يتركز التحرك الدولي حول الأحداث الجارية في سورية من خلال مهمة الموفد الأممي الأخضر الإبراهيمي على فكرة وقف النار بينما طرحت في التداول مجددا أفكار مشابهة لتكوين فريق المراقبين الذي بدأ في سورية عربيا بقيادة الفريق الدابي وانتهى أمميا مع مهمة كوفي أنان وثمة من يمني نفسه في الغرب والخليج بطرح صيغة قوات دولية في سورية.

أولا: توقيت التحركات جاء بعد يأس المخططين الأميركيين والغربيين وجميع الدول المتورطة في الحرب العالمية على سورية من إمكانية تحقيق أي تقدم في النيل من الدولة الوطنية السورية ومن تماسكها.

لقد رمى التحالف الإرهابي العالمي و الإقليمي في الأشهر الستة الأخيرة بكل ثقله المالي والمخابراتي والعسكري لتمكين العصابات المسلحة وفرق الجهاديين الأجانب من السيطرة على منطقة سورية، يمكن اعتمادها كقاعدة ارتكاز لتوسيع التدخل الأجنبي ، وكل ذلك باء بالفشل بل إن النتائج جاءت معاكسة مع انتقال الجيش العربي السوري إلى الهجوم المعاكس واحتوائه لخطة التخريب والتدمير التي حشد لها عشرات آلاف المقاتلين في سورية ومن الخارج وقد تمكن الجيش السوري من تبديد العصابات ودك معاقلها وهو يواصل عملياته الهجومية على كامل الأراضي السورية.

 

ثانيا: كان التأثير على الدعم الشعبي للدولة الوطنية السورية وللرئيس بشار الأسد وزعامته من أهم عناصر المخطط الذي تم وضعه في غرف العمليات العالمية بمشاركة تركيا والسعودية وقطر وتنظيم الأخوان المسلمين وعلى هذا المحور جاءت النتائج عكسية أيضا.

فقد تكرست زعامة الأسد بقدر ما انكشفت طبيعة العدوان على سورية وأهدافه بينما تحقق المزيد من الانفضاض الأهلي من حول العصابات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة سواء في صيغة الأخوان المسلمين وجناحهم العسكري الذي ظهر بكامل عدته وعديده أم تيار التكفير وجماعات اللصوص والفرق الإرهابية المستوردة من مختلف أنحاء العالم الإسلامي ومن أوروبا أيضا كما بينت التقارير الصحافية واعترافات الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند و وزير الخارجية البريطانية عن وجود عشرات المقاتلين ممن يحملون جنسيتي البلدين.

 

ثالثا: إن الغاية المباشرة من طرح فكرة وقف القتال أو الفصل بين المقاتلين هي إعطاء فسحة للعصابات الإرهابية ووقف انهيارها ومحاولة انتزاع الاعتراف بوجودها وبسيطرتها على رقعة من الجغرافيا ، وهذه الغاية الخبيثة كانت حاضرة في جميع المبادرات حول الوضع السوري ، و قد نجحت الدولة السورية مع الحلفاء في روسيا والصين وإيران ببلورة مبدأ انه لا يمكن وقف العنف في سورية من غير الإلزام الحاسم لجميع حكومات دول الجوار السوري وخصوصا تركيا والأردن ولبنان بمنع تدفق السلاح والأموال والإرهابيين إلى سورية وهذا أمر يفترض أيضا كما بات معلنا إلزام قطر والسعودية ومصر وليبيا وتونس بوقف تورطها في الأحداث السورية و الامتناع عن دعم العصابات الإرهابية .

التصميم السوري على هذا المبدأ ورفض أي صيغة لوقف العمليات القتالية تعطي متنفسا لعصابات اللصوص والقتلة هو الضمانة التي لا بد منها لصون تضحيات الشعب العربي السوري وقواته المسلحة ، فالطريق إلى استرجاع الاستقرار واضح ومحدد ، وهو إلقاء السلاح والخضوع لسلطة الدولة الوطنية التي تعمل على تحقيق المصالحة وتفعيل الحوار بين جميع مكونات الشعب السوري وعلى أساس حماية الاستقلال الوطني والدور القومي الريادي لسورية في مجابهة الاستعمار والصهيونية ، و لا بد من إفهام الحكومات المتورطة بالمخطط الأميركي أن الشعب العربي السوري ليس حقل اختبار لأي قوة أجنبية و هو يمتلك ما يكفي من الوعي و الانتماء كما بينت الأحداث.

 

 

 

  • فريق ماسة
  • 2012-10-15
  • 8593
  • من الأرشيف

انهيار العدوان على سورية و حركة المبادرات

يتركز التحرك الدولي حول الأحداث الجارية في سورية من خلال مهمة الموفد الأممي الأخضر الإبراهيمي على فكرة وقف النار بينما طرحت في التداول مجددا أفكار مشابهة لتكوين فريق المراقبين الذي بدأ في سورية عربيا بقيادة الفريق الدابي وانتهى أمميا مع مهمة كوفي أنان وثمة من يمني نفسه في الغرب والخليج بطرح صيغة قوات دولية في سورية. أولا: توقيت التحركات جاء بعد يأس المخططين الأميركيين والغربيين وجميع الدول المتورطة في الحرب العالمية على سورية من إمكانية تحقيق أي تقدم في النيل من الدولة الوطنية السورية ومن تماسكها. لقد رمى التحالف الإرهابي العالمي و الإقليمي في الأشهر الستة الأخيرة بكل ثقله المالي والمخابراتي والعسكري لتمكين العصابات المسلحة وفرق الجهاديين الأجانب من السيطرة على منطقة سورية، يمكن اعتمادها كقاعدة ارتكاز لتوسيع التدخل الأجنبي ، وكل ذلك باء بالفشل بل إن النتائج جاءت معاكسة مع انتقال الجيش العربي السوري إلى الهجوم المعاكس واحتوائه لخطة التخريب والتدمير التي حشد لها عشرات آلاف المقاتلين في سورية ومن الخارج وقد تمكن الجيش السوري من تبديد العصابات ودك معاقلها وهو يواصل عملياته الهجومية على كامل الأراضي السورية.   ثانيا: كان التأثير على الدعم الشعبي للدولة الوطنية السورية وللرئيس بشار الأسد وزعامته من أهم عناصر المخطط الذي تم وضعه في غرف العمليات العالمية بمشاركة تركيا والسعودية وقطر وتنظيم الأخوان المسلمين وعلى هذا المحور جاءت النتائج عكسية أيضا. فقد تكرست زعامة الأسد بقدر ما انكشفت طبيعة العدوان على سورية وأهدافه بينما تحقق المزيد من الانفضاض الأهلي من حول العصابات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة سواء في صيغة الأخوان المسلمين وجناحهم العسكري الذي ظهر بكامل عدته وعديده أم تيار التكفير وجماعات اللصوص والفرق الإرهابية المستوردة من مختلف أنحاء العالم الإسلامي ومن أوروبا أيضا كما بينت التقارير الصحافية واعترافات الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند و وزير الخارجية البريطانية عن وجود عشرات المقاتلين ممن يحملون جنسيتي البلدين.   ثالثا: إن الغاية المباشرة من طرح فكرة وقف القتال أو الفصل بين المقاتلين هي إعطاء فسحة للعصابات الإرهابية ووقف انهيارها ومحاولة انتزاع الاعتراف بوجودها وبسيطرتها على رقعة من الجغرافيا ، وهذه الغاية الخبيثة كانت حاضرة في جميع المبادرات حول الوضع السوري ، و قد نجحت الدولة السورية مع الحلفاء في روسيا والصين وإيران ببلورة مبدأ انه لا يمكن وقف العنف في سورية من غير الإلزام الحاسم لجميع حكومات دول الجوار السوري وخصوصا تركيا والأردن ولبنان بمنع تدفق السلاح والأموال والإرهابيين إلى سورية وهذا أمر يفترض أيضا كما بات معلنا إلزام قطر والسعودية ومصر وليبيا وتونس بوقف تورطها في الأحداث السورية و الامتناع عن دعم العصابات الإرهابية . التصميم السوري على هذا المبدأ ورفض أي صيغة لوقف العمليات القتالية تعطي متنفسا لعصابات اللصوص والقتلة هو الضمانة التي لا بد منها لصون تضحيات الشعب العربي السوري وقواته المسلحة ، فالطريق إلى استرجاع الاستقرار واضح ومحدد ، وهو إلقاء السلاح والخضوع لسلطة الدولة الوطنية التي تعمل على تحقيق المصالحة وتفعيل الحوار بين جميع مكونات الشعب السوري وعلى أساس حماية الاستقلال الوطني والدور القومي الريادي لسورية في مجابهة الاستعمار والصهيونية ، و لا بد من إفهام الحكومات المتورطة بالمخطط الأميركي أن الشعب العربي السوري ليس حقل اختبار لأي قوة أجنبية و هو يمتلك ما يكفي من الوعي و الانتماء كما بينت الأحداث.      

المصدر : غالب قنديل


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة