رأت مجلة الإيكونومست البريطانية أن الحرب الأهلية في سورية بمثابة كابوس يراود السوريين، وفي جانب آخر فإنها بمثابة حلم للجماعات الجهادية من أجل تحقيق الدولة الإسلامية في العراق والشام، وتسمى ''سوريا الكبرى''.

تقول المجلة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني إن الجماعات المتطرفة التي تأسست في العراق عام 2006 والتي تضم تنظيم القاعدة تطمح في إنشاء تنظيمات جهادية متطرفة في سوريا، لتحقيق حلمها وإنشاء دولة إسلامية لا حدود لها حسبما أورد موقع "مصراوي".

وتشير الإيكونوميست إلى أن الفراغ الذي حدث في سوريا مؤخرا بسبب اندلاع الحرب وخروج الآلاف من السوريين من سوريا، أدى إلى جعل سورية قاعدة مناسبة لإنشاء الجماعات الجهادية، فمنذ أبريل الماضي فقد انتشر نشاط تللك الجماعات ووصل إلى وجود آلاف المحاربين بتركيا والعراق.

كما يقوم الخبراء الأجانب المنتمين إلى تلك الجماعات – بحسب الإيكونوميست - بتدريب الأعضاء الجدد بالجماعة سواء كانوا سوريين أو أجانب، إضافة إلى سيطرة قيادات تلك الجماعات على حقول للنفط واستيلائها على التبرعات التي تتقدم بها دول الخليج العربي الأمر الذي زاد من ثرواتها وبالتالي نفوذها في المنطقة.

ولفتت المجلة إلى أن تلك الجماعات تحاول زيادة شعبيتها عن طريق تقديم الخدمات إلى الأهالي، مثل إمداد العائلات بالطعام، ويقوم الناشطون الإسلاميون بتعليم الأطفال القران.

وذكرت المجلة أن الجماعات الجهادية أصبحت الآن عنيفة جدا، حيث تقاتل الآن من أجل السيطرة على الحدود التركية السورية، مشيرة إلى احتجاجات للجماعات الجهادية والجيش الإسلامي الشهر الماضي، انطلقت من مدينة عزاز في حلب شمال سورية.

كما أعلنت الجماعات عن سيطرتها على مدينة أخرى أطلقت عليها اسم أمارة جربلس، وقاموا بنشر الملصقات واللافتات التي تحمل اسم الجمهورية الجديدة التي ترغب في بنائها الجماعات الجهادية، كما أمروا بتعليم أسس الدين، وأمروا النساء بارتداء زي معين على أن يكون هذا الزي حجاب كامل، حسبما ذكر التقرير.

ولفتت المجلة البريطانية إلى خوف بعض المتمردين من الجماعات الجهادية المسيطرة على دولة العراق والشام، بسبب براعة أعضائها في القتال والحرب، كما أن هناك بعض الجهات الإسلامية الأخرى التي انضمت إليهم لمحاربة الجيش الكردي المسيطر على شمال شرق سورية.

وتقول المجلة إن الجماعة الجهادية وزعيمها العراقي ''أبو بكر البغدادي'' الذي يطلق عليه اسم ''أمير المؤمنين'' تطمح في إقامة دولة إسلامية كبرى، فبعد إنشاء جبهة النصرة عام 2012 أعلن البغدادي عن انضمام الجبهة إلى الجماعة، إلا أن محمد الجولاني رفض هذه الخطوة وأيده في الرفض قائد تنظيم القاعدة ''أيمن الظواهري''.

وتضيف الإيكونوميست أن ''رفض الجولاني للجماعة الجهادية التي يقودها البغدادي جاء نظرا للطريقة التي تتبعها الجماعة، حيث تتعامل بطريقة عنيفة ووحشية مع المدنيين العراقيين والسورين، على عكس جبهة النصرة التي تحاول عدم استخدام العنف مع المدنيين السوريين''.

''هذا بالإضافة إلى القيود الصارمة والعقوبات العنيفة التي يضعها البغدادي وجماعته والتي وصلت إلى قطع الرأس، حيث منعوا التدخين وأمروا المرأة بارتداء الحجاب الإسلامي''.

وتقول الصحيفة أنه حتى الآن يعد البغدادي وجماعاته الجهادية من أشد الجماعات المرفوضة في سورية والعراق، حيث عبر العديد من المدنيين السوريين عن كرههم الشديد لهذه الجماعة في العراق وسورية، وذلك نظرا للطريقة الوحشية التي تحاول بها الجماعة أن تفرض سيطرتها وتقوي نفوذها.

  • فريق ماسة
  • 2013-10-12
  • 7965
  • من الأرشيف

الايكونومست الريطانية : الحرب الأهلية في سورية كابوس على السوريين وحلم للجهاديين بتحقيق الدولة الإسلامية

رأت مجلة الإيكونومست البريطانية أن الحرب الأهلية في سورية بمثابة كابوس يراود السوريين، وفي جانب آخر فإنها بمثابة حلم للجماعات الجهادية من أجل تحقيق الدولة الإسلامية في العراق والشام، وتسمى ''سوريا الكبرى''. تقول المجلة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني إن الجماعات المتطرفة التي تأسست في العراق عام 2006 والتي تضم تنظيم القاعدة تطمح في إنشاء تنظيمات جهادية متطرفة في سوريا، لتحقيق حلمها وإنشاء دولة إسلامية لا حدود لها حسبما أورد موقع "مصراوي". وتشير الإيكونوميست إلى أن الفراغ الذي حدث في سوريا مؤخرا بسبب اندلاع الحرب وخروج الآلاف من السوريين من سوريا، أدى إلى جعل سورية قاعدة مناسبة لإنشاء الجماعات الجهادية، فمنذ أبريل الماضي فقد انتشر نشاط تللك الجماعات ووصل إلى وجود آلاف المحاربين بتركيا والعراق. كما يقوم الخبراء الأجانب المنتمين إلى تلك الجماعات – بحسب الإيكونوميست - بتدريب الأعضاء الجدد بالجماعة سواء كانوا سوريين أو أجانب، إضافة إلى سيطرة قيادات تلك الجماعات على حقول للنفط واستيلائها على التبرعات التي تتقدم بها دول الخليج العربي الأمر الذي زاد من ثرواتها وبالتالي نفوذها في المنطقة. ولفتت المجلة إلى أن تلك الجماعات تحاول زيادة شعبيتها عن طريق تقديم الخدمات إلى الأهالي، مثل إمداد العائلات بالطعام، ويقوم الناشطون الإسلاميون بتعليم الأطفال القران. وذكرت المجلة أن الجماعات الجهادية أصبحت الآن عنيفة جدا، حيث تقاتل الآن من أجل السيطرة على الحدود التركية السورية، مشيرة إلى احتجاجات للجماعات الجهادية والجيش الإسلامي الشهر الماضي، انطلقت من مدينة عزاز في حلب شمال سورية. كما أعلنت الجماعات عن سيطرتها على مدينة أخرى أطلقت عليها اسم أمارة جربلس، وقاموا بنشر الملصقات واللافتات التي تحمل اسم الجمهورية الجديدة التي ترغب في بنائها الجماعات الجهادية، كما أمروا بتعليم أسس الدين، وأمروا النساء بارتداء زي معين على أن يكون هذا الزي حجاب كامل، حسبما ذكر التقرير. ولفتت المجلة البريطانية إلى خوف بعض المتمردين من الجماعات الجهادية المسيطرة على دولة العراق والشام، بسبب براعة أعضائها في القتال والحرب، كما أن هناك بعض الجهات الإسلامية الأخرى التي انضمت إليهم لمحاربة الجيش الكردي المسيطر على شمال شرق سورية. وتقول المجلة إن الجماعة الجهادية وزعيمها العراقي ''أبو بكر البغدادي'' الذي يطلق عليه اسم ''أمير المؤمنين'' تطمح في إقامة دولة إسلامية كبرى، فبعد إنشاء جبهة النصرة عام 2012 أعلن البغدادي عن انضمام الجبهة إلى الجماعة، إلا أن محمد الجولاني رفض هذه الخطوة وأيده في الرفض قائد تنظيم القاعدة ''أيمن الظواهري''. وتضيف الإيكونوميست أن ''رفض الجولاني للجماعة الجهادية التي يقودها البغدادي جاء نظرا للطريقة التي تتبعها الجماعة، حيث تتعامل بطريقة عنيفة ووحشية مع المدنيين العراقيين والسورين، على عكس جبهة النصرة التي تحاول عدم استخدام العنف مع المدنيين السوريين''. ''هذا بالإضافة إلى القيود الصارمة والعقوبات العنيفة التي يضعها البغدادي وجماعته والتي وصلت إلى قطع الرأس، حيث منعوا التدخين وأمروا المرأة بارتداء الحجاب الإسلامي''. وتقول الصحيفة أنه حتى الآن يعد البغدادي وجماعاته الجهادية من أشد الجماعات المرفوضة في سورية والعراق، حيث عبر العديد من المدنيين السوريين عن كرههم الشديد لهذه الجماعة في العراق وسورية، وذلك نظرا للطريقة الوحشية التي تحاول بها الجماعة أن تفرض سيطرتها وتقوي نفوذها.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة