دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
لم نتمكن من الاتصال بالسيد جورج صبرا لنسأله عن مدى اغتباطه، او افتخاره، بالمنصب الفخري الذي اسند إليه والذي سبق وحجب عنه بسبب انتمائه الديني، ولنسأله ايضاً عن مكانه، هذا اذا كان له من مكان، في حضرة رئيس الائتلاف وخطيب الجامع الاموي احمد معاذ الخطيب…
لكن السؤال الاهم هو حول شعاره الثلاثي «التسلح ثم التسلح ثم التسلح». التسلح ممّن وضد من ومن اجل من؟ان عقارب الساعة تمشي الى الامام، ،ومع اعتبار الاخطاء الداخلية الهائلة، بأن ثمة من خطط لـ «لحظة درعا» التي جرى تحويلها، وفي غفلة من كرادلة النظام الى امتداد ايديولوجي لمدينة اربد الاردنية، وهي معقل «الاخوان المسلمين»، وبالرغم من ارادة اهل درعا الذين عرفوا بالاصالة والعزم والابتعاد عن التعصب…
و نسأل السيد صبرا الذي تخلى عن شخصيته الهادئة ليظهر في تلك الشخصية الباهتة، والصاخبة، بل والاستعراضية، وهو الذي لا يصلح البتة لاي موقف استعراضي، عن الغاية من التسلح الذي حتما يقابله التسلح، فهل هناك من شراكة استراتيجية بين النظام الذي في ضياعه الكبير، والمعارضة التي في تبعيتها الكبرى، لكي تزول سوريا من الوجود، وهي في طريقها الى الزوال اذا ما بقي السلاح العربي النوعي والمال العربي النوعي يصل على ذلك النحو الهائل حتى الى زبانية اسامة بن لادن في ريف حلب كما في ريف ادلب وصولاً الى ريف حمص؟
وهل سأل رئيس المجلس الوطني نفسه عن السبب الذي يجعل المروءة العربية تبلغ مداها في ارسال السلاح والمسلحين الى سوريا، فيما تمنع حتى السكاكين عن غزة التي تحت الحصار والتي تقاتل الاحتلال، ودون ان نصل الى ذلك السؤال الفظ ما اذا كان العرب يعملون لمصلحة اسرائيل، ولمصلحة اسرائيل فقط…
ما رآه السيد صبرا على الشاشات في ريف حلب، وحيث الدعوة المعسكرة لاقامة الدولة الاسلامية في سوريا، وعلى انقاض الآخر، اياً كان هذا الآخر، يمكن ان يراه في اي مكان ما دام السلاح يصل عبر «الاخ التركي» والمال يصل عبر «الاخ التركي» الذي بات قريباً الى قلب «الاستاذ جورج» الذي طالما اعتبر ان الانظمة التي قامت هناك بمثابة المصيبة، من جملة المصائب التي ابتليت بها المنطقة.
ولا ندري، وهو في ذلك المنصب الباهت وبذلك المنطق الباهت، ما اذا كان قد سأل لماذا الحاح رجب طيب اردوغان، اللاهث وراء التهدئة وبأي ثمن في غزة، على تزويد حلف شمال الاطلسي له (وهو حلف اسلامي بامتياز كما نعلم ويطبق نصوص القرآن) ببطاريات صواريخ باتريوت لنصبها قبالة الحدود السورية؟
اذا قيل لنا، ويقال لنا، ان تركيا خائفة من الجيش السوري المنهك ، والمنتشر في الارجاء السورية، فهل من حدود لمعاملتنا هكذا على اننا قطيع من الاغبياء( ويوماً بعد يوم نثبت اصرارنا على الغباء او تواطؤنا مع الغباء)؟
الثابت ان السلطان العثماني إياه خرج من تحت التراب، فالبوابة السورية هي البوابة المثلى للولوج الى العمق العربي، ودون ان ينسى لا الباب العالي ولا الصدر الاعظم ما تعنيه دمشق، وتكايا وزوايا دمشق، التي إن دمرت فأي اثر للعرب، ولتراث العرب، ولكرامة العرب؟
الهدف واضح. نصب الباتريوت لصدّ الصواريخ السورية التي ستنطلق حتماً اذا ما حاولت الدبابات التركية التوغل، ولو خطوة واحدة، داخل الاراضي السورية، فالباب العالي الذي حالت ظروف معقدة، بما فيها الصواريخ الكيميائية، دون اجتياحه سوريا في بداية الازمة، ينتظر بلوغ الحرب الاهلية ذروتها، وبالتالي انهيار الدولة في سوريا، وبالسلاح العربي إياه، لكي ينفذ خطة الغزو بذريعة وقف الدم والحيلولة دون الجماعات الاصولية التي ادخلت عبر البوابة التركية، والاستيلاء على السلطة…
الذي نراه على الارض يجعلنا اكثر اقتناعاً بأن الائتلاف الوطني، بتركيبته العجيبة، لا يختلف عن المجلس الوطني، بتركيبته العجيبة ايضاً. قطع اثرية ومبرمجة لتكون تابعة للسلطان العثماني، ومن وراء السلطان العثماني، حتى ولو اتخذ الائتلاف، ظاهرياً، من القاهرة مقراً له، ونحن نعلم ان مصر ممنوعة من ان يكون لها دور وان تكون قائدة العرب بدلاً من تركيا بدرعها الصاروخية المقدسة…
اخيراً، نعتذر لاننا اعطينا جورج صبرا والدمى التي حوله (او فوق كتفيه) كل هذا الكلام!
المصدر :
نبيه برجي\ الديار
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة