تحركات تنظيم‏" الدولة الإسلامية بالعراق والشام" داعش"‏ المتصل بتنظيم القاعدة بشمال وغرب العراق وشمال سوريا تؤكد سعيه لإقامة" إمارة إسلامية‏"في أجزاء من العراق وشمال سوريا‏.

‏ فبقلق واضح يتابع العالم تعرض العراق لطوفان مستمر من العمليات الإرهابية المتلازمة مع دلائل تشير إلي جهود مبذولة من قبل التنظيمات المتطرفة هناك لإقامة دولة لها في العراق يمتد نفوذها من غرب العراق إلي شمال سوريا‏.‏

وقد عقد مجلس النواب بالكونجرس الأمريكي جلسة استماع لمتابعة التطور الذي طرأ علي نشاط تنظيم القاعدة والجماعات التابعة له بالعراق. وأشارت الوثائق المتداولة بالجلسة إلي مخطط جيو ــ سياسي وضعه' تنظيم القاعدة في العراق' ـ الذي تحول إلي مظلة ينضوي تحتها تنظيم' الدولة الإسلامية في العراق' منذ عام2006 ثم إلي' الدولة الإسلامية في العراق والشام' عام2013 ـ

يهدف إلي إقامة إمارة في المنطقة الممتدة من غرب العراق لتصل حدودها إلي ساحل البحر المتوسط ولبنان وإسرائيل غربا, وتركيا شمالا. وقد رصدت واشنطن قيام التنظيم بالاستيلاء علي مواقع صحراوية في الأنبار بالعراق كان من المفترض أن يمر عبرها خط أنابيب البترول' الحديثة ـ العقبة'. والاستيلاء علي مساحات بمنطقة الجزيرة في شمال الموصل بالعراق لتقطع بذلك مسار مشروع مد خط أنابيب الغاز والبترول من البصرة إلي تركيا شمالا. وبالتالي تمت عرقلة ثلاثة مشروعات أمريكية ـ عراقية تهدف إلي مد خطوط أنابيب لتصدير البترول والغاز العراقي عبر طرق بديلة للخليج العربي ومضيق هرمز في الجنوب.

وفيما يتعلق بنشأة' داعش' أشارت صحيفة' التايمز' البريطانية إلي أن القوات الأمريكية ساعدت بطريقة غير مباشرة علي إنتاج أهم قائد ينتمي للقاعدة في الشرق الأوسط وذلك عندما سجنت إبراهيم عوض إبراهيم علي البدري ـ وهو مزارع   عراقي يبلغ من العمر33 عاما ـ لمدة ثلاثة شهور مع سجناء ينتمون إلي القاعدة مما ساعد علي تحوله السريع من' سلفي' إلي' متطرف' وغير اسمه إلي أبي بكر البغدادي.

وكون البغدادي مع أبي عبد الرحمن البلاوي الضابط السابق في الجيش العراقي أضخم الجماعات التابعة للقاعدة في المنطقة وأطلقت علي نفسها اسم' الدولة الإسلامية في العراق والشام'. ووسعت المنظمة نشاطاتها لتشمل العمق السوري, كما قامت باقتحام8 سجون عراقية, بما فيها سجن أبو غريب, وحررت مئات السجناء أغلبهم من القاعدة. وتعتبر المنظمة مسئولة عن العمليات الانتحارية التي استهدفت الكثير من المناطق "الشيعية" في البلاد.

وقد تزايدت مؤشرات نشاط تنظيم القاعدة والتنظيمات التابعة له في العراق. وشهد أحد أيام شهر يوليو2013 تنفيذ عملية' من بيروت إلي ديالا' التي شملت تفجير سيارات مفخخة في مناطق ممتدة من العاصمة اللبنانية بيروت وصولا إلي مناطق متاخمة للحدود الإيرانية في العراق.

وهناك اعتقاد قوي بأن زيادة وتيرة العمليات الإرهابية والعنف المسلح في غرب البلاد يهدف إلي الاستفادة من هشاشة التواجد الأمني والحكومي في المنطقة وعدم وجود روابط أمنية واجتماعية قوية بالحكومة المركزية العراقية في بغداد, مما يجعل المنطقة مهيأة لعملية انفصالية عن العراق. وقد عادت ظاهرة سيطرة التنظيمات المتطرفة المسلحة التابعة للقاعدة علي بعض البلدات والقري استعدادا لتحقيق مخطط إقامة ولاية أو إمارة إسلامية "سنية" متطرفة.

وفي نوفمبر الماضي اقتحمت القوات العراقية معسكرات تابعة لـ' داعش' في صحراء الأنبار بغرب العراق لتكتشف وجود مخطط يهدف إلي السيطرة علي عدة بلدات حدودية عند الحدود العراقية السورية في غرب الأنبار بالإضافة لمدن رئيسية مثل الفالوجا والرمادي. ووفقا للمخطط فإن أتباع' داعش' كانوا سيهاجمون أقسام الشرطة ومركز عمليات للجيش العراقي يشرف علي4 مناطق في شمال وجنوب العراق بالإضافة لعدة مبان حكومية في الرمادي وعدة بلدات في غرب البلاد.

وحاليا يتمركز أتباع' داعش' في المناطق الصحراوية بغرب وشمال العراق. وفي شهر سبتمبر هاجموا الكباري والطرق التي تربط بين أربع بلدات حدودية ومدينة الرمادي عاصمة الأنبار سعيا لقطع الإمدادات الأمنية عن البلدات الحدودية قبل اقتحامها. ونظم أتباع' داعش' موكبا استعراضيا في أحد ميادين مدينة الرمادي في نهاية نوفمبر الماضي. وبالفعل رصدت وسائل الإعلام العالمية ظهور ما يعرف بـ'ولاية شمال الجزيرة' بالقرب من مدينة الموصل شمالا و'ولاية جنوب الجزيرة' في صحراء الأنبار حيث ضمت كل منهما معسكرات ومراكز تدريب ومراكز قيادة ومخازن سلاح. ونجح أتباع' داعش' في فرض سيطرتهم علي عدة قري وواحات ومراع في المنطقة في إطار مخطط للسيطرة علي مناطق جغرافية  غنية بالموارد الطبيعية مثل البترول والغاز.

ومن الطريف أن زعيم القاعدة قد أعلن في وقت سابق إلغاء' داعش' بحجة تسرعه في إعلان اتساع رقعة تحالفاته وعملياته لتضم سوريا!.

وهكذا بدا من الواضح أن الهجمات الأخيرة ضد "الشيعة" والمواقع الأمنية والحكومية في العراق من قبل التنظيمات المتطرفة تهدف إلي إحداث خلخلة أمنية وإنهاك واستدراج للشرطة والجيش بعيدا عن الهدف الحقيقي المتمثل في إقامة دولة' داعش' الجديدة في العراق والشام.

  • فريق ماسة
  • 2013-12-23
  • 12598
  • من الأرشيف

داعش..‏ مخطط لإقامة دولة في غرب العراق والشام

تحركات تنظيم‏" الدولة الإسلامية بالعراق والشام" داعش"‏ المتصل بتنظيم القاعدة بشمال وغرب العراق وشمال سوريا تؤكد سعيه لإقامة" إمارة إسلامية‏"في أجزاء من العراق وشمال سوريا‏. ‏ فبقلق واضح يتابع العالم تعرض العراق لطوفان مستمر من العمليات الإرهابية المتلازمة مع دلائل تشير إلي جهود مبذولة من قبل التنظيمات المتطرفة هناك لإقامة دولة لها في العراق يمتد نفوذها من غرب العراق إلي شمال سوريا‏.‏ وقد عقد مجلس النواب بالكونجرس الأمريكي جلسة استماع لمتابعة التطور الذي طرأ علي نشاط تنظيم القاعدة والجماعات التابعة له بالعراق. وأشارت الوثائق المتداولة بالجلسة إلي مخطط جيو ــ سياسي وضعه' تنظيم القاعدة في العراق' ـ الذي تحول إلي مظلة ينضوي تحتها تنظيم' الدولة الإسلامية في العراق' منذ عام2006 ثم إلي' الدولة الإسلامية في العراق والشام' عام2013 ـ يهدف إلي إقامة إمارة في المنطقة الممتدة من غرب العراق لتصل حدودها إلي ساحل البحر المتوسط ولبنان وإسرائيل غربا, وتركيا شمالا. وقد رصدت واشنطن قيام التنظيم بالاستيلاء علي مواقع صحراوية في الأنبار بالعراق كان من المفترض أن يمر عبرها خط أنابيب البترول' الحديثة ـ العقبة'. والاستيلاء علي مساحات بمنطقة الجزيرة في شمال الموصل بالعراق لتقطع بذلك مسار مشروع مد خط أنابيب الغاز والبترول من البصرة إلي تركيا شمالا. وبالتالي تمت عرقلة ثلاثة مشروعات أمريكية ـ عراقية تهدف إلي مد خطوط أنابيب لتصدير البترول والغاز العراقي عبر طرق بديلة للخليج العربي ومضيق هرمز في الجنوب. وفيما يتعلق بنشأة' داعش' أشارت صحيفة' التايمز' البريطانية إلي أن القوات الأمريكية ساعدت بطريقة غير مباشرة علي إنتاج أهم قائد ينتمي للقاعدة في الشرق الأوسط وذلك عندما سجنت إبراهيم عوض إبراهيم علي البدري ـ وهو مزارع   عراقي يبلغ من العمر33 عاما ـ لمدة ثلاثة شهور مع سجناء ينتمون إلي القاعدة مما ساعد علي تحوله السريع من' سلفي' إلي' متطرف' وغير اسمه إلي أبي بكر البغدادي. وكون البغدادي مع أبي عبد الرحمن البلاوي الضابط السابق في الجيش العراقي أضخم الجماعات التابعة للقاعدة في المنطقة وأطلقت علي نفسها اسم' الدولة الإسلامية في العراق والشام'. ووسعت المنظمة نشاطاتها لتشمل العمق السوري, كما قامت باقتحام8 سجون عراقية, بما فيها سجن أبو غريب, وحررت مئات السجناء أغلبهم من القاعدة. وتعتبر المنظمة مسئولة عن العمليات الانتحارية التي استهدفت الكثير من المناطق "الشيعية" في البلاد. وقد تزايدت مؤشرات نشاط تنظيم القاعدة والتنظيمات التابعة له في العراق. وشهد أحد أيام شهر يوليو2013 تنفيذ عملية' من بيروت إلي ديالا' التي شملت تفجير سيارات مفخخة في مناطق ممتدة من العاصمة اللبنانية بيروت وصولا إلي مناطق متاخمة للحدود الإيرانية في العراق. وهناك اعتقاد قوي بأن زيادة وتيرة العمليات الإرهابية والعنف المسلح في غرب البلاد يهدف إلي الاستفادة من هشاشة التواجد الأمني والحكومي في المنطقة وعدم وجود روابط أمنية واجتماعية قوية بالحكومة المركزية العراقية في بغداد, مما يجعل المنطقة مهيأة لعملية انفصالية عن العراق. وقد عادت ظاهرة سيطرة التنظيمات المتطرفة المسلحة التابعة للقاعدة علي بعض البلدات والقري استعدادا لتحقيق مخطط إقامة ولاية أو إمارة إسلامية "سنية" متطرفة. وفي نوفمبر الماضي اقتحمت القوات العراقية معسكرات تابعة لـ' داعش' في صحراء الأنبار بغرب العراق لتكتشف وجود مخطط يهدف إلي السيطرة علي عدة بلدات حدودية عند الحدود العراقية السورية في غرب الأنبار بالإضافة لمدن رئيسية مثل الفالوجا والرمادي. ووفقا للمخطط فإن أتباع' داعش' كانوا سيهاجمون أقسام الشرطة ومركز عمليات للجيش العراقي يشرف علي4 مناطق في شمال وجنوب العراق بالإضافة لعدة مبان حكومية في الرمادي وعدة بلدات في غرب البلاد. وحاليا يتمركز أتباع' داعش' في المناطق الصحراوية بغرب وشمال العراق. وفي شهر سبتمبر هاجموا الكباري والطرق التي تربط بين أربع بلدات حدودية ومدينة الرمادي عاصمة الأنبار سعيا لقطع الإمدادات الأمنية عن البلدات الحدودية قبل اقتحامها. ونظم أتباع' داعش' موكبا استعراضيا في أحد ميادين مدينة الرمادي في نهاية نوفمبر الماضي. وبالفعل رصدت وسائل الإعلام العالمية ظهور ما يعرف بـ'ولاية شمال الجزيرة' بالقرب من مدينة الموصل شمالا و'ولاية جنوب الجزيرة' في صحراء الأنبار حيث ضمت كل منهما معسكرات ومراكز تدريب ومراكز قيادة ومخازن سلاح. ونجح أتباع' داعش' في فرض سيطرتهم علي عدة قري وواحات ومراع في المنطقة في إطار مخطط للسيطرة علي مناطق جغرافية  غنية بالموارد الطبيعية مثل البترول والغاز. ومن الطريف أن زعيم القاعدة قد أعلن في وقت سابق إلغاء' داعش' بحجة تسرعه في إعلان اتساع رقعة تحالفاته وعملياته لتضم سوريا!. وهكذا بدا من الواضح أن الهجمات الأخيرة ضد "الشيعة" والمواقع الأمنية والحكومية في العراق من قبل التنظيمات المتطرفة تهدف إلي إحداث خلخلة أمنية وإنهاك واستدراج للشرطة والجيش بعيدا عن الهدف الحقيقي المتمثل في إقامة دولة' داعش' الجديدة في العراق والشام.

المصدر : الاهرام- طـارق الشـيخ‏


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة