وصفت مصادر روسية، أمس، مبادرة رئيس ائتلاف الدوحة  المعارض احمد معاذ الخطيب للحوار مع النظام في سورية بأنها «خطوة في الاتجاه الصحيح» وإن لم تستثن انها تحمل احتمالات فشل.

وقالت مصادر روسية لـ«السفير» ان خطوة الخطيب «حركت المياه الراكدة للأزمة السورية، وكسرت الجمود المتمثل بتبادل الاتهامات ورفض الحوار، إلا أنها تحتاج للعمل لإنجاحها».

وليس واضحا بعد كيف ستتعامل موسكو مع اشتراط الخطيب أن يكون الحوار مع ممثلين معينين عن النظام الذي يريد رئيس «الائتلاف» محاورته على رحيله، خصوصا ان الطرفين يعبران عن القناعة بأن قواتهما تحقق تقدما ميدانيا على الأرض.

ورجحت المصادر الروسية أن تؤدي الخطوة الأخيرة إلى ضغوط على الحكومة السورية، لأنها تضعها في موقع المضطر للاستجابة، إلا أن «أي تغيير في الموقف الروسي لن يحصل» نتيجتها. وترفض دمشق حتى اللحظة التعامل مع المبادرة باعتبارها اختراقا، كما ترفض الحكومة السورية أي اشتراط للحوار خصوصا إذا استند لفكرة رحيلها.

وخلصت المصادر للقول إن «روسيا متحمسة للتقدم الأخير لكنها تبدي حذرا تجاهه». ولا تستبعد المصادر أن تؤدي مبادرة الخطيب إلى انقسامات في جسم المعارضة، خصوصا إن اتجهت الأخيرة نحو خطوات عملية مصحوبة بتنازلات، وهو أمر تراهن عليه الحكومة السورية، وتراه محتوما، خصوصا أن تركيا التي تقف وراء تدفق المسلحين الإسلاميين إلى شمال سوريا وشرقها، لا سيما المناطق الكردية تقف ضد المبادرة وضد مبدأ الحوار وفق ما أعلن وزير خارجيتها أحمد داود أوغلو. كما تحاجج مصادر الحكومة السورية بأن الخطيب كان سبق له أن طالب بتسليح المعارضة، كما انه دافع عن أعمال «جبهة النصرة» في سوريا، الأمر الذي يضعه في موقع المسائلة والملاحقة من وجهة نظر النظام.

وعلمت «السفير» أن دولا تقف على الحياد من الناحية العملية في الأزمة السورية، رغم أن مواقفها المعلنة قد تكون مختلفة كدولة الإمارات والكويت والأردن وسلطنة عمان، تبدي رغبة في تسهيل إمكانية إجراء مفاوضات بين الطرفين، بهدف تسريع خطوات إنهاء الصراع الجاري.

وكررت بكين، في بيان بعد لقاء نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ونظيره الصيني تشاي جيون في بكين، «تمسكها بضرورة إيجاد حلول سلمية للأزمة في سوريا وفق مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وبيان جنيف، وعدم السماح بالتدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية السورية».

وشن «المجلس الوطني السوري»، أحد أبرز مكونات ائتلاف الدوحة ، حملة عنيفة على الخطيب، رافضاً «الدخول في أي حوار أو تفاوض» مع النظام السوري.

وقال المجلس، في بيان نشر على صفحته على موقع «فايسبوك»، ان «ما سمي بمبادرة الحوار مع النظام إنما هي قرار فردي لم يتم اتخاذه ضمن مؤسسات الائتلاف الوطني ولم يجر التشاور بشأنه، ولا يعبر عن مواقف والتزامات القوى المؤسسة له». وأضاف ان «تلك المبادرة تتناقض مع وثيقة تأسيس الائتلاف التي تنص على أن هدف الائتلاف إسقاط النظام القائم وحل أجهزته الأمنية والعمل على محاسبة المسؤولين ...، وعدم الدخول في حوار أو مفاوضات مع النظام القائم».

.. وتابع ان «اجتماع رئيس الائتلاف مع وزير خارجية النظام الإيراني (علي أكبر صالحي) يمثل طعنة  لما اسماهبـ"الثورة " وشهدائها، ...الخ

 وتابع المجلس ان مبادرات الخطيب «أحدثت شرخاً في المواقف السياسية لقوى المعارضة، وقدراً واسعاً من البلبلة في الأوساط الشعبية والثورية»، محذراً من أن الاستمرار «في اتخاذ خطوات منفردة ينذر بتوسيع الهوة داخله، ويمثل خدمة للنظام وحلفائه الذين يسعون بكل الوسائل لإضعاف المعارضة وضرب الثورة وإيذائها».

إلى ذلك، رحب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، في بيان، بمبادرة الخطيب التي أبدى فيها استعداده لإجراء حوار مع ممثلين للسلطات السورية. وعبر عن أمله في أن تتجاوب الحكومة السورية مع دعوة الحوار، مبديا استعداد الجامعة «لتقديم كل الدعم والرعاية اللازمة لتسهيل انعقاد مثل هذا الحوار». وشدد العربي «على ضرورة الاستفادة من أية فرصة متاحة لكسر دائرة العنف وحقن دماء الشعب السوري، ووضع هذه الأزمة المستعصية على مسار الحل السياسي».

  • فريق ماسة
  • 2013-02-05
  • 11190
  • من الأرشيف

مصـادر روسـية في دمشـق : مبادرة الخطيب خطوة بالاتجاه الصحيح

وصفت مصادر روسية، أمس، مبادرة رئيس ائتلاف الدوحة  المعارض احمد معاذ الخطيب للحوار مع النظام في سورية بأنها «خطوة في الاتجاه الصحيح» وإن لم تستثن انها تحمل احتمالات فشل. وقالت مصادر روسية لـ«السفير» ان خطوة الخطيب «حركت المياه الراكدة للأزمة السورية، وكسرت الجمود المتمثل بتبادل الاتهامات ورفض الحوار، إلا أنها تحتاج للعمل لإنجاحها». وليس واضحا بعد كيف ستتعامل موسكو مع اشتراط الخطيب أن يكون الحوار مع ممثلين معينين عن النظام الذي يريد رئيس «الائتلاف» محاورته على رحيله، خصوصا ان الطرفين يعبران عن القناعة بأن قواتهما تحقق تقدما ميدانيا على الأرض. ورجحت المصادر الروسية أن تؤدي الخطوة الأخيرة إلى ضغوط على الحكومة السورية، لأنها تضعها في موقع المضطر للاستجابة، إلا أن «أي تغيير في الموقف الروسي لن يحصل» نتيجتها. وترفض دمشق حتى اللحظة التعامل مع المبادرة باعتبارها اختراقا، كما ترفض الحكومة السورية أي اشتراط للحوار خصوصا إذا استند لفكرة رحيلها. وخلصت المصادر للقول إن «روسيا متحمسة للتقدم الأخير لكنها تبدي حذرا تجاهه». ولا تستبعد المصادر أن تؤدي مبادرة الخطيب إلى انقسامات في جسم المعارضة، خصوصا إن اتجهت الأخيرة نحو خطوات عملية مصحوبة بتنازلات، وهو أمر تراهن عليه الحكومة السورية، وتراه محتوما، خصوصا أن تركيا التي تقف وراء تدفق المسلحين الإسلاميين إلى شمال سوريا وشرقها، لا سيما المناطق الكردية تقف ضد المبادرة وضد مبدأ الحوار وفق ما أعلن وزير خارجيتها أحمد داود أوغلو. كما تحاجج مصادر الحكومة السورية بأن الخطيب كان سبق له أن طالب بتسليح المعارضة، كما انه دافع عن أعمال «جبهة النصرة» في سوريا، الأمر الذي يضعه في موقع المسائلة والملاحقة من وجهة نظر النظام. وعلمت «السفير» أن دولا تقف على الحياد من الناحية العملية في الأزمة السورية، رغم أن مواقفها المعلنة قد تكون مختلفة كدولة الإمارات والكويت والأردن وسلطنة عمان، تبدي رغبة في تسهيل إمكانية إجراء مفاوضات بين الطرفين، بهدف تسريع خطوات إنهاء الصراع الجاري. وكررت بكين، في بيان بعد لقاء نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ونظيره الصيني تشاي جيون في بكين، «تمسكها بضرورة إيجاد حلول سلمية للأزمة في سوريا وفق مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وبيان جنيف، وعدم السماح بالتدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية السورية». وشن «المجلس الوطني السوري»، أحد أبرز مكونات ائتلاف الدوحة ، حملة عنيفة على الخطيب، رافضاً «الدخول في أي حوار أو تفاوض» مع النظام السوري. وقال المجلس، في بيان نشر على صفحته على موقع «فايسبوك»، ان «ما سمي بمبادرة الحوار مع النظام إنما هي قرار فردي لم يتم اتخاذه ضمن مؤسسات الائتلاف الوطني ولم يجر التشاور بشأنه، ولا يعبر عن مواقف والتزامات القوى المؤسسة له». وأضاف ان «تلك المبادرة تتناقض مع وثيقة تأسيس الائتلاف التي تنص على أن هدف الائتلاف إسقاط النظام القائم وحل أجهزته الأمنية والعمل على محاسبة المسؤولين ...، وعدم الدخول في حوار أو مفاوضات مع النظام القائم». .. وتابع ان «اجتماع رئيس الائتلاف مع وزير خارجية النظام الإيراني (علي أكبر صالحي) يمثل طعنة  لما اسماهبـ"الثورة " وشهدائها، ...الخ  وتابع المجلس ان مبادرات الخطيب «أحدثت شرخاً في المواقف السياسية لقوى المعارضة، وقدراً واسعاً من البلبلة في الأوساط الشعبية والثورية»، محذراً من أن الاستمرار «في اتخاذ خطوات منفردة ينذر بتوسيع الهوة داخله، ويمثل خدمة للنظام وحلفائه الذين يسعون بكل الوسائل لإضعاف المعارضة وضرب الثورة وإيذائها». إلى ذلك، رحب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، في بيان، بمبادرة الخطيب التي أبدى فيها استعداده لإجراء حوار مع ممثلين للسلطات السورية. وعبر عن أمله في أن تتجاوب الحكومة السورية مع دعوة الحوار، مبديا استعداد الجامعة «لتقديم كل الدعم والرعاية اللازمة لتسهيل انعقاد مثل هذا الحوار». وشدد العربي «على ضرورة الاستفادة من أية فرصة متاحة لكسر دائرة العنف وحقن دماء الشعب السوري، ووضع هذه الأزمة المستعصية على مسار الحل السياسي».

المصدر : السفير \زياد حيدر


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة