يبدو أن التداعي الأوروبي إلى عقد اجتماع عاجل بشأن الأحداث الدامية التي تجري في مصر المحروسة على خلفية إرهاب «الإخوان المسلمين»، لا ينبئ عن حالة فطنةٍ سياسية، تدرك من خلالها الدول الأوروبية ماذا سيحلّ بالمنطقة على خلفية تفاقم الوضع وتصاعد وتيرة العنف فيها على نحو كبير، وبخاصة أمام المعلومات الصادمة عن تكاثر خفافيش «القاعدة» المصنَّعين في مطابخ أمريكا و«إسرائيل»، الذين انتشر حقدهم الديني الأسود على جناح شهوة السلطة القائمة على التكفير المذهبي والطائفي في كلّ الدول التي طالها «ربيع الدم الديمقراطي» الذي وصل إلى سورية محمّلاً بوباء تطرّفهم… سورية المقاومة التي كشفت هذا «الربيع» الحارق لكل مقومات العروبة والمقاومة، والخادم طوعاً للسياسة الأمريكية الصهيونية الشيطانية في المنطقة.. هذا «الربيع» الذي بدأ الشعب المصري الآن يعيش معنى مفرداته الإرهابية، ويعي أبعاده بعدما جرَّب الخراب الإخواني، وأعلام الرايات السوداء التي وصلت إلى ميدان «رمسيس» بسيارات محمّلة بالأسلحة، لتزيد من دموية الخراب، بإحراق الكنائس والبنى التحتية في سيناريو إخواني تكفيري «قاعدي» تصدّت له سورية بدماء شهدائها، وها هي كرته تتدحرج في العمق المصري.

خطوات الدول الأوروبية، واجتماعاتها، لا تبشّر بخير، لأن مثل هذه الدول الاستعمارية، لو كانت ترى بالمنظور الأعم، كيف تسير معصوبة العينين، مكتوفة اليدين، على خطا سياسة الولايات المتحدة الشيطانية في المنطقة العربية، لعرفت أنها مجرد بصمة خضوع للسيد الأمريكي، ومصالحه المرتبطة عضوياً بمصالح «إسرائيل» في المنطقة.

يؤكد هذا ما كشفته «الغارديان» مؤخراً، من أن الأزمة في سورية عرّت النفاق الأوروبي الذي لا يجرؤ على قول الحقيقة، على الرغم من كلّ المعطيات المثبتة أمامه جليةً واضحةً، خوفاً من إثارة غضب السيد الأمريكي و«إسرائيل»، والحلفاء «العبيد» في السعودية وقطر، حتى ولو أصبحت رؤيتهم واضحةً من حيث تعاظم الخطر «القاعدي» الذي على الأغلب سيرتدّ وباله عليهم في القادم من الأيام.

وكذلك التحذيرات التي أطلقتها صحيفة «الموندو» الإسبانية التي أكدت، وعلى نحو قطعي، أن أجهزة الاستخبارات في دول أوروبية عدة اعترفت بأن ثمة مجموعات كثيرة تقاتل في سورية مندمجة مع تنظيم القاعدة، مبيّنةً- أي الصحيفة- أنها اطلعت على وثائق سرية خاصة بأجهزة المخابرات الأوروبية، تفيد بأن هذه الأجهزة تخشى من أن يمتد الخطر الذي تمثله هذه المجموعات إلى دول أخرى، وتحديداً أوروبا، بعد انتهاء الأحداث في سورية.

يعرفون هذا، في الوقت الذي تقوم فيه الولايات المتحدة، ومعها السائرون كالنعام تحت سياستها وقراراتها بتسليح هؤلاء الإرهابيين المرتبطين بتنظيم «القاعدة وأخواتها» الذين يقومون بكل ما من شأنه خدمة أهدافها وأهداف «إسرائيل» في المنطقة.. إضافة لما تقوم به أمريكا، من حملات تشويه وتضليل لمواقف سورية، بإعطاء معلومات منفصلة عن الواقع، تصبّ في مصلحة كل الأهداف والمخططات التي بنت عليها مشروعها التدميري، لسيادات الدول، ومكوناتها، ومقدراتها، ونسيجها الاجتماعي الفسيفسائي الذي عاش فيه المجتمع العربي متآلفاً، متكاتفاً في وجه الطامعين، فيما مضى من فصول التاريخ الاستعماري على أراضيه.

لعله فصل جديد.. تثبت فيه سورية، بشعبها، وجيشها، وقيادتها، أنها عنوان المقاومة وقرارها، بالرغم من كلّ الحقائق المقلوبة، والتصريحات الخرقاء ضدها التي لا تضلّل إلا الحمقى والأغبياء، ولا ينفذها إلا العبيد..!!

  • فريق ماسة
  • 2013-08-17
  • 9279
  • من الأرشيف

سورية المقاومة كشفت «الربيع» الحارق لكل مقومات العروبة والمقاومة

يبدو أن التداعي الأوروبي إلى عقد اجتماع عاجل بشأن الأحداث الدامية التي تجري في مصر المحروسة على خلفية إرهاب «الإخوان المسلمين»، لا ينبئ عن حالة فطنةٍ سياسية، تدرك من خلالها الدول الأوروبية ماذا سيحلّ بالمنطقة على خلفية تفاقم الوضع وتصاعد وتيرة العنف فيها على نحو كبير، وبخاصة أمام المعلومات الصادمة عن تكاثر خفافيش «القاعدة» المصنَّعين في مطابخ أمريكا و«إسرائيل»، الذين انتشر حقدهم الديني الأسود على جناح شهوة السلطة القائمة على التكفير المذهبي والطائفي في كلّ الدول التي طالها «ربيع الدم الديمقراطي» الذي وصل إلى سورية محمّلاً بوباء تطرّفهم… سورية المقاومة التي كشفت هذا «الربيع» الحارق لكل مقومات العروبة والمقاومة، والخادم طوعاً للسياسة الأمريكية الصهيونية الشيطانية في المنطقة.. هذا «الربيع» الذي بدأ الشعب المصري الآن يعيش معنى مفرداته الإرهابية، ويعي أبعاده بعدما جرَّب الخراب الإخواني، وأعلام الرايات السوداء التي وصلت إلى ميدان «رمسيس» بسيارات محمّلة بالأسلحة، لتزيد من دموية الخراب، بإحراق الكنائس والبنى التحتية في سيناريو إخواني تكفيري «قاعدي» تصدّت له سورية بدماء شهدائها، وها هي كرته تتدحرج في العمق المصري. خطوات الدول الأوروبية، واجتماعاتها، لا تبشّر بخير، لأن مثل هذه الدول الاستعمارية، لو كانت ترى بالمنظور الأعم، كيف تسير معصوبة العينين، مكتوفة اليدين، على خطا سياسة الولايات المتحدة الشيطانية في المنطقة العربية، لعرفت أنها مجرد بصمة خضوع للسيد الأمريكي، ومصالحه المرتبطة عضوياً بمصالح «إسرائيل» في المنطقة. يؤكد هذا ما كشفته «الغارديان» مؤخراً، من أن الأزمة في سورية عرّت النفاق الأوروبي الذي لا يجرؤ على قول الحقيقة، على الرغم من كلّ المعطيات المثبتة أمامه جليةً واضحةً، خوفاً من إثارة غضب السيد الأمريكي و«إسرائيل»، والحلفاء «العبيد» في السعودية وقطر، حتى ولو أصبحت رؤيتهم واضحةً من حيث تعاظم الخطر «القاعدي» الذي على الأغلب سيرتدّ وباله عليهم في القادم من الأيام. وكذلك التحذيرات التي أطلقتها صحيفة «الموندو» الإسبانية التي أكدت، وعلى نحو قطعي، أن أجهزة الاستخبارات في دول أوروبية عدة اعترفت بأن ثمة مجموعات كثيرة تقاتل في سورية مندمجة مع تنظيم القاعدة، مبيّنةً- أي الصحيفة- أنها اطلعت على وثائق سرية خاصة بأجهزة المخابرات الأوروبية، تفيد بأن هذه الأجهزة تخشى من أن يمتد الخطر الذي تمثله هذه المجموعات إلى دول أخرى، وتحديداً أوروبا، بعد انتهاء الأحداث في سورية. يعرفون هذا، في الوقت الذي تقوم فيه الولايات المتحدة، ومعها السائرون كالنعام تحت سياستها وقراراتها بتسليح هؤلاء الإرهابيين المرتبطين بتنظيم «القاعدة وأخواتها» الذين يقومون بكل ما من شأنه خدمة أهدافها وأهداف «إسرائيل» في المنطقة.. إضافة لما تقوم به أمريكا، من حملات تشويه وتضليل لمواقف سورية، بإعطاء معلومات منفصلة عن الواقع، تصبّ في مصلحة كل الأهداف والمخططات التي بنت عليها مشروعها التدميري، لسيادات الدول، ومكوناتها، ومقدراتها، ونسيجها الاجتماعي الفسيفسائي الذي عاش فيه المجتمع العربي متآلفاً، متكاتفاً في وجه الطامعين، فيما مضى من فصول التاريخ الاستعماري على أراضيه. لعله فصل جديد.. تثبت فيه سورية، بشعبها، وجيشها، وقيادتها، أنها عنوان المقاومة وقرارها، بالرغم من كلّ الحقائق المقلوبة، والتصريحات الخرقاء ضدها التي لا تضلّل إلا الحمقى والأغبياء، ولا ينفذها إلا العبيد..!!

المصدر : تشرين/د.رغداء مارديني


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة