قد يكون تفاقم الأوضاع المعيشية والاقتصادية في مدينة حلب جراء الحصار الذي فرضته المجموعات المسلحة على المدينة، هو السبب المباشر بتأجيل العملية العسكرية المتوقعة لتطهير منطقة القلمون وبعض المناطق المتاخمة لها على سلسلة الجبال الشرقية التي تفصل لبنان عن سورية.

 فلاشك أن استمرار تدهور الاحوال المعيشية في حلب سيكون له انعكاساتٍ سلبيةٍ على الوضع السياسي، لاسيما على المزاج الشعبي لابناء المدينة الذين عانوا ويعانون أقسى انواع الضغوط من قتل وتهجيرٍ ونهبٍ للممتلكات والمصانع، نتيجةٍ تمسكهم بوحدة أرضهم. هذا الواقع المرير قد يكون الدافع الاساس لتركيز جهود الجيش السوري للتمكن من فتح خط أمداد لفك الحصار عن حلب، وفعلاً هذا ما حدث، فقد استطاع الجيش فتح طريق حمص- حماه- السلمية- خناصر- حلب، وبالتالي أمّن عبور القوافل المحملة بالمواد الاولية الى الاخيرة لإغاثة ابنائها الذين رزخوا تحت الحصار.

إن هذا الانجاز الاستراتجي، لم يثن القوات المسلحة أيضاً من متابعة عمليات استعادة المناطق التي دخلها المسلحون على امتداد الاراضي السورية، لاسيما في ريف دمشق، حيث استمر الجيش السوري في تحقيق التقدم الميداني، من خلال تقطيع اوصال مقار المسلحين، وإعادة وصل المناطق ببعضها، وكان آخر هذه الانجازات تأمين طريقي مطار دمشق الدولي، والعاصمة- جرمانا اللذين كانا عرضةً لرصاص قناصة المسلحين من المناطق المقابلة، قبل أن يستعيد الجيش منطقتي الديابية والحسينة جنوب دمشق، ما قد يسهم تطهير مخيم اليرموك والمناطق المحيطة ويفرض واقعا سياسيا جديداً بحسب مصادر متابعة.

وفي سياق تفاصيل الوضع الميداني، تؤكد المصادر أن محافظة درعا في الجنوب، لاتزال تشهد اشد المعارك واعنفها، مرجحةً أن يكون السبب في ذلك، هو استمرار تدفق المسلحين من الأردن على حد قولها.

وبالانتقال الى الحراك السياسي، لاسيما الى التحضيرات لمؤتمر "جنيف 2" الرامي الى حل الازمة الراهنة سليماً، يكشف مصدر معارض لموقع "المرده" أن هناك رغبةً دولية في تلازم مساري الحل السلمي وتفكيك السلاح الكيماوي في آن، والمتوقع أن يستغرق عاماً، على ان يتبع ذلك اجراء انتخابات رئاسية على ما يرجح المصدر، مرجحاً أن يتم الدعوة الى "جنيف2" في وقت قريب.

ويشير المصدر الى ان "المعارضة في الخارج" لم تحسم أمرها في شأن المشاركة في "جنيف" أم عدمها بانتظار قرار الدول الاقليمية الراعية لها، لاسيما الخليجية منها، التي صدمتها الانجازات الميدانية التي حققها الجيش أخيراً، رغم كل الدعم الذي قدمته هذه الدول للمسلحين، على حد قول المصدر. ويعتبر أن هذه الانجازات ستؤدي الى تأخر الدول المذكورة في اتخاذ قرار الذهاب الى "جنيف".

وعن الوفود المشاركة، يلفت المصدر الى أن ابرز الوفود المعلن عنها حتى الساعة هي:

وفد السلطة الرسيمة، وفد "هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي " التي يرأسها حسن عبد العظيم، ووفد "الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير" برئاسة الوزيرين علي حيدر وقدري جميل .

وبكل الاحوال، تبدو الدول الغربية محرجة بعدما تكشفت حقيقة ما أسمتها "المعارضة المعتدلة"، فها هي تتكشف بأنها لم تكن سوى ستار لتنظيم القاعدة بمسمياته المختلفة. وهكذا، تراكم القوى الغربية الخسائر بينما يؤدي صمود المحور الى مزيد من المكاسب في جميع الجهات، ما يدل على فشل سياسات استعادة التوازن التي أرادها الغرب للذهاب الى جنيف 2، فهل يمكن أن ينعقد في ظل كل هذه المؤشرات المتبدلة؟

  • فريق ماسة
  • 2013-10-12
  • 10011
  • من الأرشيف

سبب تأجيل عملية تطهير منطقة القلمون ..وانجاز استراتيجي يسهم بتطهير مخيم اليرموك

قد يكون تفاقم الأوضاع المعيشية والاقتصادية في مدينة حلب جراء الحصار الذي فرضته المجموعات المسلحة على المدينة، هو السبب المباشر بتأجيل العملية العسكرية المتوقعة لتطهير منطقة القلمون وبعض المناطق المتاخمة لها على سلسلة الجبال الشرقية التي تفصل لبنان عن سورية.  فلاشك أن استمرار تدهور الاحوال المعيشية في حلب سيكون له انعكاساتٍ سلبيةٍ على الوضع السياسي، لاسيما على المزاج الشعبي لابناء المدينة الذين عانوا ويعانون أقسى انواع الضغوط من قتل وتهجيرٍ ونهبٍ للممتلكات والمصانع، نتيجةٍ تمسكهم بوحدة أرضهم. هذا الواقع المرير قد يكون الدافع الاساس لتركيز جهود الجيش السوري للتمكن من فتح خط أمداد لفك الحصار عن حلب، وفعلاً هذا ما حدث، فقد استطاع الجيش فتح طريق حمص- حماه- السلمية- خناصر- حلب، وبالتالي أمّن عبور القوافل المحملة بالمواد الاولية الى الاخيرة لإغاثة ابنائها الذين رزخوا تحت الحصار. إن هذا الانجاز الاستراتجي، لم يثن القوات المسلحة أيضاً من متابعة عمليات استعادة المناطق التي دخلها المسلحون على امتداد الاراضي السورية، لاسيما في ريف دمشق، حيث استمر الجيش السوري في تحقيق التقدم الميداني، من خلال تقطيع اوصال مقار المسلحين، وإعادة وصل المناطق ببعضها، وكان آخر هذه الانجازات تأمين طريقي مطار دمشق الدولي، والعاصمة- جرمانا اللذين كانا عرضةً لرصاص قناصة المسلحين من المناطق المقابلة، قبل أن يستعيد الجيش منطقتي الديابية والحسينة جنوب دمشق، ما قد يسهم تطهير مخيم اليرموك والمناطق المحيطة ويفرض واقعا سياسيا جديداً بحسب مصادر متابعة. وفي سياق تفاصيل الوضع الميداني، تؤكد المصادر أن محافظة درعا في الجنوب، لاتزال تشهد اشد المعارك واعنفها، مرجحةً أن يكون السبب في ذلك، هو استمرار تدفق المسلحين من الأردن على حد قولها. وبالانتقال الى الحراك السياسي، لاسيما الى التحضيرات لمؤتمر "جنيف 2" الرامي الى حل الازمة الراهنة سليماً، يكشف مصدر معارض لموقع "المرده" أن هناك رغبةً دولية في تلازم مساري الحل السلمي وتفكيك السلاح الكيماوي في آن، والمتوقع أن يستغرق عاماً، على ان يتبع ذلك اجراء انتخابات رئاسية على ما يرجح المصدر، مرجحاً أن يتم الدعوة الى "جنيف2" في وقت قريب. ويشير المصدر الى ان "المعارضة في الخارج" لم تحسم أمرها في شأن المشاركة في "جنيف" أم عدمها بانتظار قرار الدول الاقليمية الراعية لها، لاسيما الخليجية منها، التي صدمتها الانجازات الميدانية التي حققها الجيش أخيراً، رغم كل الدعم الذي قدمته هذه الدول للمسلحين، على حد قول المصدر. ويعتبر أن هذه الانجازات ستؤدي الى تأخر الدول المذكورة في اتخاذ قرار الذهاب الى "جنيف". وعن الوفود المشاركة، يلفت المصدر الى أن ابرز الوفود المعلن عنها حتى الساعة هي: وفد السلطة الرسيمة، وفد "هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي " التي يرأسها حسن عبد العظيم، ووفد "الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير" برئاسة الوزيرين علي حيدر وقدري جميل . وبكل الاحوال، تبدو الدول الغربية محرجة بعدما تكشفت حقيقة ما أسمتها "المعارضة المعتدلة"، فها هي تتكشف بأنها لم تكن سوى ستار لتنظيم القاعدة بمسمياته المختلفة. وهكذا، تراكم القوى الغربية الخسائر بينما يؤدي صمود المحور الى مزيد من المكاسب في جميع الجهات، ما يدل على فشل سياسات استعادة التوازن التي أرادها الغرب للذهاب الى جنيف 2، فهل يمكن أن ينعقد في ظل كل هذه المؤشرات المتبدلة؟

المصدر : المردة/ حسان الحسن


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة