حذّر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان، مرة أخرى، من مخاطر انزلاق المنطقة إلى حروب عابرة للحدود وانهيار الهدنة بين سوريا وإسرائيل، ومن تفجر الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفقدان السيطرة على المنطقة إذا لم يتخذ المجتمع الدولي مواقف عملية صارمة.

وقال فيلتمان، إن الدمار الذي يتزايد في سوريا يوماً بعد يوم يهدد بشدّ الجيران إليه، لا سيما لبنان الذي بات الوضع فيه مصدر قلق. وأكد أن الفرص لمنع مثل هذا الانجراف موجودة «لكن ليس إذا بقي المجتمع الدولي مكتوف اليدين».

وأضاف، «الجهود المضاعفة من قبل مجلس الأمن الدولي وأعضائه يمكن أن تصنع فرقاً ما بقي متسعاً من الوقت لذلك»، معرباً عن قلقه الشديد من تدهور صحة السجناء الأربعة في السجون الإسرائيلية، رافضاً أسلوب الحجز الإداري ومطالباً بتطبيق العدالة.

لكن السفير الأميركي السابق لدى لبنان واصل الكيل بمكيالين، مديناً الفلسطينيين على إطلاق صاروخ من غزة، ومكتفياً بالإعراب عن القلق من الاستيطان والقتل والتعدي الإسرائيلي ضد الفلسطينيين والسوريين.

وطالب المعارضة السورية باحترام حرية مراقبي الأمم المتحدة في الجولان بعد تصاعد التوتر هناك.

فيلتمان، الذي كان يقدم إحاطة الأمانة العامة الشهرية عن الحالة في الشرق الأوسط إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي، تحدث عن الأوضاع في فلسطين من زاوية التصعيد الأمني الذي تلى قتل الشهيد عرفات جرادات، منتقداً القمع الإسرائيلي. وطالب المجتمع الدولي بوقفة حاسمة منسقة من أجل إحياء دور اللجنة الرباعية وإنقاذ مشروع الدولتين.

وأعرب فيلتمان عن تفاؤله بأن تؤدي زيارتا كل من الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري للمنطقة، الشهر المقبل، إلى تقدم في مسار التسوية.

وإذ انتقد وكيل الأمين العام مواصلة بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة واعتبرها مخالفة للشرعية الدولية، اكتفى بالإشارة إلى أن الاحتلال يعمل على التنقيب عن النفط في الجولان السوري المحتل من دون أي تعليق.

وهي المرة الأولى التي يتطرق فيها الى الحالة في الجولان بعد أن وجه إليه مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري عدة انتقادات لإهماله عمليات البناء وضم الأراضي وبناء جدار بعشرات الكيلومترات داخل الأراضي السورية.

 

وعن الحالة في غزة، أشار فيلتمان إلى تعرض قارب صيد فلسطيني لإطلاق النار من قبل الإسرائيليين، مطالباً بتوسيع منطقة الصيد من ستة أميال إلى 12 ميلاً قبالة الساحل.

وأشار إلى إغلاق مصر الأنفاق، مذكّراً بأن مصر سمحت بنقل المزيد من مواد البناء عبر معبر رفح إلى غزة. وأكد حق إسرائيل في أمنها من خلال مراقبة تهريب السلاح إلى القطاع.

وكرر فيلتمان دعم الأمم المتحدة لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1860 الذي يشمل ضرورة إجراء المصالحة بين الفلسطينيين، مشيداً بعملية تسجيل أسماء المقترعين في الضفة والقطاع لأول مرة منذ 2007 كنتيجة لاتفاق القاهرة بإضافة 450 ألف ناخب جديد. وشجع السلطات الإسرائيلية على السماح بنقل استمارات التسجيل من غزة إلى رام الله، مناشداً الفلسطينيين مواصلة عملية المصالحة والتفاهم.

وحول الوضع في سوريا ذكّر بالثمن البشري الفادح الذي يتحمله الشعب السوري جراء تصاعد القتال. وقال إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «يدين ما نقل عن استخدام صواريخ بالستية في حلب، فضلاً عن سلسلة التفجيرات التي وقعت في دمشق.

وأشار إلى تقرير لجنة التحقيق المستقلة المنبثقة عن مجلس حقوق الإنسان، والذي صدر الأسبوع الماضي، وخلص إلى أن الطرفين باتا أكثر عنفاً واستهتاراً بأرواح البشر، قائلاً إن النزاع يزداد تطرفاً في منحاه الطائفي جراء ضلوع مقاتلين متطرفين أجانب، فضلاً عن أفعال القوات الحكومية ...وفق تعبيره. وطالب بألا يكون هناك مكان في سوريا المستقبل للذين يضربون بمقدّسات الآخرين عرض الحائط.

 

ورأى أن مبادرة رئيس ائتلاف الدوحة المعارض أحمد معاذ الخطيب تشكل تطوراً إيجابياً. وعلى صعيد معاناة السكان تحدث عن 900 ألف نازح فرّوا إلى الدول المجاورة بعد نزوح 150 ألفاً هذا الشهر وحده. وطالب بإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا.

وقال فيلتمان إن الوضع في الجولان بات ملتبساً «ما يشكل تهديداً لوقف النار بين إسرائيل وسوريا ولسلامة وأمن المواطنين ولموظفي الأمم المتحدة». وتطرق إلى تصاعد أعمال العنف والمواجهة في الأيام الماضية في منطقة فصل القوات في الجولان المحتل، محمّلاً السلطات السورية المسؤولية الأولى عن تدهور الأوضاع الأمنية هناك. وطالب الدول صاحبة النفوذ ممارسة نفوذها مع قوى المعارضة المسلحة من أجل ضمان حرية تنقّل مراقبي الأوندوف وسلامتهم.

  • فريق ماسة
  • 2013-02-26
  • 13730
  • من الأرشيف

فيلتمان: الحرب بسورية تهدد بجر لبنان للصراع ..و يحذّر من انهيار وقف النار مع "إسرائيل "

 حذّر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان، مرة أخرى، من مخاطر انزلاق المنطقة إلى حروب عابرة للحدود وانهيار الهدنة بين سوريا وإسرائيل، ومن تفجر الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفقدان السيطرة على المنطقة إذا لم يتخذ المجتمع الدولي مواقف عملية صارمة. وقال فيلتمان، إن الدمار الذي يتزايد في سوريا يوماً بعد يوم يهدد بشدّ الجيران إليه، لا سيما لبنان الذي بات الوضع فيه مصدر قلق. وأكد أن الفرص لمنع مثل هذا الانجراف موجودة «لكن ليس إذا بقي المجتمع الدولي مكتوف اليدين». وأضاف، «الجهود المضاعفة من قبل مجلس الأمن الدولي وأعضائه يمكن أن تصنع فرقاً ما بقي متسعاً من الوقت لذلك»، معرباً عن قلقه الشديد من تدهور صحة السجناء الأربعة في السجون الإسرائيلية، رافضاً أسلوب الحجز الإداري ومطالباً بتطبيق العدالة. لكن السفير الأميركي السابق لدى لبنان واصل الكيل بمكيالين، مديناً الفلسطينيين على إطلاق صاروخ من غزة، ومكتفياً بالإعراب عن القلق من الاستيطان والقتل والتعدي الإسرائيلي ضد الفلسطينيين والسوريين. وطالب المعارضة السورية باحترام حرية مراقبي الأمم المتحدة في الجولان بعد تصاعد التوتر هناك. فيلتمان، الذي كان يقدم إحاطة الأمانة العامة الشهرية عن الحالة في الشرق الأوسط إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي، تحدث عن الأوضاع في فلسطين من زاوية التصعيد الأمني الذي تلى قتل الشهيد عرفات جرادات، منتقداً القمع الإسرائيلي. وطالب المجتمع الدولي بوقفة حاسمة منسقة من أجل إحياء دور اللجنة الرباعية وإنقاذ مشروع الدولتين. وأعرب فيلتمان عن تفاؤله بأن تؤدي زيارتا كل من الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري للمنطقة، الشهر المقبل، إلى تقدم في مسار التسوية. وإذ انتقد وكيل الأمين العام مواصلة بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة واعتبرها مخالفة للشرعية الدولية، اكتفى بالإشارة إلى أن الاحتلال يعمل على التنقيب عن النفط في الجولان السوري المحتل من دون أي تعليق. وهي المرة الأولى التي يتطرق فيها الى الحالة في الجولان بعد أن وجه إليه مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري عدة انتقادات لإهماله عمليات البناء وضم الأراضي وبناء جدار بعشرات الكيلومترات داخل الأراضي السورية.   وعن الحالة في غزة، أشار فيلتمان إلى تعرض قارب صيد فلسطيني لإطلاق النار من قبل الإسرائيليين، مطالباً بتوسيع منطقة الصيد من ستة أميال إلى 12 ميلاً قبالة الساحل. وأشار إلى إغلاق مصر الأنفاق، مذكّراً بأن مصر سمحت بنقل المزيد من مواد البناء عبر معبر رفح إلى غزة. وأكد حق إسرائيل في أمنها من خلال مراقبة تهريب السلاح إلى القطاع. وكرر فيلتمان دعم الأمم المتحدة لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1860 الذي يشمل ضرورة إجراء المصالحة بين الفلسطينيين، مشيداً بعملية تسجيل أسماء المقترعين في الضفة والقطاع لأول مرة منذ 2007 كنتيجة لاتفاق القاهرة بإضافة 450 ألف ناخب جديد. وشجع السلطات الإسرائيلية على السماح بنقل استمارات التسجيل من غزة إلى رام الله، مناشداً الفلسطينيين مواصلة عملية المصالحة والتفاهم. وحول الوضع في سوريا ذكّر بالثمن البشري الفادح الذي يتحمله الشعب السوري جراء تصاعد القتال. وقال إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «يدين ما نقل عن استخدام صواريخ بالستية في حلب، فضلاً عن سلسلة التفجيرات التي وقعت في دمشق. وأشار إلى تقرير لجنة التحقيق المستقلة المنبثقة عن مجلس حقوق الإنسان، والذي صدر الأسبوع الماضي، وخلص إلى أن الطرفين باتا أكثر عنفاً واستهتاراً بأرواح البشر، قائلاً إن النزاع يزداد تطرفاً في منحاه الطائفي جراء ضلوع مقاتلين متطرفين أجانب، فضلاً عن أفعال القوات الحكومية ...وفق تعبيره. وطالب بألا يكون هناك مكان في سوريا المستقبل للذين يضربون بمقدّسات الآخرين عرض الحائط.   ورأى أن مبادرة رئيس ائتلاف الدوحة المعارض أحمد معاذ الخطيب تشكل تطوراً إيجابياً. وعلى صعيد معاناة السكان تحدث عن 900 ألف نازح فرّوا إلى الدول المجاورة بعد نزوح 150 ألفاً هذا الشهر وحده. وطالب بإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا. وقال فيلتمان إن الوضع في الجولان بات ملتبساً «ما يشكل تهديداً لوقف النار بين إسرائيل وسوريا ولسلامة وأمن المواطنين ولموظفي الأمم المتحدة». وتطرق إلى تصاعد أعمال العنف والمواجهة في الأيام الماضية في منطقة فصل القوات في الجولان المحتل، محمّلاً السلطات السورية المسؤولية الأولى عن تدهور الأوضاع الأمنية هناك. وطالب الدول صاحبة النفوذ ممارسة نفوذها مع قوى المعارضة المسلحة من أجل ضمان حرية تنقّل مراقبي الأوندوف وسلامتهم.

المصدر : الأخبار \ الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة