حظي اللقاء الذي جرى في مدينة ديار بكر بين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ورئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني باهتمام جميع وسائل الإعلام التركية. وحدها صحيفة «زمان» الإسلامية التابعة لفتح الله غولين لم تفرد عناوينها الرئيسة للحدث، وجعلته خبراً في الصفحة الأولى.

قد يكون السبب هو الخلاف الكبير والجدي بين أردوغان وغولين حول مصير الآلاف من المدارس الخاصة شبه المجانية التي تريد حكومة «حزب العدالة التنمية» إغلاقها، بينما تحظى جماعة غولين بنفوذ وحرية فيها، خصوصاً من الناحية التربوية.

واختلفت عناوين الصحف التركية تبعاً لانتماءاتها، فرحبت تلك الموالية لأردوغان باللقاء واعتبرته عنواناً للسلام، بينما شككت الصحف المعارضة قائلة ان أحداً لا يمكن أن يصدق تصريحات أردوغان والبرزاني.

وبرزت صحيفة «أوزغور غونديم» الكردية، المؤيدة لـ«حزب العمال الكردستاني» والصادرة باللغة التركية، بأنها كانت الأكثر حدة في انتقاد لقاء أردوغان - البرزاني، واصفة إياه بأنه «لقاء بين زعماء عصابات».

وكتبت الصحيفة أنه «لا سلام من دون أوجلان». وأضافت «يجب ألا يخدع أردوغان والبرزاني نفسيهما وهما ينظران الواحد إلى الآخر. إن رسول السلام في إيمرالي، ويجب أن يفهما جيداً أن لا سلام من دون أوجلان».

وتابعت الصحيفة «لقد عمل حزب العدالة والتنمية والحزب الديموقراطي الكردي كل ما في وسعيهما لعرض قوتهما في ديار بكر في 16 تشرين الثاني. وبالرغم من ذلك، فإن الحشد كان متواضعاً. لكن الانطباع أنه مهرجان ضد الكردستاني»، معتبرة أن «محاولة أردوغان والبرزاني تصفية حزب العمال الكردستاني وزعيمه أوجلان مقاربة خطيرة لن تجلب الحل ولا السلام، بل تؤسس لمرحلة من الحروب الجديدة. ولن يزيد هذا التحالف من أصوات أردوغان، بل سيقلل منها. إن أي سلام قابل للاستمرار ممكن فقط مع أوجلان وهذا ما يجب أن يفهمه الجميع».

وفي صحيفة «ميللييت» التركية، كتبت أصلي آيدين طاشباش قائلة إن «اللقاء كان إعلاناً، على الأقل نظرياً، بقبول الوجود السياسي الكردي في المنطقة. لكن استخدام أردوغان مصطلح كردستان في الإشارة إلى صفة البرزاني سيكون سبباً لانتقادات كثيرة. لكن يجب عدم تضخيم الأمر، فاستخدام أردوغان مصطلح كردستان لن يكون خطوة لتسريع عملية حل المشكلة الكردية في تركيا، ولا سبباً لتقسيم تركيا.

وأوضحت طاشباش أن «العراق استخدم المصطلح في زمن صدام حسين الذي قتل مئة ألف كردي في حرب الأنفال. وفي إيران يستخدم المصطلح بصورة عادية. ولم يستخدم أردوغان المصطلح رغبة منه، بل نزولاً عند رغبة البرزاني، ولو لم يستخدم المصطلح لما كان جاء البرزاني».

من جهتها، أشارت صحيفة «حرييت» إلى أن البرزاني أكد في لقائه مع رئيس الوزراء التركي أنه لا يفكر بصورة مختلفة عن تركيا تجاه نشاطات حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي في سوريا. واتفق الطرفان على أنه لا يمكن القبول بأي تعاون مشترك بين حزب الاتحاد ونظام الرئيس بشار الأسد».

وأضافت «حرييت» أن «البرزاني أبلغ أردوغان أن إغلاقه حدود كردستان العراق مع سوريا يعود لهذا السبب. واتفق الطرفان على أن تذهب المعارضة السورية إلى جنيف بمظهر الموحدة والقوية وأن يكون حزب الاتحاد الديموقراطي جزءاً منها لا منفصلاً».

على صعيد آخر، وصل وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى واشنطن أمس، في زيارة ليوم واحد، يلتقي خلالها وزيري الدفاع الأميركي تشاك هايغل والخارجية جون كيري، ومستشارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للأمن القومي سوزان رايس.

وذكرت صحيفة «زمان» نقلاً عن مراسلها في واشنطن، أن داود أوغلو يهدف من خلال هذه الزيارة، إلى كسب ود الإدارة الأميركية. وأضافت أن الانطباع السائد في واشنطن، هو أن العلاقات مع تركيا ليست جيدة، وأوباما لم يعد يتصل بأردوغان إلا نادراً، وأن جميع الحراكات المتصلة بسوريا وإيران والعلاقات التجارية مع أوروبا استبعدت تركيا منها.

  • فريق ماسة
  • 2013-11-18
  • 10008
  • من الأرشيف

"الكردستاني" ينتقد أردوغان والبرزاني

حظي اللقاء الذي جرى في مدينة ديار بكر بين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ورئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني باهتمام جميع وسائل الإعلام التركية. وحدها صحيفة «زمان» الإسلامية التابعة لفتح الله غولين لم تفرد عناوينها الرئيسة للحدث، وجعلته خبراً في الصفحة الأولى. قد يكون السبب هو الخلاف الكبير والجدي بين أردوغان وغولين حول مصير الآلاف من المدارس الخاصة شبه المجانية التي تريد حكومة «حزب العدالة التنمية» إغلاقها، بينما تحظى جماعة غولين بنفوذ وحرية فيها، خصوصاً من الناحية التربوية. واختلفت عناوين الصحف التركية تبعاً لانتماءاتها، فرحبت تلك الموالية لأردوغان باللقاء واعتبرته عنواناً للسلام، بينما شككت الصحف المعارضة قائلة ان أحداً لا يمكن أن يصدق تصريحات أردوغان والبرزاني. وبرزت صحيفة «أوزغور غونديم» الكردية، المؤيدة لـ«حزب العمال الكردستاني» والصادرة باللغة التركية، بأنها كانت الأكثر حدة في انتقاد لقاء أردوغان - البرزاني، واصفة إياه بأنه «لقاء بين زعماء عصابات». وكتبت الصحيفة أنه «لا سلام من دون أوجلان». وأضافت «يجب ألا يخدع أردوغان والبرزاني نفسيهما وهما ينظران الواحد إلى الآخر. إن رسول السلام في إيمرالي، ويجب أن يفهما جيداً أن لا سلام من دون أوجلان». وتابعت الصحيفة «لقد عمل حزب العدالة والتنمية والحزب الديموقراطي الكردي كل ما في وسعيهما لعرض قوتهما في ديار بكر في 16 تشرين الثاني. وبالرغم من ذلك، فإن الحشد كان متواضعاً. لكن الانطباع أنه مهرجان ضد الكردستاني»، معتبرة أن «محاولة أردوغان والبرزاني تصفية حزب العمال الكردستاني وزعيمه أوجلان مقاربة خطيرة لن تجلب الحل ولا السلام، بل تؤسس لمرحلة من الحروب الجديدة. ولن يزيد هذا التحالف من أصوات أردوغان، بل سيقلل منها. إن أي سلام قابل للاستمرار ممكن فقط مع أوجلان وهذا ما يجب أن يفهمه الجميع». وفي صحيفة «ميللييت» التركية، كتبت أصلي آيدين طاشباش قائلة إن «اللقاء كان إعلاناً، على الأقل نظرياً، بقبول الوجود السياسي الكردي في المنطقة. لكن استخدام أردوغان مصطلح كردستان في الإشارة إلى صفة البرزاني سيكون سبباً لانتقادات كثيرة. لكن يجب عدم تضخيم الأمر، فاستخدام أردوغان مصطلح كردستان لن يكون خطوة لتسريع عملية حل المشكلة الكردية في تركيا، ولا سبباً لتقسيم تركيا. وأوضحت طاشباش أن «العراق استخدم المصطلح في زمن صدام حسين الذي قتل مئة ألف كردي في حرب الأنفال. وفي إيران يستخدم المصطلح بصورة عادية. ولم يستخدم أردوغان المصطلح رغبة منه، بل نزولاً عند رغبة البرزاني، ولو لم يستخدم المصطلح لما كان جاء البرزاني». من جهتها، أشارت صحيفة «حرييت» إلى أن البرزاني أكد في لقائه مع رئيس الوزراء التركي أنه لا يفكر بصورة مختلفة عن تركيا تجاه نشاطات حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي في سوريا. واتفق الطرفان على أنه لا يمكن القبول بأي تعاون مشترك بين حزب الاتحاد ونظام الرئيس بشار الأسد». وأضافت «حرييت» أن «البرزاني أبلغ أردوغان أن إغلاقه حدود كردستان العراق مع سوريا يعود لهذا السبب. واتفق الطرفان على أن تذهب المعارضة السورية إلى جنيف بمظهر الموحدة والقوية وأن يكون حزب الاتحاد الديموقراطي جزءاً منها لا منفصلاً». على صعيد آخر، وصل وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى واشنطن أمس، في زيارة ليوم واحد، يلتقي خلالها وزيري الدفاع الأميركي تشاك هايغل والخارجية جون كيري، ومستشارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للأمن القومي سوزان رايس. وذكرت صحيفة «زمان» نقلاً عن مراسلها في واشنطن، أن داود أوغلو يهدف من خلال هذه الزيارة، إلى كسب ود الإدارة الأميركية. وأضافت أن الانطباع السائد في واشنطن، هو أن العلاقات مع تركيا ليست جيدة، وأوباما لم يعد يتصل بأردوغان إلا نادراً، وأن جميع الحراكات المتصلة بسوريا وإيران والعلاقات التجارية مع أوروبا استبعدت تركيا منها.

المصدر : محمد نور الدين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة