نشرت صحيفة الإندبندنت تقريراً يتحدث عن المقاتلين المتشددين والتكفيريين في سورية، الذين انحرفوا بتصرفاتهم إلى عمق جديد غير معروف النهاية، وذلك عبر اقتلاعهم لرؤوساء أعدائهم ومن خلال أكل أحشائهم وعبر ارتكاب المجازر بحق المسيحيين والعلويين في سوريا، وذلك كله لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

ولفت فيسك إلى أن هذه الأفعال التي قام بها عناصر “القاعدة” و”جبهة النصرة” و “الدولة الإسلامية في العراق والشام”, قد فاقت ما فعله كل من هنري الثامن وعناصر حركة طالبان ولا سيما بعد تدمير الأضرحة والمقابر وتماثيل الشعراء والخلفاء.

وعن النقطة الأخيرة يوضح كاتب المقال أن العناصر المسلحة قامت بتدمير تمثال أبو تمام حبيب بن أوس بالمتفجرات في مسقط رأسه بمدينة جاسم بريف درعا جنوب سورية، ويتسائل فيسك هل دمروا تمثال بن أوس لأنه من أبوين مسيحيين؟ أم كان ذلك بسبب وقاحته في مقارنة الشعر بالفعل الجنسي؟ ويشرح فيسك عن أبو تمام حبيب بن أوس الذي ولد بالقرب من دمشق، وكان يعمل مساعد لناسج و هو ابن لأبوين مسيحيين سافر إلى مصر لدراسة الشعر، و ذهب إلى أرمينيا وإيران، و أنتج مجلد يضم مختارات من أعمال شعراء آخرين المعروف باسم “حماسة” ، إضافة لمختارات من شجاعة، والشجاعة في الهزيمة والانتقام, الذي شكل استفزازا واضحا لجماعة النصرة بعد 2.213 سنة.

وفي السياق ذاته يتابع فيسك الحديث عن أبو العلاء أحمد بن عبد الله المعري، والذي ولد بعد ما يقرب من 170 عاما من أبي تمام قرب مدينة حلب القديمة، منوهاً أن المعري “كان أعمى تقريباً ولكنه أنتج مجموعة شعرية تدعى “سقط الزند” في بغداد حيث كان معشوقاً من قبل الكتاب ولكنه عاش تقريباً مثل الناسك منعزلا و كتب “اللزوميات”، ويقول فيسك ” على أي حال فإن وصف المعري لزيارة دانتي لشعراء وثنيين في الجنة اعتبرت من قبل المتشددين بأنها محاكاة ساخرة من القرآن”. ويضيف: “حسناً، يمكنك الآن أن تفهم لماذا خدش أولاد النصرة رؤوسهم عندما رؤوا تمثال المعري معتمراً عمامة. ففي أحد فصوله يقول لقرائه «لا تعتقدوا أن أقوال الأنبياء حقيقة، الكتب المقدسة ليست سوى مجموعة من الحكايا الفارغة»، و ذلك الفصل كان مقابله رأسه!.. فقطع الرجال من “النصرة” رأس تمثاله في بلدة المعري، و هي معرة النعمان.

ويشبه فيسك الرئيس بشار الأسد بهارون الرشيد لخليفة العباسي الخامس الشهير في حكايا ألف ليلة وليلة، الذي حكم أعظم دولة إسلامية، و أخمد الثورات في سورية ومصر واليمن، ووصل بحكمه إلى تونس. وأضاف قائلاً “أن هارون الرشيد أصبح رجلاً فاحش الثراء، والذي أصرت امرأته على استخدام الذهب والفضة فقط لتناول الطعام. ولكنه يقال أنه بقي على علاقة جنسية مثلية مع وزيره جعفر، الذي أعدم في وقت لاحق”، ويضيف فيسك :”أيضاً فقد تم تدمير تمثال هارون في مدينة الرقة وهي البلدة الوحيدة في سورية التي تقع تحت السيطرة الإسلامية الكاملة حالياً”.

وعن ذات الموضوع يقول فيسك دمرت العناصر التكفيرية ضريح رفيق النبي حجر بن عدي في ريف دمشق و تم تفجير مزار لشيخ صوفي في البصيرة و صرح الإسلاميون لوكالة أنباء فرنسية بقطع شجرة عمرها 150 في بلدة عتمة تقع بجانب مقام آخر استولوا عليه بقولهم “الحمد لله سبحانه وتعالى.. تم إزالة الشجرة ، وبعد أن كان الناس يعبدونها بدلا من الله “.

ويختم فيسك “ألم تدمر طالبان تماثيل بوذا في باميان، كما فعل السعوديون عندما حولوا كل مبنى قديم في مكة المكرمة إلى ركام و كذلك الأمر بالنسبة للمقامات الإسلامية في باكستان؟ ناهيك عن الدمار الذي حصل في تمبكتو.. فكر يا هنري الثامن… فكر يا أوليفر كرومويل .. فقد فهمتم بالتأكيد قسوة الحرب السورية.. احترسوا من الصور المنحوتة.. و اشفقوا على الشجرة”.

  • فريق ماسة
  • 2013-12-24
  • 12853
  • من الأرشيف

مسلحوا سورية تفوقوا على «طالبان» و«هنري الثامن» بشناعة أفعالهم

نشرت صحيفة الإندبندنت تقريراً يتحدث عن المقاتلين المتشددين والتكفيريين في سورية، الذين انحرفوا بتصرفاتهم إلى عمق جديد غير معروف النهاية، وذلك عبر اقتلاعهم لرؤوساء أعدائهم ومن خلال أكل أحشائهم وعبر ارتكاب المجازر بحق المسيحيين والعلويين في سوريا، وذلك كله لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد. ولفت فيسك إلى أن هذه الأفعال التي قام بها عناصر “القاعدة” و”جبهة النصرة” و “الدولة الإسلامية في العراق والشام”, قد فاقت ما فعله كل من هنري الثامن وعناصر حركة طالبان ولا سيما بعد تدمير الأضرحة والمقابر وتماثيل الشعراء والخلفاء. وعن النقطة الأخيرة يوضح كاتب المقال أن العناصر المسلحة قامت بتدمير تمثال أبو تمام حبيب بن أوس بالمتفجرات في مسقط رأسه بمدينة جاسم بريف درعا جنوب سورية، ويتسائل فيسك هل دمروا تمثال بن أوس لأنه من أبوين مسيحيين؟ أم كان ذلك بسبب وقاحته في مقارنة الشعر بالفعل الجنسي؟ ويشرح فيسك عن أبو تمام حبيب بن أوس الذي ولد بالقرب من دمشق، وكان يعمل مساعد لناسج و هو ابن لأبوين مسيحيين سافر إلى مصر لدراسة الشعر، و ذهب إلى أرمينيا وإيران، و أنتج مجلد يضم مختارات من أعمال شعراء آخرين المعروف باسم “حماسة” ، إضافة لمختارات من شجاعة، والشجاعة في الهزيمة والانتقام, الذي شكل استفزازا واضحا لجماعة النصرة بعد 2.213 سنة. وفي السياق ذاته يتابع فيسك الحديث عن أبو العلاء أحمد بن عبد الله المعري، والذي ولد بعد ما يقرب من 170 عاما من أبي تمام قرب مدينة حلب القديمة، منوهاً أن المعري “كان أعمى تقريباً ولكنه أنتج مجموعة شعرية تدعى “سقط الزند” في بغداد حيث كان معشوقاً من قبل الكتاب ولكنه عاش تقريباً مثل الناسك منعزلا و كتب “اللزوميات”، ويقول فيسك ” على أي حال فإن وصف المعري لزيارة دانتي لشعراء وثنيين في الجنة اعتبرت من قبل المتشددين بأنها محاكاة ساخرة من القرآن”. ويضيف: “حسناً، يمكنك الآن أن تفهم لماذا خدش أولاد النصرة رؤوسهم عندما رؤوا تمثال المعري معتمراً عمامة. ففي أحد فصوله يقول لقرائه «لا تعتقدوا أن أقوال الأنبياء حقيقة، الكتب المقدسة ليست سوى مجموعة من الحكايا الفارغة»، و ذلك الفصل كان مقابله رأسه!.. فقطع الرجال من “النصرة” رأس تمثاله في بلدة المعري، و هي معرة النعمان. ويشبه فيسك الرئيس بشار الأسد بهارون الرشيد لخليفة العباسي الخامس الشهير في حكايا ألف ليلة وليلة، الذي حكم أعظم دولة إسلامية، و أخمد الثورات في سورية ومصر واليمن، ووصل بحكمه إلى تونس. وأضاف قائلاً “أن هارون الرشيد أصبح رجلاً فاحش الثراء، والذي أصرت امرأته على استخدام الذهب والفضة فقط لتناول الطعام. ولكنه يقال أنه بقي على علاقة جنسية مثلية مع وزيره جعفر، الذي أعدم في وقت لاحق”، ويضيف فيسك :”أيضاً فقد تم تدمير تمثال هارون في مدينة الرقة وهي البلدة الوحيدة في سورية التي تقع تحت السيطرة الإسلامية الكاملة حالياً”. وعن ذات الموضوع يقول فيسك دمرت العناصر التكفيرية ضريح رفيق النبي حجر بن عدي في ريف دمشق و تم تفجير مزار لشيخ صوفي في البصيرة و صرح الإسلاميون لوكالة أنباء فرنسية بقطع شجرة عمرها 150 في بلدة عتمة تقع بجانب مقام آخر استولوا عليه بقولهم “الحمد لله سبحانه وتعالى.. تم إزالة الشجرة ، وبعد أن كان الناس يعبدونها بدلا من الله “. ويختم فيسك “ألم تدمر طالبان تماثيل بوذا في باميان، كما فعل السعوديون عندما حولوا كل مبنى قديم في مكة المكرمة إلى ركام و كذلك الأمر بالنسبة للمقامات الإسلامية في باكستان؟ ناهيك عن الدمار الذي حصل في تمبكتو.. فكر يا هنري الثامن… فكر يا أوليفر كرومويل .. فقد فهمتم بالتأكيد قسوة الحرب السورية.. احترسوا من الصور المنحوتة.. و اشفقوا على الشجرة”.

المصدر : الاندبندنت/ روبرت فيسك


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة