دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
بعد سيطرة الجيش السوري على مدينة السفيرة جنوبي حلب، بدأت البلدات تتهاوى، خاصة وأن الجيش سبق وخاض نفس المعركة على تلك المحاور، من العزيزية إلى تل عرن، وتل حاصل، وصولاً إلى مطار حلب الدولي، ليصل الى الدويرينة التي تشكل الخاصرة الشرقية للمطار.
لم يتوقف الجيش السوري رغم شراسة المعارك التي دارت هناك، ونفذ عدة إنزالات لقوات خاصة في مناطق عدة، منها منطقة النقارين، سبقه هجوم على مبنى المواصلات في المنطقة الواقعة على طريق الباب القديم، وثبت مواقعه هناك، وعينه ترنو نحو بلدة الدويرينة، بعد أن تمكن من السيطرة على المنطقة الممتدة من مفرق تل حاصل ـ سكة القطار ـ قناة الجر، حتى مفرق السفيرة على طريق الرقة وعلى امتداد هذه الطريق حتى مطار حلب الدولي.
سعى الجيش السوري للالتفاف على البدة، فكان لا بد من المرور من منطقة المعامل، القريبة من بلدة تل حاصل، لتنطلق وحدات مؤمنة بغطاء ناري، وتبدأ بعملية عسكرية معقدة وذات طبيعة خاصة، وتطهر منطقة معامل الكابلات والجرارات والبطاريات والسيراميك ومحالج الأقطان والوحدة الاقتصادية بالكامل خلال فترة قياسية لم تتجاوز الأربعة وعشرين ساعة، بذلك استطاع الجيش السوري تحقيق هدفين في نفس الوقت، الهدف الأول وفر مسافة أمان لعمل المطار من الجهات الشمالية والجنوبية والشرقية، أما الهدف الثاني تمثل في حصار منطقة الدويرينة التي تعتبر الخاصرة الشمالية لمطار حلب.
عملية اقتحام بلدة الدويرينة بدأت بغطاء ناري كثيف لتبدأ بعض المجموعات بالتسلل وبدأت بتطهير الأحياء من الجهة الجنوبية والجنوبية الشرقية، ومن ثم تقدمت وحدات الهندسة لتعمل على تفكيك العبوات الناسفة المزروعة داخل الانفاق والدشم التي جهزتها المجموعات المسلحة، ليبدأ المسلحون بالفرار أمام الرتل العسكري المتقدم، الذي استطاع تنظيف مشفى ابن خلدون للأمراض العقلية بالإضافة الى كامل بلدة الدويرينة.
وأوضح مصدر عسكري لمراسل العهد أن تنظيف المنطقة الجنوبية والشرقية للمطار سيعزز قدرة القوات المتقدمة شمالاً إلى مواقع جديدة، بالذات بعد تأمين قدرة الطيران المروحي على المساندة اثر تطهير كل المناطق التي كانت مرابض لمضادات الطيران التي يستخدمها المسلحون في المنطقة.
فيما اكد أحد القادة الميدانيين أن الهدف التالي للجيش السوري سيكون مدينة الشيخ نجار الصناعية والتي تبعد 20 كيلومتراً شمال شرق حلب، بالذات بعد تطهير عقدة النقارين والتي كانت الضربة القاصمة للمجموعات المسلحة في شمال شرق حلب، بعد ان حشدت المجموعات المسلحة كل قواها في المنطقة لمنع الجيش من التقدم نحوها والسيطرة عليها.
سيطرة الجيش السوري على الريف الجنوبي والشرقي من حلب، يعيد حلب من جديد لواجهة التطورات العسكرية، فيما كانت المجموعات المسلحة منذ عدة أشهر، تحاول إعلان تلك المنطقة "كإمارة اسلامية"، حيث استطاع الجيش السوري ايقاف تلك الاحلام، خصوصاً بعد سيطرته على بلدات كانت تعتبر خط الدفاع الأول للمجموعات المسلحة والعمق الاستراتيجي لها نحو عدة محافظة اخرى.
المصدر :
حسين مرتضى
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة