دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
الولايات المتحدة قررت حتى حين التخلي عند عقيدة الحرب المستمرة التي تخوضها منذ سبعين عاما وغلفتها بمصطلحات لطيفة مثل مصطلح (الحرب الاستباقية) التي تستخدمها واشنطن منذ حرب الكويت ، او الحرب ضد الارهاب منذ احداث الحادي عشر من ايلول.
يوم 22 تشرين أول وفي جلسات مؤتمر الدول الإحدى عشرة التي تمثل بقايا دول ما يسمى اصدقاء الشعب السوري ، وأثناء النقاشات داخل قاعة المؤتمر حيث اعترض بعض المعارضين السوريين على قرار الولايات المتحدة الذهاب الى جنيف 2 ، وجه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري جملة قاسية ومفيدة للمعارضين السوريين وقال لهم (هذه لعبة اولاد كبار) في اشارة الى ان من يعترض ليسوا سوى اولادا صغارا في السياسة الدولية.
تقول مراجع فرنسية معارضة ان الوفد السعودي كان صامتا داخل قاعات المؤتمر على عكس الصياح الذي تبديه السعودية في العلن وتعامل بما يمكن تسميته السقف المنخفض وكذا كان حال احمد عاصي الجربا رجل بندر في رئاسة الائتلاف الذي كان صامتا داخل قاعة المؤتمر. وعند انتهاء الاعمال عقد مؤتمرا صحفيا ناريا بناء على اوامر الوفد السعودي وقرأ على وسائل الإعلام ما سماه النص الذي كان سوف يلقيه في المؤتمر.
ضمن هذا الكم من الصخب الاعلامي والضغوط الاقتصادية والسياسية والعجز العسكري تعمل واشنطن وتنسق مع موسكو في الموضوع السوري . وهي حصلت من روسيا على وعد بعدم قيام الجيش السوري بمهاجمة مدينة حلب قبل عقد مؤتمر جنيف 2، وتبني استراتيجيتها الحالية في سوريا على الكسب الذي حققته في موضوع الكيماوي السوري الذي يشكل بالنسبة لها مرتكزا مقبولا للتوصل الى توافقات اتفاق حول البرنامج النووي الايراني وهذا هو بيت القصيد ومربط الفرس الأمريكي النهائي.
في الاستراتيجية الامريكية مع روسيا حول الأزمة السورية تضع واشنطن التوافق مع طهران وموسكو حول الملف النووي في سلم اولوياتها ، فيما تنظر موسكو الى ملف الكيماوي السوري كنواة صلبة يبدأ منها التوافق حول الملفات العالقة، من النووي الايراني الى الدرع الصاروخي والتمدد الأطلسي في اوروبا ، ومن ثم المستجد في جورجيا حيث تستمر موسكو في علمية الضغط رغم وصول رئيس جديد في تبليسي عاصمة جورجيا.
في استراتيجية واشنطن مع موسكو حول سوريا ثلاث طرق متفرعة من الطريق العريض القاضي بالتوافق مع روسيا في المنطقة ،أولها العمل مع موسكو على الاستمرار في عملية سحب سلاح سوريا الكيماوي ، والعمل على عقد جنيف 2 بموعده، وفي الخط المتفرع الثاني تعمل واشنطن مع بندر الذي أُوكل له وللسعودية دور الصبي المشاغب المستعد لإفشال كل شيء، هذا إذا أعطي الضوء الأخضر الامريكي كما يعلم الجميع. ولكن السعودية في تصعيدها المنسق مع واشنطن انما تعطي واشنطن ورقة مساومة في مواجهة التقدم الميداني للجيش السوري في ريف دمشق وفي حمص وريف حلب، وهذا ما أشار اليه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في الطائرة التي اقلته الى منغوليا يوم الجمعة الماضي عندما قال ان الهدف الان هو الضغط على سوريا وحلفائها لفك الحصار عن ريف دمشق وعن حمص.
الطريق الفرعي الثالث الذي تعمل عليه امريكا هو تأمين التقارب مع ايران عبر فرنسا الموكلة التواصل مع طهران، كما فعلت فرنسا ساركوزي عام 2007 في التواصل مع دمشق
كان لقاء روحاني – هولند بداية العمل على هذه الطريق ، والان نسمع في دوائر القرار الفرنسية كلاما جديدا عن العلاقة مع إيران، والشركات الفرنسية مدعوة لتكون جاهزة لدخول اسواق هذا البلد في افق قريب ، اذا استمر مسار التوافق الروسي الأمريكي.
والمعلومات الجديدة تقول ان مكتب الملحق التجاري في السفارة الفرنسية في طهران سوف يعاد فتحه في القريب العاجل ، كما تقول المعلومات المؤكدة ان وفدا من نقابة أصحاب الشركات الفرنسيين سوف يزور ايران ابتداء من العشرين من شهر تشرين الثاني/نوفمبر. بينما طلب عدة مسؤولين في شركات فرنسية مواعيد مع السفارة الايرانية في باريس بعد توصية من الحكومة الفرنسية بالاتجار حاليا مع طهران في المواد غير الخاضعة للعقوبات .
الشركات الفرنسية تخشى أن يتم الالتفاف عليها من الشركات الألمانية والأمريكية والبريطانية ، ويعتبر الألمان الاكثر جهوزية للحضور في ايران والأكثر قبولا من الطرف الايراني بسبب استمرار فرنسا في سياستها المتشددة من الملف النووي الايراني. والمفارقة هنا أن مصادر وزارة الخارجية الفرنسية (كي دورسي) تقول ان ايران لم تقدم في الحقيقة اي اقتراح جديد خلال جولة المفاوضات التي عقدت بينها وبين الدول الخمسة زائد واحد في جنيف يوم 15 تشرين اول.
المصدر :
المنار
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة