دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أضاف نفي حزب الله علاقته بإرسال طائرة جديدة الى سماء فلسطين المحتلة المزيد من الغموض على الوضع المستجد، بعد اعلان العدو أنه اسقط طائرة استطلاع من دون طيار كانت تقترب من خليج حيفا امس. وبرغم اصرار تل ابيب على اتهام ايران وحزب الله بالوقوف وراء العملية، فإن ردود الفعل ركزت على «خطورة الامر» وعلى «ضرورة الرد في المكان والزمان المناسبين».
علماً أن لغزاً امنياً آخر يضاف الى الحادثة، ويتعلق بالمصادفة التي جعلت مكان اسقاط الطائرة، كما اعلن العدو، هو المكان الذي كان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يعبره من الجهة المقابلة على متن مروحية عسكرية اضطرت للهبوط الاضطراري.
وريثما تعلن جهة ما مسؤوليتها عن العملية، او تقدم اسرائيل ادلة تشير الى الجهة المعنية، فإن الخطوة لا يمكن فصلها عن سياق التطورات المتسارعة اقليمياً، والمتعلقة اساساً بالجاري في سوريا، خصوصاً ان اسرائيل عادت الاسبوع الماضي الى اطلاق التهديدات ربطاً بتقييمها للوضع في سوريا ومخاوفها من تعاظم المخاطر عليها من الجبهة الشمالية.
ردع مجهول الهوية
لكن في ما خص الحادثة بنفسها، يمكن الاستنتاج أن من يقف خلف ارسال الطائرة، تعمّد استعراض قوته امام الاسرائيليين بطريقة تستهدف إشعار قادة العدو بخطورة المبادرة الى اعمال عسكرية عدوانية ضد اطراف الجبهة الشمالية الممتدة من جنوب لبنان حتى طهران. كما تحوّلت هذه العملية الى عنصر استفزاز للعدو، الذي لم يبادر الى رد فعل واضح، وسط توقعات متضاربة حول طريقة تفاعله، بين ترجيح بالصمت والتدقيق قبل اختيار النقلة الجديدة في لعبة الشطرنج المعقّدة مع خصومه، وبين احتمال وضع تقديرات من النوع الذي يقود عادة الى اخطاء قاتلة ترتكبها اسرائيل بفتح جبهات عليها لا تكون مستعدة لها كفاية.
لكن، في حال افترضنا ان مرسل الطائرة اراد ردع اسرائيل، فلماذا يفعل ذلك الآن؟
الوضوح يقود الى استنتاج بسيط، مفاده أن الخصم الشمالي يرى مؤشرات على احتمال قيام العدو بعمل عسكري ضد سوريا، بحجة او من دونها، سواء من خلال الاثارة المكثفة لموضوع السلاح الكيميائي، او الحديث القديم المتجدد عن مخازن صاروخية تعود الى حزب الله او يتزوّد بها من مستودعات الجيش السوري.
وهذه المؤشرات مرتبطة بأمور كثيرة من بينها:
ــــ إدراك اسرائيل، كما الغرب والعواصم المنخرطة في الحرب ضد سوريا، أنه بات من الصعب الحديث عن اسقاط النظام في سوريا، وأن تطورات الاسابيع القليلة الماضية تشير الى نتائج معاكسة، ابرزها امساك النظام بقوة المفاصل المرتبطة بدمشق وطريقها الى الساحل وعلى طول الحدود مع لبنان، وتراجع قدرات ومعنويات المجموعات المسلحة المعارضة التي تطلب مؤازرة تتجاوز الدعم اللوجستي لتلامس طلب التدخل المباشر لقوى عسكرية خارجية.
ــــ وصول تركيا الى الجدار الاخير قبل مرحلة الدخول المباشر في الحرب، وهذا من شأنه فتح حرب كبيرة تشمل ايران، وقلق الاردن من التورط الكامل والمباشر في المعركة ضد النظام، مقابل عجز الجبهة اللبنانية عن مدّ معارضي الاسد بدعم فعال ومثمر.
ــــ اللجوء الى تسخين الساحة العراقية، خصوصاً المناطق المحاذية للحدود مع سوريا، بغية خلق بيئة ضاغطة ولو على خلفيات طائفية ومذهبية. وهي معركة لها اكثر من وجه، وغير معلوم كيفية حسمها.
ــــ شعور كل الاطراف المتورطة في الحرب بالعجز، ما قد يقود الى استخدام القواعد التاريخية في صراعات المنطقة، بحيث يطلب الى اسرائيل القيام بالعملية الاخيرة في حال فشلت العلاجات السابقة.
ــــ وجود تقديرات غير دقيقة لدى العدو بأن وضع سوريا صعب الى درجة لا يمكن لقيادتها الرد على اي عدوان، وبأن ايران غير مستعدة للتورط في حرب قد تستدعي تدخلاً أميركياً وغربياً، وملاحظة تل ابيب أن حزب الله في وضع دقيق قد لا يمكّنه من القيام بشيء.
كل هذه المؤشرات تقود الى احتمال لجوء العدو الى خطوة في المكان الخطأ او في الزمان الخطأ، وهو ما استدعى رسائل تحذير وتنبيه، بدأت على لسان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي قال ان الحزب سيرد فوراً على اي اعتداء عليه في لبنان، وابلاغ سوريا وايران، وحتى حزب الله، من يهمه الامر، بأنه في حال تكرر العدوان الاسرائيلي على سوريا فإن الرد سيكون حتمياً هذه المرة، وصولاً الى التصريحات التي اطلقها قادة ايرانيون خلال اليومين الماضيين والتي تضمنت تحذيراً مباشراً لإسرائيل من العدوان على سوريا لأنها لن تُترك وحيدة.
ردع ام استفزاز؟
في جانب آخر من المسألة، قد يبدو هدف اتهام اسرائيل لحزب الله بالوقوف خلف ارسال طائرة حيفا تحميل الحزب مسؤولية رد فعل اسرائيلي متوقع. علماً أنه لو كان الحزب يقف خلف العملية، لكان هو من يبعث برسالة دقيقة الى العدو لإفهامه بأنّ ما يسمى «تورط الحزب في سوريا» لا يؤثر البتة على جهوزيته المتصلة بالمقاومة في جنوب لبنان، وأنه مهما بلغت الصعوبات والتحديات فهو يرى أن مهمته الاساسية تتصل بالصراع مع اسرائيل، وهو، هنا، يحدّث اسرائيل، كما الآخرين من حوله. علماً انه في حالة وقوف حزب الله وراء العملية ــــ كما يقول الاسرائيليون ــــ فإن الحزب يتصرف باحترافية عالية، وهو في هذه الحالة يعرف أن الرسالة تحتمل الاستفزاز وليس الردع فقط، وبالتالي سيكون مستعداً لأي رد فعل من جانب العدو، مع ما يعني ذلك من جهوزية عملياتية على الارض، وهي خطوة قائمة بمعزل عن كل ادوار وتحديات الحزب الداخلية في لبنان او المتعلقة بالأزمة السورية.
يشار هنا الى ان رئيس الاركان في جيش الاحتلال الاسرائيلي بني غانتس قال في كلمة له في المؤتمر السنوي لمعهد بحوث الأمن القومي في جامعة تل ابيب إن «ايران وحزب الله متورطان حتى أعناقهما، بل وأكثر، في محاولة حماية المحور ونظام الرئيس السوري بشار الاسد أو في الاستعداد لليوم التالي». وأضاف «لا يوجد يوم لا يمكن ان يتحول من يوم هادئ الى يوم معركة على نطاق واسع. علينا أن نستعد للمعارك التي ستُحسم في زمن قصير قدر الامكان»، متحدثاً عن أن حزب الله «عاظم من قوته، وهو التنظيم، ليس الدولة، الوحيد الذي يملك قدرات استراتيجية»، مشيراً إلى وجود «احتمال لا بأس به، بسبب تصدّع المحور مع إيران، أن يغدو حزب الله معزولاً في الحلبة».
أما رئيس لواء الأبحاث في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية العميد إيتي بارون فتطرق أمام «مؤتمر مركز دراسات الأمن القومي» إلى مكانة «حزب الله» بالنظر للوضع الحالي للنظام السوري، وقال إن «هذا التنظيم يعيش في توتر. وهو خائف أن يستغل أحد الوضع ويمس به، حتى داخل لبنان». وأشار إلى أن منصات إطلاق صواريخ«SA-17»، التي اعترف وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون أول من أمس، للمرة الأولى، بتدميرها في سوريا في كانون الثاني الماضي، كانت متجهة إلى «حزب الله».
وماذا عن احتمال ان تكون ايران خلف عملية ارسال الطائرة؟
في هذه الحالة، يمكن القول إن طهران تبعث، للمرة الأولى، برسالة عملانية تحذّر العدو من اي مغامرة ضد سوريا، خصوصا أن «هاجس ايران» يتعاظم لدى قادة العدو. وكان لافتاً ما قاله رئيس «مركز دراسات الأمن القومي» الجنرال عاموس يادلين، الذي ترأس لسنوات شعبة الاستخبارات، قبل ايام، من أنه «حتى الصيف سيجتاز الإيرانيون بالتأكيد الخط الأحمر الذي وضعه نتنياهو في خطابه أمام الأمم المتحدة»، واضاف انه «بوسع إسرائيل أن تهاجم إيران منفردة، وأن تواجه عواقب هذه الخطوة العسكرية».
الاستعداد للجولة الحاسمة
معلوم، ايضاً، أن جميع المعنيين بالجبهة الشمالية للعدو، في اسرائيل نفسها كما في لبنان وعواصم اخرى، قد رفعوا من منسوب التحذير من احتمال اندلاع مواجهة شاملة على غرار العام 2006، مع توضيحات بأنها ستكون اكثر عنفاً، وذات ابعاد اكثر استراتيجية. وربما ساعدت الازمة السورية في رفع منسوب التحذيرات، بعدما تصرفت اسرائيل بشيء من «الثقة المفرطة بالنفس»، عندما قررت المبادرة الى مهاجمة اهداف عسكرية في سوريا، والقيام باستعدادات لعمليات اضافية في وقت لاحق، وترافق الامر مع اجراءات امنية وعسكرية خاصة بمنطقة الجولان، بحجة مواجهة حالة الفوضى القائمة على الجهة المقابلة. بينما ينشط العدو بصورة غير مسبوقة في عمليات المسح اليومي للمناطق اللبنانية على اختلافها، وينشط امنه البشري والتقني في محاولات للحصول على معلومات تفيده في المعركة المقبلة.
هذه الخطوات، يقوم بها حزب الله في المقابل، وهو الذي يظهر استعدادات غير مسبوقة ايضا على مستوى وحداته القتالية في البر والبحر والجو!
أضاف نفي حزب الله علاقته بإرسال طائرة جديدة الى سماء فلسطين المحتلة المزيد من الغموض على الوضع المستجد، بعد اعلان العدو أنه اسقط طائرة استطلاع من دون طيار كانت تقترب من خليج حيفا امس. وبرغم اصرار تل ابيب على اتهام ايران وحزب الله بالوقوف وراء العملية، فإن ردود الفعل ركزت على «خطورة الامر» وعلى «ضرورة الرد في المكان والزمان المناسبين».
علماً أن لغزاً امنياً آخر يضاف الى الحادثة، ويتعلق بالمصادفة التي جعلت مكان اسقاط الطائرة، كما اعلن العدو، هو المكان الذي كان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يعبره من الجهة المقابلة على متن مروحية عسكرية اضطرت للهبوط الاضطراري.
وريثما تعلن جهة ما مسؤوليتها عن العملية، او تقدم اسرائيل ادلة تشير الى الجهة المعنية، فإن الخطوة لا يمكن فصلها عن سياق التطورات المتسارعة اقليمياً، والمتعلقة اساساً بالجاري في سوريا، خصوصاً ان اسرائيل عادت الاسبوع الماضي الى اطلاق التهديدات ربطاً بتقييمها للوضع في سوريا ومخاوفها من تعاظم المخاطر عليها من الجبهة الشمالية.
ردع مجهول الهوية
لكن في ما خص الحادثة بنفسها، يمكن الاستنتاج أن من يقف خلف ارسال الطائرة، تعمّد استعراض قوته امام الاسرائيليين بطريقة تستهدف إشعار قادة العدو بخطورة المبادرة الى اعمال عسكرية عدوانية ضد اطراف الجبهة الشمالية الممتدة من جنوب لبنان حتى طهران. كما تحوّلت هذه العملية الى عنصر استفزاز للعدو، الذي لم يبادر الى رد فعل واضح، وسط توقعات متضاربة حول طريقة تفاعله، بين ترجيح بالصمت والتدقيق قبل اختيار النقلة الجديدة في لعبة الشطرنج المعقّدة مع خصومه، وبين احتمال وضع تقديرات من النوع الذي يقود عادة الى اخطاء قاتلة ترتكبها اسرائيل بفتح جبهات عليها لا تكون مستعدة لها كفاية.
لكن، في حال افترضنا ان مرسل الطائرة اراد ردع اسرائيل، فلماذا يفعل ذلك الآن؟
الوضوح يقود الى استنتاج بسيط، مفاده أن الخصم الشمالي يرى مؤشرات على احتمال قيام العدو بعمل عسكري ضد سوريا، بحجة او من دونها، سواء من خلال الاثارة المكثفة لموضوع السلاح الكيميائي، او الحديث القديم المتجدد عن مخازن صاروخية تعود الى حزب الله او يتزوّد بها من مستودعات الجيش السوري.
وهذه المؤشرات مرتبطة بأمور كثيرة من بينها:
ــــ إدراك اسرائيل، كما الغرب والعواصم المنخرطة في الحرب ضد سوريا، أنه بات من الصعب الحديث عن اسقاط النظام في سوريا، وأن تطورات الاسابيع القليلة الماضية تشير الى نتائج معاكسة، ابرزها امساك النظام بقوة المفاصل المرتبطة بدمشق وطريقها الى الساحل وعلى طول الحدود مع لبنان، وتراجع قدرات ومعنويات المجموعات المسلحة المعارضة التي تطلب مؤازرة تتجاوز الدعم اللوجستي لتلامس طلب التدخل المباشر لقوى عسكرية خارجية.
ــــ وصول تركيا الى الجدار الاخير قبل مرحلة الدخول المباشر في الحرب، وهذا من شأنه فتح حرب كبيرة تشمل ايران، وقلق الاردن من التورط الكامل والمباشر في المعركة ضد النظام، مقابل عجز الجبهة اللبنانية عن مدّ معارضي الاسد بدعم فعال ومثمر.
ــــ اللجوء الى تسخين الساحة العراقية، خصوصاً المناطق المحاذية للحدود مع سوريا، بغية خلق بيئة ضاغطة ولو على خلفيات طائفية ومذهبية. وهي معركة لها اكثر من وجه، وغير معلوم كيفية حسمها.
ــــ شعور كل الاطراف المتورطة في الحرب بالعجز، ما قد يقود الى استخدام القواعد التاريخية في صراعات المنطقة، بحيث يطلب الى اسرائيل القيام بالعملية الاخيرة في حال فشلت العلاجات السابقة.
ــــ وجود تقديرات غير دقيقة لدى العدو بأن وضع سوريا صعب الى درجة لا يمكن لقيادتها الرد على اي عدوان، وبأن ايران غير مستعدة للتورط في حرب قد تستدعي تدخلاً أميركياً وغربياً، وملاحظة تل ابيب أن حزب الله في وضع دقيق قد لا يمكّنه من القيام بشيء.
كل هذه المؤشرات تقود الى احتمال لجوء العدو الى خطوة في المكان الخطأ او في الزمان الخطأ، وهو ما استدعى رسائل تحذير وتنبيه، بدأت على لسان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي قال ان الحزب سيرد فوراً على اي اعتداء عليه في لبنان، وابلاغ سوريا وايران، وحتى حزب الله، من يهمه الامر، بأنه في حال تكرر العدوان الاسرائيلي على سوريا فإن الرد سيكون حتمياً هذه المرة، وصولاً الى التصريحات التي اطلقها قادة ايرانيون خلال اليومين الماضيين والتي تضمنت تحذيراً مباشراً لإسرائيل من العدوان على سوريا لأنها لن تُترك وحيدة.
ردع ام استفزاز؟
في جانب آخر من المسألة، قد يبدو هدف اتهام اسرائيل لحزب الله بالوقوف خلف ارسال طائرة حيفا تحميل الحزب مسؤولية رد فعل اسرائيلي متوقع. علماً أنه لو كان الحزب يقف خلف العملية، لكان هو من يبعث برسالة دقيقة الى العدو لإفهامه بأنّ ما يسمى «تورط الحزب في سوريا» لا يؤثر البتة على جهوزيته المتصلة بالمقاومة في جنوب لبنان، وأنه مهما بلغت الصعوبات والتحديات فهو يرى أن مهمته الاساسية تتصل بالصراع مع اسرائيل، وهو، هنا، يحدّث اسرائيل، كما الآخرين من حوله. علماً انه في حالة وقوف حزب الله وراء العملية ــــ كما يقول الاسرائيليون ــــ فإن الحزب يتصرف باحترافية عالية، وهو في هذه الحالة يعرف أن الرسالة تحتمل الاستفزاز وليس الردع فقط، وبالتالي سيكون مستعداً لأي رد فعل من جانب العدو، مع ما يعني ذلك من جهوزية عملياتية على الارض، وهي خطوة قائمة بمعزل عن كل ادوار وتحديات الحزب الداخلية في لبنان او المتعلقة بالأزمة السورية.
يشار هنا الى ان رئيس الاركان في جيش الاحتلال الاسرائيلي بني غانتس قال في كلمة له في المؤتمر السنوي لمعهد بحوث الأمن القومي في جامعة تل ابيب إن «ايران وحزب الله متورطان حتى أعناقهما، بل وأكثر، في محاولة حماية المحور ونظام الرئيس السوري بشار الاسد أو في الاستعداد لليوم التالي». وأضاف «لا يوجد يوم لا يمكن ان يتحول من يوم هادئ الى يوم معركة على نطاق واسع. علينا أن نستعد للمعارك التي ستُحسم في زمن قصير قدر الامكان»، متحدثاً عن أن حزب الله «عاظم من قوته، وهو التنظيم، ليس الدولة، الوحيد الذي يملك قدرات استراتيجية»، مشيراً إلى وجود «احتمال لا بأس به، بسبب تصدّع المحور مع إيران، أن يغدو حزب الله معزولاً في الحلبة».
أما رئيس لواء الأبحاث في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية العميد إيتي بارون فتطرق أمام «مؤتمر مركز دراسات الأمن القومي» إلى مكانة «حزب الله» بالنظر للوضع الحالي للنظام السوري، وقال إن «هذا التنظيم يعيش في توتر. وهو خائف أن يستغل أحد الوضع ويمس به، حتى داخل لبنان». وأشار إلى أن منصات إطلاق صواريخ«SA-17»، التي اعترف وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون أول من أمس، للمرة الأولى، بتدميرها في سوريا في كانون الثاني الماضي، كانت متجهة إلى «حزب الله».
وماذا عن احتمال ان تكون ايران خلف عملية ارسال الطائرة؟
في هذه الحالة، يمكن القول إن طهران تبعث، للمرة الأولى، برسالة عملانية تحذّر العدو من اي مغامرة ضد سوريا، خصوصا أن «هاجس ايران» يتعاظم لدى قادة العدو. وكان لافتاً ما قاله رئيس «مركز دراسات الأمن القومي» الجنرال عاموس يادلين، الذي ترأس لسنوات شعبة الاستخبارات، قبل ايام، من أنه «حتى الصيف سيجتاز الإيرانيون بالتأكيد الخط الأحمر الذي وضعه نتنياهو في خطابه أمام الأمم المتحدة»، واضاف انه «بوسع إسرائيل أن تهاجم إيران منفردة، وأن تواجه عواقب هذه الخطوة العسكرية».
الاستعداد للجولة الحاسمة
معلوم، ايضاً، أن جميع المعنيين بالجبهة الشمالية للعدو، في اسرائيل نفسها كما في لبنان وعواصم اخرى، قد رفعوا من منسوب التحذير من احتمال اندلاع مواجهة شاملة على غرار العام 2006، مع توضيحات بأنها ستكون اكثر عنفاً، وذات ابعاد اكثر استراتيجية. وربما ساعدت الازمة السورية في رفع منسوب التحذيرات، بعدما تصرفت اسرائيل بشيء من «الثقة المفرطة بالنفس»، عندما قررت المبادرة الى مهاجمة اهداف عسكرية في سوريا، والقيام باستعدادات لعمليات اضافية في وقت لاحق، وترافق الامر مع اجراءات امنية وعسكرية خاصة بمنطقة الجولان، بحجة مواجهة حالة الفوضى القائمة على الجهة المقابلة. بينما ينشط العدو بصورة غير مسبوقة في عمليات المسح اليومي للمناطق اللبنانية على اختلافها، وينشط امنه البشري والتقني في محاولات للحصول على معلومات تفيده في المعركة المقبلة.
هذه الخطوات، يقوم بها حزب الله في المقابل، وهو الذي يظهر استعدادات غير مسبوقة ايضا على مستوى وحداته القتالية في البر والبحر والجو!
المصدر :
الأخبار \ابراهيم الأمين
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة