جدد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي التاكيد أن حل الأزمة في سورية يكون بالطرق السياسية عبر الحوار ومنع تدفق الأسلحة إليها ودون تدخل خارجي ووفق توصيات مؤتمر جنيف.

وأعرب المالكي في حديث لقناة "روسيا اليوم" عن الأسف الشديد لأن بعض الدول العربية لم تلتزم بالتوصيات وبالقرارات الداعية إلى الحل السلمي ولا تزال تضخ السلاح إلى الساحة السورية مؤكداً أن التدخلات الخارجية بالشأن السوري هي التي أوصلت الأمور إلى الحد الذي وصلت اليه وستوصله إلى ما هو أسوأ وأن استمرار ضخ السلاح يزيد إشتعال الوضع فيها وتأجيجه.

ونصح المالكي بصفته رئيساً للقمة العربية بعض الدول وخاصة العربية المدعومة من الغرب والداعية إلى التدخل العسكري لحل الأزمة في سورية بأن تبتعد عن الأوهام لأن من يشعل النار في سورية سيكتوي بها لاحقاً.

وقال المالكي إنه اذا "كانت هذه الدول حريصة على الشعب السوري فيجب أن تدرك أن هذا المسار سيدمر الشعب السوري وهذا هو الحال الآن" موضحاً أن "على هؤلاء إن كانوا يحبون أنفسهم أولاً ويحبون شعوبهم ويحبون سورية والشعب السوري أن يتوقفوا عن بث نار الفتنة فيها عبر ضخ السلاح إليها وأن يكفوا عن التصور بأنهم يتمددون على سورية وأنهم يتحكمون بمستقبلها".

وحذر المالكي الدول الداعمة لتهريب الأموال والأسلحة إلى سورية من مغبة استمرارها في هذا الطريق بهدف تغيير النظام بالقوة وقال: إن أوضاع هذه الدول ستكون عرضة للاهتزاز ولن تكون أفضل من سورية لافتاً إلى أن أوضاع هذه الدول "بدأت تهتز نتيجة إيقاظ بعض معالم الطائفية وبعض معالم التدخل وبعض معالم التمدد والتوسع لذلك هذه الدول بدأت الآن تعاني" محذراً من أن تداعيات الأزمة في سورية ستؤثر على العالم برمته لأنها دولة محورية في المنطقة.

وأضاف المالكي: "ما زلنا نقول ونحذر بأن النار المشتعلة في سورية هي نار عابرة للحدود في المنطقة وبالتالي ستؤثر في العالم لأن هذه المنطقة هي أحد أهم مراكز انتاج الطاقة في العالم وستتأثر قطعاً بالمتغيرات والتداعيات والنتائج السلبية للقضية".

وحول زيارته المرتقبة إلى روسيا ومضمون مباحثاته مع المسؤولين الروس وما إذا كانت ستتناول الأزمة في سورية أكد المالكي أن الأزمة في سورية تقلق الجميع لذلك فإنها من أكثر القضايا إلحاحاً وينبغي ألا ينظر لها على أنها قضية كأي دولة أخرى لأن سورية دولة محورية ومحاطة بوضع سياسي معين مذكراً بأنه بحث هذه الأزمة وآفاق حلها مع رئيس الحكومة الروسية دميتري ميدفيديف منذ أشهر عندما كان رئيساً لروسيا الاتحادية.

وأكد المالكي أن العراق يلتقي مع الجانب الروسي والكثير من الدول الأخرى بينها الصين ودول إسلامية وعربية ودول حركة عدم الانحياز في الرؤية ذاتها بضرورة التوصل الى حل سياسي للأزمة في سورية.

وقال: "نلتقي مع روسيا عند نقطة واحدة ويلتقي معنا الكثيرون بأن الحل للأزمة سلمي وسياسي عبر الحوار ويكون دورنا ودور المجتمع الدولي ومجلس الأمن هو مساعدة الطرفين في سورية على الالتقاء والتفاهم على نقطة مشتركة بينهما" مشيراً إلى أن بعض الدول التي كانت تؤمن بأنها حينما تضخ السلاح في الساحة السورية ستجني نظاماً على هواها أصبحت الآن تعترف وعليها أن تعترف بصعوبة تحقيق ذلك.

ولفت المالكي إلى عزمه بحث موضوع الأزمة في سورية خلال زيارته لروسيا مع المسؤولين الروس وتفعيل المبادرات الموجودة ومنها قرار الجامعة العربية الأول وليس الذي تم تحريفه من خلال الاجتماعات الوزارية اللاحقة وقرار وتوصيات مؤتمر جنيف التي تؤكد كلها بأن لا حل عسكرياً ويجب منع تدفق السلاح على سورية معتبراً أن المبادرة التي عرضها العراق بخصوص حل الأزمة في سورية هي من أنضج المبادرات التي تم طرحها حتى خلال تولي كوفي عنان مهمة مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية مؤكداً عزمه تعميق وتوسيع هذه المبادرة.

وشدد المالكي على دعم حكومته لمهمة المبعوث الجديد لسورية الأخضر الابراهيمي وأيضاً على استمرار إجرائه اتصالات مع أطراف دولية وبعض دول عدم الانحياز ومع كل الأطراف في مجلس الأمن الدولي عبر اتصالات مباشرة وعبر السفارات من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية يرضي الأطراف السورية كافة مشيراً إلى أن بلاده عبرت عن رأيها في المسألة خلال قمة مؤتمر عدم الانحياز وطرحت فكرة تشكيل لجنة اتصال بهذا الخصوص.

واعتبر المالكي أن المسألة تحتاج إلى وقت وتحتاج إلى من يدرك أن خط السلاح لا يوصل إلى نتيجة معرباً عن اعتقاده بأن بعض الدول الداعمة بالسلاح بدأت تدرك بأن خط السلاح لا يوصل إلى نتيجة وعن أمله في أن يتراجعوا عن ذلك.

ولفت رئيس الوزراء العراقي إلى عمق العلاقات القائمة بين بلاده وروسيا وقال: إن زيارته إلى موسكو تشكل إحياء للعلاقة بين البلدين في المجالات كافة.

  • فريق ماسة
  • 2012-10-04
  • 7335
  • من الأرشيف

المالكي: حل الأزمة في سورية سياسي وعبر الحوار وعلى الدول الداعمة لتدفق السلاح اليها الابتعاد عن الأوهام

جدد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي التاكيد أن حل الأزمة في سورية يكون بالطرق السياسية عبر الحوار ومنع تدفق الأسلحة إليها ودون تدخل خارجي ووفق توصيات مؤتمر جنيف. وأعرب المالكي في حديث لقناة "روسيا اليوم" عن الأسف الشديد لأن بعض الدول العربية لم تلتزم بالتوصيات وبالقرارات الداعية إلى الحل السلمي ولا تزال تضخ السلاح إلى الساحة السورية مؤكداً أن التدخلات الخارجية بالشأن السوري هي التي أوصلت الأمور إلى الحد الذي وصلت اليه وستوصله إلى ما هو أسوأ وأن استمرار ضخ السلاح يزيد إشتعال الوضع فيها وتأجيجه. ونصح المالكي بصفته رئيساً للقمة العربية بعض الدول وخاصة العربية المدعومة من الغرب والداعية إلى التدخل العسكري لحل الأزمة في سورية بأن تبتعد عن الأوهام لأن من يشعل النار في سورية سيكتوي بها لاحقاً. وقال المالكي إنه اذا "كانت هذه الدول حريصة على الشعب السوري فيجب أن تدرك أن هذا المسار سيدمر الشعب السوري وهذا هو الحال الآن" موضحاً أن "على هؤلاء إن كانوا يحبون أنفسهم أولاً ويحبون شعوبهم ويحبون سورية والشعب السوري أن يتوقفوا عن بث نار الفتنة فيها عبر ضخ السلاح إليها وأن يكفوا عن التصور بأنهم يتمددون على سورية وأنهم يتحكمون بمستقبلها". وحذر المالكي الدول الداعمة لتهريب الأموال والأسلحة إلى سورية من مغبة استمرارها في هذا الطريق بهدف تغيير النظام بالقوة وقال: إن أوضاع هذه الدول ستكون عرضة للاهتزاز ولن تكون أفضل من سورية لافتاً إلى أن أوضاع هذه الدول "بدأت تهتز نتيجة إيقاظ بعض معالم الطائفية وبعض معالم التدخل وبعض معالم التمدد والتوسع لذلك هذه الدول بدأت الآن تعاني" محذراً من أن تداعيات الأزمة في سورية ستؤثر على العالم برمته لأنها دولة محورية في المنطقة. وأضاف المالكي: "ما زلنا نقول ونحذر بأن النار المشتعلة في سورية هي نار عابرة للحدود في المنطقة وبالتالي ستؤثر في العالم لأن هذه المنطقة هي أحد أهم مراكز انتاج الطاقة في العالم وستتأثر قطعاً بالمتغيرات والتداعيات والنتائج السلبية للقضية". وحول زيارته المرتقبة إلى روسيا ومضمون مباحثاته مع المسؤولين الروس وما إذا كانت ستتناول الأزمة في سورية أكد المالكي أن الأزمة في سورية تقلق الجميع لذلك فإنها من أكثر القضايا إلحاحاً وينبغي ألا ينظر لها على أنها قضية كأي دولة أخرى لأن سورية دولة محورية ومحاطة بوضع سياسي معين مذكراً بأنه بحث هذه الأزمة وآفاق حلها مع رئيس الحكومة الروسية دميتري ميدفيديف منذ أشهر عندما كان رئيساً لروسيا الاتحادية. وأكد المالكي أن العراق يلتقي مع الجانب الروسي والكثير من الدول الأخرى بينها الصين ودول إسلامية وعربية ودول حركة عدم الانحياز في الرؤية ذاتها بضرورة التوصل الى حل سياسي للأزمة في سورية. وقال: "نلتقي مع روسيا عند نقطة واحدة ويلتقي معنا الكثيرون بأن الحل للأزمة سلمي وسياسي عبر الحوار ويكون دورنا ودور المجتمع الدولي ومجلس الأمن هو مساعدة الطرفين في سورية على الالتقاء والتفاهم على نقطة مشتركة بينهما" مشيراً إلى أن بعض الدول التي كانت تؤمن بأنها حينما تضخ السلاح في الساحة السورية ستجني نظاماً على هواها أصبحت الآن تعترف وعليها أن تعترف بصعوبة تحقيق ذلك. ولفت المالكي إلى عزمه بحث موضوع الأزمة في سورية خلال زيارته لروسيا مع المسؤولين الروس وتفعيل المبادرات الموجودة ومنها قرار الجامعة العربية الأول وليس الذي تم تحريفه من خلال الاجتماعات الوزارية اللاحقة وقرار وتوصيات مؤتمر جنيف التي تؤكد كلها بأن لا حل عسكرياً ويجب منع تدفق السلاح على سورية معتبراً أن المبادرة التي عرضها العراق بخصوص حل الأزمة في سورية هي من أنضج المبادرات التي تم طرحها حتى خلال تولي كوفي عنان مهمة مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية مؤكداً عزمه تعميق وتوسيع هذه المبادرة. وشدد المالكي على دعم حكومته لمهمة المبعوث الجديد لسورية الأخضر الابراهيمي وأيضاً على استمرار إجرائه اتصالات مع أطراف دولية وبعض دول عدم الانحياز ومع كل الأطراف في مجلس الأمن الدولي عبر اتصالات مباشرة وعبر السفارات من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية يرضي الأطراف السورية كافة مشيراً إلى أن بلاده عبرت عن رأيها في المسألة خلال قمة مؤتمر عدم الانحياز وطرحت فكرة تشكيل لجنة اتصال بهذا الخصوص. واعتبر المالكي أن المسألة تحتاج إلى وقت وتحتاج إلى من يدرك أن خط السلاح لا يوصل إلى نتيجة معرباً عن اعتقاده بأن بعض الدول الداعمة بالسلاح بدأت تدرك بأن خط السلاح لا يوصل إلى نتيجة وعن أمله في أن يتراجعوا عن ذلك. ولفت رئيس الوزراء العراقي إلى عمق العلاقات القائمة بين بلاده وروسيا وقال: إن زيارته إلى موسكو تشكل إحياء للعلاقة بين البلدين في المجالات كافة.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة