قبل أن تنتهي ضاحية بيروت الجنوبية من لملمة ضحايا انفجار الرويس وتداعياته، أطلّ الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ليوجه رسالة مباشرة الى الدول الداعمة للتنظيمات التكفيرية والسلفية، ويعلنها حربا مفتوحة عليها وعلى أدواتها كما على التنظيمات الممولة منها والمؤتمرة بها.

واذا كان السيد نصرالله تحاشى تسمية هذه الدول وان كان قد المح اليها، فإنه أعلن جهارا أنّ أرض المواجهة الكاملة ستكون على الاراضي السورية التي تشكل الممر الآمن لتلك المجموعات ما يمكن تفسيره بحسب خبراء الامن بأنّ معركة جبل القلمون في سورية باتت من أهداف "حزب الله" باعتبار أنّ ضبط الامن في هذه البقعة الجغرافية المتاخمة للحدود مع لبنان وهي تشكل المعبر الاساس اصبح ملحا للغاية لوقف مسلسل التفجيرات الانتحارية، خصوصا انه في حال نجاح الحزب في فرض طوق آمن في الضاحية الجنوبية فان سائر المناطق ستبقى مفتوحة بالكامل على الاعمال الارهابية وسالكة أمام التكفيريين.

واللافت أنّ بيان وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال فايز غصن، وهو الاوضح منذ بدء الاحداث السورية، سبق إطلالة السيد نصرالله واستبق المعلومات التي كان سيكشفها بشكل قاس وفق ما أكد مقربون من الحزب وقياداته وذلك في مشهد يكشف أنّ التنسيق بين أجهزة الحزب والاجهزة الامنية التابعة لوزارة الدفاع لم ينقطع، كما يؤكد أنّ معادلة الجيش والشعب والمقاومة ما زالت سارية المفعول وضمن مدة صلاحيتها، وبالتالي فان مسارعة الحزب لاعلان الحرب الاستباقية على التنظيمات التكفيرية يعود الى خطورة المعلومات المتبادلة والتي تعود الى سنوات طويلة، اي حين كشف وزير الدفاع نفسه عن وجود "القاعدة" في لبنان وفي جرود عرسال وكان الرد الرسمي حينها بأنّ لبنان هو ممر لـ"القاعدة" وليس مقرا لها.

استنادا الى مضمون الخطاب، يلفت مصدر على صلة وثيقة بقيادات الحزب الى ضرورة الاخذ بالاعتبار الاوضاع في مخيم عين الحلوة وفي حي التعمير بشكل خاص بعد ان تحول هذا الاخير الى شوكة في خاصرة المقاومة لعدة اعتبارات اولها موقعه الجغرافي القريب من الخط الساحلي الذي يصل الجنوب ببيروت، وثانيها تحوله بسحر ساحر الى جزيرة امنية مكتظة بالتكفيريين، وذلك في ظلّ تقارير تتحدث عن أنّ تفخيخ السيارات يتم فيها كما انه تحول الى ما يشبه مراكز القيادة والتنسيق بين القاعدة في لبنان وجبهة النصرة في سورية، فضلا عن حقيقة لا يدركها الا الامنيون وهي ان قيادات اصولية فلسطينية معروفة اتخذت من الجزيرة الامنية المذكورة مقرا لها بعد ان نزحت من مخيم اليرموك في سورية، فضلا عن واقع غير خاف على احد وهو ان لجوء احمد الاسير اليه يعني الكثير للمتابعين للشأن الامني وللحراك التكفيري.

يبقى ان علامة الاستفهام التي تحتاج إلى الكثير من القراءات الاستراتيجية للاجابة عنها تتمحور حول المقصود من التطرق مرارا وتكرارا الى الدول الداعمة والممولة للمجموعات التكفيرية وهي معروفة لدى الكثيرين، وما اذا كان المقصود ان العمليات النوعية ستطاولها بعد ان اعلنها حزب الله حربا امنية فعلية باعتبار ان العمليات النوعية التي دعا نصرالله الى انتظارها تقع في هذا الاطار، وذلك على اعتبار ان الحرب المعلنة بدأت ومن المرجح ان تتخطى كل الخطوط الحمر بعد ان فتحت ابوابها وحساباتها على الاحتمالات كافة.

  • فريق ماسة
  • 2013-08-16
  • 10587
  • من الأرشيف

نصرالله أعلنها حربا مفتوحة.. فهل تصل إلى داخل الدول الراعية والممولة؟

قبل أن تنتهي ضاحية بيروت الجنوبية من لملمة ضحايا انفجار الرويس وتداعياته، أطلّ الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ليوجه رسالة مباشرة الى الدول الداعمة للتنظيمات التكفيرية والسلفية، ويعلنها حربا مفتوحة عليها وعلى أدواتها كما على التنظيمات الممولة منها والمؤتمرة بها. واذا كان السيد نصرالله تحاشى تسمية هذه الدول وان كان قد المح اليها، فإنه أعلن جهارا أنّ أرض المواجهة الكاملة ستكون على الاراضي السورية التي تشكل الممر الآمن لتلك المجموعات ما يمكن تفسيره بحسب خبراء الامن بأنّ معركة جبل القلمون في سورية باتت من أهداف "حزب الله" باعتبار أنّ ضبط الامن في هذه البقعة الجغرافية المتاخمة للحدود مع لبنان وهي تشكل المعبر الاساس اصبح ملحا للغاية لوقف مسلسل التفجيرات الانتحارية، خصوصا انه في حال نجاح الحزب في فرض طوق آمن في الضاحية الجنوبية فان سائر المناطق ستبقى مفتوحة بالكامل على الاعمال الارهابية وسالكة أمام التكفيريين. واللافت أنّ بيان وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال فايز غصن، وهو الاوضح منذ بدء الاحداث السورية، سبق إطلالة السيد نصرالله واستبق المعلومات التي كان سيكشفها بشكل قاس وفق ما أكد مقربون من الحزب وقياداته وذلك في مشهد يكشف أنّ التنسيق بين أجهزة الحزب والاجهزة الامنية التابعة لوزارة الدفاع لم ينقطع، كما يؤكد أنّ معادلة الجيش والشعب والمقاومة ما زالت سارية المفعول وضمن مدة صلاحيتها، وبالتالي فان مسارعة الحزب لاعلان الحرب الاستباقية على التنظيمات التكفيرية يعود الى خطورة المعلومات المتبادلة والتي تعود الى سنوات طويلة، اي حين كشف وزير الدفاع نفسه عن وجود "القاعدة" في لبنان وفي جرود عرسال وكان الرد الرسمي حينها بأنّ لبنان هو ممر لـ"القاعدة" وليس مقرا لها. استنادا الى مضمون الخطاب، يلفت مصدر على صلة وثيقة بقيادات الحزب الى ضرورة الاخذ بالاعتبار الاوضاع في مخيم عين الحلوة وفي حي التعمير بشكل خاص بعد ان تحول هذا الاخير الى شوكة في خاصرة المقاومة لعدة اعتبارات اولها موقعه الجغرافي القريب من الخط الساحلي الذي يصل الجنوب ببيروت، وثانيها تحوله بسحر ساحر الى جزيرة امنية مكتظة بالتكفيريين، وذلك في ظلّ تقارير تتحدث عن أنّ تفخيخ السيارات يتم فيها كما انه تحول الى ما يشبه مراكز القيادة والتنسيق بين القاعدة في لبنان وجبهة النصرة في سورية، فضلا عن حقيقة لا يدركها الا الامنيون وهي ان قيادات اصولية فلسطينية معروفة اتخذت من الجزيرة الامنية المذكورة مقرا لها بعد ان نزحت من مخيم اليرموك في سورية، فضلا عن واقع غير خاف على احد وهو ان لجوء احمد الاسير اليه يعني الكثير للمتابعين للشأن الامني وللحراك التكفيري. يبقى ان علامة الاستفهام التي تحتاج إلى الكثير من القراءات الاستراتيجية للاجابة عنها تتمحور حول المقصود من التطرق مرارا وتكرارا الى الدول الداعمة والممولة للمجموعات التكفيرية وهي معروفة لدى الكثيرين، وما اذا كان المقصود ان العمليات النوعية ستطاولها بعد ان اعلنها حزب الله حربا امنية فعلية باعتبار ان العمليات النوعية التي دعا نصرالله الى انتظارها تقع في هذا الاطار، وذلك على اعتبار ان الحرب المعلنة بدأت ومن المرجح ان تتخطى كل الخطوط الحمر بعد ان فتحت ابوابها وحساباتها على الاحتمالات كافة.

المصدر : مقالات النشرة/ أنطوان الحايك


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة