أثارت المقالة التي نشرتها صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية حول رئيس الاستخبارات التركية حاقان فيدان وتحميله مسؤولية دعم تنظيم «القاعدة» وغيره من الجماعات المتطرفة، اهتمام الأوساط الإعلامية والرسمية التركية من زاويتين، الأولى مدى ما عبّرت عنه الصحيفة لنظرة البيت الأبيض إلى حكومة رجب طيب أردوغان، والثانية أنها ألقت الضوء مجددا على موقف تركيا الداعم للجماعات التكفيرية المتشددة، وفي مقدمها «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) وغيرهما.

ويقول مراد يتكين، في صحيفة «راديكال»، إن «الجميع يعلم أن كاتبي المقالة هما من بين الذين يعلمون ما جرى في اللقاء الذي جمع فقط الرئيس الأميركي باراك أوباما مع أردوغان ووزير خارجيته احمد داود اوغلو وحاقان فيدان في 16 أيار الماضي، وبالتالي فإن مضمون المقالة كان يعكس بشكل أو بآخر وجهة نظر البيت الأبيض».

ويضيف يتكين أن «المستهدف من المقالة هو أردوغان، وقد وجد البيت الأبيض أن فيدان هو اللقمة السهلة التي يمكن من خلالها تمرير الرسالة». ويقول يتكين إن تفسير البعض للمقالة أنها للانتقام من فيدان على اعتبار أنه سرّب معلومات إلى إيران هو تفسير تسطيحي، حيث إن فيدان ليس سوى موظف تابع لأردوغان ينفذ حرفيا ما يمليه عليه. ويرى جنكيز تشاندار، في صحيفة «راديكال»، أن «مقالة وول ستريت جورنال» تلقي الضوء على جانب مهم من سياسة تركيا تجاه سورية والأصوليين وخصوصا القاعدة».

ويضيف تشاندار أن «لقاء 16 أيار بين أوباما وأردوغان وداود اوغلو وفيدان سلط الضوء على الدعم التركي للجماعات المتطرفة في تركيا»، موضحا أن «هذا الدعم موثق بالصوت والصورة وعشرات المقالات والتحقيقات التي نشرتها وسائل الإعلام التركية قبل الأجنبية».

ويقول تشاندار إن «أول من لا يصدق نفي المسؤولين الأتراك لهذا الدعم هم هؤلاء المسؤولون أنفسهم. إن المسألة ليست في عجز تركيا عن وقف الدعم بل في أن أنقرة مقتنعة بتوفير الدعم، لسببين الأول هو إسقاط النظام السوري والثاني هو فعلا في منع إقامة كيان كردي في شمال سوريا».

ويعتبر تشاندار أن «هوة كبيرة لم تتظهر كاملة بعد، تتعمق في العلاقات بين واشنطن وأنقرة، وتتعلق بدعم تركيا للجماعات المتطرفة المرتبطة بالقاعدة»، موضحا أن «القلق الذي تبديه أنقرة الآن من القاعدة ليس سوى نتيجة سياسات دعمها لهذه الجماعات منذ حوالي السنتين، والذي أسفر عن ترسيخ جيرة القاعدة بعد جيرة الأكراد والجيش السوري الحر».

ويربط تشاندار كذلك مصرع شروان ابن رئيس «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي في سورية صالح مسلم في معركة مع مسلحي «داعش» بالعلاقة بين تركيا وهذا التنظيم وأخواته. ويقول ان «شروان مسلم سقط في معركة مع مسلحين لا علاقة لهم بهذه الأرض. جاؤوا من الشيشان وآسيا الوسطى واليمن. بل سيقوا اليها عبر تركيا بذريعة الجهاد. وتمركزوا عند أقدام الحدود التركية. جاؤوا الى حيث لا أرض يدافعون عنها وسقط من أجلها شروان مسلم».

  • فريق ماسة
  • 2013-10-13
  • 9129
  • من الأرشيف

من المستهدف أميركياً: حقان فيدان أم أردوغان؟

أثارت المقالة التي نشرتها صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية حول رئيس الاستخبارات التركية حاقان فيدان وتحميله مسؤولية دعم تنظيم «القاعدة» وغيره من الجماعات المتطرفة، اهتمام الأوساط الإعلامية والرسمية التركية من زاويتين، الأولى مدى ما عبّرت عنه الصحيفة لنظرة البيت الأبيض إلى حكومة رجب طيب أردوغان، والثانية أنها ألقت الضوء مجددا على موقف تركيا الداعم للجماعات التكفيرية المتشددة، وفي مقدمها «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) وغيرهما. ويقول مراد يتكين، في صحيفة «راديكال»، إن «الجميع يعلم أن كاتبي المقالة هما من بين الذين يعلمون ما جرى في اللقاء الذي جمع فقط الرئيس الأميركي باراك أوباما مع أردوغان ووزير خارجيته احمد داود اوغلو وحاقان فيدان في 16 أيار الماضي، وبالتالي فإن مضمون المقالة كان يعكس بشكل أو بآخر وجهة نظر البيت الأبيض». ويضيف يتكين أن «المستهدف من المقالة هو أردوغان، وقد وجد البيت الأبيض أن فيدان هو اللقمة السهلة التي يمكن من خلالها تمرير الرسالة». ويقول يتكين إن تفسير البعض للمقالة أنها للانتقام من فيدان على اعتبار أنه سرّب معلومات إلى إيران هو تفسير تسطيحي، حيث إن فيدان ليس سوى موظف تابع لأردوغان ينفذ حرفيا ما يمليه عليه. ويرى جنكيز تشاندار، في صحيفة «راديكال»، أن «مقالة وول ستريت جورنال» تلقي الضوء على جانب مهم من سياسة تركيا تجاه سورية والأصوليين وخصوصا القاعدة». ويضيف تشاندار أن «لقاء 16 أيار بين أوباما وأردوغان وداود اوغلو وفيدان سلط الضوء على الدعم التركي للجماعات المتطرفة في تركيا»، موضحا أن «هذا الدعم موثق بالصوت والصورة وعشرات المقالات والتحقيقات التي نشرتها وسائل الإعلام التركية قبل الأجنبية». ويقول تشاندار إن «أول من لا يصدق نفي المسؤولين الأتراك لهذا الدعم هم هؤلاء المسؤولون أنفسهم. إن المسألة ليست في عجز تركيا عن وقف الدعم بل في أن أنقرة مقتنعة بتوفير الدعم، لسببين الأول هو إسقاط النظام السوري والثاني هو فعلا في منع إقامة كيان كردي في شمال سوريا». ويعتبر تشاندار أن «هوة كبيرة لم تتظهر كاملة بعد، تتعمق في العلاقات بين واشنطن وأنقرة، وتتعلق بدعم تركيا للجماعات المتطرفة المرتبطة بالقاعدة»، موضحا أن «القلق الذي تبديه أنقرة الآن من القاعدة ليس سوى نتيجة سياسات دعمها لهذه الجماعات منذ حوالي السنتين، والذي أسفر عن ترسيخ جيرة القاعدة بعد جيرة الأكراد والجيش السوري الحر». ويربط تشاندار كذلك مصرع شروان ابن رئيس «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي في سورية صالح مسلم في معركة مع مسلحي «داعش» بالعلاقة بين تركيا وهذا التنظيم وأخواته. ويقول ان «شروان مسلم سقط في معركة مع مسلحين لا علاقة لهم بهذه الأرض. جاؤوا من الشيشان وآسيا الوسطى واليمن. بل سيقوا اليها عبر تركيا بذريعة الجهاد. وتمركزوا عند أقدام الحدود التركية. جاؤوا الى حيث لا أرض يدافعون عنها وسقط من أجلها شروان مسلم».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة