عرض السفير الأميركي السابق لدى سورية، روبرت فورد، أهداف وثوابت الاستراتيجية الأميركية المفعّلة تجا الأزمة السورية، في جلسة استماع خاصة أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي. وأهمية ما ورد على لسان فورد، أنه الشخصية الأرفع في وزارة الخارجية الاميركية، التي تتعامل مع المعارضة السورية على نحو لصيق.

 وقال إن الادارة الأميركية لا تزال تؤمن بأن الانتقال السياسي هو الحلّ الأفضل للأزمة في سورية، وأن على الرئيس السوري، بشار الأسد، "التنحي" عن الحكم، كما أكّد وجود تدريبات لمعارضين سوريين، لكنّه حصرها في عناصر «قيادية» ونشطاء محليين، وتهدف الى ادارة المناطق المحررة في سورية.

لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي، التي كشفت عن شهادة فورد أمامها، في العشرين من الشهر الحالي، حجبت الأسئلة والأجوبة التي أعقبتها، وشددت على أنها تدخل في اطار من السرّية التامة. مع ذلك، أشار الاعلام الأميركي الى أن هاجس التدخل العسكري في العراق عام 2003 وتداعياته، وضرورة عدم تكرار اخطائه ظللا نقاشات الجلسة.

وفي وقت لاحق لجلسة الاستماع، قالت رئيسة لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس، أد رويس: «يقال إن الولايات المتحدة لا تملك خيارات جيدة في سورية، وقد يكون هذا القول صحيحاً. لا يمكننا أبداً التنبؤ بما سيحصل. وأفضل ما يمكن فعله، هو معرفة ما يمكن فعله، ومعرفة ما لا يمكن فعله، وبالتالي اتخاذ القرارات حيث يجب». وفي كلمته امام لجنة الشؤون الخارجية، قال فورد إن السوريين يواجهون «مستوى جديداً من "قسوة نظام"...الخ

وبعدما عرض عدد الضحايا منذ بداية الأزمة «الذي قارب 70 ألف قتيل بحسب الأمم المتحدة، وأكثر من مليون لاجئ، وهو رقم قد يتضاعف ثلاث مرات مع نهاية عام 2013 إذا استمرّ عدد اللاجئين بالازدياد بالوتيرة الحالية»، وزعم  إن «الولايات المتحدة هي أكبر جهة تقدم المساعدات الانسانية في سورية، وحسب قوله  وصلت قيمة المساعدات الأميركية الى 385 مليون دولار. وهي في معظمها مساعدات ومعدات طبية»..ولم يذكر شحنات الاسلحة التي تقوم الولايات المتحدة بالاشراف على ارسالها الى سورية . وأضاف إن واشنطن «تعمل على ضمان أن يؤدي المجتمع الدولي دوره في هذا المجال، وبعدما تعهدت أكثر من 40 دولة تقديم أكثر من مليار ونصف مليار دولار لمساعدة اللاجئين السوريين، تتولى الولايات المتحدة حثهم على تنفيذ التزاماتهم». ورأى أنه «اذا كان الدعم الانساني مهماً، فإن الأهم منه، الحفاظ على الوحدة الوطنية السورية، كما أننا نريد أن نضمن أن سوريا ستكون عنصراً مساعداً لا مهدداً، للاستقرار في الشرق الأوسط»وفق تعبيره.

وأكّد فورد في شهادته أن «انهيار أو تفكك الدولة السورية، أو سيطرة متطرفين عليها، قد يهدد المنطقة بموجات أكبر من اللاجئين، وقد يؤدي الى مخاطر مرتبطة بالأسلحة الكيماوية الموجودة في مخازن النظام السوري، ويحتمل أيضاً أن تنشأ بموجب ذلك، قواعد ارهاب أساسية في سورية. وكل ذلك يهدد مصالحنا تهدبداً مباشراً». وبالنسبة إلى الموقف الأميركي من أطراف النزاع في سورية، قال فورد إن أميركا تعمل على «تعزيز (المعتدلين) السوريين، الذين ينافسون على التأثير في سورية، في وجه الجماعات المتطرفة، كما أننا نعمل على الربط ما بين قيادة المعارضة الوطنية والبلديات داخل سورية، اذ يتطلب من المعارضة تزويد السوريين بالدعم الأساسي، كي تمنع تأثير الموالين لتنظيم «القاعدة» وتمنع تمددهم وتوسعهم». وأضاف «نعمل على تقليص تأثير المتطرّفين، من خلال تقديم المساعدة إلى قادة المعارضة الوطنية والمحليّة، وحثها على توفير الخدمات الضرورية كالغذاء والماء والكهرباء». وتابع أيضاً «نعمل على منع تفكك الدولة السورية، من خلال قيام قيادة مدنية موحدة وشاملة وفاعلة، على المستويين المحلي والوطني، كما نعمل على أن تواصل المؤسسات الحكومية عملها».

وفي تفصيل هذا العمل الأميركي لتحقيق الأهداف أعلاه، أشار الى وجود «دعم (غير قاتل) تلقته المعارضة السورية، بلغ 54 مليون دولار، وركز تحديداً على مسألة الربط بين المجموعات المختلفة للمعارضة في كل ارجاء سورية، من الناشطين المدنيين على اختلاف انواعهم واثنياتهم وعقائدهم»، مضيفاً «زودنا المعارضين بحوالى خمسة آلاف نوع من القطع والمعدات، بما فيها وسائل اتصال، لتأمين قدرة التواصل ما بينهم»، اضافة الى تعزيز وتوسيع نطاق بث الاذاعات المحلية، وتدريب وتجهيز 1500 قائد وناشط محلّي، «بما يشمل نساءً وأبناء أقليات». ومن الناحية السياسية «اعترفت الولايات المتحدة مع شركائها الدوليين، بالائتلاف المعارض ممثلاً شرعياً للشعب السوري»، مضيفاً في الوقت نفسه «واذا كان الائتلاف يملك القدرة على القيادة، فإنه يتنافس مع المتطرفين على نحو مباشر، الامر الذي يعني ضرورة مساعدته على بناء صدقية أمام الشعب السوري».

كذلك أشار فورد الى إعلان وزير الخارجية، جون كيري، عن مساعدات «غير قاتلة» بقيمة ستين مليون دولار، لتعزيز وضع الائتلاف. وأضاف إن الوزارة تنوي تقديم هبات جديدة، تمكّن الائتلاف من مساعدة البلديات المحلية. وأشار الى الولايات المتحدة تسعى إلى تحسين الأوضاع الأمنية، من خلال عمليات التدريب وتأمين معدات وأسلحة غير فتاكة، مؤكداً «ويعدّ هذا التوجه حيويا لمنع أي فراغ أمني في المناطق المحرّرة، قد يستغله متطرفون». وخلص الى أن «الانتقال السياسي هو الحل الأمثل للأزمة السورية»، مؤكداً في الوقت انه لا يمكننا أن نتخيل المعارضة ترضى بمشاركه الرئيس الاسد  في الحكومة الانتقالية. وفق قوله. وأضاف «نعمل مع شركائنا لتعزيز وضع المعارضة المعتدلة، ونعمل على تغيير الوضع الميداني كي يكون لدى المعارضة رافعة ضغط تحتاج إليها في المفاوضات».

  • فريق ماسة
  • 2013-03-28
  • 10666
  • من الأرشيف

هذه هي الاستراتيجية الأميركية حيال سورية

عرض السفير الأميركي السابق لدى سورية، روبرت فورد، أهداف وثوابت الاستراتيجية الأميركية المفعّلة تجا الأزمة السورية، في جلسة استماع خاصة أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي. وأهمية ما ورد على لسان فورد، أنه الشخصية الأرفع في وزارة الخارجية الاميركية، التي تتعامل مع المعارضة السورية على نحو لصيق.  وقال إن الادارة الأميركية لا تزال تؤمن بأن الانتقال السياسي هو الحلّ الأفضل للأزمة في سورية، وأن على الرئيس السوري، بشار الأسد، "التنحي" عن الحكم، كما أكّد وجود تدريبات لمعارضين سوريين، لكنّه حصرها في عناصر «قيادية» ونشطاء محليين، وتهدف الى ادارة المناطق المحررة في سورية. لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي، التي كشفت عن شهادة فورد أمامها، في العشرين من الشهر الحالي، حجبت الأسئلة والأجوبة التي أعقبتها، وشددت على أنها تدخل في اطار من السرّية التامة. مع ذلك، أشار الاعلام الأميركي الى أن هاجس التدخل العسكري في العراق عام 2003 وتداعياته، وضرورة عدم تكرار اخطائه ظللا نقاشات الجلسة. وفي وقت لاحق لجلسة الاستماع، قالت رئيسة لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس، أد رويس: «يقال إن الولايات المتحدة لا تملك خيارات جيدة في سورية، وقد يكون هذا القول صحيحاً. لا يمكننا أبداً التنبؤ بما سيحصل. وأفضل ما يمكن فعله، هو معرفة ما يمكن فعله، ومعرفة ما لا يمكن فعله، وبالتالي اتخاذ القرارات حيث يجب». وفي كلمته امام لجنة الشؤون الخارجية، قال فورد إن السوريين يواجهون «مستوى جديداً من "قسوة نظام"...الخ وبعدما عرض عدد الضحايا منذ بداية الأزمة «الذي قارب 70 ألف قتيل بحسب الأمم المتحدة، وأكثر من مليون لاجئ، وهو رقم قد يتضاعف ثلاث مرات مع نهاية عام 2013 إذا استمرّ عدد اللاجئين بالازدياد بالوتيرة الحالية»، وزعم  إن «الولايات المتحدة هي أكبر جهة تقدم المساعدات الانسانية في سورية، وحسب قوله  وصلت قيمة المساعدات الأميركية الى 385 مليون دولار. وهي في معظمها مساعدات ومعدات طبية»..ولم يذكر شحنات الاسلحة التي تقوم الولايات المتحدة بالاشراف على ارسالها الى سورية . وأضاف إن واشنطن «تعمل على ضمان أن يؤدي المجتمع الدولي دوره في هذا المجال، وبعدما تعهدت أكثر من 40 دولة تقديم أكثر من مليار ونصف مليار دولار لمساعدة اللاجئين السوريين، تتولى الولايات المتحدة حثهم على تنفيذ التزاماتهم». ورأى أنه «اذا كان الدعم الانساني مهماً، فإن الأهم منه، الحفاظ على الوحدة الوطنية السورية، كما أننا نريد أن نضمن أن سوريا ستكون عنصراً مساعداً لا مهدداً، للاستقرار في الشرق الأوسط»وفق تعبيره. وأكّد فورد في شهادته أن «انهيار أو تفكك الدولة السورية، أو سيطرة متطرفين عليها، قد يهدد المنطقة بموجات أكبر من اللاجئين، وقد يؤدي الى مخاطر مرتبطة بالأسلحة الكيماوية الموجودة في مخازن النظام السوري، ويحتمل أيضاً أن تنشأ بموجب ذلك، قواعد ارهاب أساسية في سورية. وكل ذلك يهدد مصالحنا تهدبداً مباشراً». وبالنسبة إلى الموقف الأميركي من أطراف النزاع في سورية، قال فورد إن أميركا تعمل على «تعزيز (المعتدلين) السوريين، الذين ينافسون على التأثير في سورية، في وجه الجماعات المتطرفة، كما أننا نعمل على الربط ما بين قيادة المعارضة الوطنية والبلديات داخل سورية، اذ يتطلب من المعارضة تزويد السوريين بالدعم الأساسي، كي تمنع تأثير الموالين لتنظيم «القاعدة» وتمنع تمددهم وتوسعهم». وأضاف «نعمل على تقليص تأثير المتطرّفين، من خلال تقديم المساعدة إلى قادة المعارضة الوطنية والمحليّة، وحثها على توفير الخدمات الضرورية كالغذاء والماء والكهرباء». وتابع أيضاً «نعمل على منع تفكك الدولة السورية، من خلال قيام قيادة مدنية موحدة وشاملة وفاعلة، على المستويين المحلي والوطني، كما نعمل على أن تواصل المؤسسات الحكومية عملها». وفي تفصيل هذا العمل الأميركي لتحقيق الأهداف أعلاه، أشار الى وجود «دعم (غير قاتل) تلقته المعارضة السورية، بلغ 54 مليون دولار، وركز تحديداً على مسألة الربط بين المجموعات المختلفة للمعارضة في كل ارجاء سورية، من الناشطين المدنيين على اختلاف انواعهم واثنياتهم وعقائدهم»، مضيفاً «زودنا المعارضين بحوالى خمسة آلاف نوع من القطع والمعدات، بما فيها وسائل اتصال، لتأمين قدرة التواصل ما بينهم»، اضافة الى تعزيز وتوسيع نطاق بث الاذاعات المحلية، وتدريب وتجهيز 1500 قائد وناشط محلّي، «بما يشمل نساءً وأبناء أقليات». ومن الناحية السياسية «اعترفت الولايات المتحدة مع شركائها الدوليين، بالائتلاف المعارض ممثلاً شرعياً للشعب السوري»، مضيفاً في الوقت نفسه «واذا كان الائتلاف يملك القدرة على القيادة، فإنه يتنافس مع المتطرفين على نحو مباشر، الامر الذي يعني ضرورة مساعدته على بناء صدقية أمام الشعب السوري». كذلك أشار فورد الى إعلان وزير الخارجية، جون كيري، عن مساعدات «غير قاتلة» بقيمة ستين مليون دولار، لتعزيز وضع الائتلاف. وأضاف إن الوزارة تنوي تقديم هبات جديدة، تمكّن الائتلاف من مساعدة البلديات المحلية. وأشار الى الولايات المتحدة تسعى إلى تحسين الأوضاع الأمنية، من خلال عمليات التدريب وتأمين معدات وأسلحة غير فتاكة، مؤكداً «ويعدّ هذا التوجه حيويا لمنع أي فراغ أمني في المناطق المحرّرة، قد يستغله متطرفون». وخلص الى أن «الانتقال السياسي هو الحل الأمثل للأزمة السورية»، مؤكداً في الوقت انه لا يمكننا أن نتخيل المعارضة ترضى بمشاركه الرئيس الاسد  في الحكومة الانتقالية. وفق قوله. وأضاف «نعمل مع شركائنا لتعزيز وضع المعارضة المعتدلة، ونعمل على تغيير الوضع الميداني كي يكون لدى المعارضة رافعة ضغط تحتاج إليها في المفاوضات».

المصدر : الأخبار/ يحيى دبوق


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة