يُجمع المراقبون والمحلّلون وخبراء الاستراتيجيا والسياسة الدولية على أنّ التهديد الذي وجّههه رئيس المخابرات السعودية قائد قوات التحالف الإرهابيّ الدوليّ على سورية الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود بخفض مستوى التعامل مع الولايات المتحدة الأميركية سيُحدث إنقلاباً كبيراً في الولايات المتحدة لم تواجه له مثيلاً في مراحلها السياسية والعسكرية كافة منذ الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية وحرب فيتنام وغزو إفغانستان وغزو العراق.

أدرك الرئيس باراك حسين أوباما مدى خطورة تهديد بندر فارتعدت فرائصه وارتبك واحتار في ما يفعل فاستدعى قادة الحزبين الديمقراطي والجمهوري ومسؤولي الأمن القومي ووزيري الخارجية والدفاع وكبار المستشارين إلى اجتماع طارىء لبحث موضوع التهديد الملكي السعودي الذي سيهدّد مصير أميركا وأمنها القومي. ماذا ستفعل الولايات المتحدة إذا نفّذ بندر تهديده. هل يطلب مقابلته أم مقابلة سعود الفيصل أم ولي العهد السعودي أم الملك بنفسه؟

أميركا في ورطة كبيرة نتيجة التهديد السعودي الأوّل من نوعه. تبلّغ الرئيس أوباما قرار بندر أنّ مملكة آل سعود ستتراجع عن قرارها بسحب جميع جنودها وجنود دول مجلس التعاون الخليجي الستة بأساطيلها وبوارجها وطائراتها كافة من الأراضي والمياه الإقليمية الأميركية وإعادتها إلى قواعدها في الخليج فقط إذا أعاد أوباما قرار شنّ الحرب على سورية وألغت واشنطن اتفاقها مع روسيا حول عقد جنيف 2 وإيجاد حلّ سلمي للمسألة السورية وتراجعت الديبلوماسية الأميركية عن خطواتها التصالحية مع إيران التي يعتبرها بندر وابن عمه الأمير سعود الفيصل بمثابة الضربة الكبرى للسياسة السعودية في المنطقة وأن تستمر الولايات المتحدة في العمل على دعم أتباع بندر في لبنان وعرقلة أيّ حلّ سياسيّ يشارك فيه حزب الله. عندئذ فقط تعود حكومة الرياض الديمقراطية المنتخبة من الشعب السعودي عن قرارها مقاطعة واشنطن ومن يقف معها من دول الاتحاد الأوروبي وتفكر بعد ذلك إن كانت ستقبل بمقعدها في مجلس الأمن.

أوباما في حيرة. هل يؤجّل معالجة مشاكل أميركا المستعصية ويستجدي اللقاء مع بندر وابن عمّه سعود الفيصل؟ أم يسعى إلى إيجاد حلول للمشاكل والمآسي التي تؤرّقه وتؤرّق الشعب الأميركي كأزمة الدين العام البالغ 17 تريليون دولار والذي سيصبح 20 تريليوناً من الدولارات مع نهاية عهده وأزمة البنوك المفلسة وأسواق العقارات المنهارة وتأمين فرص العمل لملايين الأميركيين العاطلين عن العمل وتأمين مأوى لملايين المشرّدين الذي يفترشون الشوارع والحدائق العامة في كبريات المدن الأميركية وكيفية تنفيذ برنامج التأمين الصحي لأكثر من 315 مليون مواطن أميركيّ بالإضافة إلى مشاكله القادمة مع حلفائه في أوروبا وأميركا اللاتينية والجنوبية بسبب أزمة التجسّس على اتصالات قادة هذه الدول وشعوبها مثلما حدث في فرنسا وألمانيا والبرازيل والمكسيك؟ هل يتراجع أوباما عن حواره مع إيران ويشنّ الحرب على سورية ويتسبّب بانهيار تام لاقتصاد الاتحاد الأوروبي بعد انهيار اقتصاديات حلفائه المفلسين في اليونان وإسبانيا وإيطاليا وقبرص وإيرلندا والبرتغال ما يؤثر في مجمل أوروبا والعالم ولا تستثني الأزمة حلفاء بندر في دول مجلس التعاون الخليجي؟

لم يتعلّم بندر من الهزائم التي تلقّاها على مدى سنتين من حربه الحاقدة على سورية كيف سحق جيش سورية مرتزقته «داعشيين» و»نصرة» ومن عاونهم من سوريين باعوا أنفسهم بثلاثين من الفضة ومعهم قتلة مأجورون أخرجهم بندر من سجون مملكة الظلام وساعد في تهريب بعضهم من سجن أبو غريب يضاف إليهم بعض المتسلّلين من «ثوّار الأرز»!

لم يدرك هو وتوابعه أن حلمهم بهزيمة سورية تحوّل إلى كابوس يؤرّق حياتهم لأن جيش سورية حماة الديار أثبتوا أنهم الجبل الذي تحطّمت عليه على صخرته مؤامراته ومؤامرات أبناء قبيلته ومن عاونهم وقبض من أموالهم فلم تنفعه زياراته إلى عواصم الدنيا يتوسّل تارة ويهدّد تارة ويقدم الوعود بعقود النفط والغاز وشراء الأسلحة والطائرات فلا يحصد إلاّ الهزيمة الممزوجة بالخيبة والإحباط واليأس.

متى يدرك بندر الخائب أنه هُزم في سورية إلى غير رجعة بعدما هُزم قبلها في العراق وأن مشروع «ثورة الأرز» في لبنان انهار رغم هداياه التي تصل في طائرات خاصة محمّلة بملايين الدولارات إلى فريق يرتهن لإرادته وبسيارات إلى فريق آخر محمّلة بعبوات الموت المفخّخة تقتل وتشوّه مئات الأبرياء بلا تمييز في الانتماء الديني أو الحزبي.

بعد مقابلة «الانتصار» التي أجراها الرئيس السوري بشار الأسد مع قناة «الميادين» هذا الأسبوع أتوجه أنا المواطن العادي جداً بالنصيحة إلى بندر الخائب أن يجمع ما تبقى من قادته التابعين من سياسيين وعسكر ويأمرهم بمشاهدة حديث القائد الأسد لأكثر من مرة والتعمق في محتواه لعلّهم يدركون بأمّ العين كيف يتحدث القائد وكيف تكون ثقته بنفسه وإيمانه بالنصر وبإرادة الشعب السوري وكيف يكون متيّقناً من أن سورية الجديدة ستنهض مثلطائر الفينيق السوري من تحت الدمار أقوى وأبهى وأجمل وأروع على أيدي أبنائها البررة وأنه آن الأوان لبندر وابن عمه سعود ليسلّما بقضاء الله وقدره وبأن سورية للسوريين وهم يقررون مصيرها.

أذكر بندر وابن عمه سعود أخيراً بكلام تردّد على لسان كل رؤساء أميركا الذين انتخبهم الشعب الأميركي وسكنوا في البيت الأبيض رغم «صداقتهم وتحالفهم» مع الملوك أعمام بندر وجدّه عبد العزيز منذ ليندون جونسون وريتشارد نيكسون وجيرالد فورد وجيمي كارتر ورونالد ريغن وجورج بوش الأب وبيل كلينتون وجورج بوش الإبن وباراك أوباما بأن أكثر ما يهمّ أميركا في هذه المنطقة أمران أساسيان هما تفوق «إسرائيل» وأمنها واستمرار شحنات النفط والغاز إلى أميركا فالنفط هو شريان الحياة للولايات المتحدة فهل من يعتبر؟

  • فريق ماسة
  • 2013-10-26
  • 12044
  • من الأرشيف

متى يدرك بندر الخائب أنّ مشروعه هُزم في سورية

يُجمع المراقبون والمحلّلون وخبراء الاستراتيجيا والسياسة الدولية على أنّ التهديد الذي وجّههه رئيس المخابرات السعودية قائد قوات التحالف الإرهابيّ الدوليّ على سورية الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود بخفض مستوى التعامل مع الولايات المتحدة الأميركية سيُحدث إنقلاباً كبيراً في الولايات المتحدة لم تواجه له مثيلاً في مراحلها السياسية والعسكرية كافة منذ الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية وحرب فيتنام وغزو إفغانستان وغزو العراق. أدرك الرئيس باراك حسين أوباما مدى خطورة تهديد بندر فارتعدت فرائصه وارتبك واحتار في ما يفعل فاستدعى قادة الحزبين الديمقراطي والجمهوري ومسؤولي الأمن القومي ووزيري الخارجية والدفاع وكبار المستشارين إلى اجتماع طارىء لبحث موضوع التهديد الملكي السعودي الذي سيهدّد مصير أميركا وأمنها القومي. ماذا ستفعل الولايات المتحدة إذا نفّذ بندر تهديده. هل يطلب مقابلته أم مقابلة سعود الفيصل أم ولي العهد السعودي أم الملك بنفسه؟ أميركا في ورطة كبيرة نتيجة التهديد السعودي الأوّل من نوعه. تبلّغ الرئيس أوباما قرار بندر أنّ مملكة آل سعود ستتراجع عن قرارها بسحب جميع جنودها وجنود دول مجلس التعاون الخليجي الستة بأساطيلها وبوارجها وطائراتها كافة من الأراضي والمياه الإقليمية الأميركية وإعادتها إلى قواعدها في الخليج فقط إذا أعاد أوباما قرار شنّ الحرب على سورية وألغت واشنطن اتفاقها مع روسيا حول عقد جنيف 2 وإيجاد حلّ سلمي للمسألة السورية وتراجعت الديبلوماسية الأميركية عن خطواتها التصالحية مع إيران التي يعتبرها بندر وابن عمه الأمير سعود الفيصل بمثابة الضربة الكبرى للسياسة السعودية في المنطقة وأن تستمر الولايات المتحدة في العمل على دعم أتباع بندر في لبنان وعرقلة أيّ حلّ سياسيّ يشارك فيه حزب الله. عندئذ فقط تعود حكومة الرياض الديمقراطية المنتخبة من الشعب السعودي عن قرارها مقاطعة واشنطن ومن يقف معها من دول الاتحاد الأوروبي وتفكر بعد ذلك إن كانت ستقبل بمقعدها في مجلس الأمن. أوباما في حيرة. هل يؤجّل معالجة مشاكل أميركا المستعصية ويستجدي اللقاء مع بندر وابن عمّه سعود الفيصل؟ أم يسعى إلى إيجاد حلول للمشاكل والمآسي التي تؤرّقه وتؤرّق الشعب الأميركي كأزمة الدين العام البالغ 17 تريليون دولار والذي سيصبح 20 تريليوناً من الدولارات مع نهاية عهده وأزمة البنوك المفلسة وأسواق العقارات المنهارة وتأمين فرص العمل لملايين الأميركيين العاطلين عن العمل وتأمين مأوى لملايين المشرّدين الذي يفترشون الشوارع والحدائق العامة في كبريات المدن الأميركية وكيفية تنفيذ برنامج التأمين الصحي لأكثر من 315 مليون مواطن أميركيّ بالإضافة إلى مشاكله القادمة مع حلفائه في أوروبا وأميركا اللاتينية والجنوبية بسبب أزمة التجسّس على اتصالات قادة هذه الدول وشعوبها مثلما حدث في فرنسا وألمانيا والبرازيل والمكسيك؟ هل يتراجع أوباما عن حواره مع إيران ويشنّ الحرب على سورية ويتسبّب بانهيار تام لاقتصاد الاتحاد الأوروبي بعد انهيار اقتصاديات حلفائه المفلسين في اليونان وإسبانيا وإيطاليا وقبرص وإيرلندا والبرتغال ما يؤثر في مجمل أوروبا والعالم ولا تستثني الأزمة حلفاء بندر في دول مجلس التعاون الخليجي؟ لم يتعلّم بندر من الهزائم التي تلقّاها على مدى سنتين من حربه الحاقدة على سورية كيف سحق جيش سورية مرتزقته «داعشيين» و»نصرة» ومن عاونهم من سوريين باعوا أنفسهم بثلاثين من الفضة ومعهم قتلة مأجورون أخرجهم بندر من سجون مملكة الظلام وساعد في تهريب بعضهم من سجن أبو غريب يضاف إليهم بعض المتسلّلين من «ثوّار الأرز»! لم يدرك هو وتوابعه أن حلمهم بهزيمة سورية تحوّل إلى كابوس يؤرّق حياتهم لأن جيش سورية حماة الديار أثبتوا أنهم الجبل الذي تحطّمت عليه على صخرته مؤامراته ومؤامرات أبناء قبيلته ومن عاونهم وقبض من أموالهم فلم تنفعه زياراته إلى عواصم الدنيا يتوسّل تارة ويهدّد تارة ويقدم الوعود بعقود النفط والغاز وشراء الأسلحة والطائرات فلا يحصد إلاّ الهزيمة الممزوجة بالخيبة والإحباط واليأس. متى يدرك بندر الخائب أنه هُزم في سورية إلى غير رجعة بعدما هُزم قبلها في العراق وأن مشروع «ثورة الأرز» في لبنان انهار رغم هداياه التي تصل في طائرات خاصة محمّلة بملايين الدولارات إلى فريق يرتهن لإرادته وبسيارات إلى فريق آخر محمّلة بعبوات الموت المفخّخة تقتل وتشوّه مئات الأبرياء بلا تمييز في الانتماء الديني أو الحزبي. بعد مقابلة «الانتصار» التي أجراها الرئيس السوري بشار الأسد مع قناة «الميادين» هذا الأسبوع أتوجه أنا المواطن العادي جداً بالنصيحة إلى بندر الخائب أن يجمع ما تبقى من قادته التابعين من سياسيين وعسكر ويأمرهم بمشاهدة حديث القائد الأسد لأكثر من مرة والتعمق في محتواه لعلّهم يدركون بأمّ العين كيف يتحدث القائد وكيف تكون ثقته بنفسه وإيمانه بالنصر وبإرادة الشعب السوري وكيف يكون متيّقناً من أن سورية الجديدة ستنهض مثلطائر الفينيق السوري من تحت الدمار أقوى وأبهى وأجمل وأروع على أيدي أبنائها البررة وأنه آن الأوان لبندر وابن عمه سعود ليسلّما بقضاء الله وقدره وبأن سورية للسوريين وهم يقررون مصيرها. أذكر بندر وابن عمه سعود أخيراً بكلام تردّد على لسان كل رؤساء أميركا الذين انتخبهم الشعب الأميركي وسكنوا في البيت الأبيض رغم «صداقتهم وتحالفهم» مع الملوك أعمام بندر وجدّه عبد العزيز منذ ليندون جونسون وريتشارد نيكسون وجيرالد فورد وجيمي كارتر ورونالد ريغن وجورج بوش الأب وبيل كلينتون وجورج بوش الإبن وباراك أوباما بأن أكثر ما يهمّ أميركا في هذه المنطقة أمران أساسيان هما تفوق «إسرائيل» وأمنها واستمرار شحنات النفط والغاز إلى أميركا فالنفط هو شريان الحياة للولايات المتحدة فهل من يعتبر؟

المصدر : البناء/ علي البقاعي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة