جدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي دعوته إلى السلام في سورية ولبنان ودول منطقة الشرق الأوسط وقال "على الغرب الذى لطالما دعا إلى الحرب وإرسال السلاح إلى سورية أن يرفع الصوت ويدعو إلى إحلال السلام فيها".

وقال الراعي خلال لقائه أمس في الصرح البطريركي في بكركي وفدا من جمعيات ومؤسسات فرنسية خيرية إنسانية دينية إسلامية ومسيحية برئاسة أسقف تروى المونسنيور مارك ستنغر الذي يقوم بزيارة اطلاع على الوضع المسيحي في الشرق الأوسط" على الدول الغربية إثبات إنسانيتها ليس باستقبال النازحين وحسب وإنما بالعمل الجدي والحقيقي والبعيد عن كل مصلحة لوقف النار في سورية وإحلال السلام".

وأضاف الراعي "همنا اليوم هو أن تتوقف الحرب على سورية لكي يعود المهجرون إلى ديارهم".

وأكد الراعي رفضه لهجرة شعوب المنطقة من بلدانها تحت وطأة الحروب قائلا "نحن نرفض الهجرة بشكل كلي لأنها تعني اقتلاع شعب كامل من جذوره وتدمير حضارة مسيحية مسلمة بنيناها معا" مضيفا إن "هدف الحرب هو إخلاء هذه الدول من حضارتها للإبقاء عليها في حالة من الحرب المستمرة لأهداف سياسية واقتصادية".

وتابع الراعي "أعتقد أن من أهداف الحرب على سورية زعزعة الإستقرار لأسباب اقتصادية عبر إرسال السلاح وبيعه ومن ثم العودة تحت اسم شركات عالمية لإعادة الإعمار وتأمين مصالح وأمن عدد من الدول.. لذلك يجب تدمير العالم العربي لوضع اليد على ثروته" مجددا التأكيد على أهمية العيش المشترك بين فئات وأطياف الشعب لبناء حضارة وثقافة المجتمع والتمسك بالحفاظ على هذه الحضارة.

وأوضح الراعي أن الحركات الأصولية المتطرفة حلت محل "التظاهرات الشعبية العفوية" عبر مساعدة هذه الحركات "المتطرفة" بشتى الوسائل مطالبا الغرب بأن يكون "أكثر وعيا".

واعتبر الراعي أن "نداء البابا فرنسيس من أجل الصلاة للسلام في سورية رحبت به دول العالم اجمع وكان أثر هذه الدعوة عظيما جدا" مشيرا إلى أنه بعد هذه الدعوة "صدر القرار 2118 ونحن ننتظر تحقيق الخطوة الثانية وهي الذهاب إلى جنيف 2 وبدء الحوار والتفاوض".

وعن وضع الأبرشيات المارونية في سورية قال الراعي إن "أبرشية حلب تعيش مأساة مباشرة ولقد قصفت كنيستنا المارونية والأحياء المسيحية هناك.. لقد هاجر كثير من المسيحيين.

أما بالنسبة لحمص فلقد تركها المسيحيون أيضا.. لقد دمرت الكنائس في حمص.. وفي الشام الرعية لم تترك على الرغم من قصف الأحياء المسيحية في باب توما وهنا نسأل الله ان يحفظهم جميعا وأن تتوقف الحرب في سورية لأنها لم تحصد سوى الضحايا الأبرياء والقتل والدمار".

من جهته قال المونسنيور ستنغر "عندما نعود إلى فرنسا علينا دعوة ليس المجتمع المدني للتحرك والمساعدة وإنما السياسيين والإقتصاديين" مشيرا إلى أن الوفد المنوع يحمل رسالة للقول بأن "الأديان هي للمساعدة ولإحلال السلام والمحبة وليس كما يحاول البعض أن يصورها بانها سبب الحروب والنزاعات".

المطران حنا: على كل محب للسلام أن يقف مع الدولة السورية في حربها على الإرهاب

بدوره أكد المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس ثقته بأن الأزمة في سورية هي في طريقها إلى الحل متمنيا "أن تنجح كل المبادرات الهادفة إلى حل هذه الأزمة بالطرق السياسية بما يضمن وحدة الدولة والشعب السوري ويوقف العنف لكي تبدأ ورشة إعمار ما دمر بفعل هذه الحرب العبثية التي لا يستفيد منها إلا أعداء الأمة العربية".

وقال المطران حنا في كلمة له صباح أمس في كنيسة القيامة أثناء ترؤسه القداس الإلهي "إننا نصلي من أجل سورية لكي تسود فيها لغة المحبة والسلام والأخوة بدل الخراب والدمار والعنف.. كفى قتلا وتدميرا وذبحا وامتهانا للكرامة الإنسانية.. إن الإرهاب الذي يستهدف الدولة السورية وصمة عار على جبين الإنسانية وعلى كل إنسان محب للسلام والعدل أن يقف مع الدولة السورية في حربها على الإرهاب الذي يسعى لتدمير كل شيء".

واستنكر المطران حنا الصمت المريب والمعيب تجاه ملف المطرانين المختطفين المطرانين يوحنا إبراهيم متروبوليت حلب لطائفة السريان الارثوذكس والمطران بولس يازجي متروبوليت حلب والاسكندرون وتوابعهما للروم الارثوذكس وغيرهما من المخطوفين.

وطالب المطران حنا بالإفراج فورا عن المخطوفين لافتا إلى أن استمرار عملية الاختطاف وشح المعلومات تضع علامات استفهام كثيرة.

ودعا المطران حنا جميع أصحاب الضمائر الحية إلى أن يبذلوا الجهد المطلوب من أجل الإفراج عن المطارنة المخطوفين.

  • فريق ماسة
  • 2013-10-12
  • 8860
  • من الأرشيف

الراعي: على الغرب الذي دعا للحرب وإرسال السلاح إلى سورية أن يرفع الصوت ويدعو لإحلال السلام فيها

جدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي دعوته إلى السلام في سورية ولبنان ودول منطقة الشرق الأوسط وقال "على الغرب الذى لطالما دعا إلى الحرب وإرسال السلاح إلى سورية أن يرفع الصوت ويدعو إلى إحلال السلام فيها". وقال الراعي خلال لقائه أمس في الصرح البطريركي في بكركي وفدا من جمعيات ومؤسسات فرنسية خيرية إنسانية دينية إسلامية ومسيحية برئاسة أسقف تروى المونسنيور مارك ستنغر الذي يقوم بزيارة اطلاع على الوضع المسيحي في الشرق الأوسط" على الدول الغربية إثبات إنسانيتها ليس باستقبال النازحين وحسب وإنما بالعمل الجدي والحقيقي والبعيد عن كل مصلحة لوقف النار في سورية وإحلال السلام". وأضاف الراعي "همنا اليوم هو أن تتوقف الحرب على سورية لكي يعود المهجرون إلى ديارهم". وأكد الراعي رفضه لهجرة شعوب المنطقة من بلدانها تحت وطأة الحروب قائلا "نحن نرفض الهجرة بشكل كلي لأنها تعني اقتلاع شعب كامل من جذوره وتدمير حضارة مسيحية مسلمة بنيناها معا" مضيفا إن "هدف الحرب هو إخلاء هذه الدول من حضارتها للإبقاء عليها في حالة من الحرب المستمرة لأهداف سياسية واقتصادية". وتابع الراعي "أعتقد أن من أهداف الحرب على سورية زعزعة الإستقرار لأسباب اقتصادية عبر إرسال السلاح وبيعه ومن ثم العودة تحت اسم شركات عالمية لإعادة الإعمار وتأمين مصالح وأمن عدد من الدول.. لذلك يجب تدمير العالم العربي لوضع اليد على ثروته" مجددا التأكيد على أهمية العيش المشترك بين فئات وأطياف الشعب لبناء حضارة وثقافة المجتمع والتمسك بالحفاظ على هذه الحضارة. وأوضح الراعي أن الحركات الأصولية المتطرفة حلت محل "التظاهرات الشعبية العفوية" عبر مساعدة هذه الحركات "المتطرفة" بشتى الوسائل مطالبا الغرب بأن يكون "أكثر وعيا". واعتبر الراعي أن "نداء البابا فرنسيس من أجل الصلاة للسلام في سورية رحبت به دول العالم اجمع وكان أثر هذه الدعوة عظيما جدا" مشيرا إلى أنه بعد هذه الدعوة "صدر القرار 2118 ونحن ننتظر تحقيق الخطوة الثانية وهي الذهاب إلى جنيف 2 وبدء الحوار والتفاوض". وعن وضع الأبرشيات المارونية في سورية قال الراعي إن "أبرشية حلب تعيش مأساة مباشرة ولقد قصفت كنيستنا المارونية والأحياء المسيحية هناك.. لقد هاجر كثير من المسيحيين. أما بالنسبة لحمص فلقد تركها المسيحيون أيضا.. لقد دمرت الكنائس في حمص.. وفي الشام الرعية لم تترك على الرغم من قصف الأحياء المسيحية في باب توما وهنا نسأل الله ان يحفظهم جميعا وأن تتوقف الحرب في سورية لأنها لم تحصد سوى الضحايا الأبرياء والقتل والدمار". من جهته قال المونسنيور ستنغر "عندما نعود إلى فرنسا علينا دعوة ليس المجتمع المدني للتحرك والمساعدة وإنما السياسيين والإقتصاديين" مشيرا إلى أن الوفد المنوع يحمل رسالة للقول بأن "الأديان هي للمساعدة ولإحلال السلام والمحبة وليس كما يحاول البعض أن يصورها بانها سبب الحروب والنزاعات". المطران حنا: على كل محب للسلام أن يقف مع الدولة السورية في حربها على الإرهاب بدوره أكد المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس ثقته بأن الأزمة في سورية هي في طريقها إلى الحل متمنيا "أن تنجح كل المبادرات الهادفة إلى حل هذه الأزمة بالطرق السياسية بما يضمن وحدة الدولة والشعب السوري ويوقف العنف لكي تبدأ ورشة إعمار ما دمر بفعل هذه الحرب العبثية التي لا يستفيد منها إلا أعداء الأمة العربية". وقال المطران حنا في كلمة له صباح أمس في كنيسة القيامة أثناء ترؤسه القداس الإلهي "إننا نصلي من أجل سورية لكي تسود فيها لغة المحبة والسلام والأخوة بدل الخراب والدمار والعنف.. كفى قتلا وتدميرا وذبحا وامتهانا للكرامة الإنسانية.. إن الإرهاب الذي يستهدف الدولة السورية وصمة عار على جبين الإنسانية وعلى كل إنسان محب للسلام والعدل أن يقف مع الدولة السورية في حربها على الإرهاب الذي يسعى لتدمير كل شيء". واستنكر المطران حنا الصمت المريب والمعيب تجاه ملف المطرانين المختطفين المطرانين يوحنا إبراهيم متروبوليت حلب لطائفة السريان الارثوذكس والمطران بولس يازجي متروبوليت حلب والاسكندرون وتوابعهما للروم الارثوذكس وغيرهما من المخطوفين. وطالب المطران حنا بالإفراج فورا عن المخطوفين لافتا إلى أن استمرار عملية الاختطاف وشح المعلومات تضع علامات استفهام كثيرة. ودعا المطران حنا جميع أصحاب الضمائر الحية إلى أن يبذلوا الجهد المطلوب من أجل الإفراج عن المطارنة المخطوفين.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة