يعيش لبنان تداعيات سقوط القومية العربية وسقوط التضامن العربي وتداعيات الصراع بين ايران والسعودية بشأن النفوذ في العالم العربي. واذا كانت في الماضي مصر تلعب دوراً متوازناً، فان غياب مصر عن الساحة العربية وغرقها في مشاكلها الداخلية، جعل الجامعة العربية فارغة، خاصة بعد الغاء اعترافها بنظام الرئيس الدكتور بشار الاسد في خطوة غير مسؤولة طالما ان الشعب السوري لم يقرر من جديد من هو ممثله.

الازمة واضحة، حصلت الثورة الاسلامية في ايران، واصبح مرشد الثورة في ايران هو من يقود ايران ويحدد سياستها، وانتهج سياسة ايرانية ضد اميركا وضد اسرائيل. فيما كانت الانظمة العربية في احضان اميركا وتتقارب مع اسرائيل، خاصة بعد معاهدة كمب دايفيد. من اصل 330 مليون عربي يوجد 290 مليون من الطائفة السنية والبقية من الطائفة الشيعية والاقليات.

تاريخياً كان دائماً شعار الاسلام هو شعار العرب، وعلى كل حال، المنطقة العربية هي نتاج الفتح الاسلامي العربي، حيث تكلمت دول المنطقة اللغة العربية بفعل الفتح الاسلامي العربي، وسيطر هذا الفتح على العالم العربي.

وحّد الملك عبد العزيز المملكة العربية السعودية، وقاد الرئيس جمال عبد الناصر ثورة العروبة الناصرية في مصر، التي اجتاحت القسم الاكبر من العالم العربي، فيما السعودية وقفت في وجه الرئيس عبد الناصر، خاصة من خلال حرب مصر في اليمن.

واصبح العرب السنّة يميلون اكثر الى عبد الناصر وليس الى المملكة العربية السعودية.

كان شعار العروبة هي قوميتها، وتقدمت العروبة على الاسلام في الممارسة السياسية في البلدان نتيجة الناصرية، وضرب الرئيس عبد الناصر الاخوان المسلمين، ولم تفتح لهم السعودية كثيراً مجال العمل بقوة من خلال دعمها لهم، فأصبح صراعهم يتركز في سوريا مدعوماً من الرئيس صدام حسين، حيث نشأ حزب البعث وانقسم بين العراق وسوريا، في ظل ضابط جاء من القرداحة من بلاد الفلاحين وحكم سوريا، ملغياً الطائفية عبر شعار البعث واقام توازناً بين الاقليات والسنّة، وهو الرئيس الراحل حافظ الاسد.

اما الرئيس صدام حسين، فبنى له امبراطورية ضخمة، وقوية عسكرياً، واعتمد الطائفة السنيّة التي تبلغ 9 ملايين نسمة، وحجّم الشيعة الذي يبلغ عددهم 13 مليون نسمة. وهنالك مليونان من المسيحيين، وفي ضوء تصاعد القومية العربية وفي عزّها، ضرب الملك حسين حركة فتح والفلسطينيين في الأردن، فانعقد مؤتمر قمة في القاهرة واستشهد على اثر القمة الرئيس جمال عبد الناصر من كثرة تأثره وعمله وارهاقه بتوحيد الصف العربي.

وعلى هذا الاساس، بعد عبد الناصر جاء السادات، ومشى مع كيسنجر باتجاه اسرائيل، لكن الرئيس حافظ الاسد مع انور السادات استطاعا انجازم حرب 1973 وهي حرب تشرين، لكن بعد الحرب مشى السادات مع كيسنجر في الحل المنفرد وسوريا رفضت التنازل عن الحقوق العربية.

فيما اتخذ اكبر قرار تاريخي الملك فيصل الراحل، وهو قطع النفط عن الغرب بسبب دعمهم لاسرائيل. وما لبث ان استشهد الملك فيصل برصاص من احد اعضاء العائلة المالكة.

سقطت القومية العربية، وبدأ محلها شعار التضامن العربي في اطار الجامعة العربية، ودعم الخليجيون الرئيس صدام حسين ليشنّ حرباً على ايران بعدما اصبحت ايران بعدد سكانها الاربعين مليونا من الطائفة الشيعية وغيرهم من طوائف اخرى، تقيم توازنا بين السنّة والشيعة على صعيد العالم العربي. ودعم الاميركيون صدام في حرب العراق ضد ايران، لكن اسرائيل لم تكن تريد ان يربح العراق فتركت الاسلحة تذهب الى ايران بطريقة غير مباشرة، من اسلحة اسرائيلية، وهو ما وصف وقتها بإيران غيت. لكن خطة اسرائيل كانت تدمير ايران والعراق واستمرار الحرب بينهما.

ارتاح الخليج من ضغط ايران على منطقة الخليج العربي والمنطقة العربية في ظل حرب الرئيس صدام، لكن اجتياح الكويت من قبل الرئيس صدام حسين، ثم اخراجه بواسطة قوات التحالف الدولي العربي، ثم شنّ حرب على العراق سنة 2003 وانهاء حكم صدام حسين، واعدامه في اول ايام الاضحى، جعل النفوذ الشيعي هو الاقوى في العراق، في ظل عودة الشيعة من اصل عراقي، ابعدهم الرئيس صدام حسين، وتم ولادتهم في ايران. واغتال الايرانيون العلماء العراقيين والضباط الطيارين والشخصيات الهامة في نظام الرئيس صدام حسين، لانه كان لديهم ارشيف يسجل التلفزيون الايراني ما يقدمه الرئيس صدام حسين من اوسمة للضباط وللعلماء وغيرهم.

في ظل حرب ايران مع العراق وقف الرئيس الاسد على الحياد ودعا الى وقف الحرب، لكن سوريا كانت تدرك ان صدام سيرتد عليها بعد حربه مع ايران لكنه ارتد تجاه الكويت. وعلى هذا الاساس وبدعم ايراني حصل توازن بين السنة والشيعة من خلال دعم ايران لشيعة العالم العربي، ولفئة سنيّة في العالم العربي، اصبحت موالية لايران.

انزعجت دول الخليج كليا، وعلى رأسها السعودية من النفوذ الايراني في العالم العربي، ورأت ان ايران بقوتها العسكرية قادرة على ضرب الخليج والعالم العربي، فاشترت المملكة العربية السعودية ودول الخليج اسلحة بحوالى 250 مليار دولار، من بعد حرب الخليج وحتى الان.

دار صراع سعودي ايراني في كل المنطقة، واميركا لم تكن ضد ايران، ولا اسرائيل كانت ضد ايران، وفي ذات الوقت، لم تكن اميركا مع السعودية بالمعنى الحقيقي، ولم تكن اسرائيل مع السعودية ومع الخليج ضد ايران، بل كانت الولايات المتحدة واسرائيل تريدان تدمير طاقات العرب وايران في مواجهات على طول العالم العربي.

نشأ حلف اميركي مع الاخوان المسلمين ومع الاسلام السياسي المعتدل، وتم استبدال القومية العربية بالاسلام السياسي العربي، وعلى هذا الاساس، فتحت اميركا الباب امام الاخوان المسلمين باستلام الانظمة العربية. فشعر ملك الاردن بعد سقوط الرئيس حسني مبارك والرئيس زين العابدين والرئيس القذافي ان الاخوان المسلمين بدأوا يتحركون في الاردن بشكل يخططون فيه لاسقاط العرش الهاشمي. فوقف ضدهم. وفي ذات الوقت، حصلت المواجهة في سوريا، ما بين السعودية وقطر من جهة، وايران والنظام السوري والاتحاد السوفياتي من جهة اخرى.

زالت العروبة كليا عندما لم يتواجد احد يقيم توازن عربي، ويقول ان السعودية وصلت مع الرئيس الاسد الى اتفاقات كثيرة لكنه لم ينفذها. ويقول قياديون في دمشق، ان سياسة السعودية والخليج هي مع اميركا ضد سوريا، ولا تراعي مصالح سوريا، وتعتبر ان سوريا اصبحت فارسية وليست عربية، وان السعودية كدولة وهابية تحارب العلويين في سوريا، وتريد ان يحكم السنّة. بينما الحكم في سوريا هو حكم علماني لا يعتمد على طائفة او مذهب بل يعتمد على تعددية طائفية ومذهبية، وحكم احادي تحت راية البعث.

سيطرت ايران على العراق، ولم تستطع السعودية ايصال اياد العلاوي الى الحكم، لان ايران ضغطت ضده، وفي الوقت ذاته اجتمع جيفري فيلتمان مع العلاوي والمالكي وطلب من العلاوي الانسحاب لصالح المالكي، كي يكون المالكي خط انفتاح بين اميركا وايران.

وخسرت السعودية ساحة العراق، وارادت ان ترد السعودية نفوذها في لبنان، لكن سنة 2005 اغتيل زعيم سنّي كبير هو الرئيس الراحل رفيق الحريري، فاتهمت السعودية سوريا في هذه العملية، وشعرت ان مواجهة كبيرة تحصل مع ايران. فدعمت قوى 14 آذار بالمال والسلاح، ودعمت شيعة العراق بالعلاقات معهم، واقامت علاقات مع سنّة العراق في شمال العراق حيث كان النفوذ الصدّامي او نفوذ الرئيس صدام حسين.

قال الملك عبدالله الثاني، ان هنالك هلال شيعي يتكوّن يبدأ من ايران ويصل الى جنوب لبنان، وقال وزير الخارجية السعودية سعود بن فيصل ان هنالك هلال شيعي ايضا ينشأ في العالم العربي. وتكاثرت التقارير عن ان سوريا عبر اقامة مقام كبير للسيدة زينب، كرّمها الله، تتجه نحو تشييع سوريا وحاولت السعودية الدخول على الخط لكن المحاولات فشلت من قبل الطرفين في الاتفاق، وانعكس على الساحة اللبنانية باغتيالات وحوادث، الى ان هرب السفير السعودي من لبنان في 7 ايار بعدما شعر انه في وضع خطر. ورد حزب الله على قرار لحكومة الرئيس السنيورة برفع الشرعية عن سلاح الاشارة التابع للمقاومة، بعملية عسكرية في بيروت، لضرب قرار الحكومة الذي بدا وكأنه يرفع الشرعية عن سلاح الاشارة ولاحقا يرفع الشرعية عن السلاح المقاوم لاسرائيل، وبذلك تكون الدولة اللبنانية في موقف ينسجم مع الموقف الاميركي والاسرائيلي، ويصبح حزب الله خارجاً عن الشرعية، فرأى السيد حسن نصرالله ان هذا الموقف خطر للغاية، فاتخذ قراره بحركة 7 ايار.

انتشرت المعركة في كل العالم العربي، من السودان الى مصر الى ليبيا الى موريتانيا الى الصومال الى لبنان والى سوريا، ويبدو ان المخابرات السورية لم تكن تعلم بالمخطط، او هي اخذت علماً واستدركت الموقف كي لا تقع الكارثة في سوريا، ذلك ان مظاهرة في درعا كانت فتيل التفجير لحرب في سوريا لم تستطع المخابرات السورية معرفة حدودها واتجاهها وعمقها وكبرها. وفي الوقت التي تساير قطر ايران، وتراعي كل شيء يتعلق بايران، وتبتعد عن التكلم عن حوادث البحرين، فانها في ذات الوقت خاضت اعنف معركة بارسال الاسلحة هي والسعودية الى المعارضة السورية. وظهر النظام السوري وكأنه ضعيف وتجتاحه المظاهرات، فدخلت ايران على الخط، ودخل حزب الله الى ان وصل التدخل الى روسيا الاتحادية. فدخل الرئيس فلاديمير بوتين وزار تركيا ووضع خطا احمر، قائلا، ان اي تدخل من حلف الناتو في سوريا عسكرياً يُعتبر الدخول على موسكو، وعلى هذا الاساس تراجع حلف الناتو ووافق في مؤتمر جنيف على الحل السياسي في سوريا. وسوريا لم تكن في وضع كأنها ترى الى الامام، فلا هي قرأت الاحداث الاتية على الارض عسكريا، ولا رأتها مخابراتياً، بل كانت في موقع ردّة الفعل، الى ان استردّت المبادرة مؤخرا، فلولا المساعدة الروسية والايرانية وحزب الله، وقوة الجيش السوري وعقيدته العربية لكان الوضع في سوريا انهار.

كان الرئيس الراحل حافظ الاسد قد اقام توازنا في لبنان بين السنّة والشيعة، فأعطى الشيعة دور المقاومة في الجنوب والسلاح والدعم، وكان حزب الله مدعوما من ايران وسوريا ومن عقيدته لتحرير ارض لبنان، ومقاومة العدو الاسرائيلي. فيما افسح المجال بشخصية سنيّة لها ثقة بها السعودية ان يكون رئيس حكومة لبنان الرئيس الشهيد رفيق الحريري. لكن تقارير الجمهورية اللبنانية واجهزتها الامنية، ضد الرئيس رفيق الحريري اوصلت جهة ما الى قتله. واصبحت هنالك حركة 8 و14 اذار، فـ 14 اذار تقودها السنّة مدعومة من السعودية و 8 اذار يقودها حزب الله مدعوما من سوريا وايران.

وهكذا قررت السعودية مواجهة ايران في العالم العربي، وقررت ايران ان نفوذها في المتوسط اساسي ولن تتراجع عنه، وانها هي من تقف في شاطىء الناقورة وصور ولبنان بواسطة حزب الله وتطل من الحوض المتوسط نحو اوروبا عبر قوة صاروخية يملكها حزب الله ويضرب بها اسرائيل.

كذلك اقامت ايران علاقة مميزة وحلف استراتيجي مع سوريا، وسيطرت على العراق. وحاولت الدخول الى الاردن لكن ملك الاردن قاومها بمخابراتها بشراسة. الى ان اقتنع مؤخرا ملك الاردن، انه لا يريد ايرانولا يريد الاخوان المسلمين، وقرر ضرب الاخوان المسلمين في الاردن، ولذلك لم يتعاطف معهم في حربهم في سوريا ضد النظام.

مصر غرقت في الاسلام السياسي المعتدل نسبة لبن لادن والذي تريده اميركا هكذا، والقذافي بعد ان سلم كل اسلحته وظهر انه نظام كرتوني مع اولاده، ازاحته اميركا واسرائيل واتت بنظام بديل عنه.

اما تونس فكان سهل للمخابرات الفرنسية ان تقول لزين العابدين ارحل ولديك ساعات، واستقر في السعودية.

اما بوتفليقة وقوة الجزائر فقررت باريس الحفاظ عليها نظرا للتفاهم مع الرئيس بوتفليقة والجيش الجزائري.

بدأت السعودية المواجهة مع ايران، بعد ان شعرت ان فرصة ثمينة من الوقت ذهبت وكانت لمصلحة ايران، فدعمت 14 اذار وشكلت عبر الانتخابات بدعمها المالي اكثرية جديدة ضد حزب الله والاحزاب المتحالفة معه، لكن سرعان ما عطل حزب الله حكومة الرئيس السنيورة ثم حكومة الرئيس سعد الحريري، ولم تعط نتيجة زيارة الحريري لدمشق ومصالحته مع الاسد، لان الخلاف السعودي - السوري عاد الى الواجهة اضافة الى الخلاف السعودي - الايراني. ففي لحظة من اللحظات شعرت السعودية ان البحرين قد تسقط بين ايدي المعارضةالشيعة، فارسلت قوة من درع الجزيرة بعد ان استطاع الامير بندر رئيس الامن الوطني ان يأخذ الضوء الاخضر من اميركا على هذه العملية، حيث قررت السعودية انها بواسطة سلاحها الجوي وبحريتها الحديثة قادرة على مواجهة ايران. والمعركة لن تكون بالدبابات. اما بالنسبة للقصف الصاروخي على السعودية، فان صواريخ باتريوت المنصوبة في السعودية، قادرة على تحطيم جزء كبير من صواريخ ايران. ولذلك قررت السعودية المواجهة، ونقلت الحرب الى قلب سوريا حليفة ايران، فيما كانت اميركا واسرائيل تتفرّجان على الهريان اللاحق بالعالم العربي.

وصلنا الى بيروت، وبيروت مقسومة بين 14 اذار و8 اذار، ومقسومة بين سوريا وايران من جهة، والخليج العربي من جهة اخرى، والعروبة في لبنان لم تعد موجودة بل اصبح الصراع سني - شيعي، والمسيحي لا دور له غير التعليقات من الرابية كل ثلثاء بعد الظهر او من معراب في المناسبات، والمناكفة واضحة خلاف سطحي، وضعضعة للمسيحيين بين ميشال عون وسمير جعجع، حتى ملّت الناس منهما سوية. وقام عون بزيارة ايران، وقام جعجع بزيارة السعودية، وجلبا لوادي قنوبين الويلات والخراب من كثرة ما قسما المسيحيين من اقسام.

ازداد الصراع السني - الشيعي في لبنان، وجاءت حكومة برئاسة الرئيس السنّي نجيب ميقاتي الذي استطاع حزب الله وسوريا وغيرهما استمالته الى المجيء الى الحكم، خاصة وان ميقاتي صرف مبلغا واشتغل لفترة هامة على تعزيز علاقاته مع اوروبا واميركا، حتى بات الاتحاد الاوروبي يعتمده كرجل له في لبنان.

وفي ذات الوقت، كانت له مصالح مالية واقتصادية خاصة مع رامي مخلوف ابن خال الرئيس بشار الاسد، في مجال الخطوط الخليوية، قبل ان يبيع ميقاتي حصته في شركة «م.تي.ان» لرامي مخلوف، ويحصل على مبلغ ضخم من المال.

وصل نجيب ميقاتي الى رئاسة الحكومة، والحكومة يؤيدها خمسة وزراء ونواب من الطائفة السنيّة، اما الرئيس سعد الحريري فأصابته صدمة عبر انقلاب الوزير جنبلاط عليه، وكانت حجة جنبلاط ان قمصان سوداء يلبسها شبان تجمعوا في الليل في محيط كليمنصو بحجة واهية، لان جنبلاط قرر مصالحة سوريا مقابل التخلي عن الحريري والسير بعلاقة معها بنجيب ميقاتي. فقام سليمان بتأجيل الاستشارات لمدة اسبوع، وخلال الاسبوع ترتبت الجلسات السرية، واللاعب الرئيس كان الرئيس نبيه بري في التحضير لميقاتي، كما اليوم بري هو اللاعب الرئيسي في التحضير للحكومة المقبلة التي لم تولد والتحضير للانتخابات التي لن تجري.

تطور الصراع الى صراع اميركي ـ روسي، فشعرت الصين ان مصلحتها في الخليج ومصلحتها في المنطقة هي مع روسيا وايران وسوريا، ومع حكومة لبنان المنقسمة لانها تمثل 8 اذار ولا تمثل الا نصف لبنان.

في هذا الوقت، اقتربت الانتخابات، ومع اقتراب الانتخابات، حصلت عملية هي اعتقال الوزير السابق ميشال سماحة، وهو يقود سيارته مع عميل للشهيد وسام الحسن رئيس شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي، فتم اعتقاله وتصويره مع ميلاد الكفوري وهو يسلم الاسلحة والعبوات لميلاد الكفوري مع المال، واعطى افادة ميشال سماحة بأعصابه الخائفة، أنه جاء بالعبوات بعلم من اللواء علي المملوك والرئيس بشار الاسد وهو، وان ثلاثة فقط يعرفون الموضوع. وكان في السيارة التي حملت العبوات اللواء جميل السيد، الذي لم يكن يعرف انها تحمل اسلحة.

استشهد اللواء وسام الحسن بعد حادثة ميشال سماحة، وتم اتهام حزب الله باغتياله، وشعر الرئيس ميقاتي ان اللواء وسام الحسن الذي كان محسوبا على الحريري وبات في الفترة الاخيرة يطلعه على كل المعلومات كما يطلع الرئيس الحريري، فارتاح الرئيس ميقاتي لوسام الحسن وقال له «ستأتي أنت بعد اللواء اشرف ريفي مديراً عاما».

  • فريق ماسة
  • 2013-03-28
  • 10156
  • من الأرشيف

الجامعة العربية تفرّغت من الداخل واصبح دورها مشلولاً بابعاد سورية

يعيش لبنان تداعيات سقوط القومية العربية وسقوط التضامن العربي وتداعيات الصراع بين ايران والسعودية بشأن النفوذ في العالم العربي. واذا كانت في الماضي مصر تلعب دوراً متوازناً، فان غياب مصر عن الساحة العربية وغرقها في مشاكلها الداخلية، جعل الجامعة العربية فارغة، خاصة بعد الغاء اعترافها بنظام الرئيس الدكتور بشار الاسد في خطوة غير مسؤولة طالما ان الشعب السوري لم يقرر من جديد من هو ممثله. الازمة واضحة، حصلت الثورة الاسلامية في ايران، واصبح مرشد الثورة في ايران هو من يقود ايران ويحدد سياستها، وانتهج سياسة ايرانية ضد اميركا وضد اسرائيل. فيما كانت الانظمة العربية في احضان اميركا وتتقارب مع اسرائيل، خاصة بعد معاهدة كمب دايفيد. من اصل 330 مليون عربي يوجد 290 مليون من الطائفة السنية والبقية من الطائفة الشيعية والاقليات. تاريخياً كان دائماً شعار الاسلام هو شعار العرب، وعلى كل حال، المنطقة العربية هي نتاج الفتح الاسلامي العربي، حيث تكلمت دول المنطقة اللغة العربية بفعل الفتح الاسلامي العربي، وسيطر هذا الفتح على العالم العربي. وحّد الملك عبد العزيز المملكة العربية السعودية، وقاد الرئيس جمال عبد الناصر ثورة العروبة الناصرية في مصر، التي اجتاحت القسم الاكبر من العالم العربي، فيما السعودية وقفت في وجه الرئيس عبد الناصر، خاصة من خلال حرب مصر في اليمن. واصبح العرب السنّة يميلون اكثر الى عبد الناصر وليس الى المملكة العربية السعودية. كان شعار العروبة هي قوميتها، وتقدمت العروبة على الاسلام في الممارسة السياسية في البلدان نتيجة الناصرية، وضرب الرئيس عبد الناصر الاخوان المسلمين، ولم تفتح لهم السعودية كثيراً مجال العمل بقوة من خلال دعمها لهم، فأصبح صراعهم يتركز في سوريا مدعوماً من الرئيس صدام حسين، حيث نشأ حزب البعث وانقسم بين العراق وسوريا، في ظل ضابط جاء من القرداحة من بلاد الفلاحين وحكم سوريا، ملغياً الطائفية عبر شعار البعث واقام توازناً بين الاقليات والسنّة، وهو الرئيس الراحل حافظ الاسد. اما الرئيس صدام حسين، فبنى له امبراطورية ضخمة، وقوية عسكرياً، واعتمد الطائفة السنيّة التي تبلغ 9 ملايين نسمة، وحجّم الشيعة الذي يبلغ عددهم 13 مليون نسمة. وهنالك مليونان من المسيحيين، وفي ضوء تصاعد القومية العربية وفي عزّها، ضرب الملك حسين حركة فتح والفلسطينيين في الأردن، فانعقد مؤتمر قمة في القاهرة واستشهد على اثر القمة الرئيس جمال عبد الناصر من كثرة تأثره وعمله وارهاقه بتوحيد الصف العربي. وعلى هذا الاساس، بعد عبد الناصر جاء السادات، ومشى مع كيسنجر باتجاه اسرائيل، لكن الرئيس حافظ الاسد مع انور السادات استطاعا انجازم حرب 1973 وهي حرب تشرين، لكن بعد الحرب مشى السادات مع كيسنجر في الحل المنفرد وسوريا رفضت التنازل عن الحقوق العربية. فيما اتخذ اكبر قرار تاريخي الملك فيصل الراحل، وهو قطع النفط عن الغرب بسبب دعمهم لاسرائيل. وما لبث ان استشهد الملك فيصل برصاص من احد اعضاء العائلة المالكة. سقطت القومية العربية، وبدأ محلها شعار التضامن العربي في اطار الجامعة العربية، ودعم الخليجيون الرئيس صدام حسين ليشنّ حرباً على ايران بعدما اصبحت ايران بعدد سكانها الاربعين مليونا من الطائفة الشيعية وغيرهم من طوائف اخرى، تقيم توازنا بين السنّة والشيعة على صعيد العالم العربي. ودعم الاميركيون صدام في حرب العراق ضد ايران، لكن اسرائيل لم تكن تريد ان يربح العراق فتركت الاسلحة تذهب الى ايران بطريقة غير مباشرة، من اسلحة اسرائيلية، وهو ما وصف وقتها بإيران غيت. لكن خطة اسرائيل كانت تدمير ايران والعراق واستمرار الحرب بينهما. ارتاح الخليج من ضغط ايران على منطقة الخليج العربي والمنطقة العربية في ظل حرب الرئيس صدام، لكن اجتياح الكويت من قبل الرئيس صدام حسين، ثم اخراجه بواسطة قوات التحالف الدولي العربي، ثم شنّ حرب على العراق سنة 2003 وانهاء حكم صدام حسين، واعدامه في اول ايام الاضحى، جعل النفوذ الشيعي هو الاقوى في العراق، في ظل عودة الشيعة من اصل عراقي، ابعدهم الرئيس صدام حسين، وتم ولادتهم في ايران. واغتال الايرانيون العلماء العراقيين والضباط الطيارين والشخصيات الهامة في نظام الرئيس صدام حسين، لانه كان لديهم ارشيف يسجل التلفزيون الايراني ما يقدمه الرئيس صدام حسين من اوسمة للضباط وللعلماء وغيرهم. في ظل حرب ايران مع العراق وقف الرئيس الاسد على الحياد ودعا الى وقف الحرب، لكن سوريا كانت تدرك ان صدام سيرتد عليها بعد حربه مع ايران لكنه ارتد تجاه الكويت. وعلى هذا الاساس وبدعم ايراني حصل توازن بين السنة والشيعة من خلال دعم ايران لشيعة العالم العربي، ولفئة سنيّة في العالم العربي، اصبحت موالية لايران. انزعجت دول الخليج كليا، وعلى رأسها السعودية من النفوذ الايراني في العالم العربي، ورأت ان ايران بقوتها العسكرية قادرة على ضرب الخليج والعالم العربي، فاشترت المملكة العربية السعودية ودول الخليج اسلحة بحوالى 250 مليار دولار، من بعد حرب الخليج وحتى الان. دار صراع سعودي ايراني في كل المنطقة، واميركا لم تكن ضد ايران، ولا اسرائيل كانت ضد ايران، وفي ذات الوقت، لم تكن اميركا مع السعودية بالمعنى الحقيقي، ولم تكن اسرائيل مع السعودية ومع الخليج ضد ايران، بل كانت الولايات المتحدة واسرائيل تريدان تدمير طاقات العرب وايران في مواجهات على طول العالم العربي. نشأ حلف اميركي مع الاخوان المسلمين ومع الاسلام السياسي المعتدل، وتم استبدال القومية العربية بالاسلام السياسي العربي، وعلى هذا الاساس، فتحت اميركا الباب امام الاخوان المسلمين باستلام الانظمة العربية. فشعر ملك الاردن بعد سقوط الرئيس حسني مبارك والرئيس زين العابدين والرئيس القذافي ان الاخوان المسلمين بدأوا يتحركون في الاردن بشكل يخططون فيه لاسقاط العرش الهاشمي. فوقف ضدهم. وفي ذات الوقت، حصلت المواجهة في سوريا، ما بين السعودية وقطر من جهة، وايران والنظام السوري والاتحاد السوفياتي من جهة اخرى. زالت العروبة كليا عندما لم يتواجد احد يقيم توازن عربي، ويقول ان السعودية وصلت مع الرئيس الاسد الى اتفاقات كثيرة لكنه لم ينفذها. ويقول قياديون في دمشق، ان سياسة السعودية والخليج هي مع اميركا ضد سوريا، ولا تراعي مصالح سوريا، وتعتبر ان سوريا اصبحت فارسية وليست عربية، وان السعودية كدولة وهابية تحارب العلويين في سوريا، وتريد ان يحكم السنّة. بينما الحكم في سوريا هو حكم علماني لا يعتمد على طائفة او مذهب بل يعتمد على تعددية طائفية ومذهبية، وحكم احادي تحت راية البعث. سيطرت ايران على العراق، ولم تستطع السعودية ايصال اياد العلاوي الى الحكم، لان ايران ضغطت ضده، وفي الوقت ذاته اجتمع جيفري فيلتمان مع العلاوي والمالكي وطلب من العلاوي الانسحاب لصالح المالكي، كي يكون المالكي خط انفتاح بين اميركا وايران. وخسرت السعودية ساحة العراق، وارادت ان ترد السعودية نفوذها في لبنان، لكن سنة 2005 اغتيل زعيم سنّي كبير هو الرئيس الراحل رفيق الحريري، فاتهمت السعودية سوريا في هذه العملية، وشعرت ان مواجهة كبيرة تحصل مع ايران. فدعمت قوى 14 آذار بالمال والسلاح، ودعمت شيعة العراق بالعلاقات معهم، واقامت علاقات مع سنّة العراق في شمال العراق حيث كان النفوذ الصدّامي او نفوذ الرئيس صدام حسين. قال الملك عبدالله الثاني، ان هنالك هلال شيعي يتكوّن يبدأ من ايران ويصل الى جنوب لبنان، وقال وزير الخارجية السعودية سعود بن فيصل ان هنالك هلال شيعي ايضا ينشأ في العالم العربي. وتكاثرت التقارير عن ان سوريا عبر اقامة مقام كبير للسيدة زينب، كرّمها الله، تتجه نحو تشييع سوريا وحاولت السعودية الدخول على الخط لكن المحاولات فشلت من قبل الطرفين في الاتفاق، وانعكس على الساحة اللبنانية باغتيالات وحوادث، الى ان هرب السفير السعودي من لبنان في 7 ايار بعدما شعر انه في وضع خطر. ورد حزب الله على قرار لحكومة الرئيس السنيورة برفع الشرعية عن سلاح الاشارة التابع للمقاومة، بعملية عسكرية في بيروت، لضرب قرار الحكومة الذي بدا وكأنه يرفع الشرعية عن سلاح الاشارة ولاحقا يرفع الشرعية عن السلاح المقاوم لاسرائيل، وبذلك تكون الدولة اللبنانية في موقف ينسجم مع الموقف الاميركي والاسرائيلي، ويصبح حزب الله خارجاً عن الشرعية، فرأى السيد حسن نصرالله ان هذا الموقف خطر للغاية، فاتخذ قراره بحركة 7 ايار. انتشرت المعركة في كل العالم العربي، من السودان الى مصر الى ليبيا الى موريتانيا الى الصومال الى لبنان والى سوريا، ويبدو ان المخابرات السورية لم تكن تعلم بالمخطط، او هي اخذت علماً واستدركت الموقف كي لا تقع الكارثة في سوريا، ذلك ان مظاهرة في درعا كانت فتيل التفجير لحرب في سوريا لم تستطع المخابرات السورية معرفة حدودها واتجاهها وعمقها وكبرها. وفي الوقت التي تساير قطر ايران، وتراعي كل شيء يتعلق بايران، وتبتعد عن التكلم عن حوادث البحرين، فانها في ذات الوقت خاضت اعنف معركة بارسال الاسلحة هي والسعودية الى المعارضة السورية. وظهر النظام السوري وكأنه ضعيف وتجتاحه المظاهرات، فدخلت ايران على الخط، ودخل حزب الله الى ان وصل التدخل الى روسيا الاتحادية. فدخل الرئيس فلاديمير بوتين وزار تركيا ووضع خطا احمر، قائلا، ان اي تدخل من حلف الناتو في سوريا عسكرياً يُعتبر الدخول على موسكو، وعلى هذا الاساس تراجع حلف الناتو ووافق في مؤتمر جنيف على الحل السياسي في سوريا. وسوريا لم تكن في وضع كأنها ترى الى الامام، فلا هي قرأت الاحداث الاتية على الارض عسكريا، ولا رأتها مخابراتياً، بل كانت في موقع ردّة الفعل، الى ان استردّت المبادرة مؤخرا، فلولا المساعدة الروسية والايرانية وحزب الله، وقوة الجيش السوري وعقيدته العربية لكان الوضع في سوريا انهار. كان الرئيس الراحل حافظ الاسد قد اقام توازنا في لبنان بين السنّة والشيعة، فأعطى الشيعة دور المقاومة في الجنوب والسلاح والدعم، وكان حزب الله مدعوما من ايران وسوريا ومن عقيدته لتحرير ارض لبنان، ومقاومة العدو الاسرائيلي. فيما افسح المجال بشخصية سنيّة لها ثقة بها السعودية ان يكون رئيس حكومة لبنان الرئيس الشهيد رفيق الحريري. لكن تقارير الجمهورية اللبنانية واجهزتها الامنية، ضد الرئيس رفيق الحريري اوصلت جهة ما الى قتله. واصبحت هنالك حركة 8 و14 اذار، فـ 14 اذار تقودها السنّة مدعومة من السعودية و 8 اذار يقودها حزب الله مدعوما من سوريا وايران. وهكذا قررت السعودية مواجهة ايران في العالم العربي، وقررت ايران ان نفوذها في المتوسط اساسي ولن تتراجع عنه، وانها هي من تقف في شاطىء الناقورة وصور ولبنان بواسطة حزب الله وتطل من الحوض المتوسط نحو اوروبا عبر قوة صاروخية يملكها حزب الله ويضرب بها اسرائيل. كذلك اقامت ايران علاقة مميزة وحلف استراتيجي مع سوريا، وسيطرت على العراق. وحاولت الدخول الى الاردن لكن ملك الاردن قاومها بمخابراتها بشراسة. الى ان اقتنع مؤخرا ملك الاردن، انه لا يريد ايرانولا يريد الاخوان المسلمين، وقرر ضرب الاخوان المسلمين في الاردن، ولذلك لم يتعاطف معهم في حربهم في سوريا ضد النظام. مصر غرقت في الاسلام السياسي المعتدل نسبة لبن لادن والذي تريده اميركا هكذا، والقذافي بعد ان سلم كل اسلحته وظهر انه نظام كرتوني مع اولاده، ازاحته اميركا واسرائيل واتت بنظام بديل عنه. اما تونس فكان سهل للمخابرات الفرنسية ان تقول لزين العابدين ارحل ولديك ساعات، واستقر في السعودية. اما بوتفليقة وقوة الجزائر فقررت باريس الحفاظ عليها نظرا للتفاهم مع الرئيس بوتفليقة والجيش الجزائري. بدأت السعودية المواجهة مع ايران، بعد ان شعرت ان فرصة ثمينة من الوقت ذهبت وكانت لمصلحة ايران، فدعمت 14 اذار وشكلت عبر الانتخابات بدعمها المالي اكثرية جديدة ضد حزب الله والاحزاب المتحالفة معه، لكن سرعان ما عطل حزب الله حكومة الرئيس السنيورة ثم حكومة الرئيس سعد الحريري، ولم تعط نتيجة زيارة الحريري لدمشق ومصالحته مع الاسد، لان الخلاف السعودي - السوري عاد الى الواجهة اضافة الى الخلاف السعودي - الايراني. ففي لحظة من اللحظات شعرت السعودية ان البحرين قد تسقط بين ايدي المعارضةالشيعة، فارسلت قوة من درع الجزيرة بعد ان استطاع الامير بندر رئيس الامن الوطني ان يأخذ الضوء الاخضر من اميركا على هذه العملية، حيث قررت السعودية انها بواسطة سلاحها الجوي وبحريتها الحديثة قادرة على مواجهة ايران. والمعركة لن تكون بالدبابات. اما بالنسبة للقصف الصاروخي على السعودية، فان صواريخ باتريوت المنصوبة في السعودية، قادرة على تحطيم جزء كبير من صواريخ ايران. ولذلك قررت السعودية المواجهة، ونقلت الحرب الى قلب سوريا حليفة ايران، فيما كانت اميركا واسرائيل تتفرّجان على الهريان اللاحق بالعالم العربي. وصلنا الى بيروت، وبيروت مقسومة بين 14 اذار و8 اذار، ومقسومة بين سوريا وايران من جهة، والخليج العربي من جهة اخرى، والعروبة في لبنان لم تعد موجودة بل اصبح الصراع سني - شيعي، والمسيحي لا دور له غير التعليقات من الرابية كل ثلثاء بعد الظهر او من معراب في المناسبات، والمناكفة واضحة خلاف سطحي، وضعضعة للمسيحيين بين ميشال عون وسمير جعجع، حتى ملّت الناس منهما سوية. وقام عون بزيارة ايران، وقام جعجع بزيارة السعودية، وجلبا لوادي قنوبين الويلات والخراب من كثرة ما قسما المسيحيين من اقسام. ازداد الصراع السني - الشيعي في لبنان، وجاءت حكومة برئاسة الرئيس السنّي نجيب ميقاتي الذي استطاع حزب الله وسوريا وغيرهما استمالته الى المجيء الى الحكم، خاصة وان ميقاتي صرف مبلغا واشتغل لفترة هامة على تعزيز علاقاته مع اوروبا واميركا، حتى بات الاتحاد الاوروبي يعتمده كرجل له في لبنان. وفي ذات الوقت، كانت له مصالح مالية واقتصادية خاصة مع رامي مخلوف ابن خال الرئيس بشار الاسد، في مجال الخطوط الخليوية، قبل ان يبيع ميقاتي حصته في شركة «م.تي.ان» لرامي مخلوف، ويحصل على مبلغ ضخم من المال. وصل نجيب ميقاتي الى رئاسة الحكومة، والحكومة يؤيدها خمسة وزراء ونواب من الطائفة السنيّة، اما الرئيس سعد الحريري فأصابته صدمة عبر انقلاب الوزير جنبلاط عليه، وكانت حجة جنبلاط ان قمصان سوداء يلبسها شبان تجمعوا في الليل في محيط كليمنصو بحجة واهية، لان جنبلاط قرر مصالحة سوريا مقابل التخلي عن الحريري والسير بعلاقة معها بنجيب ميقاتي. فقام سليمان بتأجيل الاستشارات لمدة اسبوع، وخلال الاسبوع ترتبت الجلسات السرية، واللاعب الرئيس كان الرئيس نبيه بري في التحضير لميقاتي، كما اليوم بري هو اللاعب الرئيسي في التحضير للحكومة المقبلة التي لم تولد والتحضير للانتخابات التي لن تجري. تطور الصراع الى صراع اميركي ـ روسي، فشعرت الصين ان مصلحتها في الخليج ومصلحتها في المنطقة هي مع روسيا وايران وسوريا، ومع حكومة لبنان المنقسمة لانها تمثل 8 اذار ولا تمثل الا نصف لبنان. في هذا الوقت، اقتربت الانتخابات، ومع اقتراب الانتخابات، حصلت عملية هي اعتقال الوزير السابق ميشال سماحة، وهو يقود سيارته مع عميل للشهيد وسام الحسن رئيس شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي، فتم اعتقاله وتصويره مع ميلاد الكفوري وهو يسلم الاسلحة والعبوات لميلاد الكفوري مع المال، واعطى افادة ميشال سماحة بأعصابه الخائفة، أنه جاء بالعبوات بعلم من اللواء علي المملوك والرئيس بشار الاسد وهو، وان ثلاثة فقط يعرفون الموضوع. وكان في السيارة التي حملت العبوات اللواء جميل السيد، الذي لم يكن يعرف انها تحمل اسلحة. استشهد اللواء وسام الحسن بعد حادثة ميشال سماحة، وتم اتهام حزب الله باغتياله، وشعر الرئيس ميقاتي ان اللواء وسام الحسن الذي كان محسوبا على الحريري وبات في الفترة الاخيرة يطلعه على كل المعلومات كما يطلع الرئيس الحريري، فارتاح الرئيس ميقاتي لوسام الحسن وقال له «ستأتي أنت بعد اللواء اشرف ريفي مديراً عاما».

المصدر : الديار/ شارل أيوب


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة