هل تذكرون قضية بارون الإعلام روبرت مردوخ وإغلاق واحدة من أكبر الصحف في المملكة المتحدة «نيوز أوف ذا وورلد» بعد تورطها في فضيحة تنصت على البريد الصوتي وهواتف مئات المواطنين البريطانيين..؟

دعونا ننعش ذاكرتنا قليلا:

وظفت صحيفة «نيوز أوف ذا وورلد»، التي تصدر منذ 168 عاما وهي الأكثر قراءة وانتشارا بين الناطقين باللغة الإنجليزية، محققين اخترقوا هواتف سياسيين ومشاهير من أجل الحصول على مواد للقصص الإخبارية، ومن بين الأهداف كانت أسر جنود قتلوا في أفغانستان، وأسر ضحايا تفجيرات لندن عام 2005 وفتاة في الـ13 من عمرها كانت مفقودة ووجدت مقتولة لاحقا.. ونجما هوليوود براد بيت وانجلينا جولي ومدرب المنتخب الانجليزي سفين غوران أريكسون ومهاجم مانشستريونايتد واين روني، مما أثار ضجة غير مسبوقة نتيجة نشر العديد من الأسرار والفضائح بطريقة غير مشروعة !

ورغم أنه لم يتم العثور على دليل يؤكد علم مردوخ بالسلوك غير القانوني لـ«نيوز أوف ذا وورلد»، فإن الفضيحة هزّت دوره الكبير في الإعلام البريطاني، وشوهت صورة امبراطوريته التي لها ممتلكات في الولايات المتحدة أيضا مثل شبكة فوكس وصحيفة وول ستريت جورنال ونيويورك بوست واستوديوهات للأفلام، كما أدت إلى إغلاق «نيوز أوف ذا وورلد».

معلومات الصحيفة كانت صحيحة، لكن الطريقة كانت خاطئة، ولأن الخطأ كان كبيرا فقد تم إغلاق الصحيفة، ولم يغفر لها أحد أن عمرها 168 عاما، وأنها إحدى أكثر الصحف انتشارا، ولكنها الأخلاق المهنية الموجودة عندهم.

إليكم الآن قصة مشابهة ولكن بدون أخلاق مهنية:

في الوثائق الجديدة التي بثتها شاشة «العربية الحدث»، يوم الاثنين الماضي، معلومة وصفتها بأنها بالغة السرية عن تنفيذ عناصر مخابراتية تابعة للنظام السوري حريق مجمع فيلاجيو عندنا في قطر، في 28 مايو الماضي، والذي خلصت تحقيقات الجهات المختصة إلى أنه نتج عن خلل كهربائي، وهو كان قد بدأ في الدور العلوي (الميزانين) بمحل للملابس الرياضية، ثم انتشرت النيران سريعاً، وتسرب الدخان إلى محل مجاور كان يؤوي الضحايا.

تقول «العربية» إن النظام السوري قرر، في الثامن عشر من فبراير الماضي، بحسب وثيقة سرية، أن تكون قطر هدفاً لأجهزة الأمن السورية، بغرض زعزعة الأمن والاستقرار، ولهذا كتب رئيس فرع العمليات ذو الهمة شاليش إلى السفير السوري في قطر هاجم إبراهيم، وثيقة يقول فيها «إنه و بناءً على مقتضيات المصلحة وفي ظل الظروف التي تعيشها سوريا، وبعد المعلومات التي ترد للنظام السوري من قطر من أنها تحاول إحراج النظام ودعم الجيش الحر، تم إنشاء فرع للعمليات في قطر».

ويطلب ذو الهمة شاليش في الوثيقة من السفير السوري في الدوحة تزويده بالمقترحات والمعلومات المطلوبة، التي يمكن أن تضع قطر في موقف محرج، وتضعفها أمام الرأي العام والمجتمع الدولي لتخفيف الضغط عن النظام السوري.

وفي يونيو يرسل ذو الهمة شاليش رسالة الى بشار الأسد يطلعه فيها على نشاط فرع العمليات في المخابرات الخارجية السورية في قطر، ويشير في هذه الوثيقة إلى أن فرع العمليات في دولة قطر تمكن من إنشاء مكتب لتنفيذ الخطة الأمنية المنصوص عليها وتنفيذ تعليمات السفير السوري، وأنه تم تنفيذ أول الأهداف وتحقيق نتائج ممتازة بواقعة «حريق فيلاجيو» بتاريخ 28 مايو 2012.

وهنا سوف نفنّد كذب وادعاءات هذه الوثيقة بالأدلة الواضحة التي لا تقبل أي شك:

- السفير السوري هاجم إبراهيم أنهى فترة عمله في قطر يونيو من عام «2006»، أي قبل الحريق بست سنوات، وخلفه في المنصب السفير ديب أبو لطيف، الذي أنهى عمله هو الآخر في «2008»، ثم تم اختيار الدكتور رياض عصمت الذي غادر الدوحة في «2010» بعد أن تم تعيينه وزيرا للثقافة في سوريا.

- السفارة السورية في الدوحة أغلقت في الثامن من فبراير 2012، وتم إبعاد جميع العاملين فيها، في حين أن وثيقة «العربية» تشير إلى أن النظام السوري قرر إنشاء «فرع للعمليات» في السفارة السورية في قطر في الثامن عشر من فبراير، أي بعد إغلاق السفارة بعشرة أيام.. فمن أرسلها ياترى..؟ ولمن؟

نحن إذن أمام وثيقة مفبركة بالكامل، وكان في مقدور «العربية» التأكد من ذلك لو أنها قارنت ماورد فيها من معلومات مع ما هو متاح عبر المواقع الإلكترونية، ومن ذلك الفترة التي عمل فيها السفير هاجم إبراهيم في الدوحة، وتاريخ غلق السفارة السورية في الدوحة.

الأهم من كل ذلك هو ماخلصت إليه وأثبتته التحقيقات التي تمت في قطر، ولو أن «العربية» عادت إلى ما تم بثه ربما كانت تريثت قليلا قبل أن تروج لعملية أشبه ما تكون بأحد أفلام «جيمس بوند»، وإن كانت تلك السلسلة السينمائية أكثر إقناعا مما رأيناه على شاشة يفترض أن تكون المصداقية عنوانها وهدفها وغايتها، وليس الإثارة الرخيصة على نحو ما أتحفتنا به من وثائق يمكن لطفل صغير أن يفبرك ماهو أفضل منها.

قناة خليجية كان حرياً بها الدقة في عملها والتمسك بمصداقيتها في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة، فالكل يدرك أن الإرهاب يستطيع أن يطال أي دولة في العالم، وليس هناك من هو في منأى عن ذلك، ولكن طرح هكذا مواضيع يفترض أن يخضع لرقابة وتحليل وتمحيص، حتى يخرج للعلن حقائق موثقة وليست وثائق مفبركة !

فاليوم الوضع اختلف، ومع التطور التقني العالمي أصبحت الاختراقات عملية سهلة، يجيدها الأفراد قبل المؤسسات، ومنها تضاعفت الأدوار المطلوبة من وسائل الإعلام في عملية فحص المعلومات والرقابة على ما ينشر أو يبث، خشية الوقوع في مطب ينسف مصداقيتها، وهذا ما ساهم بشكل غير مباشر في كشف الاحترافية والمهنية لدى الوسائل المختلفة وعرّى المدّعين منهم والمرتكزين على قواعد هشة !

نعود إلى «العربية» التي أكلت «الطعم» بامتياز، وهي إما أنها علمت بفبركة هذه الوثائق وساهمت فيها، وهذه كارثة، وإما أنها وقعت ضحية «فخ» نصبه لها النظام السوري وأجهزته الأمنية وشبيحته، وهذه كارثة أكبر، وفي الحالتين فنحن أمام عمل أكثر سوءا من كل ما فعلته صحيفة «نيوز أوف ذا وورلد»، والذي أدى إلى إغلاقها بسبب وجود أخلاق للمهنة لديهم.

السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل كانت هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها «العربية» ببث أكاذيب وافتراءات قبل التأكد منها؟

هناك الكثير والكثير من أخبارهم الكاذبة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر.. خبر انشقاق فاروق الشرع الذي بثته العربية في أغسطس الماضي، وكان كاذبا؟

ومابثه موقع «قناة العربية نت» في إبريل الماضي عن محاولة انقلاب في قطر، قبل أن تبادر إدارة القناة إلى حذفه من موقعها الإلكتروني بعد دقائق وبعد أن اعتذر رسميا السيد محمد سعود جمال كبير محرري العربية عن أن الأنباء التي نشرها كانت كاذبة، والمشكلة أن القناة تقول إن موقعها كان قد تم اختراقه في حين ان كبيرهم الذي علمهم السحر يعتذر عن نشره الأخبار الكاذبة، كل هذا يحدث والمسؤول عن هذا التخبط باسط ذراعيه بالوصيد ولا يحرك ساكنا في أخطاء خطيرة وغير مهنية وغير أخلاقية، بل كان يجب أن تؤدي إلى تحقيق تكون نتيجته الإطاحة بالرؤوس المهووسة والمسكونة بحس الكراهية والتآمر، ولأن الأمر تكرر في موضوع الوثائق المفبركة، ومابينهما، فإنه بات يستحق وقفة جادة ومسؤولة تضع الأمور في نصابها الصحيح، وهذا يعني تحقيقات جادة وحقيقية، لإنقاذ هذه المحطة ممن يديرون الأمور بطريقة لا تمت للمهنية بصلة، والورطة التي أوقعوا فيها محطتهم عبر بث برنامج خاص عن «الوثائق المسربة»، وما قدمناه من أدلة حول فبركتها، أو فبركة مايتعلق منها بحريق فيلاجيو، على الأقل، خير دليل على ما انتهت إليه هذه القناة التي كنا نأمل أن تصبح رافدا من الروافد الأصيلة للخبر الجاد والتحقيق المسؤول والمتابعة الموضوعية، لا أن تتحول إلى أداة لبث الفبركات الإعلامية بهذه الطريقة الفجة.. والتي أصبحت مثارا للتعليقات والنكات لدرجة أن هواة النقد الساخر قد أضفوا بعض التغييرات على شعار قناة العربية من «أن تعرف أكثر» ليصبح «أن تكذب أكثر»!!

لكن بحكم الزمالة لن نصفهم بما وصفهم الساخرون، وسنطلق معنى مشابها، ولكن بأسلوب مخفف يتماشى مع هفواتهم المستمرة وسقطتهم الأكبر وهو «العربية.. أن تهرف أكثر»!! 

  • فريق ماسة
  • 2012-10-04
  • 6432
  • من الأرشيف

هجوم قطري على قناة العربية بسبب اتهام سوريا بحريق قطر

هل تذكرون قضية بارون الإعلام روبرت مردوخ وإغلاق واحدة من أكبر الصحف في المملكة المتحدة «نيوز أوف ذا وورلد» بعد تورطها في فضيحة تنصت على البريد الصوتي وهواتف مئات المواطنين البريطانيين..؟ دعونا ننعش ذاكرتنا قليلا: وظفت صحيفة «نيوز أوف ذا وورلد»، التي تصدر منذ 168 عاما وهي الأكثر قراءة وانتشارا بين الناطقين باللغة الإنجليزية، محققين اخترقوا هواتف سياسيين ومشاهير من أجل الحصول على مواد للقصص الإخبارية، ومن بين الأهداف كانت أسر جنود قتلوا في أفغانستان، وأسر ضحايا تفجيرات لندن عام 2005 وفتاة في الـ13 من عمرها كانت مفقودة ووجدت مقتولة لاحقا.. ونجما هوليوود براد بيت وانجلينا جولي ومدرب المنتخب الانجليزي سفين غوران أريكسون ومهاجم مانشستريونايتد واين روني، مما أثار ضجة غير مسبوقة نتيجة نشر العديد من الأسرار والفضائح بطريقة غير مشروعة ! ورغم أنه لم يتم العثور على دليل يؤكد علم مردوخ بالسلوك غير القانوني لـ«نيوز أوف ذا وورلد»، فإن الفضيحة هزّت دوره الكبير في الإعلام البريطاني، وشوهت صورة امبراطوريته التي لها ممتلكات في الولايات المتحدة أيضا مثل شبكة فوكس وصحيفة وول ستريت جورنال ونيويورك بوست واستوديوهات للأفلام، كما أدت إلى إغلاق «نيوز أوف ذا وورلد». معلومات الصحيفة كانت صحيحة، لكن الطريقة كانت خاطئة، ولأن الخطأ كان كبيرا فقد تم إغلاق الصحيفة، ولم يغفر لها أحد أن عمرها 168 عاما، وأنها إحدى أكثر الصحف انتشارا، ولكنها الأخلاق المهنية الموجودة عندهم. إليكم الآن قصة مشابهة ولكن بدون أخلاق مهنية: في الوثائق الجديدة التي بثتها شاشة «العربية الحدث»، يوم الاثنين الماضي، معلومة وصفتها بأنها بالغة السرية عن تنفيذ عناصر مخابراتية تابعة للنظام السوري حريق مجمع فيلاجيو عندنا في قطر، في 28 مايو الماضي، والذي خلصت تحقيقات الجهات المختصة إلى أنه نتج عن خلل كهربائي، وهو كان قد بدأ في الدور العلوي (الميزانين) بمحل للملابس الرياضية، ثم انتشرت النيران سريعاً، وتسرب الدخان إلى محل مجاور كان يؤوي الضحايا. تقول «العربية» إن النظام السوري قرر، في الثامن عشر من فبراير الماضي، بحسب وثيقة سرية، أن تكون قطر هدفاً لأجهزة الأمن السورية، بغرض زعزعة الأمن والاستقرار، ولهذا كتب رئيس فرع العمليات ذو الهمة شاليش إلى السفير السوري في قطر هاجم إبراهيم، وثيقة يقول فيها «إنه و بناءً على مقتضيات المصلحة وفي ظل الظروف التي تعيشها سوريا، وبعد المعلومات التي ترد للنظام السوري من قطر من أنها تحاول إحراج النظام ودعم الجيش الحر، تم إنشاء فرع للعمليات في قطر». ويطلب ذو الهمة شاليش في الوثيقة من السفير السوري في الدوحة تزويده بالمقترحات والمعلومات المطلوبة، التي يمكن أن تضع قطر في موقف محرج، وتضعفها أمام الرأي العام والمجتمع الدولي لتخفيف الضغط عن النظام السوري. وفي يونيو يرسل ذو الهمة شاليش رسالة الى بشار الأسد يطلعه فيها على نشاط فرع العمليات في المخابرات الخارجية السورية في قطر، ويشير في هذه الوثيقة إلى أن فرع العمليات في دولة قطر تمكن من إنشاء مكتب لتنفيذ الخطة الأمنية المنصوص عليها وتنفيذ تعليمات السفير السوري، وأنه تم تنفيذ أول الأهداف وتحقيق نتائج ممتازة بواقعة «حريق فيلاجيو» بتاريخ 28 مايو 2012. وهنا سوف نفنّد كذب وادعاءات هذه الوثيقة بالأدلة الواضحة التي لا تقبل أي شك: - السفير السوري هاجم إبراهيم أنهى فترة عمله في قطر يونيو من عام «2006»، أي قبل الحريق بست سنوات، وخلفه في المنصب السفير ديب أبو لطيف، الذي أنهى عمله هو الآخر في «2008»، ثم تم اختيار الدكتور رياض عصمت الذي غادر الدوحة في «2010» بعد أن تم تعيينه وزيرا للثقافة في سوريا. - السفارة السورية في الدوحة أغلقت في الثامن من فبراير 2012، وتم إبعاد جميع العاملين فيها، في حين أن وثيقة «العربية» تشير إلى أن النظام السوري قرر إنشاء «فرع للعمليات» في السفارة السورية في قطر في الثامن عشر من فبراير، أي بعد إغلاق السفارة بعشرة أيام.. فمن أرسلها ياترى..؟ ولمن؟ نحن إذن أمام وثيقة مفبركة بالكامل، وكان في مقدور «العربية» التأكد من ذلك لو أنها قارنت ماورد فيها من معلومات مع ما هو متاح عبر المواقع الإلكترونية، ومن ذلك الفترة التي عمل فيها السفير هاجم إبراهيم في الدوحة، وتاريخ غلق السفارة السورية في الدوحة. الأهم من كل ذلك هو ماخلصت إليه وأثبتته التحقيقات التي تمت في قطر، ولو أن «العربية» عادت إلى ما تم بثه ربما كانت تريثت قليلا قبل أن تروج لعملية أشبه ما تكون بأحد أفلام «جيمس بوند»، وإن كانت تلك السلسلة السينمائية أكثر إقناعا مما رأيناه على شاشة يفترض أن تكون المصداقية عنوانها وهدفها وغايتها، وليس الإثارة الرخيصة على نحو ما أتحفتنا به من وثائق يمكن لطفل صغير أن يفبرك ماهو أفضل منها. قناة خليجية كان حرياً بها الدقة في عملها والتمسك بمصداقيتها في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة، فالكل يدرك أن الإرهاب يستطيع أن يطال أي دولة في العالم، وليس هناك من هو في منأى عن ذلك، ولكن طرح هكذا مواضيع يفترض أن يخضع لرقابة وتحليل وتمحيص، حتى يخرج للعلن حقائق موثقة وليست وثائق مفبركة ! فاليوم الوضع اختلف، ومع التطور التقني العالمي أصبحت الاختراقات عملية سهلة، يجيدها الأفراد قبل المؤسسات، ومنها تضاعفت الأدوار المطلوبة من وسائل الإعلام في عملية فحص المعلومات والرقابة على ما ينشر أو يبث، خشية الوقوع في مطب ينسف مصداقيتها، وهذا ما ساهم بشكل غير مباشر في كشف الاحترافية والمهنية لدى الوسائل المختلفة وعرّى المدّعين منهم والمرتكزين على قواعد هشة ! نعود إلى «العربية» التي أكلت «الطعم» بامتياز، وهي إما أنها علمت بفبركة هذه الوثائق وساهمت فيها، وهذه كارثة، وإما أنها وقعت ضحية «فخ» نصبه لها النظام السوري وأجهزته الأمنية وشبيحته، وهذه كارثة أكبر، وفي الحالتين فنحن أمام عمل أكثر سوءا من كل ما فعلته صحيفة «نيوز أوف ذا وورلد»، والذي أدى إلى إغلاقها بسبب وجود أخلاق للمهنة لديهم. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل كانت هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها «العربية» ببث أكاذيب وافتراءات قبل التأكد منها؟ هناك الكثير والكثير من أخبارهم الكاذبة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر.. خبر انشقاق فاروق الشرع الذي بثته العربية في أغسطس الماضي، وكان كاذبا؟ ومابثه موقع «قناة العربية نت» في إبريل الماضي عن محاولة انقلاب في قطر، قبل أن تبادر إدارة القناة إلى حذفه من موقعها الإلكتروني بعد دقائق وبعد أن اعتذر رسميا السيد محمد سعود جمال كبير محرري العربية عن أن الأنباء التي نشرها كانت كاذبة، والمشكلة أن القناة تقول إن موقعها كان قد تم اختراقه في حين ان كبيرهم الذي علمهم السحر يعتذر عن نشره الأخبار الكاذبة، كل هذا يحدث والمسؤول عن هذا التخبط باسط ذراعيه بالوصيد ولا يحرك ساكنا في أخطاء خطيرة وغير مهنية وغير أخلاقية، بل كان يجب أن تؤدي إلى تحقيق تكون نتيجته الإطاحة بالرؤوس المهووسة والمسكونة بحس الكراهية والتآمر، ولأن الأمر تكرر في موضوع الوثائق المفبركة، ومابينهما، فإنه بات يستحق وقفة جادة ومسؤولة تضع الأمور في نصابها الصحيح، وهذا يعني تحقيقات جادة وحقيقية، لإنقاذ هذه المحطة ممن يديرون الأمور بطريقة لا تمت للمهنية بصلة، والورطة التي أوقعوا فيها محطتهم عبر بث برنامج خاص عن «الوثائق المسربة»، وما قدمناه من أدلة حول فبركتها، أو فبركة مايتعلق منها بحريق فيلاجيو، على الأقل، خير دليل على ما انتهت إليه هذه القناة التي كنا نأمل أن تصبح رافدا من الروافد الأصيلة للخبر الجاد والتحقيق المسؤول والمتابعة الموضوعية، لا أن تتحول إلى أداة لبث الفبركات الإعلامية بهذه الطريقة الفجة.. والتي أصبحت مثارا للتعليقات والنكات لدرجة أن هواة النقد الساخر قد أضفوا بعض التغييرات على شعار قناة العربية من «أن تعرف أكثر» ليصبح «أن تكذب أكثر»!! لكن بحكم الزمالة لن نصفهم بما وصفهم الساخرون، وسنطلق معنى مشابها، ولكن بأسلوب مخفف يتماشى مع هفواتهم المستمرة وسقطتهم الأكبر وهو «العربية.. أن تهرف أكثر»!! 

المصدر : الماسة السورية/ لديار


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة