دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أدلى الرئيس السوري بحديث خاص لقناة "روسيا اليوم" تطرق فيه الى آخر المستجدات في الملف السوري وقدم رؤيته الى مستقبل بلاده والمنطقة.
هذا الجزء الثاني من نص المقابلة التي أجراها القسم الإنكليزي في تلفزيون روسيا اليوم مع السيد الرئيس بشار الأسد:
روسيا اليوم: هل يتعلق الأمر بالسيطرة على سورية أم بتصدير رؤيتهم للإسلام إلى سورية؟
لا تستطيعين القول إن ذلك سياسة حكومية في هذه البلدان. في بعض الأحيان يكون هناك مؤسسات في بلدان معينة، وفي بعض الأحيان يكون هناك أشخاص يدعمون هذا التوجه، لكنهم لا يعلنون عن تلك كسياسة رسمية. وهكذا، فإنهم لم يطلبوا منا الترويج للمواقف المتطرفة لمؤسساتهم. لكن ذلك يحدث في الواقع، سواء كان من خلال الدعم غير المباشر الذي تقدمه الحكومات، أو من خلال المؤسسات والأشخاص. هذا جزء من المشكلة، لكن عندما أتحدث كحكومة، فإني أتحدث عن السياسة المعلنة، والسياسة المعلنة، كأي سياسة أخرى، تتعلق بالمصالح ولعب أدوار، لكننا لا نستطيع أن نتجاهل ما ذكرته.
روسيا اليوم: ايران، حليفكم الوثيق ، تتعرض أيضأ لعقوبات اقتصادية، وتواجه أيضا التهديد بالغزو العسكري. إذا كان عليكم أن تختاروا بين قطع العلاقات مع ايران مقابل السلام في بلادكم، فهل تتخذون هذا الخيار؟
ليس لدينا خيارات متناقضة بهذا الشأن، والسبب هو أنه كان لدينا علاقات جيدة مع إيران منذ عام 1979 وحتى الآن، وعلاقاتتا تتحسن باستمرار، لكننا في نفس الوقت نتحرك نحو السلام. كان لدينا عملية سلام ومفاوضات سلام، ولم تكن إيران عاملا ضد السلام. هذه معلومات مضللة يسعى الغرب لترويجها وهي أننا إذا كنا نريد السلام فلا ينبغي أن يكون لدينا علاقات طيبة مع إيران. ليس هناك أي علاقة بين الأمرين. إنهما موضوعان مختلفان تماما. لقد قدمت إيران الدعم لسورية، ودعمت قضيتنا، قضية الأراضي المحتلة، وعلينا أن ندعمها في قضاياها. هذا أمر واضح وبسيط. إيران بلد هام للغاية في المنطقة، وإن كنا نسعى نحو الاستقرار، ينبغي أن يكون لنا علاقات جيدة مع إيران. لا يمكن أن نتحدث عن الاستقرار في ظل علاقات سيئة مع إيران أو مع تركيا أو مع جيران آخرين.
روسيا اليوم: هل لديكم أي معلومات تفيد بأن أجهزة المخابرات الغربية تقوم بتمويل مقاتلي المعارضة في سورية ؟
ما نعرفه حتى الآن هو أن هذه الأجهزة تقدم دعما معلوماتيا للإرهابيين من خلال تركيا، وفى بعض الأحيان من لبنان بشكل رنيسي. لكن هناك أجهزة مخابرات أخرى، ليست غربية، بل إقليمية، نشطة جدأ وأكثر نشاطا من الأجهزة الغربية، وبالطبع تحت إشراف أجهزة المخابرات الغربية.
روسيا اليوم: ما هو دور القاعدة في سورية في هذه اللحظة؟ هل يسيطرون على أي من قوات المعارضة ؟
لا أعتقد أنهم يسعون للسيطرة على هذه المجموعات، بل إنهم يسعون لتأسيس إمارتهم، حسبا التعابير التي يستخدمونها، لكنهم يحاولون بشمكل رنيسي إخافة وترهيب الناس من خلال التفجيرات والاغتيالات، والهجمات الانتحارية، وأشياء من هذا القبيل لدفع الناس إلى اليأس وكي يقبلوا بهم كأمر واقع، وهكذا فهم يتحركون خطوة خطوة ، لكن هدفهم النهاني هو إقامة إمارة إسلامية في سورية يستطيعون من خلالها الترويج لأيديولوجيتهم الخاصة بهم في باقي أنحاء العالم
روسيا اليوم: من بين أولئك الذين يقاتلونكم والذين يعارضونكم، إلى من يمكن أن تتحدث؟
نتحدث إلى كل من يملك إرادة حقيقية لمساعدة سورية، لكننا لا نضيع وقتنا مع أي شخص يريد استغلال أزمتتا لمصالحه الشخصية.
روسيا اليوم: لقد وجهت للقوات الحكومية اتهامات عديدة بارتكاب جرانم حرب ضد المدنيين السوريين. هل تقرون بأن القوات الحكومية ارتكبت جرائم حرب بحق المدنيين السوريين؟
إننا نحارب الإرهاب ونطبق الدستور لحماية الشعب السوري. لنعد إلى ما حدث في روسيا قبل أكثر من عقد من الزمن. كنتم تواجهون الإرهاب في الشيشان وأماكن أخرى. كانوا يهاجمون المسارح والمدارس وغيرها، وكان الجيش الروسي يحمي الشعب. هل تسمي ذلك جرانم حرب؟ بالتأكيد لا. قبل بضعة أيام، اعترفت "أمنستي إنترناشونال" بالجرانم التي ارتكبتها الجماعات المسلحة قبل أيام عندما أسرت جنوداً وأعدمتهم. كما أن "هيومان رايتس ووتش" اعترفت أكثر من مرة بالجرانم التي ترتكبها تلك المجموعات، ووصفت قبل أيام بأنها جرانم حرب. هذا أولا. ثانيا، من غير المنطقي أن يرتكب جيش جرانم حرب ضد شعبه، لأن الجيش السوري يتكون من أفراد الشعب السوري. لو أراد الجيش أن يرتكب جرائم بحق شعبه فإنه سينقسم ويتفتت. ولذلك لا يمكن أن يكون هناك جيش قوي وموحد وفي نفس الوقت يقوم بقتل شعبه. ثالثا، لا يمكن لجيش أن يصمد لمدة عشرين شهراً في هذه الظروف الصعبة دون أن يحظى باحتضان الشعب السوري. فكيف يمكن أن يحظى بهذا الاحتضان في حين يقوم بقتل الشعب. هذا تناقض.
روسيا اليوم: متى كانت آخر مرة تحدثتم فيها إلى زعيم غربي؟
قبل الأزمة.
روسيا اليوم: هل عرضوا عليك في أي وقت شروطاً مفادها أنه إذا تركت منصب الرئاسة، فسيسود السلام في سورية؟
لا، لم يُطرح ذلك عليَّ مباشرة، لكن سواء عرضوا ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر، فإن هذه مسألة سيادة، ومن حق الشعب السوري وحده التحدث في ذلك الأمر. كل ما يُطرح بعد ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر أو في وسائل الإعلام لا معنى ولا وزن له في سورية.
روسيا اليوم: لكن هل لديك الخيار؟ ، لأنه كما يبدو الخيار في الخارج ليس لديك أي مكان تذهب إليه فإلى أين تذهب إذا أردت الرحيل؟
إلى سورية. هذا هو المكان الوحيد الذي يمكن أن أكون فيه. أنا لست دُمية، ولم يصنعني الغرب كي أذهب إلى الغرب أو إلى أي بلد آخر. أنا سوري، أنا من صُنع سورية، وعليَّ أن أعيش وأموت في سورية.
روسيا اليوم: هل تعتقد أن هناك، في هذه اللحظة، أي فرصة للدبلوماسية أو للحوار أم أنكم وصلتم إلى مرحلة يمكن للجيش وحده أن يُنهي هذه الأزمة؟
أنا كنت دائماً أؤمن بالدبلوماسية وأؤمن دائماً بالحوار حتى مع أولئك الذين لا يفهمون الحوار أو لا يؤمنون به. علينا أن نستمر في المحاولة. أعتقد أننا سنحقق دائماً نجاحاً جزئياً. علينا أن نسعى إلى هذا النجاح الجزئي قبل أن نحقق النجاح الكامل. لكن علينا أن نكون واقعيين. لا ينبغي الاعتقاد بأن الحوار وحده هو الذي يمكن أن يحقق النجاح، لأن أولئك الذين يرتكبون هذه الأعمال ينقسمون إلى أنواع: نوعٌ لا يؤمن بالحوار، خصوصاً المتطرفين، والنوع الثاني يتكون من الخارجين عن القانون الذين صدرت بحقهم أحكام قضائية قبل سنوات من بدء الأزمة، وعدوهم الطبيعي هو الحكومة، لأنهم سيُسجنون إذا عادت الأمور إلى طبيعتها. النوع الآخر هم الأشخاص الذين تلقوا الدعم من الخارج، وهؤلاء ملتزمون فقط تجاه الأشخاص أو الحكومات التي دفعت لهم وزودتهم بالسلاح. هؤلاء لا يمتلكون قرارهم. ولذلك علينا أن نكون واقعيين. وهناك نوع آخر من الناس سواء كانوا مقاتلين أو سياسيين يقبلون بالحوار. ولذلك فقد شرعنا في هذا الحوار منذ أشهر حتى مع المقاتلين، وقد تخلى بعضهم عن السلاح وعاد إلى حياته الطبيعية.
روسيا اليوم: هل تعتقدون أن الغزو الأجنبي لسورية بات وشيكاً؟
أعتقد أن كلفة مثل هذا الغزو، لو حدث، ستكون أكبر من أن يستطيع العالم بأسره تحمُّلها، لأنه إذا كانت هناك مشاكل في سورية، خصوصاً وأننا المعقل الأخير للعلمانية والاستقرار والتعايش في المنطقة فإن ذلك سيكون له أثر "الدومينو" الذي سيؤثر في العالم من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادي. وتعلمين تداعيات ذلك على باقي أنحاء العالم. لا أعتقد أن الغرب يمضي في هذا الاتجاه، لكن إذا فعلوا ذلك، لا يمكن لأحد أن يتنبأ بما سيحدث بعده.
روسيا اليوم: سيادة الرئيس، هل تلوم نفسك على شيء؟
ينبغي عادة أن تجد أخطاء في كل قرار، وإلا فأنت لست بشراً.
روسيا اليوم: ما هي أكبر أخطاؤك؟
بصراحة، لا أذكر الآن، لكني قبل اتخاذ أي قرار أدرك بأن جزءاً منه سيكون خاطئاً، لكن لا يستطيع المرء أن يعرف أخطاءه الآن. في بعض الأحيان، خصوصاً خلال الأزمات، لا تستطيع رؤية الصحيح من الخطأ إلى أن تتجاوز الأزمة. ولهذا لن أكون موضوعياً إذا تحدثت عن الأخطاء الآن، لأننا لازلنا في وسط هذه الظروف.
روسيا اليوم: إذاً، ليس هناك ما تأسف عليه؟
ليس الآن. عندما يتضح كل شيء، يمكن أن نتحدث عن الأخطاء، ولا شك أن هناك أخطاء.
روسيا اليوم: لو كان اليوم هو 15 آذار 2011، عندما بدأت الاحتجاجات بالتصاعد والتنامي، ما هي الأشياء التي كنت ستفعلها بشكل مختلف؟
كنت سأفعل ما فعلته في الخامس عشر من آذار
روسيا اليوم: نفس الشيء؟
تماماً، أطلب من الأطراف المختلفة الشروع في الحوار والوقوف في وجه الإرهابيين. هكذا بدأ الأمر. لم يبدأ بالمظاهرات، حيث كانت المظاهرات هي الغطاء، لكن داخل هذه المظاهرات كان هناك مقاتلون بدأوا بإطلاق النار على المدنيين وأفراد الجيش في نفس الوقت. ربما على المستوى التكتيكي، كان يمكن القيام بشيء مختلف. لكن كرئيس للبلاد، فأنا أتخذ القرار على المستوى الإستراتيجي، وهذا شيء مختلف.
روسيا اليوم: الرئيس الأسد، كيف ترى نفسك بعد عشر سنوات؟
أرى نفسي من خلال بلادي، لا أستطيع أن أرى نفسي، أستطيع أن أرى بلادي، أستطيع أن أرى نفسي من خلال بلادي.
روسيا اليوم: هل ترى نفسك في سورية؟
بالتأكيد، ينبغي أن أكون في سورية. الأمر لا يتعلق بالمنصب، سواء كنت رئيساً أو غير ذلك هذا ليس همي. أرى نفسي في هذا البلد وأن يكون هذا البلد آمناً ومستقراً وأكثر رخاء.
روسيا اليوم: الرئيس بشار الأسد شكراً لتحدثكم لروسيا اليوم.
الرئيس الأسد: شكراً لقدومكم إلى سورية
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة