دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أطل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون كما فعل شركاؤه المنضوون تحت تحالف أعداء الشعب السوري كرئيس حكومة يجمع بين موهبتي المتاجرة بالمعاناة الإنسانية من جهة والنفاق السياسي من جهة أخرى وهذه المرة من على أطلال خيام بائسة أعدت على عجل في مكان أشبه بمنفى وسط صحراء انتفض قاطنوها على وضعها المزري أكثر من مرة.
كاميرون الملطخة يداه بدماء السوريين استمر بالتمييز والفصل بين سياسة حكومته النظرية وبين أفعالها العملية على الأرض وعلى نفس منوال من سبقه إلى مخيم الزعتري في الصحراء الأردنية تباكى على الشعب السوري وذرف دموع التماسيح على معاناته وبدلا من أن يترجم تأثره بما شاهده إلى قرار فعلي بقطع الإمداد عن الإرهاب الذي يفتك بأرواح السوريين ويهجرهم من بيوتهم وأراضيهم ويرفع التغطية السياسية والإعلامية والمالية عنهم جدد نيته الاستمرار بتقديم المساعدات الإضافية لهذا الإرهاب المبارك غربيا ولكن بلبوس المساعدات الإنسانية.
صنابير الدعم والمساعدة البريطانية المفتوحة بلا حدود لدعم الإرهابيين لم تقتصر على كاميرون بل تعدته إلى مقر رئاسة الوزراء في لندن التي أعلنت عن زيادة المساعدة لمن وصفتهم باللاجئين السوريين الذين جلهم في حقيقة الأمر إرهابيون يتولون تنسيق وإعداد تهريب المرتزقة التكفيريين والأسلحة إلى سورية عبر الحدود مع الدول المجاورة.
كاميرون الذي أفصح عن لهفته على حقوق الشعب السوري قدم معاناته إلى سلم أولوياته مع الرئيس الأمريكي المنتخب لولاية ثانية باراك أوباما بهدف التنسيق حول ما يمكن فعله مستقبلا مع العلم أن نظرة بسيطة ومتواضعة على تاريخ وماضي بريطانيا الاستعماري تكفي لإدراك أن موقفها لم يكن في يوم من الأيام إلا في صف قاتلي العرب ومغتصبي حقوقهم فهي صاحبة وعد بلفور واتفاق سايكس بيكو ولذلك من غير الطبيعي أو المنطقي أن تكون حريصة على مصلحة الشعب السوري.
ما لم يعلن عنه كاميرون صراحة أعلنت عنه صحيفة ديلي ميل البريطانية التي قالت إن الأخير يستعد للبدء بتزويد المسلحين في سورية بالسلاح وتقديم النصح والمشورة لمتزعميهم في عملياتهم بما يعني الانخراط جديا في الحرب هناك.
وفي هذا السياق أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بدوره عن إجراء اتصالات مباشرة قريبا مع ممثلي مجموعات المعارضة السورية بمن فيهم بعض المسلحين والسبب كما قال أن ذلك سيتيح له فهم الوضع في سورية بشكل أفضل في الوقت الذي لم يتوقف ولو ليوم واحد عن إطلاق التصريحات والمواقف المؤيدة للإرهاب رغم اعترافه بعدم فهم الوضع فيها بما يعني أن قراءته السابقة لهذا الوضع خاطئة وغير موضوعية.
وبغض النظر عن طبيعة وهدف اتصالات هيغ مع المسلحين الإرهابيين فإن واقع الأحداث على الأرض يقر بحقيقة إن بريطانيا وشركاءها في محور أعداء سورية مستمرون بدعم المجموعات الإرهابية الوهابية والأصولية والجاهلية القادمة من قبل التاريخ بكل الوسائل القتالية واللوجستية رغم اعترافهم في أكثر من مرة أنها مخترقة من قبل عناصر القاعدة والإرهاب الدولي في الوقت الذي يمنعون مجلس الأمن من إدانة ما تقوم به من تفجيرات تصنف إرهابية وجرائم حرب وفق معايير الأمم المتحدة ذاتها.
الأجدر بكاميرون وهيغ ومن لف لفهما في التباكي على حقوق الشعب السوري التوقف عن رؤية موضوع المساعدات الإنسانية من منظور أجنداتهم السياسية والتدخلية وأن يعملوا على إزالة أسباب معاناة الشعب السوري الكامنة في رفع العقوبات الأحادية المخالفة للقانون الدولي عن حياته ولقمة عيشه والتوقف عن ترهيب المهجرين بفعل الإرهاب من العودة إلى وطنهم والإساءة إلى كرامتهم عبر تحويلهم إلى لاجئين سجناء والكف عن دعم المجموعات الإرهابية العاملة على تدمير مختلف سبل عيش السوريين من بنى تحتية ومرافق صحية وتعليمية وخدمية.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة