاصمة.

غادرنا المكان من نفس الطريق والسحابة ما زالت ترافقنا، فلا سيارات الإطفاء قادرة على الوصول إليها ولا يمكن للجيش ترك عملياته وإخماد النار, فبرأيه إخماد الحريق الإنساني الذي يشعله المسلحون المتطرفون داخل عدرا, أهم بكثير من أي شيء آخر, واكد الضابط قبل انطلاقنا أننا “سنعود لنصور انتصارا سوريا جديدا على الإرهاب”.

  • فريق ماسة
  • 2013-12-23
  • 12658
  • من الأرشيف

عدرا العمالية وبدء معارك التحرير

دمشق والمدن المحيطة استفاقت صباح يوم الاثنين 23/12/2013 لترى غيمة دخانية سوداء تحاول إخبار رسائلها من مدينة عدرا العمالية ناقلة صورة عن لون ما يحدث داخلها, أما الدروع البشرية فما زالت ترزح تحت نير التطرف والتكفير هناك. رافق فريق موقع المنار السحابة السوداء طيلة طريق الذهاب من دمشق العاصمة إلى عدرا العمالية. الطريق الدولي لا يخلو من القنص عند الاقتراب من عدرا لكنه آمن قدر الإمكان. الأخبار من داخل المدينة العمالية لا توحي أبدا بأن الوضع مطمئن, فمجمل الأنباء عن عمليات ذبح جماعي يمارسها كل من أتى منضما لآلاف التكفيريين الذين دخلوها عنوة, والجرائم تنفذ بالجملة بحق الأهالي المدنيين الذين منعتهم جبهة النصرة الخروج أو الهروب, طبعا لتجعل منهم دروعا بشرية تحتمي بها عند مواجهة الجيش العربي السوري. وصلنا إلى المكان المقابل لمصدر النيران التي تصنع تلك السحابة السوداء؛ المسافة لم تكن أكثر من مئة متر بيننا وبين النار المندلعة في مستودعات الوقود التي تعرضت لوابل من قذائف الهاون, أطلقها مسلحو النصرة من داخل عدرا بعد أن عجزوا عن التقدم أكثر باتجاه الطريق الدولي الرابط بين العاصمة والمنطقة الوسطى, أو الاستيلاء على ما تبقى من عدرا. قابلنا الضابط الميداني المسؤول عن المحاور التي بدأ الجيش الدخول منها لتخليص ما تبقى من أهالي عدرا العمالية من مأساتهم التي بدأت بدخول النصرة. أخبرنا الضابط : “مجموعة من العمليات النوعية والمدروسة بدأت من عدة محاور, بدأت العملية بعد التخطيط والدراسة المتقنة, ولكن هذه المرة لن تكون عملياتنا سريعة وستأخذ من الوقت ما يطول عن المرات التي استغرقها جيشنا الباسل في مناطق سابقة” , عزا الضابط سبب التأخر هذا “لوجود المدنيين الذين تحتمي بهم تلك المجموعات الإرهابية”, ما يجبر الجيش في تلك المنطقة على تكثيف استخدام الأسلحة الخفيفة و المتوسطة. أما المستودعات التي تم ضربها اليوم في عدرا من قِبل جبهة النصرة, فكان هناك حسابات للجيش العربي السوري منذ بداية دخول المسلحين للمنطقة, حيث بدأت عمليات افراغها من مخزونها تدريجيا رغم صعوبة الطريق, وذلك لأن الحسابات تشي بمأساة أكبر لو تم ضرب المستودعات بمخزونها الكامل, فالكميات التي كانت متواجدة فيها كفيلة بإحراق نصف المنطقة أو أكثر, فهي التي تغذي العاصمة بالمحروقات وتعتبر محطة ارتكازية تخزن فيها الكميات القادمة من المنطقة الوسطى, كما تغذي بعض المحطات الحرارية التي تولد الطاقة الكهربائية في المناطق المحيطة بعدرا وأجزاء من العاصمة. غادرنا المكان من نفس الطريق والسحابة ما زالت ترافقنا، فلا سيارات الإطفاء قادرة على الوصول إليها ولا يمكن للجيش ترك عملياته وإخماد النار, فبرأيه إخماد الحريق الإنساني الذي يشعله المسلحون المتطرفون داخل عدرا, أهم بكثير من أي شيء آخر, واكد الضابط قبل انطلاقنا أننا “سنعود لنصور انتصارا سوريا جديدا على الإرهاب”.

المصدر : المنار


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة