دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
وصف بيتر مورير رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر زيارته إلى سورية مؤخرا ولقاءاته مع المسؤولين السوريين بالإيجابية والشفافة مؤكدا أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ستعود لتعمل على الأرض وستتعاون مع المحتاجين من أبناء الشعب السوري من أجل السماح لهم بالاستفادة من امكانياتها.
وأشار مورير في مؤتمر صحفي عقده في جنيف اليوم إلى أن مباحثاته بدمشق تركزت على المسائل الإنسانية حيث كانت المحادثات شفافة وبعيدة عن الايديولوجيات وركزت على أهمية تعزيز المساعدات الإنسانية خلال الوضع الراهن في سورية.
وقال مورير"دعوني أتطرق إلى المسائل التي تحدثت عنها مع السلطات السورية.. النقطة الأولى كانت عن ضرورة زيادة التواصل بيننا وزيادة المساعدات الانسانية التي تدخل البلاد ولفت نظر السلطات إلى العوائق الإدارية التي تواجهها المساعدات الإنسانية والطبية.. فبعض هذه المساعدات لا يصل إلى البلاد بسبب إجراءات الاستيراد داخل سورية ولقد زودت السلطات بكل المعلومات المتعلقة بالإجراءات الادارية والتكنولوجية حتى نتمكن من العمل على الارض وفق الاجراءات التي يعتمدها الصليب الاحمر عادة.. والنقطة الثانية تتعلق بزيارة السجناء والمعتقلين.. وكما تعلمون أن الحكومة السورية تسمح لنا بزيارة السجون من دون استثناء.. وقد زارت اللجنة بعض السجون في سورية خلال الأشهر الأخيرة ونقلنا إلى السلطات السورية النتائج التي توصلنا إليها كما نقلنا إليها توصياتنا بهذا الصدد وناقشناها معها بعمق".
وردا على سؤال حول مباحثاته مع السيد الرئيس بشار الاسد قال مورير "لقد تركزت محادثاتنا على المسائل الإنسانية وخلالها أظهر الرئيس الاسد التزامه بالتعاون معنا حول عدد من المسائل بالغة الأهمية بالنسبة للجنة الدولية للصليب الأحمر وأن يعمل أيضا من أجل وضع حد للعراقيل التي تحدثت عنها لكن الأهم هو أن نرى ترجمة لهذه الوعود والالتزامات".
ولفت مورير إلى أنه تحدث مع السلطات السورية أيضا حول ضرورة العمل بطريقة أسرع وأن يصل الصليب والهلال الاحمر إلى عدد أكبر من المدنيين داخل سورية وهذا يتعلق بشكل خاص بالناحية الطبية والصحية وقال "كما اتفقنا على إنشاء مواقع تهتم بالمدنيين السوريين داخل المدن السورية وتنسق أيضاً مع السلطات وتكون قادرة على متابعة تطبيق الالتزامات التي اتفقنا عليها كما اتفقنا أن يقوم مسؤولون رفيعو المستوى بمتابعة تطبيق هذه الالتزامات على الأرض في المدن السورية".
وأوضح مورير أنه ينتظر تطبيق النتائج الايجابية لزيارته إلى سورية وتحولها الى حقائق وقال "بالطبع إنني ملتزم شخصياً وباسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر ببذل كل الجهود الضرورية في الأيام والأسابيع المقبلة من أجل رؤية التقدم الذي تم إحرازه وأن يتم وضع حد للعراقيل التي رأيناها خلال الأشهر السابقة ما يسهل دخول المساعدات الغذائية والطبية إلى سورية".
وشدد مورير على أن تدمير البنى التحتية المدنية كان له وقع كبير على حياة الشعب السوري لافتا إلى أنه سمع من المدنيين الذين التقاهم اخبارا عن اعتداءات مسلحة على البنى التحتية وقال "لاشك بأن هذا النزاع هو نزاع مسلح يدور في بيئة مدنية".
ودعا مورير جميع الأطراف في سورية الى الانخراط في حوار سياسي والتركيز على ضرورة وقف العنف على الأرض وقال "كما تعرفون نحن نعمل في سورية بشكل قوي وبتنسيق مع الهلال الأحمر وسنواصل العمل فيما بيننا كشركاء اساسيين وأردت أيضا خلال زيارتي إلى دمشق أن أضمن أن تتمكن هاتان المنظمتان من العمل بشكل مستقل وبشكل فعال جدا حتى تتمكنا من تلبية حاجات كل الأشخاص الذين تأثروا بالأحداث في سورية مع السلطات السورية".
وبشأن تقييمه للأوضاع في سورية وصف مورير "الأوضاع في سورية بالصعبة والمعقدة"مؤكدا أن هذه الأوضاع الصعبة تمنع قيام عملية إنسانية واسعة النطاق داخل البلاد وقال "اعتقد أن الأمن يشكل تحديا كبيرا بالنسبة لطاقم اللجنة الدولية للصليب الأحمر ونحن نريد أن نتمكن من تقديم المساعدات الإنسانية في كل سورية وإذا ما أردنا ان نقوم بذلك فسيكون علينا ان نتصل ونتواصل مع كل المجموعات داخل سورية حتى نضمن أمن طاقمنا فيها".
وردا على سؤال بشأن الأرقام المتعلقة باحتياجات الشعب السوري قال مورير "أعرف أن العديد من الأرقام المتعلقة بالحاجات الإنسانية داخل سورية بدأت تنتشر حول العالم ولكن أعترف بأنه لا يمكنني أن أؤكد أو أنفي أياً من هذه الأرقام في الوقت الراهن ولدينا إشارات إلى وجود حاجات كبيرة ونعرف أنه لا بد من بذل المزيد من أجل سورية وليس هناك شك في هذا الموضوع لكن ما هي كمية المساعدات الضرورية فهذا ما لا نعرفه".
وأكد مورير ردا على سؤال بشأن طريقة عمل الصليب الاحمر في سورية أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تقدم مساعدات إنسانية مستقلة وشفافة دون أي تدخل من أحد موضحا أن اللجنة تسعى إلى توفير المياه والغذاء وكل حاجات السكان المدنيين المتضررين وقال "هذا لا يمكن أن يأتي في إطار أي تسوية ونحن نعتبر أن المساعدات الإنسانية يجب أن تصل لكل الأشخاص المحتاجين بغض النظر عن الظروف".
وأضاف مورير "أنا شخصيا سأتابع من كثب تطبيق كل ما توصلنا إليه مع الحكومة السورية وأتمنى أن نرى الأمور تتقدم يوما بعد آخر وان تكون هناك فرصة مستمرة لتبادل الآراء مع السلطات السورية بالشأن الانساني".
وكان رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر زار سورية يوم الثلاثاء الماضي لمدة ثلاثة أيام حيث التقاه خلالها الرئيس الاسد وبحث معه علاقات التعاون القائمة بين اللجنة والحكومة السورية ووضع الآليات المناسبة لتعزيز هذا التعاون وعبر "مورير" عن تقديره للتعاون الذى تبديه الحكومة السورية مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة