دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
رغم الظهور المعلن للدور السعودي, وكفالته الحصرية في دعم الإرهاب العالمي بعد تحييد الدور القطري، فإن ما وصلت إليه دروبه وخطواته المعلنة والمستترة بات يشكل ظاهرة عالمية لا يمكن تجاهل ما تقود إليه,
وهي متخمة بالحقد والكراهية والتطرف غير المسبوق على المنطقة والعالم، وما تشكله من سوابق خطيرة وغير معهودة!!
ربما لم ولن يكون مفاجئاً لنا أن ينزعج آل سعود وأن يصل الأمر ببندر بن سلطان أن يفقد توازنه وربما عقله من انتصارات الشعب السوري، ولن يتفاجئ أحد إذا ما أبدى هو ومن يدور في فلكه ويتعاون معه من مرتزقة وأجراء وقوى استياءهم من كل النتائج التي تؤول إليها أفعالهم وممارساتهم التي لا تنتقل إلا من فشل إلى آخر.
السعودية بغض النظر عن تعدد مستويات القرارأو تباينه لم تدخر جهداً ولم تترك باباً إلا وطرقته، غرّبت وشرّقت، جالت شمالاً وبالغت في التجوال يميناً، جندت المرتزقة والقتلة واستخدمت كل التنظيمات الإرهابية – المعروف منها أو تلك التي كانت تظهر إلى العلن بتسويق وتوظيف سعودي مباشر – أو ما أنشأته خصيصاً لمهمة دعم الإرهاب العالمي وتحديداً في سورية، حيث « نذرت» أجهزتها وإمكاناتها وطاقاتها من أجل تحقيقها، وهي التي قدّمت تعهداً وأبدت التزاماً واضحاً ببذل الغالي والنفيس، بل إنّ بعض مَن في تلك العائلة قامر بمستقبله السياسي وبسجله الاستخباراتي وبعلاقته مع كبار منظمات المافيا العالمية من أجلها.
لذلك كان من الطبيعي أن تصاب بانتكاسة نفسية عبرت عنها من خلال نفاد صبر قادتها الاستخباراتيين، لتصبح أمام مأزق حقيقي، وهي التي لاتكاد تفتح باباً حتى يُغلق دونها أبواب، ولا تكاد تستمهل الإدارة الأميركية فرصة حتى تجد في نهاية المطاف أن الوقت كان خارج حساباتها ويعمل ضدها.
آخر ما ذهبت إليه العائلة الاستخباراتية بتركيبتها «البندرية» أنها اشترت خدمات خبراء وسياسيين وإعلاميين سابقين في أميركا وأوروبا وإسرائيل من أجل تشكيل قوة ضغط على الإدارة الأميركية للسير بالخيارات العسكرية بعد أن أدركت أن كل خياراتها الأخرى تتجه نحو حائط مسدود ولا بارقة أمل في النفق الممتد حتى النهاية، حيث لم تنفع الاستعانة بكبرى شركات الإجرام العالمي المتخصصة في استثمار القتلة والمرتزقة وتوظيف الإرهابيين.
لا نعتقد أن هناك من يستغرب ذلك وقد سبق لبندر أن قدم عروضه المغرية للإسرائيليين في عدوان تموز – قبل سبع سنوات -حين تكفل بتكاليف أي عدوان إسرائيلي على لبنان، وطلب بشكل مباشر أن تتوسع دائرة العدوان لتشمل سورية على أن تقدم المملكة كل ما يحتاجه ذلك العدوان من تمويل وما يليه من احتياجات وما يتطلبه من أثمان سياسية.
اليوم تبدو المعادلة مختلفة رغم أن المقامر ذاته، فالمرتزقة جاؤوا من أصقاع الأرض قاطبة.. لم يتركوا قاتلاً ولا إرهابياً إلا واستعانوا به، ولم يتركوا خبرة في القتل والتوحش إلا واستحضروها، والهدف المعلن والصريح تتقاطع فيه الشراكة الأميركية الإسرائيلية مع السعودية ببندرها وغيره على قاعدة التطرف والأصولية والتكفيرية التي تشابكت أصابعها مع الأذرع الصهيونية على امتداد العالم غربه ووسطه وأطرافه.
قد يكون بمقدور بندر أن يعدّ إلى ما يشاء وأن يذهب يميناً ويساراً حتى نفادِ آخر ما لديه، لكن ما عجزت عنه إسرائيل وأميركا لن يقدر هو عليه وما فشل به الإرهاب العالمي لن يحققه بندر حتى لو استعان بكل ما في الأرض من شركات إجرام وقتل وتوحش، أو بخبرات الضغط وغيرها.
أذرع العدوان المتغلغلة في الإرهاب بأوجهه التكفيرية ومحاوره الاسرائيلية والأميركية، وأدواته الاجرامية وتنظيماته وشركاته وخبرات القتلة والمجرمين، ترتدي اليوم قفازها السعودي، وتمتطي لبوسها الملكي وقد انفلت من عقاله، وتتفشّى عدواه في الفكر الغربي من أجل استثماره بطاقته القصوى في حقل الإرهاب الإسرائيلي.
المصدر :
الثورة / علي قاسم
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة