محافظة إدلب في شمال سوريا والتي تتميز بموقع استراتيجي على الحدود مع تركيا وتقاطع الطرق مع الساحل والداخل السوري، تعتبر معقلا تاريخيا لجماعة الإخوان المسلمين السورية،

وفيها مدينة جسر الشغور اول مدينة سورية شهدت هجوما على مركز عسكري سوري حيث ارتكبت فيها مجزرة كبيرة بحق عناصر الأمن العسكري بتاريخ 5 حزيران عام 2011 أي بعد ثلاثة أشهر على بدء الأزمة السورية وراح ضحيتها العشرات من رجال الأمن العسكري في المدينة ، ويتهم معارضون سوريون تركيا مباشرة بإدارة هذا الهجوم.

من إدلب أيضا بدأت تركيا تدخلها بالأزمة السورية بالاتفاق مع جماعة الإخوان المسلمين وذلك بعد مجزرة جسر الشغور حيث وصلت الى تركيا في حزيران 2011 اول دفعة من السوريين الى المخيمات التي اقيمت على الجانب التركي من الحدود. وكانت مدينة بنش في المحافظة والملاصقة عمرانيا وجغرافيا لمدينة الفوعة اول مدينة سورية تستقبل تنظيم القاعدة بشكل علني واضح وفي مدينة “معمر تمصرين” حصل اول تهجير طائفي في الجمهورية العربية السورية وذلك في خريف 2011, ومن هذه المحافظة بدأت أيضا عمليات الخطف في سوريا، كما بدأت منها معركة المطارات الشهيرة عبر حصار مطار تفتناز ومن ثم سقوطه في شتاء 2012 وفي الريف الإدلبي تشكل لواء التوحيد التابع لجماعة الاخوان المسلمين قبل ظهوره القوي في حلب وفيها عائلة “السيد عيس” التي تعتبر من العائلات المنظمة تاريخيا في جماعة الإخوان المسلمين ومنها قيادات غالبية الجماعات المسلحة التي شكلت في بداية الأزمة، مع التذكير ان “فداء السيد عيس” كان الموكل امريكيا في بداية الأزمة بوضع أسماء الجمعات حتى منتصف 2012 عندما استبدلته قطر بمكتب الارتباط مع الجيش الحر في اسطنبول والذي يشرف عليه لؤي المقداد وعقاب صقر وسعد الحريري الذي يقدم مساعدات سياسية لمكتب الارتباط بين الدول الداعمة وقيادة أركان الجيش الحر كما ذكر تلفزيون الغد التابع للمعارضة السورية.

حافظت الدولة السورية على سيطرتها على مدينة إدلب مركز المحافظة فيما سقطت كافة قرى الريف الادلبي باستثناء بلدتي الفوعة وكفريا. وشهد العام 2012 قمة الصعود العسكري للمعارضة في الريف الإدلبي ووصلت هجمات مسلحيها الى اطراف مدينة إدلب وهذا ما جعل جماعة الاخوان المسلمين تفكر في جعل المحافظة مركزا لأول حكومة للمعارضة السورية في اقتراح قدمته في اجتماع للمجلس الوطني السوري في شباط 2012 بعد شهر من سقوط مطار تفتناز في ايدي مسلحي المعارضة. وكان الاقتراح يتضمن الهجوم على بلدة الفوعة لاستكمال السيطرة على ريف ادلب الشمالي وجعله مركزا لحكومة المعارضة.

بسقوط مطار تفتناز بدأت مفارقة جديدة تمثلت بمرحلة تراجع تدريجي للصعود العسكري للمعارضة في تلك المحافظة ظهر واضحا في فشل كل الهجمات التي شنتها الفصائل والكتائب المسلحة على مدينة إدلب على مدينتي الفوعة وكفريا، كما ظهر عجز الجماعات المسلحة في المحافظة في السيطرة على معسكري الجيش السوري التي تشكل الحماية لمدينة ادلب “معمل القرميد ، ومعسكر الشبيبة” وكان معسكر الشبيبة اخر موقع عسكري للجيش السوري تقتحمه الجماعات المسلحة قبل مرحلة تراجعها العسكري الكبير التي بدأت بعد هذه المعركة تحديدا.

اعتمدت الدولة السورية استراتيجية عسكرية ذات نفس طويل، وكما كان ريف إدلب اول الخارجين عن سلطة الدولة فقد انتجت السياسة العسكرية السورية مفعولها في ريف إدلب قبل المحافظات الأخرى ويعود هذا الى اتساع الرقعة الجغرافية لسيطرة المسلحين ما تسبب في تشتت قواها بينما استعاد الجيش السوري المبادرة الهجومية بعد تطور امكانيات اللجان الشعبية في مدينة ادلب وفي الفوعة وكفريا وبعد فك الحصار عن معسكر وادي الضيف في الريف الجنوبي لإدلب، ما اوقف تقدم مسلحي المعارضة باتجاه الداخل السوري وسمح للجيش بالبدء بقضم مناطق سيطرة المعارضة في الشمال.

لعبت مدينة الفوعة دورا كبيرا في تراجع قدرات مسلحي المعارضة على الاستمرار في امتلاك المبادرة الهجومية وتمكنت اللجان الشعبية في المدينة من الحفاظ على سيطرتها على الطريق الواصل مع بلدة كفريا وبالتالي على الطريق الى مدينة إدلب ما امن طرق الامداد بالمؤن والسلاح والذخائر طيلة فترة السنتين الماضيتين قبل ان تنطلق عدة حملات في المنطقة لفتح الطريق مع الساحل السوري والداخل السوري.

اتى فتح الطريق البرية بين ادلب والداخل السورية خلال الاشهر الثلاثة الماضية بعد حملة عسكرية شنها الجيش السوري وسيطر خلالها على جبل الربعين وعلى مدينة اريحا، وقد ادى هذا الهجوم الى سحب المبادرة الهجومية من يد المعارضة التي توقفت هجماتها بشكل كامل حتى هجوم كفريا الاخير الذي كان بمثابة الكارثة على الفصائل المعارضة التي اعترفت بخسائر كبيرة في هذا الهجوم الفاشل.

معركة فتح الطريق الى الداخل السوري..

في شهر ايلول الماضي ارسل الجيش السوري خيرة ضباطه العسكريين لخوض معركة فتح الطريق بين ادلب والداخل السوري عبر الساحل، وقد تمكنت لجان الدفاع الوطني مدعومة بقصف مدفعي من الجيش من السيطرة على مدينة اريحا الاستراتيجية كما تمت السيطرة على قمة جبل الأربعين الاستراتيجية والتي ترصد الحدود التركية وكل الريف الجنوبي لأدلب وصولا الى سراقب ومعرة النعمان ومن ثم امتدت السيطرة على بعض القرى المجاورة، فتمّ فتح الطريق الى الساحل السوري وجرى تأمينه بشكل كامل حيث يستخدم يوميا ويشير سكان من المنطقة الى حركة جيدة نهارا على هذا الطريق دون اية عراقيل ويمر الطريق المذكور عبر مدينة إدلب ومعسكر المسطومة الذي يحميها ومن ثم مدينة أريحا ومن ثم يتخذ الطريق السريع نحو اللاذقية الذي بناه رجل الاعمال الكويتي ناصر الخرافي ومن ثم مدينة محمبل على مقربة من مدينة جسر الشغور الى مدينة اللاذقية ومنها الى محافظة حمص في الوسط ومن ثم الى دمشق.

كمين كفريا نهاية ألمطاف

في نهاية الاسبوع الماضي تسللت مجموعات كبيرة من لواء أحفاد الرسول من “معرتمصرين” الى اطرف بلدة كفريا عبر مزارع وبساتين في المنطقة يطلق عليها مزارع (بورما) وقد تم كشف المجموعات المهاجمة قبل وصولها الى اول محرس على اطراف “معرمتمصرين” حيث اخلت لجان الدفاع الوطني هذا المحرس ونصبت كمائن حوله وعند وصول مسلحي المعارضة الى المحرس المذكور وقعوا في كمين محكم ادى حسب اعترافهم الى سقوط حوالي 21 قتيلا منهم في اول هجوم تشنه المعارضة بعد معركة اريحا ما يشير بوضوح الى تقلص قدرتها على شن اي هجوم في المنطقة.

أسباب التراجع العسكري

ويمكن شرح أسباب التراجع العسكري للمعارضة كما يلي:

1 – تمكن الجيش السوري من فك الحصار عن معسكر وادي الضيف يوم 14 نيسان 2013.

2 – صمود معسكر المسطومة المدافع عن ادلب رغم الحملات العسكرية عليه.

3 – صمود معمل القرميد ومدينة الفوعة.

4 – ذهاب لواء احرار الشام الى الرقة.

5 – ذهاب الكثير من الألوية للمساندة ضد هجمات الجيش السوري في ريف دمشق في المنطقة الوسطى وفي درعا ويمكن الحديث هنا عن عملية استنزاف تعرضت لها الجماعات المسلحة في المنطقة.

6 اندلاع اشتباكات بين داعش والحر في حزانو وقبلها في الدانا.

7 – الهجوم القوي للجيش السوري في جبل الاربعين واريحا..

يروي مسافرون الى تركيا من منطقة إدلب ان الطريق المؤدية الى تركيا لا يوجد عليها سوى حاجز واحد للمعارضة فالشباب كما قال أحدهم ( تعبوا وما عاد بدهم يحاربوا).

  • فريق ماسة
  • 2013-11-14
  • 14768
  • من الأرشيف

الشمال السوري ومسار الحرب السورية … نضال حمادة

محافظة إدلب في شمال سوريا والتي تتميز بموقع استراتيجي على الحدود مع تركيا وتقاطع الطرق مع الساحل والداخل السوري، تعتبر معقلا تاريخيا لجماعة الإخوان المسلمين السورية، وفيها مدينة جسر الشغور اول مدينة سورية شهدت هجوما على مركز عسكري سوري حيث ارتكبت فيها مجزرة كبيرة بحق عناصر الأمن العسكري بتاريخ 5 حزيران عام 2011 أي بعد ثلاثة أشهر على بدء الأزمة السورية وراح ضحيتها العشرات من رجال الأمن العسكري في المدينة ، ويتهم معارضون سوريون تركيا مباشرة بإدارة هذا الهجوم. من إدلب أيضا بدأت تركيا تدخلها بالأزمة السورية بالاتفاق مع جماعة الإخوان المسلمين وذلك بعد مجزرة جسر الشغور حيث وصلت الى تركيا في حزيران 2011 اول دفعة من السوريين الى المخيمات التي اقيمت على الجانب التركي من الحدود. وكانت مدينة بنش في المحافظة والملاصقة عمرانيا وجغرافيا لمدينة الفوعة اول مدينة سورية تستقبل تنظيم القاعدة بشكل علني واضح وفي مدينة “معمر تمصرين” حصل اول تهجير طائفي في الجمهورية العربية السورية وذلك في خريف 2011, ومن هذه المحافظة بدأت أيضا عمليات الخطف في سوريا، كما بدأت منها معركة المطارات الشهيرة عبر حصار مطار تفتناز ومن ثم سقوطه في شتاء 2012 وفي الريف الإدلبي تشكل لواء التوحيد التابع لجماعة الاخوان المسلمين قبل ظهوره القوي في حلب وفيها عائلة “السيد عيس” التي تعتبر من العائلات المنظمة تاريخيا في جماعة الإخوان المسلمين ومنها قيادات غالبية الجماعات المسلحة التي شكلت في بداية الأزمة، مع التذكير ان “فداء السيد عيس” كان الموكل امريكيا في بداية الأزمة بوضع أسماء الجمعات حتى منتصف 2012 عندما استبدلته قطر بمكتب الارتباط مع الجيش الحر في اسطنبول والذي يشرف عليه لؤي المقداد وعقاب صقر وسعد الحريري الذي يقدم مساعدات سياسية لمكتب الارتباط بين الدول الداعمة وقيادة أركان الجيش الحر كما ذكر تلفزيون الغد التابع للمعارضة السورية. حافظت الدولة السورية على سيطرتها على مدينة إدلب مركز المحافظة فيما سقطت كافة قرى الريف الادلبي باستثناء بلدتي الفوعة وكفريا. وشهد العام 2012 قمة الصعود العسكري للمعارضة في الريف الإدلبي ووصلت هجمات مسلحيها الى اطراف مدينة إدلب وهذا ما جعل جماعة الاخوان المسلمين تفكر في جعل المحافظة مركزا لأول حكومة للمعارضة السورية في اقتراح قدمته في اجتماع للمجلس الوطني السوري في شباط 2012 بعد شهر من سقوط مطار تفتناز في ايدي مسلحي المعارضة. وكان الاقتراح يتضمن الهجوم على بلدة الفوعة لاستكمال السيطرة على ريف ادلب الشمالي وجعله مركزا لحكومة المعارضة. بسقوط مطار تفتناز بدأت مفارقة جديدة تمثلت بمرحلة تراجع تدريجي للصعود العسكري للمعارضة في تلك المحافظة ظهر واضحا في فشل كل الهجمات التي شنتها الفصائل والكتائب المسلحة على مدينة إدلب على مدينتي الفوعة وكفريا، كما ظهر عجز الجماعات المسلحة في المحافظة في السيطرة على معسكري الجيش السوري التي تشكل الحماية لمدينة ادلب “معمل القرميد ، ومعسكر الشبيبة” وكان معسكر الشبيبة اخر موقع عسكري للجيش السوري تقتحمه الجماعات المسلحة قبل مرحلة تراجعها العسكري الكبير التي بدأت بعد هذه المعركة تحديدا. اعتمدت الدولة السورية استراتيجية عسكرية ذات نفس طويل، وكما كان ريف إدلب اول الخارجين عن سلطة الدولة فقد انتجت السياسة العسكرية السورية مفعولها في ريف إدلب قبل المحافظات الأخرى ويعود هذا الى اتساع الرقعة الجغرافية لسيطرة المسلحين ما تسبب في تشتت قواها بينما استعاد الجيش السوري المبادرة الهجومية بعد تطور امكانيات اللجان الشعبية في مدينة ادلب وفي الفوعة وكفريا وبعد فك الحصار عن معسكر وادي الضيف في الريف الجنوبي لإدلب، ما اوقف تقدم مسلحي المعارضة باتجاه الداخل السوري وسمح للجيش بالبدء بقضم مناطق سيطرة المعارضة في الشمال. لعبت مدينة الفوعة دورا كبيرا في تراجع قدرات مسلحي المعارضة على الاستمرار في امتلاك المبادرة الهجومية وتمكنت اللجان الشعبية في المدينة من الحفاظ على سيطرتها على الطريق الواصل مع بلدة كفريا وبالتالي على الطريق الى مدينة إدلب ما امن طرق الامداد بالمؤن والسلاح والذخائر طيلة فترة السنتين الماضيتين قبل ان تنطلق عدة حملات في المنطقة لفتح الطريق مع الساحل السوري والداخل السوري. اتى فتح الطريق البرية بين ادلب والداخل السورية خلال الاشهر الثلاثة الماضية بعد حملة عسكرية شنها الجيش السوري وسيطر خلالها على جبل الربعين وعلى مدينة اريحا، وقد ادى هذا الهجوم الى سحب المبادرة الهجومية من يد المعارضة التي توقفت هجماتها بشكل كامل حتى هجوم كفريا الاخير الذي كان بمثابة الكارثة على الفصائل المعارضة التي اعترفت بخسائر كبيرة في هذا الهجوم الفاشل. معركة فتح الطريق الى الداخل السوري.. في شهر ايلول الماضي ارسل الجيش السوري خيرة ضباطه العسكريين لخوض معركة فتح الطريق بين ادلب والداخل السوري عبر الساحل، وقد تمكنت لجان الدفاع الوطني مدعومة بقصف مدفعي من الجيش من السيطرة على مدينة اريحا الاستراتيجية كما تمت السيطرة على قمة جبل الأربعين الاستراتيجية والتي ترصد الحدود التركية وكل الريف الجنوبي لأدلب وصولا الى سراقب ومعرة النعمان ومن ثم امتدت السيطرة على بعض القرى المجاورة، فتمّ فتح الطريق الى الساحل السوري وجرى تأمينه بشكل كامل حيث يستخدم يوميا ويشير سكان من المنطقة الى حركة جيدة نهارا على هذا الطريق دون اية عراقيل ويمر الطريق المذكور عبر مدينة إدلب ومعسكر المسطومة الذي يحميها ومن ثم مدينة أريحا ومن ثم يتخذ الطريق السريع نحو اللاذقية الذي بناه رجل الاعمال الكويتي ناصر الخرافي ومن ثم مدينة محمبل على مقربة من مدينة جسر الشغور الى مدينة اللاذقية ومنها الى محافظة حمص في الوسط ومن ثم الى دمشق. كمين كفريا نهاية ألمطاف في نهاية الاسبوع الماضي تسللت مجموعات كبيرة من لواء أحفاد الرسول من “معرتمصرين” الى اطرف بلدة كفريا عبر مزارع وبساتين في المنطقة يطلق عليها مزارع (بورما) وقد تم كشف المجموعات المهاجمة قبل وصولها الى اول محرس على اطراف “معرمتمصرين” حيث اخلت لجان الدفاع الوطني هذا المحرس ونصبت كمائن حوله وعند وصول مسلحي المعارضة الى المحرس المذكور وقعوا في كمين محكم ادى حسب اعترافهم الى سقوط حوالي 21 قتيلا منهم في اول هجوم تشنه المعارضة بعد معركة اريحا ما يشير بوضوح الى تقلص قدرتها على شن اي هجوم في المنطقة. أسباب التراجع العسكري ويمكن شرح أسباب التراجع العسكري للمعارضة كما يلي: 1 – تمكن الجيش السوري من فك الحصار عن معسكر وادي الضيف يوم 14 نيسان 2013. 2 – صمود معسكر المسطومة المدافع عن ادلب رغم الحملات العسكرية عليه. 3 – صمود معمل القرميد ومدينة الفوعة. 4 – ذهاب لواء احرار الشام الى الرقة. 5 – ذهاب الكثير من الألوية للمساندة ضد هجمات الجيش السوري في ريف دمشق في المنطقة الوسطى وفي درعا ويمكن الحديث هنا عن عملية استنزاف تعرضت لها الجماعات المسلحة في المنطقة. 6 اندلاع اشتباكات بين داعش والحر في حزانو وقبلها في الدانا. 7 – الهجوم القوي للجيش السوري في جبل الاربعين واريحا.. يروي مسافرون الى تركيا من منطقة إدلب ان الطريق المؤدية الى تركيا لا يوجد عليها سوى حاجز واحد للمعارضة فالشباب كما قال أحدهم ( تعبوا وما عاد بدهم يحاربوا).

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة