على الرغم من نفي أحمد فوزي، المتحدث باسم الأخضر الابراهيمي المبعوث الأممي الى سورية، أن "يكون الأخير وضع خطة لنشر قوة حفظ سلام دولية قوامها 3 آلاف عنصر في سورية"، إلا أن معلومات تحدثت عن سعي الابراهيمي إلى إيجاد صيغة مبدئية للحل في سوريا، تبدأ من الحدود التركية السورية.

وأفادت معلومات فرنسية بأن هذا النفي سببه التهديد التركي بمقاطعة الإبراهيمي الذي نُقل عنه أنه بصدد عرض خطة إعادة الاستقرار إلى الحدود السورية التركية، وتقضي هذا الخطة بنشر قوات فصلٍ دولية تابعة للأمم المتحدة بناء على قرار يتخذ من مجلس الأمن الدولي.

وبحسب مصادر فرنسية، فإن خطة الابراهيمي تتطلب حوالي عشرين ألف جندي دولي للانتشار على الحدود الطويلة والصعبة، في محاولة منه لتجزئة الأزمة السورية بدل الدخول في دوامة الحزمة الكاملة للحل التي اتبعها كوفي عنان تحت الضغوط الغربية والخليجية والتركية.

لكن هل ستنجح خطة الإبراهيمي هذه؟

الفرنسيون لا يعتقدون بإمكانية نجاح خطة الإبراهيمي وذلك لعدة أسباب هي:

1ـ عدم الرضى التركي على وجود قوات دولية على الحدود حيث تتواجد مناطق الأكراد.

2ـ عدم رضا سوريا عن أي دخول عسكري دولي.

3ـ عدم حماسة الولايات المتحدة لإرسال جنود تحت المظلة الدولية.

4ـ باستثناء فرنسا، ليس هناك دولة أوروبية مستعدة لإرسال جندي واحد الى أتون الحريق السوري.

5ـ ليس من المؤكد ان وسيا والصين ستوافقان على مشروع قرار أممي بهذا الشأن.

وفي موضوع الرفض التركي المتوقع، تقول المصادر الفرنسية أن الأتراك ومنذ بداية الأزمة رفضوا رفضاً قاطعاً تواجد أي قوة برية دولية او أطلسية على الحدود مع سوريا، وجاء الرفض التركي في بداية الأزمة السورية عندما تحدث الرئيس الفرنسي السابق نيكولاي ساركوزي عن استعداد بلاده لإرسال قوات برية اذا قرر حلف الأطلسي مهاجمة سوريا، لكن المسؤولين الأتراك رفضوا هذا الاقتراح وقالوا إن القصف الجوي لحلف الأطلسي هو المطلوب، وليس وجود قوات بريّة دولية على الحدود بين تركيا وسوريا.

وترى المصادر الفرنسية في الرفض التركي خوفا من أن تتحول أية قوة بريّة للأطلسي أو تابعة للأمم المتحدة الى قوة مراقبة لما يجري بين الجيش التركي وقوات حزب العمال الكردستاني فضلا عن خشية أنقرة من ان يشجع وجود قوات دولية سكان تركيا الأكراد للتحرك المدني والمطالبة بالإنفصال عن تركيا، وهذا الخوف ينطبق أيضا على العلويين في تركيا الذين سوف يشجعهم وجود هذه القوات على الحراك المدني خصوصا إذا رأوا تدخل تركيا والعرب ضد النظام السوري المؤيد من جانب ملايين العلويين في تركيا.

هذا الطرح لن يحظى برضا تركيا ـ تضيف المصادرـ فأنقرة تبحث عن تدخل جوي أمريكي يدمر قوات الجيش السوري ويسقط دمشق والنظام عبر مسلحي الجيش الحر والمسلحين السلفيين الذين يتلقون أوامرهم من المخابرات التركية، وهي لن تتدخل عسكريا بشكل مباشر في سوريا حتى لا تدمر اقتصادها الهش الذي يعتمد في الأساس على السياحة وعلى تصدير المواد الخفيفة.

في السياق نفسه تؤكد المصادر الفرنسية، أن تركيا تقف حاليا أمام مفترق طرق حيال الأزمة السورية التي تسرعت انقرة بدخولها على أساس أن نظام الحكم في سوريا ساقط خلال شهرين، فإذا بالأزمة تمتد سنتين من دون أن يضعف النظام ، وبدأت ملامح التراجع الأمريكي عن شن حملة عسكرية على سورية تقلق أنقرة التي ترى نفسها وحيدة في الواجهة خصوصا بعد الانباء التي وصلت الى أردوغان عن استطلاع للرأي اجرته المخابرات العامة الفرنسية والذي أظهر ان غالبية الفرنسيين والأوروبيين يعتبرون تركيا بلد حرب وعدم استقرار وبالتالي لا يمكن قبولها في الاتحاد الأوروبي، وبذلك يكون اردوغان قد جعل تركيا تفقد أي أمل في أن تقبل في أوروبا، كما ان علاقاته مع الدول المحيطة بتركيا أصبحت متوترة جداً ما ينذر بحصول كارثة اقتصادية في تركيا على غرار الكارثة التي ألمت بالبنوك التركية عام 2000 وكانت السبب المباشر في تراجع العسكر ووصول الإخوان المسلمين الى الحكم.

  • فريق ماسة
  • 2012-10-15
  • 8460
  • من الأرشيف

لماذا ترفض تركيا خطة الإبراهيمي لنشر قوات فصل دولية على الحدود مع سورية؟

على الرغم من نفي أحمد فوزي، المتحدث باسم الأخضر الابراهيمي المبعوث الأممي الى سورية، أن "يكون الأخير وضع خطة لنشر قوة حفظ سلام دولية قوامها 3 آلاف عنصر في سورية"، إلا أن معلومات تحدثت عن سعي الابراهيمي إلى إيجاد صيغة مبدئية للحل في سوريا، تبدأ من الحدود التركية السورية. وأفادت معلومات فرنسية بأن هذا النفي سببه التهديد التركي بمقاطعة الإبراهيمي الذي نُقل عنه أنه بصدد عرض خطة إعادة الاستقرار إلى الحدود السورية التركية، وتقضي هذا الخطة بنشر قوات فصلٍ دولية تابعة للأمم المتحدة بناء على قرار يتخذ من مجلس الأمن الدولي. وبحسب مصادر فرنسية، فإن خطة الابراهيمي تتطلب حوالي عشرين ألف جندي دولي للانتشار على الحدود الطويلة والصعبة، في محاولة منه لتجزئة الأزمة السورية بدل الدخول في دوامة الحزمة الكاملة للحل التي اتبعها كوفي عنان تحت الضغوط الغربية والخليجية والتركية. لكن هل ستنجح خطة الإبراهيمي هذه؟ الفرنسيون لا يعتقدون بإمكانية نجاح خطة الإبراهيمي وذلك لعدة أسباب هي: 1ـ عدم الرضى التركي على وجود قوات دولية على الحدود حيث تتواجد مناطق الأكراد. 2ـ عدم رضا سوريا عن أي دخول عسكري دولي. 3ـ عدم حماسة الولايات المتحدة لإرسال جنود تحت المظلة الدولية. 4ـ باستثناء فرنسا، ليس هناك دولة أوروبية مستعدة لإرسال جندي واحد الى أتون الحريق السوري. 5ـ ليس من المؤكد ان وسيا والصين ستوافقان على مشروع قرار أممي بهذا الشأن. وفي موضوع الرفض التركي المتوقع، تقول المصادر الفرنسية أن الأتراك ومنذ بداية الأزمة رفضوا رفضاً قاطعاً تواجد أي قوة برية دولية او أطلسية على الحدود مع سوريا، وجاء الرفض التركي في بداية الأزمة السورية عندما تحدث الرئيس الفرنسي السابق نيكولاي ساركوزي عن استعداد بلاده لإرسال قوات برية اذا قرر حلف الأطلسي مهاجمة سوريا، لكن المسؤولين الأتراك رفضوا هذا الاقتراح وقالوا إن القصف الجوي لحلف الأطلسي هو المطلوب، وليس وجود قوات بريّة دولية على الحدود بين تركيا وسوريا. وترى المصادر الفرنسية في الرفض التركي خوفا من أن تتحول أية قوة بريّة للأطلسي أو تابعة للأمم المتحدة الى قوة مراقبة لما يجري بين الجيش التركي وقوات حزب العمال الكردستاني فضلا عن خشية أنقرة من ان يشجع وجود قوات دولية سكان تركيا الأكراد للتحرك المدني والمطالبة بالإنفصال عن تركيا، وهذا الخوف ينطبق أيضا على العلويين في تركيا الذين سوف يشجعهم وجود هذه القوات على الحراك المدني خصوصا إذا رأوا تدخل تركيا والعرب ضد النظام السوري المؤيد من جانب ملايين العلويين في تركيا. هذا الطرح لن يحظى برضا تركيا ـ تضيف المصادرـ فأنقرة تبحث عن تدخل جوي أمريكي يدمر قوات الجيش السوري ويسقط دمشق والنظام عبر مسلحي الجيش الحر والمسلحين السلفيين الذين يتلقون أوامرهم من المخابرات التركية، وهي لن تتدخل عسكريا بشكل مباشر في سوريا حتى لا تدمر اقتصادها الهش الذي يعتمد في الأساس على السياحة وعلى تصدير المواد الخفيفة. في السياق نفسه تؤكد المصادر الفرنسية، أن تركيا تقف حاليا أمام مفترق طرق حيال الأزمة السورية التي تسرعت انقرة بدخولها على أساس أن نظام الحكم في سوريا ساقط خلال شهرين، فإذا بالأزمة تمتد سنتين من دون أن يضعف النظام ، وبدأت ملامح التراجع الأمريكي عن شن حملة عسكرية على سورية تقلق أنقرة التي ترى نفسها وحيدة في الواجهة خصوصا بعد الانباء التي وصلت الى أردوغان عن استطلاع للرأي اجرته المخابرات العامة الفرنسية والذي أظهر ان غالبية الفرنسيين والأوروبيين يعتبرون تركيا بلد حرب وعدم استقرار وبالتالي لا يمكن قبولها في الاتحاد الأوروبي، وبذلك يكون اردوغان قد جعل تركيا تفقد أي أمل في أن تقبل في أوروبا، كما ان علاقاته مع الدول المحيطة بتركيا أصبحت متوترة جداً ما ينذر بحصول كارثة اقتصادية في تركيا على غرار الكارثة التي ألمت بالبنوك التركية عام 2000 وكانت السبب المباشر في تراجع العسكر ووصول الإخوان المسلمين الى الحكم.

المصدر : نضال حمادة \ الانتقاد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة