دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
بعد نكبة عام 1948 في فلسطين ثار جدل في العالم العربي وخصوصاً على مستوى الانظمة والاحزاب سواء منها القومية أو الاسلامية حول الاولوية التي يجب ان تشغل العرب، الوحدة العربية أم تحرير فلسطين،وأيهما يجب ان تسبق الاخرى، التحرير أم الوحدة، أو الوحدة ثم التحرير؟. وكان أصحاب كل من الطرحين يعتبر طرحه هو الافضل، فهناك القائلون ان طريق فلسطين تمر بالوحدة في مقابل القائلين بأن الوحدة هي الكفيلة بتحرير فلسطين.
مع نشوب حرب غزة الاخيرة وجد قسم من العرب المشغولون بنشر ما يسمى "الربيع العربي" ومعظمهم يحاولون تصدير ما لا يملكون، ان حرب غزة افتعلها الرئيس السوري بشار الاسد وايران من أجل تخفيف الضغط عن النظام السوري وقت بدأت المعارضة تتحد وتكسب المزيد من الارض في الداخل، فكان الرد السوري باشعال جبهة غزة لحرف الصورة قليلاً عما يجري في سوريا.
والقائلون بهذا الرأي ومعهم تركيا وفرنسا والولايات المتحدة، يعتقدون ان أولوية الاولويات يجب ان تكون الآن اسقاط النظام السوري وان في الامكان ارجاء قضية فلسطين الى ما بعد هذا الاسقاط. وربما بات هؤلاء يرون ان الطريق الى فلسطين تمر في دمشق.
لذلك تعرضت "حماس" لضغوط قوية من دول "الربيع العربي" وداعمي هذا "الربيع" من مجلس التعاون الى تركيا الى فرنسا الى أميركا، كي توقف النار وتقبل بالعودة الى التهدئة حتى يكون في الامكان تركيز الاعلام مجدداً على سوريا وليس على غزة كما حصل طوال اسبوع، علماً بان بعض الفضائيات العربية استمر في تقديم الحدث السوري على الحدث الفلسطيني ايماناً منه بأن حرب غزة أمر عابر بينما الحرب السورية هي التي يجب ان تحظى دوماً بالابراز الى ان يسقط الاسد.
وسارعت واشنطن الى اهداء اتفاق التهدئة الجديد الى الرئيس المصري محمد مرسي الذي بات رمزاً لـ"الربيع العربي". وكان يهمها ان يبدو مرسي حاضناً لقضية غزة وليس سوريا أو ايران.
لكن الاسئلة الملحة الآن هي: ماذا قدمت التهدئة في غزة للقضية الفلسطينية ككل، وهل في امكان الفلسطينيين ان يروا الضوء الآن في نهاية النفق؟ وهل التهدئة يمكن ان تخدم ما ينشده الفلسطينيون من اقامة دولة فلسطينية على ترابهم الوطني عاصمتها القدس؟ وكيف يمكن توظيف الصمود العسكري لغزة في فتح آفاق حل نهائي للقضية الفلسطينية؟في كل بنود التهدئة التي وزعتها الرئاسة المصرية، لا يمكن العثور على ما يخدم هذا الهدف.
المهم في نظر الخائفين على "الربيع العربي" ان تعود الكاميرا الى سوريا.
المصدر :
سميح صعب \النهار
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة