حالة الغليان التي تعيشها المنطقة العربية حاليا تذكرنا بنظيرتها التي سادت اجواء المنطقة قبل الحرب لاحتلال العراق في آذار (مارس) عام 2003، فاينما تتجه بعينيك تجد توترا متصاعدا ينبئ بانفجار عسكري من نوع ما.

فاذا كان الاعلان الامريكي ـ البريطاني المزدوج عن وجود معلومات حول استخدام نظام الرئيس بشار الاسد لاسلحة كيماوية ضد معارضيه، جاء بمثابة التمهيد لحرب ضد سورية، فان اسقاط طائرات حربية اسرائيلية لطائرة من دون طيار اقتربت من ميناء حيفا المحتل عام 1948، واتهم حزب الله اللبناني باطلاقها من لبنان، قد يمهد لعدوان جديد على لبنان.

الجيش الاسرائيلي اعلن في بيان له اصدره يوم الخميس انه اعترض واسقط طائرة من دون طيار، قادمة من لبنان حاولت اختراق المجال الجوي الاسرائيلي على بعد اميال من شواطئ حيفا.

واكد بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي انه ينظر ‘ببالغ الخطورة’ الى قضية هذه الطائرة التي حاولت ‘اختراق حدودنا.. وسنواصل العمل من اجل الدفاع عن مواطنينا’.

غضب نتنياهو مفهوم، فعندما تم رصد هذه الطائرة المجهولة من قبل ا لرادارات الاسرائيلية كان رئيس الوزراء ا لاسرائيلي على متن مروحية متجهة الى الشمال لكي يشارك في احتفال، وقامت مروحيته بالهبوط اضطراريا لحين اعتراض الطائرة وتدميرها خوفا على سلامته.

حزب الله اللبناني سارع باصدار بيان بثته قناة المنار التابعة له نفى فيه ارسال اي طائرة بدون طيار باتجاه فلسطين المحتلة، في محاولة من جانبه للرد على الاتهامات الاسرائيلية.

هذا النفي من قبل حزب الله، وبهذه السرعة، يتعارض مع تبني السيد حسن نصر الله ارسال طائرة من دون طيار، قال انها ايرانية القطع، وجرى تجميعها في لبنان، نجحت في اختراق الاجواء الاسرائيلية قبل سبعة اشهر ووصلت الى قرب مفاعل ديمونا الاسرائيلي النووي جنوب فلسطين المحتلة.

لا بد ان الحزب استشعر خطر رد اسرائيلي فقرر ان يبادر الى التنصل من مسؤولية هذه الطائرة وحرمان الاسرائيليين من اي ذريعة للعدوان مجددا على لبنان.

الاسرائيليون الذين يجدون انفسهم محاصرين بقوى المقاومة اللبنانية في الشمال، والفلسطينية في الجنوب (قطاع غزة) قالوا على لسان داني دانون نائب وزير الدفاع ‘نحن مستعدون لذلك.. سيكون هناك رد اسرائيلي، فحزب الله يعرف انه لا ينبغي استفزازنا’.

الرد الاسرائيلي ربما يكون محدودا، اي شن غارات جوية على مواقع لحزب الله في جنوب لبنان، او القيام باجتياح موسع على غرار ما حدث في تموز (يوليو) عام 2006 وكلا الاحتمالين واردان.

السؤال سيكون حول رد حزب الله في حال حدوث مثل هذا العدوان الجزئي او الكامل، فهل سيفتح مخازن صواريخه التي تضم اكثر من ستين الف صاروخ من مختلف الاحجام والابعاد، ام انه سيحاول امتصاص الصدمة؟

كل المؤشرات توحي بان حزب الله لن يسكت وسيدافع عن نفسه ويقصف العمق الاسرائيلي، او هكذا نفهم من خطابات زعيمه السيد حسن نصر الله.

في جميع الاحوال الجبهة اللبنانية مرشحة للتصعيد في الايام القليلة المقبلة، تماما مثلها مثل الجبهة السورية، فهناك وحدة حال بين الجبهتين.

  • فريق ماسة
  • 2013-04-25
  • 9458
  • من الأرشيف

طائرة حزب الله فوق حيفا

حالة الغليان التي تعيشها المنطقة العربية حاليا تذكرنا بنظيرتها التي سادت اجواء المنطقة قبل الحرب لاحتلال العراق في آذار (مارس) عام 2003، فاينما تتجه بعينيك تجد توترا متصاعدا ينبئ بانفجار عسكري من نوع ما. فاذا كان الاعلان الامريكي ـ البريطاني المزدوج عن وجود معلومات حول استخدام نظام الرئيس بشار الاسد لاسلحة كيماوية ضد معارضيه، جاء بمثابة التمهيد لحرب ضد سورية، فان اسقاط طائرات حربية اسرائيلية لطائرة من دون طيار اقتربت من ميناء حيفا المحتل عام 1948، واتهم حزب الله اللبناني باطلاقها من لبنان، قد يمهد لعدوان جديد على لبنان. الجيش الاسرائيلي اعلن في بيان له اصدره يوم الخميس انه اعترض واسقط طائرة من دون طيار، قادمة من لبنان حاولت اختراق المجال الجوي الاسرائيلي على بعد اميال من شواطئ حيفا. واكد بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي انه ينظر ‘ببالغ الخطورة’ الى قضية هذه الطائرة التي حاولت ‘اختراق حدودنا.. وسنواصل العمل من اجل الدفاع عن مواطنينا’. غضب نتنياهو مفهوم، فعندما تم رصد هذه الطائرة المجهولة من قبل ا لرادارات الاسرائيلية كان رئيس الوزراء ا لاسرائيلي على متن مروحية متجهة الى الشمال لكي يشارك في احتفال، وقامت مروحيته بالهبوط اضطراريا لحين اعتراض الطائرة وتدميرها خوفا على سلامته. حزب الله اللبناني سارع باصدار بيان بثته قناة المنار التابعة له نفى فيه ارسال اي طائرة بدون طيار باتجاه فلسطين المحتلة، في محاولة من جانبه للرد على الاتهامات الاسرائيلية. هذا النفي من قبل حزب الله، وبهذه السرعة، يتعارض مع تبني السيد حسن نصر الله ارسال طائرة من دون طيار، قال انها ايرانية القطع، وجرى تجميعها في لبنان، نجحت في اختراق الاجواء الاسرائيلية قبل سبعة اشهر ووصلت الى قرب مفاعل ديمونا الاسرائيلي النووي جنوب فلسطين المحتلة. لا بد ان الحزب استشعر خطر رد اسرائيلي فقرر ان يبادر الى التنصل من مسؤولية هذه الطائرة وحرمان الاسرائيليين من اي ذريعة للعدوان مجددا على لبنان. الاسرائيليون الذين يجدون انفسهم محاصرين بقوى المقاومة اللبنانية في الشمال، والفلسطينية في الجنوب (قطاع غزة) قالوا على لسان داني دانون نائب وزير الدفاع ‘نحن مستعدون لذلك.. سيكون هناك رد اسرائيلي، فحزب الله يعرف انه لا ينبغي استفزازنا’. الرد الاسرائيلي ربما يكون محدودا، اي شن غارات جوية على مواقع لحزب الله في جنوب لبنان، او القيام باجتياح موسع على غرار ما حدث في تموز (يوليو) عام 2006 وكلا الاحتمالين واردان. السؤال سيكون حول رد حزب الله في حال حدوث مثل هذا العدوان الجزئي او الكامل، فهل سيفتح مخازن صواريخه التي تضم اكثر من ستين الف صاروخ من مختلف الاحجام والابعاد، ام انه سيحاول امتصاص الصدمة؟ كل المؤشرات توحي بان حزب الله لن يسكت وسيدافع عن نفسه ويقصف العمق الاسرائيلي، او هكذا نفهم من خطابات زعيمه السيد حسن نصر الله. في جميع الاحوال الجبهة اللبنانية مرشحة للتصعيد في الايام القليلة المقبلة، تماما مثلها مثل الجبهة السورية، فهناك وحدة حال بين الجبهتين.

المصدر : رأي القدس


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة