مع دخول الجيش السوري بلدة قارة أمس، يكون العد التنازلي قد بدأ عملياً، للسيطرة على القلمون، انطلاقا من البلدات التي شكلت عنصر المد اللوجستي والبشري لمسلحي شمالي وجنوبي دمشق،وأبرزها قارة ويبرود ورنكوس، وصولاً إلى الجرود التي سيطل منها على بقية السلسلة الجبلية التي تشتهر تاريخياً بخطوط التهريب المتبادل بين لبنان وسوريا.

بدت عملية الجيش سهلة بالمقارنة مع عمليات أخرى، بالصعوبة ذاتها، كما في القصير، وقبلها بابا عمرو في حمص، والمعارك المستمرة منذ أكثر من عام في داريا ودوما وجوبر.

وفسر عسكريون هذا النجاح مجدداً، بوجود جهد استخباري واستطلاعي مثمر سبق العملية، مشيرين إلى تعاون الكثير من المناطق المستهدفة مع الجيش. كما ذكر متحدث عسكري باسم الجيش أمس، أن استراتيجية الجيش تمثلت باستهداف «مقار ومخازن الفصائل الإرهابية» بعد تحديد أماكنها بدقة، ما سمح باستنزاف سريع لقوى المعارضة.

وبالتزامن مع إعلان الجيش انتصاره السريع بخسائر بشرية معدومة تقريباً، أطلق الجانبان السوري والروسي نداء منسقاً بعد يومين من المشاورات، نحو ضرورة أن يكون موضوع التوافق في مؤتمر «جنيف 2» المرتقب، هو «التحالف ضد الإرهاب».

وبينما اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد لقاء الوفد السوري الذي ترأسه نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، أن «الأولوية في مؤتمر جنيف هي لمكافحة الإرهاب وليس لتنحي الرئيس الأسد»، سارع المقداد إلى اقتراح إنشاء «تحالف وطني معاد للإرهاب والتدخل الخارجي في سوريا»، مشدداً على أن محاربة الإرهاب أمر مسلم به وهو موضوع يجب أن تتوافق عليه الأطراف السورية قبل الدخول في مفاوضات جنيف».

وأنهى الوفد السوري الذي ضم كلا من المقداد والمستشارة الرئاسية بثينة شعبان ومعاون وزير الخارجية أحمد عرنوس مشاوراته في العاصمة الروسية أمس، في «أجواء اعتيادية من التفاهم بين الطرفين».

وبينما انطلقت شعبان في مهمة رسمية إلى الهند، يعود اليوم الوفد الديبلوماسي إلى دمشق، حيث علمت «السفير» بأن الجانبين السوري والروسي، «لا يشعران بتفاؤل كبير بقرب انعقاد جنيف 2»، بالرغم من ترجيح موعد غير رسمي لانعقاده الشهر المقبل.

وطرح الروس مجدداً عقد لقاءات موسعة غير رسمية بين الحكومة السورية والمعارضة، حيث من المرجح أن تسعى موسكو إلى هذه العملية بعد تقييم نتائج اجتماع الخامس والعشرين من الشهر الحالي.

وكان الرئيس السوري بشّار الأسد أشار أمس، إلى أن «السعودية تحاول تعطيل بعض التفاهمات الدوليّة والإقليمية، كما أنها تسعى بكلّ ما أوتيت من قوّة إلى تأجيل انعقاد مؤتمر جنيف 2».

وقال الأسد، خلال لقائه 22 شخصية سياسية تمثّل الأمانة العامة لـ«المؤتمر العام للأحزاب العربية» المنعقد في دمشق بدورته الطارئة، إن «سوريا لن تؤكل من جديد»، لافتاً إلى أن «دمشق يمكن أن تعقد مصالحات مع المعارضة الخارجية، لكنها لا تستطيع أن تعفو عن الذين خانوا سوريا وأهدروا دم شعبها».

وأعلن لافروف أمس، أنه اتفق مع نظيره الأميركي جون كيري على اللقاء خلال الأيام المقبلة، قائلاً خلال محادثاته مع الوفد الحكومي السوري في موسكو، «شعرت من جهته (كيري) بتأكيد التوجه نحو عمل ثابت وفق مبادرتنا لعقد جنيف 2»
  • فريق ماسة
  • 2013-11-19
  • 8891
  • من الأرشيف

استرجاع الجيش لقارة يمهّد لمعركة القلمون

مع دخول الجيش السوري بلدة قارة أمس، يكون العد التنازلي قد بدأ عملياً، للسيطرة على القلمون، انطلاقا من البلدات التي شكلت عنصر المد اللوجستي والبشري لمسلحي شمالي وجنوبي دمشق،وأبرزها قارة ويبرود ورنكوس، وصولاً إلى الجرود التي سيطل منها على بقية السلسلة الجبلية التي تشتهر تاريخياً بخطوط التهريب المتبادل بين لبنان وسوريا. بدت عملية الجيش سهلة بالمقارنة مع عمليات أخرى، بالصعوبة ذاتها، كما في القصير، وقبلها بابا عمرو في حمص، والمعارك المستمرة منذ أكثر من عام في داريا ودوما وجوبر. وفسر عسكريون هذا النجاح مجدداً، بوجود جهد استخباري واستطلاعي مثمر سبق العملية، مشيرين إلى تعاون الكثير من المناطق المستهدفة مع الجيش. كما ذكر متحدث عسكري باسم الجيش أمس، أن استراتيجية الجيش تمثلت باستهداف «مقار ومخازن الفصائل الإرهابية» بعد تحديد أماكنها بدقة، ما سمح باستنزاف سريع لقوى المعارضة. وبالتزامن مع إعلان الجيش انتصاره السريع بخسائر بشرية معدومة تقريباً، أطلق الجانبان السوري والروسي نداء منسقاً بعد يومين من المشاورات، نحو ضرورة أن يكون موضوع التوافق في مؤتمر «جنيف 2» المرتقب، هو «التحالف ضد الإرهاب». وبينما اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد لقاء الوفد السوري الذي ترأسه نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، أن «الأولوية في مؤتمر جنيف هي لمكافحة الإرهاب وليس لتنحي الرئيس الأسد»، سارع المقداد إلى اقتراح إنشاء «تحالف وطني معاد للإرهاب والتدخل الخارجي في سوريا»، مشدداً على أن محاربة الإرهاب أمر مسلم به وهو موضوع يجب أن تتوافق عليه الأطراف السورية قبل الدخول في مفاوضات جنيف». وأنهى الوفد السوري الذي ضم كلا من المقداد والمستشارة الرئاسية بثينة شعبان ومعاون وزير الخارجية أحمد عرنوس مشاوراته في العاصمة الروسية أمس، في «أجواء اعتيادية من التفاهم بين الطرفين». وبينما انطلقت شعبان في مهمة رسمية إلى الهند، يعود اليوم الوفد الديبلوماسي إلى دمشق، حيث علمت «السفير» بأن الجانبين السوري والروسي، «لا يشعران بتفاؤل كبير بقرب انعقاد جنيف 2»، بالرغم من ترجيح موعد غير رسمي لانعقاده الشهر المقبل. وطرح الروس مجدداً عقد لقاءات موسعة غير رسمية بين الحكومة السورية والمعارضة، حيث من المرجح أن تسعى موسكو إلى هذه العملية بعد تقييم نتائج اجتماع الخامس والعشرين من الشهر الحالي. وكان الرئيس السوري بشّار الأسد أشار أمس، إلى أن «السعودية تحاول تعطيل بعض التفاهمات الدوليّة والإقليمية، كما أنها تسعى بكلّ ما أوتيت من قوّة إلى تأجيل انعقاد مؤتمر جنيف 2». وقال الأسد، خلال لقائه 22 شخصية سياسية تمثّل الأمانة العامة لـ«المؤتمر العام للأحزاب العربية» المنعقد في دمشق بدورته الطارئة، إن «سوريا لن تؤكل من جديد»، لافتاً إلى أن «دمشق يمكن أن تعقد مصالحات مع المعارضة الخارجية، لكنها لا تستطيع أن تعفو عن الذين خانوا سوريا وأهدروا دم شعبها». وأعلن لافروف أمس، أنه اتفق مع نظيره الأميركي جون كيري على اللقاء خلال الأيام المقبلة، قائلاً خلال محادثاته مع الوفد الحكومي السوري في موسكو، «شعرت من جهته (كيري) بتأكيد التوجه نحو عمل ثابت وفق مبادرتنا لعقد جنيف 2»

المصدر : السفير /زياد حيدر


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة