قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين  في حديث  مع قناة "روسيا اليوم"ان هناك من يريد إستخدام مقاتلي "القاعدة" والمنظمات المتطرفة لتحقيق أهدافه في سورية والذي يقلقنا طبعا العنف، الذي يدور الان في سورية، ولكن ليس اقل من ذلك يقلقنا طبعا ما يمكن ان يحصل بعد اتخاذ القرارات اللازمة .

وحسب رأينا الامر الاهم اليوم هو وقف العنف، وإجبار كل اطراف النزاع، بما فيها الطرف الحكومي وما يسمى بالمنتفضين والمعارضة المسلحة، على الجلوس الى طاولة المفاوضات وتحديد أطر المستقبل، الذي سيكفل الامن لكل الاطراف المشاركة في العملية السياسية الداخلية. و فقط بعد ذلك يمكن الانتقال الى خطوات عملية بخصوص النظام الداخلي للدولة. نحن نفهم جيدا ضرورة التغيير، ولكن هذا لا يعني ان التغيير يجب ان يكون دمويا.

وأضاف نحن اقترحنا في جنيف على شركائنا في عملية المحادثات عقد اجتماع.وفعلا حضر  الجميع الاجتماع و رسموا خارطة طريق لكيفية العمل من اجل ان يعم الاستقرار و الهدوء في سورية وان تنتقل البلاد الى مرحلة التطور والبناء.وعمليا الجميع إتفق معنا.. وكنا قد اطلعنا الحكومة السورية على نتائج هذا الاجتماع. ولكن الثوار لم يرغبوا بعد ذلك بالاعتراف بهذه القرارات ..وتراجع عدد كبير من شركائنا بعملية المحادثات بالتدريج عن مواقفهم.

باعتقادي ان اول ما يمكن عمله هو ايقاف مد منطقة النزاع بالسلاح ، ولكن هذا مستمر. وأكرر مرة أخرى يجب عدم اتخاذ قرارات تفرض على طرف واحد وتكون غير مقبولة بالنسبة لتطور الاحداث .هذا ما يجب عمله و ليس هناك ما هو أمر صعب جدا. و نحن لدينا علاقات طيبة والحمد لله مع العالم العربي بشكل عام ولكن ليس لدينا رغبة في التدخل بالنزاعات الاسلامية الداخلية ولا التدخل في الخلافات وغير ذلك .نحن نتعامل باحترام مع الجميع ولدينا علاقات طيبة مع المملكة العربية السعودية وكانت علاقاتي دائما طيبة مع خادم الحرمين الشريفين و البلدان الاخرى. ولكن موقفنا يعبر عن رغبة واحدة وهي خلق وضع ملائم لتطوير الاوضاع بالاتجاه الايجابي الى سنوات عديدة في المستقبل.

وعن رد فعل هيئة الامم المتحدة حيال الوضع في سورية قال بوتين أنا اعتقد العكس تماما ،. فاذا كانت هيئة الامم المتحدة و مجلس الامن الدولي قد تحولتا الى دائرة لاصدار القرارات لصالح جهة واحدة ...هذا بالفعل يعني انتهاء وجودها كما حصل مع عصبة الامم.ولكن مجلس الامن- والامم المتحدة بشكل عام هي منظمة لايجاد الحلول الوسط وهذه عملية صعبة ولكن فقط من نتائج هذه العملية الصعبة يمكن ان ننتظر النجاح.

وعن تقديم الدعم للمعارضة المسلحة في سورية علنا أوضح بوتين  يحدث دائما عندما يريد أحد الوصول إلى نتيجة يعتبرها مثلى ، فإنه لا يتواني كقاعدة عن استخدام أى وسائل. إنهم يحاولون استخدام كافة الإمكانيات للوصول إلى النتيجة المنشودة. ولا يفكرون فى العواقب. وهذا ما حدث بعد دخول القوات السوفيتية إلى أفغانستان عندما كان شركاؤنا الحاليون يدعمون حركة الثوار هناك وعمليا أسسوا "القاعدة" التي وجهت فيما بعد الضربة إلى الولايات المتحدة نفسها.

واليوم هناك من يريد إستخدام مقاتلي "القاعدة" أوالمنظمات المتطرفة الاخرى لتحقيق أهدافه في سورية. هذه سياسة خطرة جدا وليست بعيدة النظر. وفي هذا الحال من الضروري الآن فتح أبواب غوانتانامو وارسال كل معتقليها إلى سورية ليقاتلوا. وهذا يعتبر الشيء نفسه عمليا. ولكن لا يجوز نسيان أن هؤلاء المواطنين سيوجِّهون ضربة إلى محسنيهم. ويجب ألا ينسى هؤلاء المواطنون أنه سيتم بناء سجن لهم مثل السجن الذي أسس في اطراف كوبا. وأود التأكيد مرة أخرى أن هذه السياسة ليست بعيدة النظر وتسفر كالعادة عن عواقب وخيمة.

 دعنا الآن ننظر الى المسألة بشكل أوسع ، ليس في موضوع سورية فقط، الذي اشرت اليه. في سورية تدور رحى الحرب الاهلية ، والاضطرابات لا تخمد في البحرين وفي المملكة العربية السعودية. حقا ان الاوضاع في مصر وليبيا وتونس أكثر هدوءا كما ذكرتم لتوه. لكن دعنا نعطي تقييم التقلبات وتلك الفوضى التي لاحظناها في الشرق الاوسط – هل سيجلب ذلك الخير أم الشر ؟ والى أين يقود هذا المنطقة كلها؟

يمكن مناقشة هذا الموضوع حتى الصباح. وربما لن يكفينا الوقت. ومن الواضح تماما بالنسبة لي أن هذه الأحداث كان قد رسمها تاريخ تطور هذه الدول. ومن الواضح أن قادة هذه الدول قد تغافلوا عن ضرورة التغييرات ولم يشعروا بتلك الإتجاهات التي نشأت في دولهم وفي العالم ولم يقوموا بإجراء الإصلاحات الضرورية في الوقت المناسب. وهذا قبل كل شيء هو نتيجة لهذه الأمور. ومن الصعب القول لحد الأن إذا كان هذا الأمر مجديا أم سيؤدي إلى مشاكل كبيرة.

 لقد جرت هذه الأحداث بصورة غير حضارية وبعنف شديد ولم تؤد لحد الآن إلى إيجاد بنى سياسية ثابتة قادرة على حل المشاكل الإقتصادية والسياسية في هذه الدول. وتبعث كل هذه الأمور على مخاوف كبيرة وقلق كبير بتطور الأحداث مستقبلا. وذلك بسبب أن مواطني هذه الدول الذين تعبوا من الأنظمة السابقة يتوقعون من الحكومات الجديدة حلا فعالا لمشاكلهم الإجتماعية والإقتصادية. ولكن بدون ألإستقرار السياسي يستحيل حل هذه المشاكل.

  • فريق ماسة
  • 2012-09-06
  • 12463
  • من الأرشيف

بوتين : هناك من يريد إستخدام مقاتلي "القاعدة" والمنظمات المتطرفة لتحقيق أهدافه في سورية

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين  في حديث  مع قناة "روسيا اليوم"ان هناك من يريد إستخدام مقاتلي "القاعدة" والمنظمات المتطرفة لتحقيق أهدافه في سورية والذي يقلقنا طبعا العنف، الذي يدور الان في سورية، ولكن ليس اقل من ذلك يقلقنا طبعا ما يمكن ان يحصل بعد اتخاذ القرارات اللازمة . وحسب رأينا الامر الاهم اليوم هو وقف العنف، وإجبار كل اطراف النزاع، بما فيها الطرف الحكومي وما يسمى بالمنتفضين والمعارضة المسلحة، على الجلوس الى طاولة المفاوضات وتحديد أطر المستقبل، الذي سيكفل الامن لكل الاطراف المشاركة في العملية السياسية الداخلية. و فقط بعد ذلك يمكن الانتقال الى خطوات عملية بخصوص النظام الداخلي للدولة. نحن نفهم جيدا ضرورة التغيير، ولكن هذا لا يعني ان التغيير يجب ان يكون دمويا. وأضاف نحن اقترحنا في جنيف على شركائنا في عملية المحادثات عقد اجتماع.وفعلا حضر  الجميع الاجتماع و رسموا خارطة طريق لكيفية العمل من اجل ان يعم الاستقرار و الهدوء في سورية وان تنتقل البلاد الى مرحلة التطور والبناء.وعمليا الجميع إتفق معنا.. وكنا قد اطلعنا الحكومة السورية على نتائج هذا الاجتماع. ولكن الثوار لم يرغبوا بعد ذلك بالاعتراف بهذه القرارات ..وتراجع عدد كبير من شركائنا بعملية المحادثات بالتدريج عن مواقفهم. باعتقادي ان اول ما يمكن عمله هو ايقاف مد منطقة النزاع بالسلاح ، ولكن هذا مستمر. وأكرر مرة أخرى يجب عدم اتخاذ قرارات تفرض على طرف واحد وتكون غير مقبولة بالنسبة لتطور الاحداث .هذا ما يجب عمله و ليس هناك ما هو أمر صعب جدا. و نحن لدينا علاقات طيبة والحمد لله مع العالم العربي بشكل عام ولكن ليس لدينا رغبة في التدخل بالنزاعات الاسلامية الداخلية ولا التدخل في الخلافات وغير ذلك .نحن نتعامل باحترام مع الجميع ولدينا علاقات طيبة مع المملكة العربية السعودية وكانت علاقاتي دائما طيبة مع خادم الحرمين الشريفين و البلدان الاخرى. ولكن موقفنا يعبر عن رغبة واحدة وهي خلق وضع ملائم لتطوير الاوضاع بالاتجاه الايجابي الى سنوات عديدة في المستقبل. وعن رد فعل هيئة الامم المتحدة حيال الوضع في سورية قال بوتين أنا اعتقد العكس تماما ،. فاذا كانت هيئة الامم المتحدة و مجلس الامن الدولي قد تحولتا الى دائرة لاصدار القرارات لصالح جهة واحدة ...هذا بالفعل يعني انتهاء وجودها كما حصل مع عصبة الامم.ولكن مجلس الامن- والامم المتحدة بشكل عام هي منظمة لايجاد الحلول الوسط وهذه عملية صعبة ولكن فقط من نتائج هذه العملية الصعبة يمكن ان ننتظر النجاح. وعن تقديم الدعم للمعارضة المسلحة في سورية علنا أوضح بوتين  يحدث دائما عندما يريد أحد الوصول إلى نتيجة يعتبرها مثلى ، فإنه لا يتواني كقاعدة عن استخدام أى وسائل. إنهم يحاولون استخدام كافة الإمكانيات للوصول إلى النتيجة المنشودة. ولا يفكرون فى العواقب. وهذا ما حدث بعد دخول القوات السوفيتية إلى أفغانستان عندما كان شركاؤنا الحاليون يدعمون حركة الثوار هناك وعمليا أسسوا "القاعدة" التي وجهت فيما بعد الضربة إلى الولايات المتحدة نفسها. واليوم هناك من يريد إستخدام مقاتلي "القاعدة" أوالمنظمات المتطرفة الاخرى لتحقيق أهدافه في سورية. هذه سياسة خطرة جدا وليست بعيدة النظر. وفي هذا الحال من الضروري الآن فتح أبواب غوانتانامو وارسال كل معتقليها إلى سورية ليقاتلوا. وهذا يعتبر الشيء نفسه عمليا. ولكن لا يجوز نسيان أن هؤلاء المواطنين سيوجِّهون ضربة إلى محسنيهم. ويجب ألا ينسى هؤلاء المواطنون أنه سيتم بناء سجن لهم مثل السجن الذي أسس في اطراف كوبا. وأود التأكيد مرة أخرى أن هذه السياسة ليست بعيدة النظر وتسفر كالعادة عن عواقب وخيمة.  دعنا الآن ننظر الى المسألة بشكل أوسع ، ليس في موضوع سورية فقط، الذي اشرت اليه. في سورية تدور رحى الحرب الاهلية ، والاضطرابات لا تخمد في البحرين وفي المملكة العربية السعودية. حقا ان الاوضاع في مصر وليبيا وتونس أكثر هدوءا كما ذكرتم لتوه. لكن دعنا نعطي تقييم التقلبات وتلك الفوضى التي لاحظناها في الشرق الاوسط – هل سيجلب ذلك الخير أم الشر ؟ والى أين يقود هذا المنطقة كلها؟ يمكن مناقشة هذا الموضوع حتى الصباح. وربما لن يكفينا الوقت. ومن الواضح تماما بالنسبة لي أن هذه الأحداث كان قد رسمها تاريخ تطور هذه الدول. ومن الواضح أن قادة هذه الدول قد تغافلوا عن ضرورة التغييرات ولم يشعروا بتلك الإتجاهات التي نشأت في دولهم وفي العالم ولم يقوموا بإجراء الإصلاحات الضرورية في الوقت المناسب. وهذا قبل كل شيء هو نتيجة لهذه الأمور. ومن الصعب القول لحد الأن إذا كان هذا الأمر مجديا أم سيؤدي إلى مشاكل كبيرة.  لقد جرت هذه الأحداث بصورة غير حضارية وبعنف شديد ولم تؤد لحد الآن إلى إيجاد بنى سياسية ثابتة قادرة على حل المشاكل الإقتصادية والسياسية في هذه الدول. وتبعث كل هذه الأمور على مخاوف كبيرة وقلق كبير بتطور الأحداث مستقبلا. وذلك بسبب أن مواطني هذه الدول الذين تعبوا من الأنظمة السابقة يتوقعون من الحكومات الجديدة حلا فعالا لمشاكلهم الإجتماعية والإقتصادية. ولكن بدون ألإستقرار السياسي يستحيل حل هذه المشاكل.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة