دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
شغلت الخلافات السعوديه الاميركية، التي ظهرت خلال الأيام الأخيرة بشان سورية، بال المراقبين والمحللين، فيما يخص تخفيض التعاون السعودي مع الاستخبارات الامريكية، والتعهد السعودي بالبحث عن مصدر بديل للسلاح الامريكي، الأمر الذي يصفه مراقبون بأنه "غير مسبوق وبالغ الاهمية".
المبدأ الوحيد الذي يحكم علاقة السعودية بالولايات المتحدة الامريكية خلال تحالفهما الطويل، هو الابقاء بشكل صارم علي اي خلافات خلف الابواب المغلقة، على نحو يوحي للجميع أنه ثمة خلاف بين الدولتين، في حين ان الاميركي يتعامل مع بعض الامراء في السعودية كتابعين، بل أكثر من ذلك وكما هو معروف فإن بندر بن سلطان الوحيد يحمل "كوداً" خاصاً من وكالة الاستخبارات الامريكية وهو عميل رسمي لديها كما كان الملك حسين بن طلال.
هذه العلاقة تتخذ طابع تقاسم الأدوار والتعاطي مع أي حدث يجري ضمن سياق ما يخدم مصلحة الولايات المتحدة الامريكية، فالخلاف المفتعل فيما يخص الحرب على سورية، وحضور مؤتمر جنيف2، تؤكد المعلومات أنه يأتي في سياق الخطة الامريكية للهروب من الاحراج امام الروسي والمجتمع الدولي، بعد الموافقة الامريكية على العمل على انجاح مؤتمر جنيف 2، فكان الدور السعودي في هذه الخطة يقتضي أن تخرج بهذا الموقع، للايحاء للجميع أن هناك خلافا بين السعودي والامريكي فيما يخص الحرب على سورية، ليبقى دعم السعودية للمجموعات المسلحة بالعتاد والسلاح وحتى المعلومات الاستخباراتية التي تصلها من المخابرات المركزية الامريكية قائماً.
وأوضحت المعلومات أن زيارة زهران علوش قائد ما يسمى "جيش الإسلام" -المعروف بلقاءاته مع ضباط من الاستخبارات الاميركية في تركيا والاردن سابقا- خلال موسم الحج إلى السعودية، تشير إلى أن أوامر كان لا بد أن يتلقاها علوش بنفسه من ضباط الاستخبارات الامريكية والسعودية المعنيين بالملف السوري، حيث تؤكد المعلومات أن علوش التقى بعدد من ضباط المخابرات السعودية، وجرى تقييم الوضع الميداني في سورية، بعد التقدم السريع الذي يحققه الجيش السوري في جبهات عدة وأهمها ريف دمشق، وإمكانيات التأثير فيه بما يخدم مواقف الولايات المتحدة الامريكية والسعودية، ولاسيما رفض عقد مؤتمر "جنيف-2"، وتصعيد الأوضاع عسكرياً في ضواحي دمشق بما يفجر المساعي لعقد المؤتمر.
علوش لم يكن القائد الميداني الوحيد للمجموعات المسلحة في موسم الحج هذا العام، بل رافقه كذلك عبد الرزاق طلاس واخرين، إلا أن علوش كان الابرز، فقد التقى الاخير بضباط المخابرات الامريكيين والسعوديين، وتبلغ ضرورة السعي لاستقطاب مجموعات مسلحة وكتائب جديدة إلى صفه، لتوسيع قدرة ما يسمى بـ"جيش الاسلام" على العمل في عدة مناطق.
وتؤكد المعلومات أن الولايات المتحدة الامريكية بدأت تحضر نفسها للتعامل مع نتائج مؤتمر جنيف فيما تستمر السعودية بدعم المتطرفين بعيداً عن الاضواء، ما يحقق استمرار الاقتتال في سورية، وظهور الولايات المتحدة الامريكية بمظهر الرجل الذي اطلق عملية سلمية في سورية، بعيد عن مشاهد الدم والدمار. مع العلم ان الدلائل حتى الان لا تشير الى وجود نية بالجلوس او فعلا البحث عن هذا الحل للأزمة التي تعصف بالبلاد منذ نحو 3 أعوام.
المصدر :
حسين مرتضى/ العهد
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة