أكد وزير الإعلام عمران الزعبي أن الاجتماع الجاري في الدوحة بمشاركة شخصيات وتنظيمات من معارضة الخارج وبحضور وزراء خارجية أجانب وعرب شكل جديد من أشكال التدخل الخارجي الهادف إلى محاولة تسويق منتج قديم هو مجلس اسطنبول بشكل جديد دوليا وإقليميا ومحليا وشعبيا.

وقال الزعبي في مقابلة مع التلفزيون العربي السوري مساء أمس إن المبادرات المقدمة إلى اجتماع الدوحة هي صناعة أمريكية ومن إخراج مراكز دراسات أمريكية تم تذييلها بأسماء معينة لتظهر على أنها مشروع أشخاص سوريين قاموا بصياغتها.

وأوضح الزعبي أن المنطق الذي تعمل عليه معارضة الخارج وبعض المعارضة في الداخل فاشل سياسيا قبل أن يكون فاشلا بنيويا وتنظيميا لأنه يكفي أن يحضر هؤلاء من غير السوريين في الدوحة للتأكد تماما أن هذا المنتج لن يسوق محليا وشعبيا لأن أي سوري وطني ولو كان معارضا لن يقبل أن يكون جزءا من هكذا منظومة استنادا إلى الانتماء الوطني.

وأشار الزعبي إلى أن هناك معارضة متنوعة في سورية وهذا أمر طبيعي أما الاستعانة بالخارج من خلال اجتماعات بإرادة الآخرين وتمويلهم وأجنداتهم فهو أمر مذل ومهين.

وشدد الزعبي على أن القيادة في سورية وعلى رأسها السيد الرئيس بشار الأسد تؤمن بالحوار الذي يجب أن يكون بين قوى وأحزاب مؤثرة وفاعلة ومنظمة ولديها برامج ورؤى سياسية وليس بين المعارضة والحكومة إذا كانت تلك القوى بالفعل تريد مصلحة سورية.

وقال الزعبي من الطبيعي أن نختلف من أجل سورية وليس عليها لأن ذلك يعني أنه لا مكان للأمريكي والتركي والقطري وغيرهم إلا إذا امتلك هذا الغير مبادرة إيجابية لا مكان فيها لتهريب العناصر المتطرفة والسلاح والعقوبات الاقتصادية والقرارات الجائرة والضغط السياسي.

وأضاف الزعبي إن الواقع وبعد مضي شهور على ما يجري في سورية يؤكد بشكل واضح وساطع أن المسألة لم تكن في أي وقت من الأوقات مسألة مطالب شعبية أو حراكا شعبيا بل كانت عدوانا خارجيا ومؤامرة كبرى جرى تشخيص طبيعتها منذ البداية ولم تعد بحاجة إلى براهين على الرغم من كل محاولات الخداع في الداخل أو الخارج باستغلال عناوين المطالب الشعبية.

وأكد الزعبي أن سورية مستهدفة بشعبها وجغرافيتها وتاريخها وثقافتها من الغزاة والأعداء دوما لأن قدرها أن تكون قلعة القومية العربية والحضارة والعلمانية وأن تواجه الاحتلال الإسرائيلي وهذا القدر قبلناه تاريخيا واخترناه ودافعنا عنه على مدار عقود وتبعات أي حماقة بارتكاب غزو عسكري لن تكون سهلة على المنطقة فقط وإنما على مستوى العالم.

ولفت الزعبي إلى أن المعارضات الموجودة في الخارج ليست هي المختلفة فيما بينها فقط بل رعاتها أيضا لأن لكل منهم أجندته الخاصة المختلفة التي تتفق ربما على تبديل هوية سورية وتفكيك العقدة السورية في وجه المشروع الصهيوني ومشروع الإملاءات على المنطقة.

وقال الزعبي إن محاولات الجمع بين المعارضات في الخارج هي محاولات لجمعهم على الحد الأدنى المتعلق بالتنظيم والشعارات والعناوين وليس على المشروع السياسي الذي يعني إحراج أجندات رعاتهم بسبب اختلافها في كثير من المسائل والتقائها في بعض المسائل فقط كما أن أيا من هذه المعارضات غير قادر على تقديم أي مشروع سياسي فهي أساسا تدخل الاجتماعات وتخفي خلافاتها السياسية والشخصية والحزبية كتيارات وقوى بغض النظر عن تاريخها وعلاقتها بالعمل السياسي في سورية.

وأشار الزعبي إلى أن المجموعات الإرهابية ستسقط في سورية ولن يكتب لها النجاح لأنه ليس هناك بيئة حاضنة حقيقية لها ولأن الشعب السوري بمجمله غير متطرف فكريا أو سلوكيا ولأن البيئات الحاضنة الصغيرة لا تستطيع أن تحمي هذا التطرف ما سيدفع هؤلاء المتطرفين للذهاب إلى مناطق أخرى على مبدأ الأواني المستطرقة كلبنان والأردن وتركيا والعراق لينتقلوا فيما بعد إلى أوروبا فعندما تعم الفوضى والإرهاب لا يستطيع عاقل أن يقول انه يستطيع حماية نفسه ومنع المجموعات الإرهابية من الوصول إليه.

وأوضح الزعبي أن المشروع العثماني مشروع خرافي يحكم عقل رجب طيب أردوغان ويعتقد أنه يستطيع تحقيقه عبر المجموعات الدينية المتطرفة ولكنه سيقضي على مسيرته ومستقبله السياسي هو وحكومته.

وبين الزعبي أن بعض الدول التي وقعت على بيان جنيف لم تنفذه لأنها اعتقدت أنه مرحلة مؤقتة وأن باستطاعتها أن تستمر بالعمل على الأرض وتحقق مكاسب ولذلك جربت تفسيره كما تريد فظهر تفسيرها أحاديا وليس من كل أطراف جنيف فقررت التخلي عنه ولكن هذا التخلي لم ينجح لأن الوقت ما بين صدوره واليوم لم يشهد تحقيق أهداف سياسية بل شهد ارتكاب الكثير من المجازر والتسبب بالمزيد من الدماء والخراب من قبل المجموعات الارهابية المسلحة ولذلك هي الان مضطرة في المحصلة للتوقف عن التفكير بالطريقة التي كانت تفكر بها لأن منطق العمل السياسي والظروف والمعطيات تقول إنها غير قادرة على القيام بغزو عسكري وتحقيق مشروعها السياسي بسبب صمود السوريين والتفافهم حول دولتهم ووطنهم وجيشهم.

وأضاف الزعبي إن ذلك يعني أنه ليس من خيار أمام تلك الأطراف والقوى إلا الذهاب إلى عملية سياسية تكون فيها الدولة والحكومة والقيادة السورية المحور الأساسي من حولها وبإرادتها تدور العملية السياسية وإذا كان من يعتقد أن المظاهرات والاجتماعات التي تحدث في الفنادق تصنع دولة ومشروعا سياسيا وتسقط دولة وتفككها فهو واهم وتفكيره نوع من الترهات والحماقات السياسية.

وقال الزعبي: إن الخيار الوحيد في سورية الذي يمكن أن ينجح هو جلوس الجميع على طاولة الحوار الوطني المفتوح من أجل سورية لأنه بمجرد قبول القوى السياسية أو المعارضة بمبدأ الحوار فيعني أن عقلها بات محكوما بمنطق اخر وإذا التزمنا بعد ذلك اداب الحوار وأصوله فيعني أنه سيخرج بنتائج تحكم عليها في النهاية الإرادة الشعبية التي هي صاحبة القرار من خلال صناديق الاقتراع.

وتابع الزعبي عندما تقتنع المعارضة بأن الحوار هو الخيار الوحيد وتستجيب لقرار القيادة في سورية بالحوار فنحن لن نتراجع عن هذا الخيار لا دولة ولا قوى سياسية ولا أحزابا ولكن تصدي الجيش العربي السوري للإرهاب لا علاقة له بهذا الخيار لأن هذا التصدي هو دفاع عن هذا الخيار وحماية له.

وأوضح الزعبي أن الحرب على سورية هي حرب إرهاب ومواجهة هذا الإرهاب ليست واجبا دستوريا سوريا فقط وإنما هي واجب دولي فهناك قرارات دولية تقول بضرورة مواجهة جميع الدول للإرهاب.

ولفت الزعبي إلى أنه لن تكون هناك قرارات ملزمة في مجلس الأمن حول سورية وفق منطق الغرب الأحادي لأن هناك خيارات سياسية بمنع هذا التوجه على مستوى العالم من قبل أصدقاء لسورية الذين يدركون جيدا طبيعة ما يجري فيها وطبيعة العدوان عليها.

وأشار الزعبي إلى أن أي قرار توافقي يصدر عن أي مرجعية دولية يجب أن يلزم تركيا وقطر وغيرها من الدول الأخرى بالامتناع عن تصدير الإرهاب إلى سورية ودعمه وتمويله وعندها فمسألة الحل لن تأخذ وقتا طويلا في ظل وجود حلول أمنية وإدارية واجتماعية ومصالحات.

ولفت الزعبي إلى أن ما يهم سورية من دور المبعوث الدولي الأخضر الابراهيمي هو أنه ات بمهمة تحقيق مبادرة الأمم المتحدة ذات النقاط الست وأولها وقف العنف وتعطيل أسبابه التي هي تسلل الإرهابيين وتمويلهم وتسليحهم بما يعني أن عمل الإبراهيمي ليس مع سورية بل مع الخارج الداعم للإرهاب.

وقال الزعبي: إن الحديث عن حرب أهلية في سورية هو حديث عاجز وقاصر لا يرى الأشياء برؤية حقيقية بغض النظر عمن يتحدث به لأن ما يجري هو مواجهة الشعب السوري للإرهاب المدعوم خارجيا.

وحول تصريحات نبيل العربي الأخيرة المعادية لسورية قال الزعبي: إن العربي كشف وعرى ذاته أو بعض مؤسسته سياسيا بحيث لم يعد ممكنا الحديث عن الدور الوسيط أو النزيه أو دور إيجابي للجامعة العربية وهذا الأمر انتهى واقعيا من قبل جزء من الجامعة العربية عندما ذهب منذ البداية في منحى اخر واتخذ خيارا وموقفا معاديا لكل السوريين.

وشدد الزعبي على أن زعماء قطر ليسوا مركزا أو مرجعا لأي أمر أخلاقي على الإطلاق بل يمكن أن يكونوا مرجعية للجريمة والقتل وسفك الدماء وتدمير السيادات الوطنية وعودة الوصاية والانتداب والاحتلال إلى الأمة العربية.

وأوضح الزعبي أن المحور الأساسي لما تتعرض له سورية هو موقفها من القضية الفلسطينية فالشعب السوري يعاقب لأنه اعتبر قضية فلسطين قضيته الذاتية والوطنية والقومية والشعب الفلسطيني في سورية هو جزء من النسيج الاجتماعي والحياتي السوري والشعبان السوري والفلسطيني يقفان في خندق واحد ومواجهة عدو واحد ولذلك فإن الشعب الفلسطيني معني وطنيا وقوميا وأخلاقيا وإنسانيا بألا يسمح لمن يعبث بأمن سورية أن يستغل أماكن وجوده نهائيا.

وقال الزعبي: إن الإعلام السوري الوطني بشقيه الحكومي والخاص مستمر بأداء مهامه الوطنية ولا أحد يستطيع حجبه وإسكاته وعندما تتعرض أي وسيلة للحجب فعلى السوريين أن يطمئنوا أنه لن يحصل شيء لأن هناك خيارات نعمل عليها فقنواتنا تبث على الإنترنت وأرضيا وإذاعاتنا تعمل وهناك نحو 22 محطة صديقة ستبث أخبارنا وتنقل الحقائق والمعلومات كما لو أنها قناة سورية وبالتعاون مع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ووزارة الإعلام.

وأضاف الزعبي إن من يعتقد أنه بهذه الطريقة يستطيع أن يفقدنا شيئا من قدراتنا الإعلامية فهو واهم فهو قد يزعجنا ويزعج الناس داخليا ولكنه لن يستطيع الاستفادة من ذلك بهدف التضليل والتزوير لأن المشاهدين يدركون أنه في اللحظة التي سيحجبوننا فيها سيبثون قصصا وروايات مختلفة ستكون كذبا وافتراء فقط.

  • فريق ماسة
  • 2012-11-08
  • 9280
  • من الأرشيف

الزعبي : زعماء قطر ليسوا مركزا أو مرجعا لأي أمر أخلاقي بل يمكن أن يكونوا مرجعية للجريمة والقتل وسفك الدماء..

أكد وزير الإعلام عمران الزعبي أن الاجتماع الجاري في الدوحة بمشاركة شخصيات وتنظيمات من معارضة الخارج وبحضور وزراء خارجية أجانب وعرب شكل جديد من أشكال التدخل الخارجي الهادف إلى محاولة تسويق منتج قديم هو مجلس اسطنبول بشكل جديد دوليا وإقليميا ومحليا وشعبيا. وقال الزعبي في مقابلة مع التلفزيون العربي السوري مساء أمس إن المبادرات المقدمة إلى اجتماع الدوحة هي صناعة أمريكية ومن إخراج مراكز دراسات أمريكية تم تذييلها بأسماء معينة لتظهر على أنها مشروع أشخاص سوريين قاموا بصياغتها. وأوضح الزعبي أن المنطق الذي تعمل عليه معارضة الخارج وبعض المعارضة في الداخل فاشل سياسيا قبل أن يكون فاشلا بنيويا وتنظيميا لأنه يكفي أن يحضر هؤلاء من غير السوريين في الدوحة للتأكد تماما أن هذا المنتج لن يسوق محليا وشعبيا لأن أي سوري وطني ولو كان معارضا لن يقبل أن يكون جزءا من هكذا منظومة استنادا إلى الانتماء الوطني. وأشار الزعبي إلى أن هناك معارضة متنوعة في سورية وهذا أمر طبيعي أما الاستعانة بالخارج من خلال اجتماعات بإرادة الآخرين وتمويلهم وأجنداتهم فهو أمر مذل ومهين. وشدد الزعبي على أن القيادة في سورية وعلى رأسها السيد الرئيس بشار الأسد تؤمن بالحوار الذي يجب أن يكون بين قوى وأحزاب مؤثرة وفاعلة ومنظمة ولديها برامج ورؤى سياسية وليس بين المعارضة والحكومة إذا كانت تلك القوى بالفعل تريد مصلحة سورية. وقال الزعبي من الطبيعي أن نختلف من أجل سورية وليس عليها لأن ذلك يعني أنه لا مكان للأمريكي والتركي والقطري وغيرهم إلا إذا امتلك هذا الغير مبادرة إيجابية لا مكان فيها لتهريب العناصر المتطرفة والسلاح والعقوبات الاقتصادية والقرارات الجائرة والضغط السياسي. وأضاف الزعبي إن الواقع وبعد مضي شهور على ما يجري في سورية يؤكد بشكل واضح وساطع أن المسألة لم تكن في أي وقت من الأوقات مسألة مطالب شعبية أو حراكا شعبيا بل كانت عدوانا خارجيا ومؤامرة كبرى جرى تشخيص طبيعتها منذ البداية ولم تعد بحاجة إلى براهين على الرغم من كل محاولات الخداع في الداخل أو الخارج باستغلال عناوين المطالب الشعبية. وأكد الزعبي أن سورية مستهدفة بشعبها وجغرافيتها وتاريخها وثقافتها من الغزاة والأعداء دوما لأن قدرها أن تكون قلعة القومية العربية والحضارة والعلمانية وأن تواجه الاحتلال الإسرائيلي وهذا القدر قبلناه تاريخيا واخترناه ودافعنا عنه على مدار عقود وتبعات أي حماقة بارتكاب غزو عسكري لن تكون سهلة على المنطقة فقط وإنما على مستوى العالم. ولفت الزعبي إلى أن المعارضات الموجودة في الخارج ليست هي المختلفة فيما بينها فقط بل رعاتها أيضا لأن لكل منهم أجندته الخاصة المختلفة التي تتفق ربما على تبديل هوية سورية وتفكيك العقدة السورية في وجه المشروع الصهيوني ومشروع الإملاءات على المنطقة. وقال الزعبي إن محاولات الجمع بين المعارضات في الخارج هي محاولات لجمعهم على الحد الأدنى المتعلق بالتنظيم والشعارات والعناوين وليس على المشروع السياسي الذي يعني إحراج أجندات رعاتهم بسبب اختلافها في كثير من المسائل والتقائها في بعض المسائل فقط كما أن أيا من هذه المعارضات غير قادر على تقديم أي مشروع سياسي فهي أساسا تدخل الاجتماعات وتخفي خلافاتها السياسية والشخصية والحزبية كتيارات وقوى بغض النظر عن تاريخها وعلاقتها بالعمل السياسي في سورية. وأشار الزعبي إلى أن المجموعات الإرهابية ستسقط في سورية ولن يكتب لها النجاح لأنه ليس هناك بيئة حاضنة حقيقية لها ولأن الشعب السوري بمجمله غير متطرف فكريا أو سلوكيا ولأن البيئات الحاضنة الصغيرة لا تستطيع أن تحمي هذا التطرف ما سيدفع هؤلاء المتطرفين للذهاب إلى مناطق أخرى على مبدأ الأواني المستطرقة كلبنان والأردن وتركيا والعراق لينتقلوا فيما بعد إلى أوروبا فعندما تعم الفوضى والإرهاب لا يستطيع عاقل أن يقول انه يستطيع حماية نفسه ومنع المجموعات الإرهابية من الوصول إليه. وأوضح الزعبي أن المشروع العثماني مشروع خرافي يحكم عقل رجب طيب أردوغان ويعتقد أنه يستطيع تحقيقه عبر المجموعات الدينية المتطرفة ولكنه سيقضي على مسيرته ومستقبله السياسي هو وحكومته. وبين الزعبي أن بعض الدول التي وقعت على بيان جنيف لم تنفذه لأنها اعتقدت أنه مرحلة مؤقتة وأن باستطاعتها أن تستمر بالعمل على الأرض وتحقق مكاسب ولذلك جربت تفسيره كما تريد فظهر تفسيرها أحاديا وليس من كل أطراف جنيف فقررت التخلي عنه ولكن هذا التخلي لم ينجح لأن الوقت ما بين صدوره واليوم لم يشهد تحقيق أهداف سياسية بل شهد ارتكاب الكثير من المجازر والتسبب بالمزيد من الدماء والخراب من قبل المجموعات الارهابية المسلحة ولذلك هي الان مضطرة في المحصلة للتوقف عن التفكير بالطريقة التي كانت تفكر بها لأن منطق العمل السياسي والظروف والمعطيات تقول إنها غير قادرة على القيام بغزو عسكري وتحقيق مشروعها السياسي بسبب صمود السوريين والتفافهم حول دولتهم ووطنهم وجيشهم. وأضاف الزعبي إن ذلك يعني أنه ليس من خيار أمام تلك الأطراف والقوى إلا الذهاب إلى عملية سياسية تكون فيها الدولة والحكومة والقيادة السورية المحور الأساسي من حولها وبإرادتها تدور العملية السياسية وإذا كان من يعتقد أن المظاهرات والاجتماعات التي تحدث في الفنادق تصنع دولة ومشروعا سياسيا وتسقط دولة وتفككها فهو واهم وتفكيره نوع من الترهات والحماقات السياسية. وقال الزعبي: إن الخيار الوحيد في سورية الذي يمكن أن ينجح هو جلوس الجميع على طاولة الحوار الوطني المفتوح من أجل سورية لأنه بمجرد قبول القوى السياسية أو المعارضة بمبدأ الحوار فيعني أن عقلها بات محكوما بمنطق اخر وإذا التزمنا بعد ذلك اداب الحوار وأصوله فيعني أنه سيخرج بنتائج تحكم عليها في النهاية الإرادة الشعبية التي هي صاحبة القرار من خلال صناديق الاقتراع. وتابع الزعبي عندما تقتنع المعارضة بأن الحوار هو الخيار الوحيد وتستجيب لقرار القيادة في سورية بالحوار فنحن لن نتراجع عن هذا الخيار لا دولة ولا قوى سياسية ولا أحزابا ولكن تصدي الجيش العربي السوري للإرهاب لا علاقة له بهذا الخيار لأن هذا التصدي هو دفاع عن هذا الخيار وحماية له. وأوضح الزعبي أن الحرب على سورية هي حرب إرهاب ومواجهة هذا الإرهاب ليست واجبا دستوريا سوريا فقط وإنما هي واجب دولي فهناك قرارات دولية تقول بضرورة مواجهة جميع الدول للإرهاب. ولفت الزعبي إلى أنه لن تكون هناك قرارات ملزمة في مجلس الأمن حول سورية وفق منطق الغرب الأحادي لأن هناك خيارات سياسية بمنع هذا التوجه على مستوى العالم من قبل أصدقاء لسورية الذين يدركون جيدا طبيعة ما يجري فيها وطبيعة العدوان عليها. وأشار الزعبي إلى أن أي قرار توافقي يصدر عن أي مرجعية دولية يجب أن يلزم تركيا وقطر وغيرها من الدول الأخرى بالامتناع عن تصدير الإرهاب إلى سورية ودعمه وتمويله وعندها فمسألة الحل لن تأخذ وقتا طويلا في ظل وجود حلول أمنية وإدارية واجتماعية ومصالحات. ولفت الزعبي إلى أن ما يهم سورية من دور المبعوث الدولي الأخضر الابراهيمي هو أنه ات بمهمة تحقيق مبادرة الأمم المتحدة ذات النقاط الست وأولها وقف العنف وتعطيل أسبابه التي هي تسلل الإرهابيين وتمويلهم وتسليحهم بما يعني أن عمل الإبراهيمي ليس مع سورية بل مع الخارج الداعم للإرهاب. وقال الزعبي: إن الحديث عن حرب أهلية في سورية هو حديث عاجز وقاصر لا يرى الأشياء برؤية حقيقية بغض النظر عمن يتحدث به لأن ما يجري هو مواجهة الشعب السوري للإرهاب المدعوم خارجيا. وحول تصريحات نبيل العربي الأخيرة المعادية لسورية قال الزعبي: إن العربي كشف وعرى ذاته أو بعض مؤسسته سياسيا بحيث لم يعد ممكنا الحديث عن الدور الوسيط أو النزيه أو دور إيجابي للجامعة العربية وهذا الأمر انتهى واقعيا من قبل جزء من الجامعة العربية عندما ذهب منذ البداية في منحى اخر واتخذ خيارا وموقفا معاديا لكل السوريين. وشدد الزعبي على أن زعماء قطر ليسوا مركزا أو مرجعا لأي أمر أخلاقي على الإطلاق بل يمكن أن يكونوا مرجعية للجريمة والقتل وسفك الدماء وتدمير السيادات الوطنية وعودة الوصاية والانتداب والاحتلال إلى الأمة العربية. وأوضح الزعبي أن المحور الأساسي لما تتعرض له سورية هو موقفها من القضية الفلسطينية فالشعب السوري يعاقب لأنه اعتبر قضية فلسطين قضيته الذاتية والوطنية والقومية والشعب الفلسطيني في سورية هو جزء من النسيج الاجتماعي والحياتي السوري والشعبان السوري والفلسطيني يقفان في خندق واحد ومواجهة عدو واحد ولذلك فإن الشعب الفلسطيني معني وطنيا وقوميا وأخلاقيا وإنسانيا بألا يسمح لمن يعبث بأمن سورية أن يستغل أماكن وجوده نهائيا. وقال الزعبي: إن الإعلام السوري الوطني بشقيه الحكومي والخاص مستمر بأداء مهامه الوطنية ولا أحد يستطيع حجبه وإسكاته وعندما تتعرض أي وسيلة للحجب فعلى السوريين أن يطمئنوا أنه لن يحصل شيء لأن هناك خيارات نعمل عليها فقنواتنا تبث على الإنترنت وأرضيا وإذاعاتنا تعمل وهناك نحو 22 محطة صديقة ستبث أخبارنا وتنقل الحقائق والمعلومات كما لو أنها قناة سورية وبالتعاون مع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ووزارة الإعلام. وأضاف الزعبي إن من يعتقد أنه بهذه الطريقة يستطيع أن يفقدنا شيئا من قدراتنا الإعلامية فهو واهم فهو قد يزعجنا ويزعج الناس داخليا ولكنه لن يستطيع الاستفادة من ذلك بهدف التضليل والتزوير لأن المشاهدين يدركون أنه في اللحظة التي سيحجبوننا فيها سيبثون قصصا وروايات مختلفة ستكون كذبا وافتراء فقط.

المصدر : الاخبار /ابراهيم الامين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة