إحباط مبادرة المعارض السوري رياض سيف وإدامة السيطرة على المجلس الوطني السوري. الهدفان اللذان جاء من أجلهما «الإخوان المسلمون» السوريون إلى اجتماع الدوحة تحققا ليلة أمس،

 بعد مناورات دامت أيام الدوحة كلها، تجعل من المجلس الوطني السوري مجلساً اخوانياً سقطت ابرز واجهاته الليبرالية مع خروج ممثل حزب الشعب الديموقراطي جورج صبرا، واستنكاف برهان غليون عن الترشح إلى الأمانة العامة ولعب أي دور في المكتب التنفيذي، لضعف الكتلة التي حملته إلى رئاسة" المجلس الوطني"، وتخلي «إعلان دمشق» عنه بعد المواجهة التي خاضها ضده في روما في نيسان الماضي.

النقاشات مددت ٢٤ ساعة إضافية، لمناقشة مستفيضة في مبادرة رياض سيف – روبرت فورد (السفير الأميركي في دمشق وعراب المبادرة مع سيف)، إنشاء هيئة للمبادرة الوطنية مؤلفة من ٦٠ شخصية وطنية، بعد التعديلات التي جرت عليها في الساعات الأخيرة لاسترضاء المعارضين في "المجلس الوطني"، لاسيما «الإخوان» الذين يتمسكون بـ"االمجلس الوطني" إطاراً مرجعياً للمعارضة السورية.

وأنجز "المجلس الوطني" توسعة هيئته العامة من ٣٠٠ إلى ٤٢٠ عضواً. وعبر تنويع القوائم وتقديم خمس منها إلى الناخبين في الدوحة، والى أمانة عامة تضم ٤١ عضوا نجح «الإخوان» بإيصال ٢٣ شخصية من بين أعضاء الحركة أو بعض الشخصيات المقربة منها، أو ذات الاتجاه الإسلامي.

وواجه «الإخوان المسلمون» الهجوم الأميركي على المجلس و إضعافه بتشديد قبضتهم على هياكله، بعد أن أحبطوا قبل أشهر في جنيف اجتماعاً آخر لتعديل هياكل "المجلس الوطني" عبر لجنة خارجية تمهيداً لتوسعته. كما نجح «الإخوان» في اجتماع القاهرة للمعارضة السورية، في تموز الماضي، بالتصويت على لجنة متابعة تضمّ أطياف المعارضة كافة للإبقاء على قبضتهم على المجلس الذي اعتمده الغرب وتركيا وقطر والسعودية «ممثلاً شرعياً للشعب السوري»، فضلاً عن نص مشروعه الوحيد المعتمد في تونس قبل عام، على قيادته للمرحلة الانتقالية من دون الأطياف الأخرى للمعارضة، وبمشاركة من العسكر.

وأخفق جورج صبرا، أحد الوجوه البارزة في «إعلان دمشق»، بالعودة إلى الأمانة العامة للمجلس الوطني، في أول عملية انتخابية يجريها المجلس بعيداً عن الأسلوب التوافقي في اختيار أعضائه. وانتخبت الهيئة العامة ٤١ عضواً، هم احمد بكورة، احمد سيف يوسف، بدر جاموس، أسامة شوربجي، حسن السيد، حسين العبدالله، حسين محمد، خالد الناصر، خالد الزيني، خليل الحاج صالح، خالد الصالح، سعيد لحدو، سليمان الحراكي، عبد الكريم الآغا، عمار أبو خطاب، زياد أبو حمدان، محمد بسام اليوسف، محمد وليد، مؤيد غزلان، واصل شمالي، سالم المسلط، سالم المطلك، عبد الأحد اصطيفو، عبد الباسط سيدا، فاروق طيفور، ملهم الدروبي، هشام مروة، لؤي صافي، نذير الحكيم، سنان حتاحت، هيثم رحمة، محمد احمد عبيد، جمال الوادي، ابراهيم ميرو، بسام اسحق، مروان حجو، سمير نشار، احمد رمضان.

وكان المجلس قد صوّت على رفض مبادرة رياض سيف التي تفضي إلى إعادة صياغة المعارضة السورية وتهميش المجلس الوطني السوري لمصلحة «المبادرة الوطنية» التي تنبثق عنها حكومة مؤقتة مؤلفة من عشرة تكنوقراطيين لإدارة «المناطق المحررة». وتعرّض سيف إلى استجواب من أعضاء "المجلس الوطني" لمعرفة المزايا التي سيحملها الانتقال من إطار المجلس الواسع إلى إطار معارض أضيق تمثيلاً. وقال معارض سوري في اتصال هاتفي مع «السفير» من الدوحة، ان سيف حاول ليلة الأربعاء الماضي الدفاع عن مبادرته بالقول انه حصل على وعود بالاعتراف الفوري من حكومات «أصدقاء سوريا» فضلاً عن الدعم المالي وزيادته. وقال معارض سوري في باريس إن رياض سيف قال لاجتماع لجنة الحكماء في باريس، قبل ٣ أسابيع، إن الدول الغربية وعدت «بالمليارات» لرفع أداء المعارضة السورية في «المناطق المحررة»وفق تعبيره.

وتقدم سيف بلائحة أسماء لهيئة المبادرة، دافع عنها باعتبارها «خيار حلفائنا الغربيين»، كما قال مصدر معارض في الدوحة. وقال مسؤول العلاقات مع «الجيش الحر» جمال الورد إن «الأميركيين الذين يقفون، وراء المبادرة، سيقدمون دعماً مالياً اقل بكثير من المتوقع، وربما بضعة ملايين، وحتى هذا لم يقدموا وعداً قاطعاً به». ولم تتقدم الجهود لإقناع أعضاء المجلس الوطني السوري بالتخلي عن مجلسهم لمصلحة الهيئة التي يستحدثها سيف ـ فورد، بعد أن قال السفراء الغربيون للمجتمعين إنهم لن يتقدموا بمساعدات عسكرية للهيئة كما يتوقعون.

وبدا منطقياً أن يرفض المجلس تهميشه. وقال الورد إن «المكونات التي عرضت للانضمام للهيئة لن تزيد عن مكونات المجلس الوطني التي بلغت أكثر من ٣٢ مكوناً. هذا يعني أن المبادرة باءت بالفشل، لأنها لن تكون أوسع من المجلس الحالي».

وخلال المحادثات، أجرى فورد تعديلاً على عرضه لإرضاء المعارضين من «الإخوان» وغيرهم برفع عضوية هيئة المبادرة المقترحة من ٥٠ إلى ٦٠ شخصية، ومنح المجلس الوطني ٢٠ مقعداً بدلاً من 15 في العرض الأول، إلا أن "المجلس الوطني" رفض عرض فورد الجديد. وعرض «الإخوان المسلمون» في المقابل أن يقوم المجلس الوطني بتشكيل هيئات داخل سورية تنبثق عنها حكومة انتقالية مؤقتة، وهو عرض أدّى إلى تأجيل البحث في مبادرة سيف إلى اليوم. واعتبر «الإخوان» بذلك أنهم يقدمون مبادرة من الداخل رداً على مبادرة سيف، لعدم إحراج حلفائهم الأميركيين والغربيين.

وأقرّ المجلس الوطني الاستماع اليوم مرة أخرى لرياض سيف وروبرت فورد، وتأجيل انتخاب المكتب التنفيذي وأعضائه الـ١١ ريثما ينتهي النقاش مع المبادرين. كما انتبه المجلس إلى أن أي امرأة سورية لم تنتخب في الأمانة العامة، ولم تحصل الأقليات السورية على تمثيل متكافئ، وقرر إصلاح الأمر بتعيين تسعة أعضاء إضافيين كي يستقيم أمر المجلس الوطني. وانسحب من المجلس أكثر من 20 عضواً، بينهم يارا نصير وفراس قصاص وأديب الشيشكلي وخلدون نبوان.

وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، ترأس جلسة افتتاح المؤتمر، التي حضرها وزير خارجية تركيا احمد داود اوغلو والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني وممثلون عن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

  • فريق ماسة
  • 2012-11-08
  • 13358
  • من الأرشيف

جماعـة «الإخـوان» تشـدّد قبضتهـا علـى «المجلـس الوطنـي»

إحباط مبادرة المعارض السوري رياض سيف وإدامة السيطرة على المجلس الوطني السوري. الهدفان اللذان جاء من أجلهما «الإخوان المسلمون» السوريون إلى اجتماع الدوحة تحققا ليلة أمس،  بعد مناورات دامت أيام الدوحة كلها، تجعل من المجلس الوطني السوري مجلساً اخوانياً سقطت ابرز واجهاته الليبرالية مع خروج ممثل حزب الشعب الديموقراطي جورج صبرا، واستنكاف برهان غليون عن الترشح إلى الأمانة العامة ولعب أي دور في المكتب التنفيذي، لضعف الكتلة التي حملته إلى رئاسة" المجلس الوطني"، وتخلي «إعلان دمشق» عنه بعد المواجهة التي خاضها ضده في روما في نيسان الماضي. النقاشات مددت ٢٤ ساعة إضافية، لمناقشة مستفيضة في مبادرة رياض سيف – روبرت فورد (السفير الأميركي في دمشق وعراب المبادرة مع سيف)، إنشاء هيئة للمبادرة الوطنية مؤلفة من ٦٠ شخصية وطنية، بعد التعديلات التي جرت عليها في الساعات الأخيرة لاسترضاء المعارضين في "المجلس الوطني"، لاسيما «الإخوان» الذين يتمسكون بـ"االمجلس الوطني" إطاراً مرجعياً للمعارضة السورية. وأنجز "المجلس الوطني" توسعة هيئته العامة من ٣٠٠ إلى ٤٢٠ عضواً. وعبر تنويع القوائم وتقديم خمس منها إلى الناخبين في الدوحة، والى أمانة عامة تضم ٤١ عضوا نجح «الإخوان» بإيصال ٢٣ شخصية من بين أعضاء الحركة أو بعض الشخصيات المقربة منها، أو ذات الاتجاه الإسلامي. وواجه «الإخوان المسلمون» الهجوم الأميركي على المجلس و إضعافه بتشديد قبضتهم على هياكله، بعد أن أحبطوا قبل أشهر في جنيف اجتماعاً آخر لتعديل هياكل "المجلس الوطني" عبر لجنة خارجية تمهيداً لتوسعته. كما نجح «الإخوان» في اجتماع القاهرة للمعارضة السورية، في تموز الماضي، بالتصويت على لجنة متابعة تضمّ أطياف المعارضة كافة للإبقاء على قبضتهم على المجلس الذي اعتمده الغرب وتركيا وقطر والسعودية «ممثلاً شرعياً للشعب السوري»، فضلاً عن نص مشروعه الوحيد المعتمد في تونس قبل عام، على قيادته للمرحلة الانتقالية من دون الأطياف الأخرى للمعارضة، وبمشاركة من العسكر. وأخفق جورج صبرا، أحد الوجوه البارزة في «إعلان دمشق»، بالعودة إلى الأمانة العامة للمجلس الوطني، في أول عملية انتخابية يجريها المجلس بعيداً عن الأسلوب التوافقي في اختيار أعضائه. وانتخبت الهيئة العامة ٤١ عضواً، هم احمد بكورة، احمد سيف يوسف، بدر جاموس، أسامة شوربجي، حسن السيد، حسين العبدالله، حسين محمد، خالد الناصر، خالد الزيني، خليل الحاج صالح، خالد الصالح، سعيد لحدو، سليمان الحراكي، عبد الكريم الآغا، عمار أبو خطاب، زياد أبو حمدان، محمد بسام اليوسف، محمد وليد، مؤيد غزلان، واصل شمالي، سالم المسلط، سالم المطلك، عبد الأحد اصطيفو، عبد الباسط سيدا، فاروق طيفور، ملهم الدروبي، هشام مروة، لؤي صافي، نذير الحكيم، سنان حتاحت، هيثم رحمة، محمد احمد عبيد، جمال الوادي، ابراهيم ميرو، بسام اسحق، مروان حجو، سمير نشار، احمد رمضان. وكان المجلس قد صوّت على رفض مبادرة رياض سيف التي تفضي إلى إعادة صياغة المعارضة السورية وتهميش المجلس الوطني السوري لمصلحة «المبادرة الوطنية» التي تنبثق عنها حكومة مؤقتة مؤلفة من عشرة تكنوقراطيين لإدارة «المناطق المحررة». وتعرّض سيف إلى استجواب من أعضاء "المجلس الوطني" لمعرفة المزايا التي سيحملها الانتقال من إطار المجلس الواسع إلى إطار معارض أضيق تمثيلاً. وقال معارض سوري في اتصال هاتفي مع «السفير» من الدوحة، ان سيف حاول ليلة الأربعاء الماضي الدفاع عن مبادرته بالقول انه حصل على وعود بالاعتراف الفوري من حكومات «أصدقاء سوريا» فضلاً عن الدعم المالي وزيادته. وقال معارض سوري في باريس إن رياض سيف قال لاجتماع لجنة الحكماء في باريس، قبل ٣ أسابيع، إن الدول الغربية وعدت «بالمليارات» لرفع أداء المعارضة السورية في «المناطق المحررة»وفق تعبيره. وتقدم سيف بلائحة أسماء لهيئة المبادرة، دافع عنها باعتبارها «خيار حلفائنا الغربيين»، كما قال مصدر معارض في الدوحة. وقال مسؤول العلاقات مع «الجيش الحر» جمال الورد إن «الأميركيين الذين يقفون، وراء المبادرة، سيقدمون دعماً مالياً اقل بكثير من المتوقع، وربما بضعة ملايين، وحتى هذا لم يقدموا وعداً قاطعاً به». ولم تتقدم الجهود لإقناع أعضاء المجلس الوطني السوري بالتخلي عن مجلسهم لمصلحة الهيئة التي يستحدثها سيف ـ فورد، بعد أن قال السفراء الغربيون للمجتمعين إنهم لن يتقدموا بمساعدات عسكرية للهيئة كما يتوقعون. وبدا منطقياً أن يرفض المجلس تهميشه. وقال الورد إن «المكونات التي عرضت للانضمام للهيئة لن تزيد عن مكونات المجلس الوطني التي بلغت أكثر من ٣٢ مكوناً. هذا يعني أن المبادرة باءت بالفشل، لأنها لن تكون أوسع من المجلس الحالي». وخلال المحادثات، أجرى فورد تعديلاً على عرضه لإرضاء المعارضين من «الإخوان» وغيرهم برفع عضوية هيئة المبادرة المقترحة من ٥٠ إلى ٦٠ شخصية، ومنح المجلس الوطني ٢٠ مقعداً بدلاً من 15 في العرض الأول، إلا أن "المجلس الوطني" رفض عرض فورد الجديد. وعرض «الإخوان المسلمون» في المقابل أن يقوم المجلس الوطني بتشكيل هيئات داخل سورية تنبثق عنها حكومة انتقالية مؤقتة، وهو عرض أدّى إلى تأجيل البحث في مبادرة سيف إلى اليوم. واعتبر «الإخوان» بذلك أنهم يقدمون مبادرة من الداخل رداً على مبادرة سيف، لعدم إحراج حلفائهم الأميركيين والغربيين. وأقرّ المجلس الوطني الاستماع اليوم مرة أخرى لرياض سيف وروبرت فورد، وتأجيل انتخاب المكتب التنفيذي وأعضائه الـ١١ ريثما ينتهي النقاش مع المبادرين. كما انتبه المجلس إلى أن أي امرأة سورية لم تنتخب في الأمانة العامة، ولم تحصل الأقليات السورية على تمثيل متكافئ، وقرر إصلاح الأمر بتعيين تسعة أعضاء إضافيين كي يستقيم أمر المجلس الوطني. وانسحب من المجلس أكثر من 20 عضواً، بينهم يارا نصير وفراس قصاص وأديب الشيشكلي وخلدون نبوان. وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، ترأس جلسة افتتاح المؤتمر، التي حضرها وزير خارجية تركيا احمد داود اوغلو والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني وممثلون عن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

المصدر : السفير/ محمد بلوط


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة