دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
بشّرت طلائع "الأداء" الرئاسي اللبناني في المجلس الوزاري العربي في جامعة الدول العربية بولاية لبنانية هادئة، هذا على الأقل، ما تجلّى في الاجتماع الأول الذي أعقب صدور مقررات اللجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية برئاسة قطر. كان المشهد معبّرا جدا، وحظي بابتسامة عريضة من وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني عندما تلي مشروع قرار اللجنة، فقال الرئيس اللبناني عدنان منصور: أمامنا مشروع قرار فهل من ملاحظات عليه؟ عندها طلب سفير لبنان في القاهرة والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية خالد زيادة الكلام، وقال حرفيا: "كما في كل القرارات المتعلقة بسورية فإن لبنان ينأى بنفسه"، فأجابه الوزير منصور: سجّل قرار النأي بالنفس".
وعلمت "السفير" من مصدر ديبلوماسي مطلع في جامعة الدّول العربيّة أن اللجنة الوزارية الخاصة بسورية وضعت ثلاثة أهداف رئيسية قبل الاجتماع العتيد يوم غد السبت مع المبعوث العربي والدولي الجديد الأخضر الإبراهيمي، هي الآتية: "التفاهم معه حول مهمته، تحديد مهلة معينة لهذه المهمة، وضع خطة عمل واضحة حولها". وكان من المفترض أن يتضمن التقرير النهائي هذه المقررات، إلا أنه تم العدول عن ذلك في انتظار نتائج اللقاء مع الإبراهيمي الذي يتردد أنه يثير تحفظ بعض الدول وفي مقدمتها قطر.
وطغى على اجتماع اللجنة المغلق خطاب الرئيس المصري محمد مرسي في افتتاحه الدورة 138 لجامعة الدول العربية، وقد حظي خطابه الذي كرر فيه هجومه على النظام السوري بإشادة أيضا في الاجتماع الوزاري من قبل دول عدة بينها قطر وجيبوتي والصومال وموريتانيا واليمن.
مأزق الجامعة العربية
وبدا أن أي مبادرة جديدة لجامعة الدول العربية لن تتظهر قبل اللقاء المنتظر مع الإبراهيمي. وقال مسؤول ديبلوماسي في جامعة الدول العربية لـ"السفير"، ردا على سؤال حول إمكانية طلب الجامعة أي تدخل عسكري في سورية: إن تجربة ليبيا لن تتكرر البتة وهذا أمر محسوم ينبغي أن يدركه الجميع". وقال الديبلوماسي الذي رفض الكشف عن اسمه إن " الجامعة العربية فشلت في المبادرات التي قامت بها لغاية اليوم بالنسبة إلى سورية لأنها مبادرات لم يكن لها "أسنان" لكن ذلك لن يجرنا إلى طلب أي تدخل عسكري، وثمة رهان على تبدّل المواقف في مجلس الأمن الدولي من قبل روسيا والصين، أما الرهان الأقرب حاليا فعلى مهمة الأخضر الإبراهيمي المعروف بمبادراته الخلّاقة في حين كان كوفي أنان يميل إلى كونه موظفا أكثر منه سياسياً". وأشار الديبلوماسي العربي إلى أن" فرص النجاح أمام مهمة الإبراهيمي ضئيلة جدا وهو يقامر على خمسة في المئة من النجاح فحسب".
ولفت إلى أن " الجامعة العربية هي اليوم في مأزق حقيقي، في حين أن الدول الغربية غير مستعدة للمبادرة البتة في الشأن السوري قبل انتهاء الانتخابات الأميركية، وهذه الدول تسعى عمليا إلى استنفاد قدرة النظام في سورية، والرهان على الوقت برأيها قد يغير الكثير من الأمور". ولفت إلى أن " نظام الدفاع الجوي السوري هو الأقوى بين الدول العربية كما أن الجيش السوري لا يزال متماسكا بقيادة بشار الأسد، إلا أن ذلك لا يعني بأن عقارب الساعة سترجع إلى الوراء".
وعن إمكانية أن تطول الأزمة السورية إلى حين الانتخابات الرئاسية السورية، قال الديبلوماسي العربي: الأمر مستبعد وغير مستحب وسط الدمار والقتل المستشري وأعتقد أنه في غضون سنة على أبعد تقدير سوف تنجلي الأمور وتتبدّل الكثير من المعطيات".
وعلّق الديبلوماسي على تسلم لبنان للرئاسة الدورية للاجتماعات الوزارية في جامعة الدول العربية بقوله: أمر جيد أن يكون لبنان في هذا الموقع، ونحن نهنئكم به. وأضاف مازحا: "لكن بالله عليكم لا تنأوا!".
وختم الديبلوماسي العربي "لوحظ من خلال النقاشات المغلقة أن بعض الدول العربية التي كانت مندفعة إلى فرض العقوبات على سورية أدركت بأنها تسرعت في مماشاة أطراف عربية إما خجلا أو رهبة". أضاف: هذه الدول شعرت بعد عام ونصف العام بأن القرارات في الجامعة أحرجت 22 دولة عربية لأنها لم تستطع تحقيق أي أمر ملموس، وساد الفشل خطة كوفي أنان ويبدو الإبراهيمي طوق النجاة الأخير. ورأى أن "بعض الدول تثمّن موقف لبنان الذي أعرب منذ اللحظة الأولى عبر وزير خارجيته عدنان منصور في اجتماعات قطر والقاهرة بأن طلب التدخل الخارجي وحشر النظام السوري وشلّه بالعقوبات غير مجد بل يؤدي إلى تفاقم الأزمة وليس حلها".
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة