كان من المقرر أن تجتمع" المعارضة السورية بالخارج" في الدوحة الخميس لتشكيل قيادة جديدة أوسع تمثيلا. ولكن دبلوماسيين وشخصيات معارضة قالوا عشية الاجتماع إن ثلاثة فصائل مشمولة بالمبادرة المدعومة من الولايات المتحدة لتشكيل إطار جديد رفضت الحضور.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن مصدر دبلوماسي غربي في العاصمة القطرية، ان المعارضة ضد هذه المبادرة أشد من ان يُكتب لها النجاح في الوقت الحاضر.

وقال مراقبون ان فشل المبادرة المدعومة اميركيا لتشكيل هيئة قيادية جديدة يكون مايسمى "المجلس الوطني "السوري أحد مكوناتها ، يُعد ضربة لوزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلنتون التي اعلنتها بصورة مفاجئة الاسبوع الماضي ولبريطانيا التي تحمست لها.

وكان من المقرر ان تضم القيادة الجديدة المقترحة ممثلي فصائل معارضة من خارج "المجلس الوطني" السوري الذي كان مرشحا لأن يكون نواة حكومة انتقالية ولكنه فقد تدريجيا حظوته مع الغرب وقبول مقاتلي المعارضة المسلحة على الأرض ممثلا لهم.

وبدا ليل الأربعاء ان ممثلين عن هيئة التنسيق الوطنية والمنبر الديمقراطي السوري وأكرد سورية رفضوا الخطة الجديدة.

وقال جمال الورد مسؤول العلاقات مع مايسمى  "الجيش الحر" في المجلس الوطني السوري “ان المكونات غير الأعضاء في "المجلس الوطني" السوري لن تأتي وان فكرة المبادرة الى تشكيل ائتلاف اوسع باءت بالفشل”.

كما صوت المجلس الساخط على تهميشه أمام انظار الرأي العام ضد المبادرة في اجتماع هيئته العامة يوم الأربعاء وفقد رياض سيف ، أهم رموز المبادرة ، مقعده في المكتب التنفيذي للمجلس.

وقال مراقبون ان المبادرة التي اصطُلح على تسميتها مبادرة سيف ـ فورد تشير الى التنسيق بين السفير الاميركي في سورية روبرت فورد وسيف في صوغها.

وقال اعضاء في" المجلس الوطني" السوري انهم يرفضون المحاولات الغربية لفرض حل على الشعب السوري. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن احمد زيدان الذي يتولى التنسيق مع تشكيلات المعارضة المسلحة في الداخل “ان الجميع يشعر ان هذه المبادرة مفروضة. فهم حاكوا قطعة القماش ولكن ليس هناك من يلبسها ..وفق قوله”.

وتردد ان اعضاء بما يسمى " المجلس الوطني" السوري عقدوا جلسة ليل الأربعاء استجوبوا خلالها رياض سيف بشأن مبادرته وقائمة الأسماء المقترحة لقيادة الإطار الجديد. وقال عضو في المجلس حضر الاجتماع انهم سألوا سيف لماذا أُدرجت بعض الأسماء على القائمة فقال انه لا يعرف. واضاف عضو "المجلس الوطني" السوري “ان الغرب هو الذي فرض عليه” المبادرة متسائلا “كيف يمكن ان تؤيد خطة لا تستطيع الدفاع عنها؟

وكانت دول تدعم المعارضة السورية مثل بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة اعلنت انها ستعترف بالهيئة القيادية الجديدة "ممثلا شرعيا" للشعب السوري وتقدم لها الدعم المالي ، وظن كثيرون انها ستقدم دعما عسكريا ايضا. ولكن في اعقاب الاجتماعات التي عُقدت مع السفير فورد قال معارضون ان الآمال المعقودة على المبادرة لم تكن واقعية.

وقال الاميركيون ان التسليح أو الدعم العسكري ليس مطروحا على الطاولة. واشار جمال الورد مسؤول العلاقات مع "الجيش  الحر" الى ان الاميركيين سيقدمون دعما ماليا “ولكن اقل بكثير من المتوقع ، ربما بضعة ملايين ، وحتى هذه لم يقدموا وعدا بها.

وقال عضو في "المجلس السوري "حضر الاجتماع ان السفير فورد ابلغ المكتب التنفيذي ان الهدف من انتقادات كلنتون للمجلس كان احداث “صدمة” تدفعهم الى تغيير اساليبهم. ولكن فورد لم يترك مجالا للشك في ان مؤثر الصدمة هذا كان يرُاد له ان يمضي في اتجاه واحد ولن يكون هناك تغيير في السياسة الاميركية التي ترفض تسليح المعارضة أو تدريب مقاتليها.

وقال مسؤول آخر في "المجلس الوطني" السوري حضر اجتماعات الدوحة ان فورد شدد على ان واشنطن تريد “حلا سياسيا” للأزمة السورية. وقال رجل الأعمال الحلبي سمير نشار ، عضو المكتب التنفيذي للمجلس ، ان فورد لم يحدد بدقة ما يعنيه أكثر من الإشارة الى الجهود الدبلوماسية التي يبذلها المبعوث الدولي الأخضر الابراهيمي .

واثارت تقلبات السياسة التي تنتهجها ادارة اوباما في التعاطي مع الأزمة السورية غضب قياديين في المعارضة السورية قالوا ان واشنطن تلقي عليهم المحاضرات باستمرار ولكنها تقف موقفا سلبيا ... كما ابدت دول حليفة للولايات المتحدة امتعاضها قائلة ان الولايات المتحدة نبهتها الى ان واشنطن بصدد سحب اعترافها ب"المجلس الوطني" السوري.

في غضون ذلك واصلت فصائل المعارضة اجتماعاتها لانتخاب هيئة قيادية غالبيتها من ممثلي" المجلس الوطني "السوري. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن مصدر دبلوماسي غربي ان القيادة الجديدة “قد تؤمِّن مزيدا من التمويل ولكن المسألة في هذه المرحلة من الحرب المفروضة على سورية  لا تتعلق بحجم الأموال التي تُضخ لهم بل بكسب تأييد الشارع للسيطرة عليه ..والشارع لا يؤيدهم”.

من جهة اخرى لفت مراقبون الى ان المجلس لم يقدم نفسه اطارا أوسع تمثيلا لمكونات المجتمع السوري بانتخابه قيادة كلها من الرجال. فان الهيئة العامة للمجلس المؤلفة من 420 عضوا انتخبت في ساعة مبكرة من الخميس أمانة عامة تضم 40 عضوا من المقرر ان يتفقوا على تشكيل مكتب تنفيذي جديد يضم 11 عضوا ورئيس جديد للمجلس.

وعندما أُعلنت نتائج انتخاب الأمانة العامة وقفت مندوبات احتجاجا على غياب المرأة فيها. وانضم اليهن بعض المندوبين في المطالبة باضافة عناصر نسائية الى الهيئة القيادية.

وقالت الكاتبة والناشطة النسوية السورية ريما فليحان ان دور المرأة الهامشي في معارضة الخارج “مشكلة كبيرة” ..

في غضون ذلك نقل موقع هفنغتون بوست عن مسؤولين فيمايسمى " المجلس الوطني "السوري ان انتخاب الهيئات القيادية الجديدة للمجلس قد لا يكفي لوقف الانتقادات وإنهاء المحاولات المدعومة اميركيا لتشكيل إطار قيادي أوسع يكون المجلس الوطني السوري احد اطرفه.

  • فريق ماسة
  • 2012-11-08
  • 13617
  • من الأرشيف

“صاروخ” سياسي من المعارضة السورية يصيب هيلاري كلينتون!!

كان من المقرر أن تجتمع" المعارضة السورية بالخارج" في الدوحة الخميس لتشكيل قيادة جديدة أوسع تمثيلا. ولكن دبلوماسيين وشخصيات معارضة قالوا عشية الاجتماع إن ثلاثة فصائل مشمولة بالمبادرة المدعومة من الولايات المتحدة لتشكيل إطار جديد رفضت الحضور. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن مصدر دبلوماسي غربي في العاصمة القطرية، ان المعارضة ضد هذه المبادرة أشد من ان يُكتب لها النجاح في الوقت الحاضر. وقال مراقبون ان فشل المبادرة المدعومة اميركيا لتشكيل هيئة قيادية جديدة يكون مايسمى "المجلس الوطني "السوري أحد مكوناتها ، يُعد ضربة لوزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلنتون التي اعلنتها بصورة مفاجئة الاسبوع الماضي ولبريطانيا التي تحمست لها. وكان من المقرر ان تضم القيادة الجديدة المقترحة ممثلي فصائل معارضة من خارج "المجلس الوطني" السوري الذي كان مرشحا لأن يكون نواة حكومة انتقالية ولكنه فقد تدريجيا حظوته مع الغرب وقبول مقاتلي المعارضة المسلحة على الأرض ممثلا لهم. وبدا ليل الأربعاء ان ممثلين عن هيئة التنسيق الوطنية والمنبر الديمقراطي السوري وأكرد سورية رفضوا الخطة الجديدة. وقال جمال الورد مسؤول العلاقات مع مايسمى  "الجيش الحر" في المجلس الوطني السوري “ان المكونات غير الأعضاء في "المجلس الوطني" السوري لن تأتي وان فكرة المبادرة الى تشكيل ائتلاف اوسع باءت بالفشل”. كما صوت المجلس الساخط على تهميشه أمام انظار الرأي العام ضد المبادرة في اجتماع هيئته العامة يوم الأربعاء وفقد رياض سيف ، أهم رموز المبادرة ، مقعده في المكتب التنفيذي للمجلس. وقال مراقبون ان المبادرة التي اصطُلح على تسميتها مبادرة سيف ـ فورد تشير الى التنسيق بين السفير الاميركي في سورية روبرت فورد وسيف في صوغها. وقال اعضاء في" المجلس الوطني" السوري انهم يرفضون المحاولات الغربية لفرض حل على الشعب السوري. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن احمد زيدان الذي يتولى التنسيق مع تشكيلات المعارضة المسلحة في الداخل “ان الجميع يشعر ان هذه المبادرة مفروضة. فهم حاكوا قطعة القماش ولكن ليس هناك من يلبسها ..وفق قوله”. وتردد ان اعضاء بما يسمى " المجلس الوطني" السوري عقدوا جلسة ليل الأربعاء استجوبوا خلالها رياض سيف بشأن مبادرته وقائمة الأسماء المقترحة لقيادة الإطار الجديد. وقال عضو في المجلس حضر الاجتماع انهم سألوا سيف لماذا أُدرجت بعض الأسماء على القائمة فقال انه لا يعرف. واضاف عضو "المجلس الوطني" السوري “ان الغرب هو الذي فرض عليه” المبادرة متسائلا “كيف يمكن ان تؤيد خطة لا تستطيع الدفاع عنها؟” وكانت دول تدعم المعارضة السورية مثل بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة اعلنت انها ستعترف بالهيئة القيادية الجديدة "ممثلا شرعيا" للشعب السوري وتقدم لها الدعم المالي ، وظن كثيرون انها ستقدم دعما عسكريا ايضا. ولكن في اعقاب الاجتماعات التي عُقدت مع السفير فورد قال معارضون ان الآمال المعقودة على المبادرة لم تكن واقعية. وقال الاميركيون ان التسليح أو الدعم العسكري ليس مطروحا على الطاولة. واشار جمال الورد مسؤول العلاقات مع "الجيش  الحر" الى ان الاميركيين سيقدمون دعما ماليا “ولكن اقل بكثير من المتوقع ، ربما بضعة ملايين ، وحتى هذه لم يقدموا وعدا بها. وقال عضو في "المجلس السوري "حضر الاجتماع ان السفير فورد ابلغ المكتب التنفيذي ان الهدف من انتقادات كلنتون للمجلس كان احداث “صدمة” تدفعهم الى تغيير اساليبهم. ولكن فورد لم يترك مجالا للشك في ان مؤثر الصدمة هذا كان يرُاد له ان يمضي في اتجاه واحد ولن يكون هناك تغيير في السياسة الاميركية التي ترفض تسليح المعارضة أو تدريب مقاتليها. وقال مسؤول آخر في "المجلس الوطني" السوري حضر اجتماعات الدوحة ان فورد شدد على ان واشنطن تريد “حلا سياسيا” للأزمة السورية. وقال رجل الأعمال الحلبي سمير نشار ، عضو المكتب التنفيذي للمجلس ، ان فورد لم يحدد بدقة ما يعنيه أكثر من الإشارة الى الجهود الدبلوماسية التي يبذلها المبعوث الدولي الأخضر الابراهيمي . واثارت تقلبات السياسة التي تنتهجها ادارة اوباما في التعاطي مع الأزمة السورية غضب قياديين في المعارضة السورية قالوا ان واشنطن تلقي عليهم المحاضرات باستمرار ولكنها تقف موقفا سلبيا ... كما ابدت دول حليفة للولايات المتحدة امتعاضها قائلة ان الولايات المتحدة نبهتها الى ان واشنطن بصدد سحب اعترافها ب"المجلس الوطني" السوري. في غضون ذلك واصلت فصائل المعارضة اجتماعاتها لانتخاب هيئة قيادية غالبيتها من ممثلي" المجلس الوطني "السوري. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن مصدر دبلوماسي غربي ان القيادة الجديدة “قد تؤمِّن مزيدا من التمويل ولكن المسألة في هذه المرحلة من الحرب المفروضة على سورية  لا تتعلق بحجم الأموال التي تُضخ لهم بل بكسب تأييد الشارع للسيطرة عليه ..والشارع لا يؤيدهم”. من جهة اخرى لفت مراقبون الى ان المجلس لم يقدم نفسه اطارا أوسع تمثيلا لمكونات المجتمع السوري بانتخابه قيادة كلها من الرجال. فان الهيئة العامة للمجلس المؤلفة من 420 عضوا انتخبت في ساعة مبكرة من الخميس أمانة عامة تضم 40 عضوا من المقرر ان يتفقوا على تشكيل مكتب تنفيذي جديد يضم 11 عضوا ورئيس جديد للمجلس. وعندما أُعلنت نتائج انتخاب الأمانة العامة وقفت مندوبات احتجاجا على غياب المرأة فيها. وانضم اليهن بعض المندوبين في المطالبة باضافة عناصر نسائية الى الهيئة القيادية. وقالت الكاتبة والناشطة النسوية السورية ريما فليحان ان دور المرأة الهامشي في معارضة الخارج “مشكلة كبيرة” .. في غضون ذلك نقل موقع هفنغتون بوست عن مسؤولين فيمايسمى " المجلس الوطني "السوري ان انتخاب الهيئات القيادية الجديدة للمجلس قد لا يكفي لوقف الانتقادات وإنهاء المحاولات المدعومة اميركيا لتشكيل إطار قيادي أوسع يكون المجلس الوطني السوري احد اطرفه.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة