دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تستحوذ قمة دول عدم الانحياز المنعقدة في طهران بحضور أكثر من مئة وعشرين من قادة وزعماء الدول، نظرا لاهميتها من حيث الشكل والمضمون والتوقيت الذي يأتي في غمرة غليان اقليمي ودولي، فضلا عن خلافات مستحكمة بين الشرق والغرب اذا ما جاز التعبير، وكلها عوامل تساعد على تسعير الحرب الباردة، وتحويلها إلى حرب اقليمية حقيقية اذا لم تسارع الدول المعنية باعادة تركيب نظام عالمي جديد ينطلق من مفاهيم مغايرة لتلك المعمول بها راهنا.
وفي حين يسجل أحد أعضاء الوفد اللبناني المشارك عددا من الملاحظات ابرزها مشاركة الدول الكبرى والفاعلة سياسيا واقتصاديا، ومن ثم اللقاء الايراني المصري بعد قطيعة دامت اكثر من ثلاثة عقود، وتاليا اللقاءات الجانبية الجارية على قدم وساق في الاروقة والكواليس وهي التي ستؤسس إلى البيان الختامي والتوصيات النهائية، يكشف في الوقت عينه عن اكثر من توجه لدى الدول المعنية بالازمة السورية، وهي التي شكلت إلى حد بعيد العنوان الابرز لكل المداولات العلنية والتي جرت على هامش القمة اثناء اللقاءات الثنائية بين قادة الدول المعنية، وذلك في ظل اعتقاد راسخ لدى الكثير من القادة بان اللقاء الايراني – السعودي الذي حصل على هامش القمة الاسلامية الاخيرة في جدة، اسس إلى تفاهم ضمني بين البلدين من شأنه ان يتبلور خلال لقاءات مماثلة على هامش القمة المذكورة، بحيث ترجح المعلومات المتداولة في الكواليس بعض الحلحلة على اكثر من صعيد، لاسيما ان الاشارات الصادرة من هناك، على غرار موقف احد كبار المستشارين الاتراك المعتبر ان الوقت ما زال مبكرا لاعلان حكومة سورية رديفة في المنفى، او تأكيد الرئيس المصري محمد مرسي على الحل السلمي في سوريا، بالرغم من التعاطف الذي ابداه تجاه المعارضة والشعب السوري، توحي بمثل هذه الاجواء التي قد تصل إلى حدود البحث الجدي عن مخرج للمأزق الذي تعاني منه الدول المعنية او المشاركة بالازمة السورية بمن فيهم تركيا والدول المعروفة بدول الاعتدال العربي.
ويذهب المصدر إلى ابعد من ذلك بكثير ليكشف عن لقاءات غير معلنة بين قادة روسيا والصين من جهة، وامين عام الامم المتحدة بان كي مون ومساعده للشؤون السياسية جيفري فيلتمان من جهة ثانية، تطرقت بحسب التسريبات إلى ضرورة اعادة رسم الخريطة السياسية للمنطقة العربية برمتها، ومن ضمنها الخليج العربي لاسقاط ما وصفه المسؤول الاميركي بالخطر الايراني الجاثم على منابع النفط ومعابرها، مع الاخذ بالاعتبار تبريد الشارع التركي بعد ان بدأ يعاني من انقسامات حادة بين مؤيدي سياسة الحكومة التركية ازاء الازمة السورية ومعارضيها.
في الموازاة يلاحظ المصدر ان الموقف السوري كان الاكثر تشددا فوزير الخارجية وليد المعلم لم يكتف بالانسحاب من الجلسة الافتتاحية اثناء كلمة الرئيس المصري، والخروج على الاعلام ليؤكد ان هناك تدخلا سافرا في سوريا، بل وجه رسائل مباشرة وقاسية للغاية، مفادها ان الحكومة السورية لن تحاور اي فريق من معارضة الخارج المرتبطة بالدول العربية والغربية، كما انها لن تقبل باي حل لا يضمن القضاء على المسلحين والمرتزقة المشاركين في القتال ضد الدولة السورية . وبالتالي فان الضغوط مهما بلغت لن تنجح في تليين الموقف السوري قبل القضاء على ظاهرة الارهاب المنظم، .
المصدر :
الماسة السورية/ النشرة
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة