يوم كنت ضابطاً في الجيش اللبناني وبعد خروج الجيش الاسرائيلي من بيروت، قامت القوات اللبنانية يومها، خاصة جهاز امن ايلي حبيقة، اضافة الى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني في عهد الرئيس امين الجميل، بالخطف الليلي لآلاف من اللبنانيين، على مدى شهرين وثلاثة وأكثر، حيث كان يتم توقيف ليلياً وكل ليلة اكثر من 100 شخص، ويتم سحبهم ومن ثم تصفيتهم او وضعهم في السجون بشكل غير طبيعي. حصلت انتفاضة المفتي والقى خطابه الشهير في الملعب البلدي ضد قضية الخطف ومسألة المفقودين من بيروت الغربية، الذي حصل نتيجة ما بعد الاحتلال الاسرائيلي. يومها قلت لضابط اعلى مني رتبة بعشر سنوات واكثر بعدما تجولت في بيروت، قلت له ان الثورة في بيروت ستحصل وان انقلاباً على الجيش سيحصل قريباً، كما أبلغت قائد الجيش شخصياً عندما التقاني بالصدفة وسألني عن الوضع في بيروت، وأنا كنت مساعداً لمسؤول العمليات في بيروت، حيث كان العميد مزبودي رحمه الله، هو المسؤول عن بيروت كلها. لم تمضِ اشهر حتى وقعت الثورة. اليوم أتحدث عن ضابط هو أدنى مني رتبة، لكن المسألة ليست رتبة، انما ابناء مؤسسة عسكرية واحدة، ورغم ان وسام الحسن هدّدني بالامس بالقتل، وجهازه عمل على ذلك ويمكن كشف الامور بواسطة داتا الاتصالات واذا كان صحيحاً ان فرع المعلومات يهتم بالامر، فيمكنه كشف الموضوع لان الذي تكلم وقام بالتهديد والدفاع عن وسام الحسن وسعد الحريري تحدث براحة مطلقة لمدة ربع ساعة. كنت اعتقد ان طرفاً ثالثاً قد يكون يريد ان اشتبك اكثر مع تيار المستقبل ومن خلال الحديث والكلام والتحليل، وماهية الطلب الاساسية هي عدم انتقاد الرئيس سعد الحريري او وسام الحسن والا فسنقتل شارل ايوب، فان فرع المعلومات قادر على كشف الاتصال الذي حصل يوم الاربعاء عند الواحدة واربعين دقيقة من اين جاء وما هي حيثياته؟ والان اعود الى العميد وسام الحسن لاقول له، كنت اسأل هل انت عربي او غير عربي؟ وهل عنوان الحرب ضد الفرس وضد الايرانيين وصل الى حد التحضير للهجوم على سوريا من لبنان؟ وهل ان الارتباط بمخابرات الخليج والدول الاجنبية اوصلك يا عميد وسام الحسن الى نقطة لم تعد تعمل فيها الا لتغذية الاصولية والسلفية والمتطرفين من الطائفة السنية؟ وهل جهازك هو جهاز فردي شخصي يرتبط بمخابرات السعودية وأميركا وأوروبا ام انه جهاز مخابرات لبناني، يعمل لمصلحة لبنان والدولة اللبنانية ككل، والاهم لمصلحة الشعب اللبناني كله وليس لطائفة او عن حقد على طائفة. فاذا كان تأييدك لطائفتك السنية فهذا من حقك، ولكن ليس من حقك ان تسخّر جهاز فرع المعلومات للطائفة السنية وليس كل الطائفة السنية، بل للمتطرفين فيها. كما ان حقدك على حزب الله وعلى الشيعة ليس سياسة رئيس جهاز أمني يخدم لبنان كله. دع كل شيء على الحياد يا عميد وسام، ودع كل الخلافات، وفكّر قليلاً. خطير يا عميد وسام ما تقوم به، فكيف تقوم بتسليح السلفيين والاصوليين في شمال لبنان من أهل السنّة، وتحضرهم لشنّ حرب على سوريا واجتياز النهر باتجاه حمص؟ هل تدرك ما معنى هذه العملية ان تقوم دولة عربية، مهما كانت الدولة العربية الثانية ضعيفة بالهجوم عليها؟ ثم لنفترض انك لا تحضّر لهجوم، وهذا من حقك ان تقول انني اتحدث عن اوهام، ولكن لماذا تسلّح الاصوليين انت في الشمال؟ لماذا تسلّح السلفيين؟ لماذا تسلّح شباب تيار المستقبل من جماعة النائب خالد الضاهر؟ لماذا فرض سيطرة فرع المعلومات على السنة في الشمال كي يكونوا بتصرف الرئيس سعد الحريري وتصرفك من اجل مخطط خارجي؟ اذا كنت تريد انت والرئيس سعد الحريري التخفيف من النفوذ الايراني فنحن لا نريد الا العروبة، ونحن نقبل بايران كداعمة لدول عربية تقف ضد اسرائيل، اما خارج ذلك فلا نقبل دوراً ايرانياً يهيمن على المنطقة العربية. اما بالنسبة لما تفعله في الشمال، فاني اذكرك بما حصل في بيروت، بعد انسحاب اسرائيل وما حصل من انتفاضة، والآتي على الطريق. اقول لك يا عميد وسام ان الفتنة ستندلع في الشمال وانك مسؤول عنها، وان بيروت تغلي، وانك تسلّح الناس مستعملاً غطاء قوى الامن الداخلي لهذا الامر، فاذا استمررت كذلك فانك تمهّد لاحراق بيروت في قتال بين السنة والشيعة وبين المصيطبة ووطى المصيطبة والبسطة والطريق الجديدة وغيرها. انت تتحمّل مسؤولية هامّة، ولديك للاسف مسؤولون يحاربونك لكنهم اغبياء، ولديك مسؤولون تتعاون معهم ولكنهم ليسوا على قدر المسؤولية، لذلك ذهبت انت بعيداً لوحدك ولم يعد احد يرشدك الى الطريق، واني ارشدك الى الطريق واقول لك اوقف تسليح السنّة في لبنان، لان الطائفة السنية هي طائفة بناء لبنان وطائفة تسامح وطائفة تواضع وطائفة التضحية والمحبة. ولا يجب تحويلها الى طائفة سلفية سنية متعصّبة، تصبح مثل تنظيم طالبان او القاعدة، وبالتالي ينتقل الدور السني من البناء والاعمار واعطاء لبنان كل شيء واعتبار لبنان اولاً، الى امر آخر هو كيف ان السنة يقاتلون بالسلاح الذي تعطيهم اياه للوقوف في وجه الشيعة تحضيرا لمخطط دخلت انت فيه بعد اجتماعك مع بترايوس. أنت تعرف وأنا اعرف ان بترايوس ابلغك ان نظام الرئيس بشار الاسد سيسقط بعد الانتخابات الاميركية، ولذلك فانك تحضّر قوة سلفية سنية في الشمال مسلحة بأسلحة خفيفة وبنادق وهاون من اجل الهجوم على سوريا عندما يضعف النظام، وهذا هو رهانك انت مع مخابرات الخليج وقطر وحلف الناتو. ارشدك الى امر اساسي يا عميد وسام، واسمح لي ان ارشدك لأن تجربتي اهم من تجربتك بكثير رغم آلاف الاوراق التي تأتيك كتقارير، ارشدك الى عدم التدخل في الشؤون السورية ويكفي انك ارسلت عميلا لك هو ميلاد الكفوري ونظمت حملة ميشال سماحة التي انكشفت حقيقتها وبانت وظهرت ان ميشال سماحة نقل القنابل لكن من الذي دبّر نقل القنابل وحضّر للتصوير والتسجيل ونقل القنابل داخل بيروت والاشرفية هو انت يا عميد وسام الحسن. بينما كانت العملية بسيطة يمكن توقيفها على الحدود. كذلك قمت بتهريب الشاهد ميلاد الكفوري واي عذر قانوني يسمح لك بذلك؟ فأنت عندما كنت تصوّر ميلاد الكفوري وهو يأخذ القنابل، فقد اصبح ميلاد الكفوري شاهداً وشريكاً وكان عليك ان توقفه وتقدمه للتحقيق كي يكون التحقيق جدياً وواضحاً، لكنك قمت بمغامرة مع المخابرات السورية واعتبرت نفسك انك خرقت دمشق واجهزتها، ثم قمت بتهريب ميلاد الكفوري ولا ادري واني هنا اسأل الرئيس ابو غيدا القاضي المحترم والعميق في فهم المسائل الجزائية والجنائية والقضائية، هل يحق لرئيس جهاز ان يطلق شاهداً شريكاً في نقل قنابل واقول ان يطلق سراحه، لكن الواقع يا حضرة الرئيس أبو غيدا هو ان فرع المعلومات وقّع ورقة حماية للعميل ميلاد الكفوري وقعها الرئيس سعيد ميرزا ثم أمّن له اللجوء الى الخارج وأمّن له دفع الاموال وتسديد الديون. انا لا اريد ان اتكلم عن هذه الناحية، اريد بعد سقوط مصداقية فرع المعلومات في قضية ميشال سماحة ان اسأل : هل يجوز يا حضرة الرئيس ابو غيدا ان يطلق العميد وسام الحسن شاهداً ومشتركا في عملية نقل القنابل طالما ان ميلاد الكفوري وميشال سماحة كانا تحت الطوق الامني بفرع المعلومات والعناصر الامنية ؟ كما حصل في بيروت من انتفاضة، ولقد رأيتها قبل ثلاث سنوات من حصولها، ارى الان ان الفتنة السنية - الشيعية لا سمح الله آتية على لبنان، واني كما لا اقبل بهيمنة حزب الله وفرض سلاحه في بيروت، لا اقبل بأن يقوم رئيس فرع المعلومات بتسليح السلفيين والاصوليين وشباب من تيار المستقبل تابعين لخالد الضاهر للتحضير لهجوم ومشاكل على الحدود السورية. والسؤال هو: هل يعرف رئيس الجمهورية هذا الامر؟ هل يعرف رئيس المجلس نبيه بري، وهنا أخصّ الرئيس بري بالحديث واقول له، يا دولة الرئيس هنالك كارثة آتية في الشمال، ولأنني على علاقة اعتبرها ممتازة معك على الاقل من قبلي وأتمنى ان تبادلني اياها، اتمنى عليك ان ترسل ضباطاً او مسؤولين او نواباً او اشخاصاً الى الشمال والسؤال عن التسليح. ومن الذي يقوم بالتسليح؟ وهل صحيح ان فرع المعلومات يقوم بالتسليح، ام اننا نحن كذابون نريد الافتراء على وسام الحسن؟ وأتمنى عليك يا دولة الرئيس بري ان تدرك ان تجمعاً سنياً يحصل في الشمال يتزوّد بالسلاح وبعنوان اطلقه سعد الحريري وهو التحضير لاسقاط النظام السوري. فسعد الحريري تبلّغ من المخابرات السعودية والقطرية والاوروبية والاميركية كما وسام الحسن ان نظام الرئيس بشار الاسد سيسقط وان هنالك دورا للبنان وخاصة للطائفة السنية يجب ان يلعباه، ولذلك ما يجري في الشمال ليس صدفة يا دولة الرئيس بري، فأرجوكم ان تعطوا هذه المسألة اهمية لانها مسألة مصير وطن بكامله. ان للبنان حظاً كبيراً وان عليه شؤماً كبيراً، فكم هو رائع ان تقوم المقاومة بتحرير الجنوب واخراج العدو الاسرائيلي من منطقة الجنوب، وكم هو شؤم القيام بتسليح المتطرفين في الشمال من اجل التحضير للفتنة. ثم ان وزير الداخلية مسؤول بالدرجة الاولى عن الامر، وعليه فلم نسمع عن مجلس مركزي او مجلس امني رغم انه قانونيا لا يوجد نص ينشىء مجلساً امنياً يدير الامن في البلاد. الا ان وزير الداخلية عبر علاقته بقائد الجيش وترؤسه لقادة الامن ولو شكلياً، ملزم بزيارة الشمال، وملزم بطلب رفع تقارير عن التسليح في الشمال، وعن التحضير للهجوم الذي يتم التحضير له على حدود النهر الشمالي الكبير. اذا جرت المعركة ستدمّر المدفعية السورية منطقة وادي خالد وسهل عكار وصولاً الى اطراف طرابلس، وفي المقابل سيقوم المسلحون باجتياز النهر الشمالي الكبير والدخول الى سوريا واحتلال مراكز عسكرية، وهذا هو السيناريو الذي رسمه وسام الحسن وفرع المعلومات. ولذلك منذ الآن نقول، اوقفوا الفتنة، اوقفوا المغامرات الطائشة، وتصرفوا كمؤسسات للدولة اللبنانية كلها، فحجمكم كلكم بالكاد تستطيعون فرض الامن في شارع لبناني. فما بالكم أصبحتم تريدون الدخول في مخططات كبرى، موسكو وواشنطن ليست قادرة على ضبطها.

  • فريق ماسة
  • 2012-10-18
  • 8244
  • من الأرشيف

عشرة ألاف اصولي يتجمعون في سهل عكار للهجوم و احتلال المواقع السورية

يوم كنت ضابطاً في الجيش اللبناني وبعد خروج الجيش الاسرائيلي من بيروت، قامت القوات اللبنانية يومها، خاصة جهاز امن ايلي حبيقة، اضافة الى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني في عهد الرئيس امين الجميل، بالخطف الليلي لآلاف من اللبنانيين، على مدى شهرين وثلاثة وأكثر، حيث كان يتم توقيف ليلياً وكل ليلة اكثر من 100 شخص، ويتم سحبهم ومن ثم تصفيتهم او وضعهم في السجون بشكل غير طبيعي. حصلت انتفاضة المفتي والقى خطابه الشهير في الملعب البلدي ضد قضية الخطف ومسألة المفقودين من بيروت الغربية، الذي حصل نتيجة ما بعد الاحتلال الاسرائيلي. يومها قلت لضابط اعلى مني رتبة بعشر سنوات واكثر بعدما تجولت في بيروت، قلت له ان الثورة في بيروت ستحصل وان انقلاباً على الجيش سيحصل قريباً، كما أبلغت قائد الجيش شخصياً عندما التقاني بالصدفة وسألني عن الوضع في بيروت، وأنا كنت مساعداً لمسؤول العمليات في بيروت، حيث كان العميد مزبودي رحمه الله، هو المسؤول عن بيروت كلها. لم تمضِ اشهر حتى وقعت الثورة. اليوم أتحدث عن ضابط هو أدنى مني رتبة، لكن المسألة ليست رتبة، انما ابناء مؤسسة عسكرية واحدة، ورغم ان وسام الحسن هدّدني بالامس بالقتل، وجهازه عمل على ذلك ويمكن كشف الامور بواسطة داتا الاتصالات واذا كان صحيحاً ان فرع المعلومات يهتم بالامر، فيمكنه كشف الموضوع لان الذي تكلم وقام بالتهديد والدفاع عن وسام الحسن وسعد الحريري تحدث براحة مطلقة لمدة ربع ساعة. كنت اعتقد ان طرفاً ثالثاً قد يكون يريد ان اشتبك اكثر مع تيار المستقبل ومن خلال الحديث والكلام والتحليل، وماهية الطلب الاساسية هي عدم انتقاد الرئيس سعد الحريري او وسام الحسن والا فسنقتل شارل ايوب، فان فرع المعلومات قادر على كشف الاتصال الذي حصل يوم الاربعاء عند الواحدة واربعين دقيقة من اين جاء وما هي حيثياته؟ والان اعود الى العميد وسام الحسن لاقول له، كنت اسأل هل انت عربي او غير عربي؟ وهل عنوان الحرب ضد الفرس وضد الايرانيين وصل الى حد التحضير للهجوم على سوريا من لبنان؟ وهل ان الارتباط بمخابرات الخليج والدول الاجنبية اوصلك يا عميد وسام الحسن الى نقطة لم تعد تعمل فيها الا لتغذية الاصولية والسلفية والمتطرفين من الطائفة السنية؟ وهل جهازك هو جهاز فردي شخصي يرتبط بمخابرات السعودية وأميركا وأوروبا ام انه جهاز مخابرات لبناني، يعمل لمصلحة لبنان والدولة اللبنانية ككل، والاهم لمصلحة الشعب اللبناني كله وليس لطائفة او عن حقد على طائفة. فاذا كان تأييدك لطائفتك السنية فهذا من حقك، ولكن ليس من حقك ان تسخّر جهاز فرع المعلومات للطائفة السنية وليس كل الطائفة السنية، بل للمتطرفين فيها. كما ان حقدك على حزب الله وعلى الشيعة ليس سياسة رئيس جهاز أمني يخدم لبنان كله. دع كل شيء على الحياد يا عميد وسام، ودع كل الخلافات، وفكّر قليلاً. خطير يا عميد وسام ما تقوم به، فكيف تقوم بتسليح السلفيين والاصوليين في شمال لبنان من أهل السنّة، وتحضرهم لشنّ حرب على سوريا واجتياز النهر باتجاه حمص؟ هل تدرك ما معنى هذه العملية ان تقوم دولة عربية، مهما كانت الدولة العربية الثانية ضعيفة بالهجوم عليها؟ ثم لنفترض انك لا تحضّر لهجوم، وهذا من حقك ان تقول انني اتحدث عن اوهام، ولكن لماذا تسلّح الاصوليين انت في الشمال؟ لماذا تسلّح السلفيين؟ لماذا تسلّح شباب تيار المستقبل من جماعة النائب خالد الضاهر؟ لماذا فرض سيطرة فرع المعلومات على السنة في الشمال كي يكونوا بتصرف الرئيس سعد الحريري وتصرفك من اجل مخطط خارجي؟ اذا كنت تريد انت والرئيس سعد الحريري التخفيف من النفوذ الايراني فنحن لا نريد الا العروبة، ونحن نقبل بايران كداعمة لدول عربية تقف ضد اسرائيل، اما خارج ذلك فلا نقبل دوراً ايرانياً يهيمن على المنطقة العربية. اما بالنسبة لما تفعله في الشمال، فاني اذكرك بما حصل في بيروت، بعد انسحاب اسرائيل وما حصل من انتفاضة، والآتي على الطريق. اقول لك يا عميد وسام ان الفتنة ستندلع في الشمال وانك مسؤول عنها، وان بيروت تغلي، وانك تسلّح الناس مستعملاً غطاء قوى الامن الداخلي لهذا الامر، فاذا استمررت كذلك فانك تمهّد لاحراق بيروت في قتال بين السنة والشيعة وبين المصيطبة ووطى المصيطبة والبسطة والطريق الجديدة وغيرها. انت تتحمّل مسؤولية هامّة، ولديك للاسف مسؤولون يحاربونك لكنهم اغبياء، ولديك مسؤولون تتعاون معهم ولكنهم ليسوا على قدر المسؤولية، لذلك ذهبت انت بعيداً لوحدك ولم يعد احد يرشدك الى الطريق، واني ارشدك الى الطريق واقول لك اوقف تسليح السنّة في لبنان، لان الطائفة السنية هي طائفة بناء لبنان وطائفة تسامح وطائفة تواضع وطائفة التضحية والمحبة. ولا يجب تحويلها الى طائفة سلفية سنية متعصّبة، تصبح مثل تنظيم طالبان او القاعدة، وبالتالي ينتقل الدور السني من البناء والاعمار واعطاء لبنان كل شيء واعتبار لبنان اولاً، الى امر آخر هو كيف ان السنة يقاتلون بالسلاح الذي تعطيهم اياه للوقوف في وجه الشيعة تحضيرا لمخطط دخلت انت فيه بعد اجتماعك مع بترايوس. أنت تعرف وأنا اعرف ان بترايوس ابلغك ان نظام الرئيس بشار الاسد سيسقط بعد الانتخابات الاميركية، ولذلك فانك تحضّر قوة سلفية سنية في الشمال مسلحة بأسلحة خفيفة وبنادق وهاون من اجل الهجوم على سوريا عندما يضعف النظام، وهذا هو رهانك انت مع مخابرات الخليج وقطر وحلف الناتو. ارشدك الى امر اساسي يا عميد وسام، واسمح لي ان ارشدك لأن تجربتي اهم من تجربتك بكثير رغم آلاف الاوراق التي تأتيك كتقارير، ارشدك الى عدم التدخل في الشؤون السورية ويكفي انك ارسلت عميلا لك هو ميلاد الكفوري ونظمت حملة ميشال سماحة التي انكشفت حقيقتها وبانت وظهرت ان ميشال سماحة نقل القنابل لكن من الذي دبّر نقل القنابل وحضّر للتصوير والتسجيل ونقل القنابل داخل بيروت والاشرفية هو انت يا عميد وسام الحسن. بينما كانت العملية بسيطة يمكن توقيفها على الحدود. كذلك قمت بتهريب الشاهد ميلاد الكفوري واي عذر قانوني يسمح لك بذلك؟ فأنت عندما كنت تصوّر ميلاد الكفوري وهو يأخذ القنابل، فقد اصبح ميلاد الكفوري شاهداً وشريكاً وكان عليك ان توقفه وتقدمه للتحقيق كي يكون التحقيق جدياً وواضحاً، لكنك قمت بمغامرة مع المخابرات السورية واعتبرت نفسك انك خرقت دمشق واجهزتها، ثم قمت بتهريب ميلاد الكفوري ولا ادري واني هنا اسأل الرئيس ابو غيدا القاضي المحترم والعميق في فهم المسائل الجزائية والجنائية والقضائية، هل يحق لرئيس جهاز ان يطلق شاهداً شريكاً في نقل قنابل واقول ان يطلق سراحه، لكن الواقع يا حضرة الرئيس أبو غيدا هو ان فرع المعلومات وقّع ورقة حماية للعميل ميلاد الكفوري وقعها الرئيس سعيد ميرزا ثم أمّن له اللجوء الى الخارج وأمّن له دفع الاموال وتسديد الديون. انا لا اريد ان اتكلم عن هذه الناحية، اريد بعد سقوط مصداقية فرع المعلومات في قضية ميشال سماحة ان اسأل : هل يجوز يا حضرة الرئيس ابو غيدا ان يطلق العميد وسام الحسن شاهداً ومشتركا في عملية نقل القنابل طالما ان ميلاد الكفوري وميشال سماحة كانا تحت الطوق الامني بفرع المعلومات والعناصر الامنية ؟ كما حصل في بيروت من انتفاضة، ولقد رأيتها قبل ثلاث سنوات من حصولها، ارى الان ان الفتنة السنية - الشيعية لا سمح الله آتية على لبنان، واني كما لا اقبل بهيمنة حزب الله وفرض سلاحه في بيروت، لا اقبل بأن يقوم رئيس فرع المعلومات بتسليح السلفيين والاصوليين وشباب من تيار المستقبل تابعين لخالد الضاهر للتحضير لهجوم ومشاكل على الحدود السورية. والسؤال هو: هل يعرف رئيس الجمهورية هذا الامر؟ هل يعرف رئيس المجلس نبيه بري، وهنا أخصّ الرئيس بري بالحديث واقول له، يا دولة الرئيس هنالك كارثة آتية في الشمال، ولأنني على علاقة اعتبرها ممتازة معك على الاقل من قبلي وأتمنى ان تبادلني اياها، اتمنى عليك ان ترسل ضباطاً او مسؤولين او نواباً او اشخاصاً الى الشمال والسؤال عن التسليح. ومن الذي يقوم بالتسليح؟ وهل صحيح ان فرع المعلومات يقوم بالتسليح، ام اننا نحن كذابون نريد الافتراء على وسام الحسن؟ وأتمنى عليك يا دولة الرئيس بري ان تدرك ان تجمعاً سنياً يحصل في الشمال يتزوّد بالسلاح وبعنوان اطلقه سعد الحريري وهو التحضير لاسقاط النظام السوري. فسعد الحريري تبلّغ من المخابرات السعودية والقطرية والاوروبية والاميركية كما وسام الحسن ان نظام الرئيس بشار الاسد سيسقط وان هنالك دورا للبنان وخاصة للطائفة السنية يجب ان يلعباه، ولذلك ما يجري في الشمال ليس صدفة يا دولة الرئيس بري، فأرجوكم ان تعطوا هذه المسألة اهمية لانها مسألة مصير وطن بكامله. ان للبنان حظاً كبيراً وان عليه شؤماً كبيراً، فكم هو رائع ان تقوم المقاومة بتحرير الجنوب واخراج العدو الاسرائيلي من منطقة الجنوب، وكم هو شؤم القيام بتسليح المتطرفين في الشمال من اجل التحضير للفتنة. ثم ان وزير الداخلية مسؤول بالدرجة الاولى عن الامر، وعليه فلم نسمع عن مجلس مركزي او مجلس امني رغم انه قانونيا لا يوجد نص ينشىء مجلساً امنياً يدير الامن في البلاد. الا ان وزير الداخلية عبر علاقته بقائد الجيش وترؤسه لقادة الامن ولو شكلياً، ملزم بزيارة الشمال، وملزم بطلب رفع تقارير عن التسليح في الشمال، وعن التحضير للهجوم الذي يتم التحضير له على حدود النهر الشمالي الكبير. اذا جرت المعركة ستدمّر المدفعية السورية منطقة وادي خالد وسهل عكار وصولاً الى اطراف طرابلس، وفي المقابل سيقوم المسلحون باجتياز النهر الشمالي الكبير والدخول الى سوريا واحتلال مراكز عسكرية، وهذا هو السيناريو الذي رسمه وسام الحسن وفرع المعلومات. ولذلك منذ الآن نقول، اوقفوا الفتنة، اوقفوا المغامرات الطائشة، وتصرفوا كمؤسسات للدولة اللبنانية كلها، فحجمكم كلكم بالكاد تستطيعون فرض الامن في شارع لبناني. فما بالكم أصبحتم تريدون الدخول في مخططات كبرى، موسكو وواشنطن ليست قادرة على ضبطها.

المصدر : الديار /شارل أيوب


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة