هل جاء دور الأردن بعد سورية؟ كأنما المخطط مرسوم بشكل جهنمي شيطاني، وهو واضح، والمخطط صهيوني تدعمه واشنطن. ووفق المشروع الصهيوني،فإن المطلوب تدمير كل ما هو حول الكيان الصهيوني بشكل يجعل إعلان الدولة اليهودية، كما تطلب إسرائيل، إعلانا نهائيا لدولة عنصرية يهودية، على أن تحصل حروب وفتن وفوضى وخراب في الدول العربية المحيطة بالدولة اليهودية التي أعلنوها والمزمع إعلانها من قبل القيادة الاسرائيلية.

المخطط يمتد من العراق الذي تم تقسيمه الى 3 دويلات بعد ان جرى تدميره بحرب أميركية وحشية ضد شعبه، وامتد الى فلسطين عبر تقسيمها بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وسبقه قبل زمن بعيد حرب لبنان وتدمير لبنان وتهجير اهله، وتقسيمه ديموغرافيا الى مناطق مذهبية دون الاعلان عن تغيير الدستور، بل التمسك بالدستور نظريا في لبنان وتطبيق التقسيم الفيدرالي المذهبي عمليا.

وفجأة اندلعت من سورية، ومن تظاهرة بسيطة في درعا كانت شرارة النار وقد مرّ عليها سنة ونصف السنة وتحولت الى حرب داخلية، فكان الكلام في البداية عن اجراء إصلاحات، وتبين ان عنوان طلب الاصلاح ما هو الا تغطية لمؤامرة كبرى ومن يرَ ما يجري يرَ المؤامرة بوضوح.

فسورية لم تقم بأي عمل عدواني على تركيا، ولم تتدخل في الشؤون التركية، ولكن في المقابل فتحت تركيا حدودها أمام اللاجئين المدنيين، لكنها لاحقاً فتحت حدودها للتسلل وللمقاتلين وأقامت على ارضيها مقرا لما يسمى الجيش السوري الحر، حيث تأتي امدادات الاسلحة عن طريق الحدود من تركيا باتجاه سورية، مع تسلل مقاتلين سوريين من المعارضة السورية المسلحة والجيش السوري الحر.

فورا تم طرح السؤال، هل قامت سورية بعمل عدواني ضد تركيا وتدخلت في شؤونها الداخلية؟ الجواب كلا، والجواب الفعلي ان تركيا شنت حرباً غير معلنة على سورية، وفتحت حدودها للتسلل وقيام مجموعات مسلحة بالانطلاق من الاراضي التركية الى الاراضي السورية، وتنفيذ عمليات عسكرية ضد النظام وقوى السلطة، فلماذا يكون التصرف التركي كذلك إذا لم يكن من ضمن مخطط واسع للمنطقة بهدف تدمير المشرق العربي ؟

ثم ننتقل الى غزة والضفة الغربية، حيث تمت محاصرة غزة بشكل عنيف وجعلها معزولة ووضع اهلها تحت خط الفقر وكل امدادات الكهرباء والمياه وغيرهما تأتي عن طريق اسرائيل، حتى باتت غزة تحت استعباد واستبداد اسرائيلي. وفي المقابل، فإن الضفة الغربية اجتاحتها القوات الاسرائيلية كلها، ولم يعد هنالك مناطق «أ» و«ب» او غيرهما، في حين ان حركة الاستيطان التي بدأت منذ أيام شارون وتابعها اولمرت، يقوم الآن نتنياهو بتعزيزها وتسريعها بشكل غير مسبوق، حتى ان عدد المستوطنين الاسرائيليين ازداد من 310 الى 430 الف مستوطن في الضفة الغربية. واما الكارثة، فهي القدس الشريف حيث المدينة المقدسة التي تقوم اسرائيل بتهويدها، وتدمير منازل الفلسطينيين فيها، واعطاء الطابع اليهودي للقدس، وإلغاء الطابع الاسلامي والمسيحي والعربي عن مدينة القدس المقدسة.

واشتعلت الحرب في سورية من قتل في درعا وعلى اساس طلب إصلاحات، لكن تبين ان الخليج العربي يدعم الحرب في سورية ويدعم الحرب على النظام السوري وليس الامر تصرفا تركيا محدودا، بل تصرف تركي مفتوح على طول الحدود بالاضافة الى دعم خليجي مفتوح على امدادات السلاح والمال للمعارضة المسلحة مع فتح الاراضي التركية امام المعارضة السورية وفتح ابواب الدوحة في قطر لكل المعارضين السوريين، اضافة الى موقف حلف الناتو وواشنطن التي تحدثت عن ضرورة إسقاط النظام، ولولا تجربة ليبيا وما ظهر من غدر حلف الناتو، لما كانت موسكو استفاقت بهذا الشكل ودافعت عن سورية ووقفت ضد قرارات الادانة في مجلس الامن وضد اي قرار بتدخل عسكري في سورية.

وفي هذا المجال، تبدو موسكو ثابتة في موقفها، وهي قامت بترتيب شبه هدنة بين سورية وتركيا في الساعات الاخيرة ووقف القصف، وترتيب مخرج ديبلوماسي بتعزية او اعتذار من سورية لتركيا، لكن المعارك استمرت وشهدت حمص اعنف قصف مدفعي منذ اشهر، ونتج ذلك من قيام المعارضين المسلحين بالهجوم ليلا على مراكز للجيش النظامي السوري، حيث تسللت من ريف حمص مجموعة مسلحة كبيرة وحاولت ضرب الجيش السوري النظامي الذي استعان بالمدفعية، كما دافعت عناصره عن مراكزها وصدت المعارضين المسلحين، مع العلم ان وكالات انباء ذكرت ان الجيش النظامي السوري استطاع ضرب المعارضة المسلحة. لكن المعارضة المسلحة بقيت داخل حمص تسيطر على شوارع في المدينة وتقف في وجه الجيش النظامي في قتال مرير وتمنعه من السيطرة على حمص.

اما التطور البارز، فكان في حلب حيث استطاع الجيش النظامي دخول مناطق جديدة والسيطرة عليها، ومنها منطقة قوسايا حيث تنتشر المعارضة السورية المسلحة بقوة. غير ان هذا لا يمنع من القول ان المعارضة ما زالت تقاتل في حلب لكن القادة الميدانيين من قادة الفرق والالوية وضعوا خطة محكمة لحلب وبدأوا بتنفيذها، وهم يتألفون من حوالى 40 ضابطا يشكلون قادة للفرق العسكرية وللالوية في الجيش النظامي، وعبر تنفيذ الخطة التي بدأوها سيطروا على قوسايا. ويبدو ان معركة حلب ستأخذ وقتا، لكنها تسير في اتجاه سيطرة الجيش النظامي على منطقة تلو منطقة، حتى ان ريف حلب اصابه دمار رهيب بفعل القتال بين المعارضة والجيش النظامي، خاصة بعدما قامت المعارضة المسلحة بالهجوم المفاجئ من ريف حلب باتجاه حلب، وعندئذ قام الجيش النظام السوري بتوجيه ضربة قوية وكبيرة للمعارضة في البلدات والمدن في ريف حلب، وتمكن من صد المعارضة المسلحة والقيام بعدها بمعركة استعادة حلب او استعادة المناطق التي سيطر عليها المسلحون في حلب.

هل جاء دور الاردن؟ تحدثنا عن القرار الاسرائيلي وعن تقسيم العراق وتدميره وإلحاق أكبر اذى ودمار فيه من خلال شن حرب اميركية كبرى على العراق لم يحصل مثلها منذ الحرب العالمية الثانية، وهي حرب العمق الاستراتيجي في المشرق العربي لان اسرائيل تعتبر الاحتياطي البشري في المشرق العربي هو العراق.

ثم حصلت حوادث بين حركتي حماس وفتح في الضفة الغربية وغزة، وجرى قتال وتصفيات بين حماس وفتح، ثم تم حل الحكومة وسجن نواب حماس بشكل عطلت اسرائيل شبه الكيان الفلسطيني في الضفة الغربية.

اما غزة فنالها حصار، حتى ان صيادي الاسماك في غزة كان ممنوع عليهم صيد الاسماك إلا بإذن مسبق من اسرائيل، فيما هم يستعملون قوارب صيد قديمة ولا يمكن ان تكون مسلحة. ورفضت اسرائيل فك الحصار عن غزة رغم كل المحاولات الدولية، وعلى سبيل المثال نذكر حادث سفينة مرمرة التركية التي احتلها الكوماندوس الاسرائيلي وقتل بحارة اتراك عليها.

هل جاء دور الاردن في سياق هذا المخطط الصهيوني التدميري؟

لا يمكن الاجابة بسهولة لأن الجيش الاردني قوي ويسيطر على الارض والمخابرات الاردنية قوية وتبسط قوتها، لكن وضع سورية كان اقوى من الوضع الاردني وحصلت الحرب داخل سورية وعلى حدودها، ولا شيء يمنع ان يحصل في الاردن ما حصل في سورية، مع كل التمني بالخير للاردن.

اما الخطوات العملية التي حصلت امس، فكانت نزول المواطنين في تظاهرات كبيرة زادت عن 200 الف مواطن. ولاول مرة يقوم المتظاهرون بالتهجّم الشخصي والكلامي في شعارات على الملك الاردني عبدالله الثاني، فيما تدخل حوالى 5000 من عناصر الجيش الاردني والامن والشرطة لضبط اتجاه التظاهرات ومنعها من احتلال المؤسسات ومراكز حكومية.

ملك الاردن عبدالله الثاني قرر حل المجلس النيابي وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، وعقد اجتماعا مع كبار القادة الاردنيين في الجيش والمخابرات والخارجية. ويبدو ان المخابرات الاردنية نصحت الملك الاردني بتشكيل حكومة عسكرية مع اعلان حالة طوارئ لحين اجراء الانتخابات وتشكيل حكومة جديدة. ولكن ما يعارض هذا الاتجاه بقوة هو واشنطن التي تبدو وكأنها تقول «فلتحصل الفوضى والحرب والخراب والصراع بين الملك الاردني عبدالله الثاني والمعارضة الاسلامية الاصولية المتطرفة».
  • فريق ماسة
  • 2012-10-05
  • 12444
  • من الأرشيف

هل جاء دور الأردن بعد سورية في فتنة تدمير المشرق العربي؟

هل جاء دور الأردن بعد سورية؟ كأنما المخطط مرسوم بشكل جهنمي شيطاني، وهو واضح، والمخطط صهيوني تدعمه واشنطن. ووفق المشروع الصهيوني،فإن المطلوب تدمير كل ما هو حول الكيان الصهيوني بشكل يجعل إعلان الدولة اليهودية، كما تطلب إسرائيل، إعلانا نهائيا لدولة عنصرية يهودية، على أن تحصل حروب وفتن وفوضى وخراب في الدول العربية المحيطة بالدولة اليهودية التي أعلنوها والمزمع إعلانها من قبل القيادة الاسرائيلية. المخطط يمتد من العراق الذي تم تقسيمه الى 3 دويلات بعد ان جرى تدميره بحرب أميركية وحشية ضد شعبه، وامتد الى فلسطين عبر تقسيمها بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وسبقه قبل زمن بعيد حرب لبنان وتدمير لبنان وتهجير اهله، وتقسيمه ديموغرافيا الى مناطق مذهبية دون الاعلان عن تغيير الدستور، بل التمسك بالدستور نظريا في لبنان وتطبيق التقسيم الفيدرالي المذهبي عمليا. وفجأة اندلعت من سورية، ومن تظاهرة بسيطة في درعا كانت شرارة النار وقد مرّ عليها سنة ونصف السنة وتحولت الى حرب داخلية، فكان الكلام في البداية عن اجراء إصلاحات، وتبين ان عنوان طلب الاصلاح ما هو الا تغطية لمؤامرة كبرى ومن يرَ ما يجري يرَ المؤامرة بوضوح. فسورية لم تقم بأي عمل عدواني على تركيا، ولم تتدخل في الشؤون التركية، ولكن في المقابل فتحت تركيا حدودها أمام اللاجئين المدنيين، لكنها لاحقاً فتحت حدودها للتسلل وللمقاتلين وأقامت على ارضيها مقرا لما يسمى الجيش السوري الحر، حيث تأتي امدادات الاسلحة عن طريق الحدود من تركيا باتجاه سورية، مع تسلل مقاتلين سوريين من المعارضة السورية المسلحة والجيش السوري الحر. فورا تم طرح السؤال، هل قامت سورية بعمل عدواني ضد تركيا وتدخلت في شؤونها الداخلية؟ الجواب كلا، والجواب الفعلي ان تركيا شنت حرباً غير معلنة على سورية، وفتحت حدودها للتسلل وقيام مجموعات مسلحة بالانطلاق من الاراضي التركية الى الاراضي السورية، وتنفيذ عمليات عسكرية ضد النظام وقوى السلطة، فلماذا يكون التصرف التركي كذلك إذا لم يكن من ضمن مخطط واسع للمنطقة بهدف تدمير المشرق العربي ؟ ثم ننتقل الى غزة والضفة الغربية، حيث تمت محاصرة غزة بشكل عنيف وجعلها معزولة ووضع اهلها تحت خط الفقر وكل امدادات الكهرباء والمياه وغيرهما تأتي عن طريق اسرائيل، حتى باتت غزة تحت استعباد واستبداد اسرائيلي. وفي المقابل، فإن الضفة الغربية اجتاحتها القوات الاسرائيلية كلها، ولم يعد هنالك مناطق «أ» و«ب» او غيرهما، في حين ان حركة الاستيطان التي بدأت منذ أيام شارون وتابعها اولمرت، يقوم الآن نتنياهو بتعزيزها وتسريعها بشكل غير مسبوق، حتى ان عدد المستوطنين الاسرائيليين ازداد من 310 الى 430 الف مستوطن في الضفة الغربية. واما الكارثة، فهي القدس الشريف حيث المدينة المقدسة التي تقوم اسرائيل بتهويدها، وتدمير منازل الفلسطينيين فيها، واعطاء الطابع اليهودي للقدس، وإلغاء الطابع الاسلامي والمسيحي والعربي عن مدينة القدس المقدسة. واشتعلت الحرب في سورية من قتل في درعا وعلى اساس طلب إصلاحات، لكن تبين ان الخليج العربي يدعم الحرب في سورية ويدعم الحرب على النظام السوري وليس الامر تصرفا تركيا محدودا، بل تصرف تركي مفتوح على طول الحدود بالاضافة الى دعم خليجي مفتوح على امدادات السلاح والمال للمعارضة المسلحة مع فتح الاراضي التركية امام المعارضة السورية وفتح ابواب الدوحة في قطر لكل المعارضين السوريين، اضافة الى موقف حلف الناتو وواشنطن التي تحدثت عن ضرورة إسقاط النظام، ولولا تجربة ليبيا وما ظهر من غدر حلف الناتو، لما كانت موسكو استفاقت بهذا الشكل ودافعت عن سورية ووقفت ضد قرارات الادانة في مجلس الامن وضد اي قرار بتدخل عسكري في سورية. وفي هذا المجال، تبدو موسكو ثابتة في موقفها، وهي قامت بترتيب شبه هدنة بين سورية وتركيا في الساعات الاخيرة ووقف القصف، وترتيب مخرج ديبلوماسي بتعزية او اعتذار من سورية لتركيا، لكن المعارك استمرت وشهدت حمص اعنف قصف مدفعي منذ اشهر، ونتج ذلك من قيام المعارضين المسلحين بالهجوم ليلا على مراكز للجيش النظامي السوري، حيث تسللت من ريف حمص مجموعة مسلحة كبيرة وحاولت ضرب الجيش السوري النظامي الذي استعان بالمدفعية، كما دافعت عناصره عن مراكزها وصدت المعارضين المسلحين، مع العلم ان وكالات انباء ذكرت ان الجيش النظامي السوري استطاع ضرب المعارضة المسلحة. لكن المعارضة المسلحة بقيت داخل حمص تسيطر على شوارع في المدينة وتقف في وجه الجيش النظامي في قتال مرير وتمنعه من السيطرة على حمص. اما التطور البارز، فكان في حلب حيث استطاع الجيش النظامي دخول مناطق جديدة والسيطرة عليها، ومنها منطقة قوسايا حيث تنتشر المعارضة السورية المسلحة بقوة. غير ان هذا لا يمنع من القول ان المعارضة ما زالت تقاتل في حلب لكن القادة الميدانيين من قادة الفرق والالوية وضعوا خطة محكمة لحلب وبدأوا بتنفيذها، وهم يتألفون من حوالى 40 ضابطا يشكلون قادة للفرق العسكرية وللالوية في الجيش النظامي، وعبر تنفيذ الخطة التي بدأوها سيطروا على قوسايا. ويبدو ان معركة حلب ستأخذ وقتا، لكنها تسير في اتجاه سيطرة الجيش النظامي على منطقة تلو منطقة، حتى ان ريف حلب اصابه دمار رهيب بفعل القتال بين المعارضة والجيش النظامي، خاصة بعدما قامت المعارضة المسلحة بالهجوم المفاجئ من ريف حلب باتجاه حلب، وعندئذ قام الجيش النظام السوري بتوجيه ضربة قوية وكبيرة للمعارضة في البلدات والمدن في ريف حلب، وتمكن من صد المعارضة المسلحة والقيام بعدها بمعركة استعادة حلب او استعادة المناطق التي سيطر عليها المسلحون في حلب. هل جاء دور الاردن؟ تحدثنا عن القرار الاسرائيلي وعن تقسيم العراق وتدميره وإلحاق أكبر اذى ودمار فيه من خلال شن حرب اميركية كبرى على العراق لم يحصل مثلها منذ الحرب العالمية الثانية، وهي حرب العمق الاستراتيجي في المشرق العربي لان اسرائيل تعتبر الاحتياطي البشري في المشرق العربي هو العراق. ثم حصلت حوادث بين حركتي حماس وفتح في الضفة الغربية وغزة، وجرى قتال وتصفيات بين حماس وفتح، ثم تم حل الحكومة وسجن نواب حماس بشكل عطلت اسرائيل شبه الكيان الفلسطيني في الضفة الغربية. اما غزة فنالها حصار، حتى ان صيادي الاسماك في غزة كان ممنوع عليهم صيد الاسماك إلا بإذن مسبق من اسرائيل، فيما هم يستعملون قوارب صيد قديمة ولا يمكن ان تكون مسلحة. ورفضت اسرائيل فك الحصار عن غزة رغم كل المحاولات الدولية، وعلى سبيل المثال نذكر حادث سفينة مرمرة التركية التي احتلها الكوماندوس الاسرائيلي وقتل بحارة اتراك عليها. هل جاء دور الاردن في سياق هذا المخطط الصهيوني التدميري؟ لا يمكن الاجابة بسهولة لأن الجيش الاردني قوي ويسيطر على الارض والمخابرات الاردنية قوية وتبسط قوتها، لكن وضع سورية كان اقوى من الوضع الاردني وحصلت الحرب داخل سورية وعلى حدودها، ولا شيء يمنع ان يحصل في الاردن ما حصل في سورية، مع كل التمني بالخير للاردن. اما الخطوات العملية التي حصلت امس، فكانت نزول المواطنين في تظاهرات كبيرة زادت عن 200 الف مواطن. ولاول مرة يقوم المتظاهرون بالتهجّم الشخصي والكلامي في شعارات على الملك الاردني عبدالله الثاني، فيما تدخل حوالى 5000 من عناصر الجيش الاردني والامن والشرطة لضبط اتجاه التظاهرات ومنعها من احتلال المؤسسات ومراكز حكومية. ملك الاردن عبدالله الثاني قرر حل المجلس النيابي وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، وعقد اجتماعا مع كبار القادة الاردنيين في الجيش والمخابرات والخارجية. ويبدو ان المخابرات الاردنية نصحت الملك الاردني بتشكيل حكومة عسكرية مع اعلان حالة طوارئ لحين اجراء الانتخابات وتشكيل حكومة جديدة. ولكن ما يعارض هذا الاتجاه بقوة هو واشنطن التي تبدو وكأنها تقول «فلتحصل الفوضى والحرب والخراب والصراع بين الملك الاردني عبدالله الثاني والمعارضة الاسلامية الاصولية المتطرفة».

المصدر : الماسة السورية / الديار


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة