في الخامس من شهر شباط 2012، أعلنت بلدية الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس القديمة، مخططاً جديداً لبناء مركز تجاري وموقف خاص على أراض تابعة لدير الأرمن في القدس، وتحديداً في البلدة القديمة في المدينة المقدسة.

وحذرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات من استمرار سياسة الاحتلال الهادفة لتهويد معالم المدينة المقدسة عبر الاعتداءات المتواصلة على مقدساتها الإسلامية والمسيحية، ومصادرة الأراضي وهدم المنازل والاعتداء على المواطنين لإجبارهم على ترك أراضيهم وبيوتــهم وصولا للتهويد الشامل للبشر والشجر والحجر...

ورغم المناشدات الكثيرة لمجلس الكنائس العالمي وقداسة بابا الفاتيكان وكافة المؤسسات والهيئات الدولية المعنية بالتدخل للضغط على حكومة الاحتلال لوقف هذه الاعتداءات المتكررة في القدس خاصة وفلسطين عامة... إلا ان المخطط الإسرائيلي التهويدي لم ولن يتوقف.

أمام هذا الواقع، نؤكد على مبادئنا الثابتة وثوابتنا المبدئية، المتمثلة بما يلي:

أولاً: إن القدس هي مدينة السلام، ومدينة تآخي الأديان، ومدينة الله، وعملية تهويدها هي مخالفة للسلام ولجوهر الأديان السماوية كلها ولإرادة الله...

ثانياً: إن القدس هي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وهي «أم المسائل الجوهرية» مهما حاولت إسرائيل «احتكار ملكيتها» وتهويدها...

ثالثاً: إن محاولات تهويد القدس يجب ان تكون الدافع الأقوى والحافز الأهم لتكريس وحدة العرب والفلسطينيين في وجه هذا العدو التاريخي العنصري الإستيطاني.. وإذا لم توحدهم القدس، فأية مسألة أهم منها لتوحيدهم؟

رابعاً: إن الاعتداءات الحالية على أملاك الأرمن هي جزء لا يتجزأ من الاعتداءات على مختلف الطوائف في فلسطين بدون تمييز، لأنهم في نظر إسرائيل «عدو بالجملة» وهي تحاربهم وتصادر أملاكهم «بالمفرّق».

خامساً: إن توقيت هذا الاعتداء على أملاك دير الأرمن في القدس ليس صدفة أبداً... لأنه ـ برأينا ـ هو انتقام إسرائيلي مزدوج من الأرمن وفرنسا معاً، بعد القرار التاريخي الفرنسي في الجمعية العمومية ومجلس الشيوخ باعتبار مجازر الأرمن عام 1915 وما بعده هي «جرائم إبادة»...

وبما ان تركيا عجزت عن الانتقام إزاء فرنسا والأرمن، كان «الحليف الإستراتيجي» الإسرائيلي قد أخذ على عاتقه هذه المهمة، ليصيب أكثر من عصــفور بحجــر واحد... فهل من يأخذ هذه القضية على محمل الجد... تلك هي المسألة...

بقلم: المهندس ابراهام دده يان

وزير الصناعة السابق

 

 

  • فريق ماسة
  • 2012-02-26
  • 7856
  • من الأرشيف

إســرائيل تنتقــم لتركيــا من فرنسا والأرمن، في القدس

في الخامس من شهر شباط 2012، أعلنت بلدية الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس القديمة، مخططاً جديداً لبناء مركز تجاري وموقف خاص على أراض تابعة لدير الأرمن في القدس، وتحديداً في البلدة القديمة في المدينة المقدسة. وحذرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات من استمرار سياسة الاحتلال الهادفة لتهويد معالم المدينة المقدسة عبر الاعتداءات المتواصلة على مقدساتها الإسلامية والمسيحية، ومصادرة الأراضي وهدم المنازل والاعتداء على المواطنين لإجبارهم على ترك أراضيهم وبيوتــهم وصولا للتهويد الشامل للبشر والشجر والحجر... ورغم المناشدات الكثيرة لمجلس الكنائس العالمي وقداسة بابا الفاتيكان وكافة المؤسسات والهيئات الدولية المعنية بالتدخل للضغط على حكومة الاحتلال لوقف هذه الاعتداءات المتكررة في القدس خاصة وفلسطين عامة... إلا ان المخطط الإسرائيلي التهويدي لم ولن يتوقف. أمام هذا الواقع، نؤكد على مبادئنا الثابتة وثوابتنا المبدئية، المتمثلة بما يلي: أولاً: إن القدس هي مدينة السلام، ومدينة تآخي الأديان، ومدينة الله، وعملية تهويدها هي مخالفة للسلام ولجوهر الأديان السماوية كلها ولإرادة الله... ثانياً: إن القدس هي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وهي «أم المسائل الجوهرية» مهما حاولت إسرائيل «احتكار ملكيتها» وتهويدها... ثالثاً: إن محاولات تهويد القدس يجب ان تكون الدافع الأقوى والحافز الأهم لتكريس وحدة العرب والفلسطينيين في وجه هذا العدو التاريخي العنصري الإستيطاني.. وإذا لم توحدهم القدس، فأية مسألة أهم منها لتوحيدهم؟ رابعاً: إن الاعتداءات الحالية على أملاك الأرمن هي جزء لا يتجزأ من الاعتداءات على مختلف الطوائف في فلسطين بدون تمييز، لأنهم في نظر إسرائيل «عدو بالجملة» وهي تحاربهم وتصادر أملاكهم «بالمفرّق». خامساً: إن توقيت هذا الاعتداء على أملاك دير الأرمن في القدس ليس صدفة أبداً... لأنه ـ برأينا ـ هو انتقام إسرائيلي مزدوج من الأرمن وفرنسا معاً، بعد القرار التاريخي الفرنسي في الجمعية العمومية ومجلس الشيوخ باعتبار مجازر الأرمن عام 1915 وما بعده هي «جرائم إبادة»... وبما ان تركيا عجزت عن الانتقام إزاء فرنسا والأرمن، كان «الحليف الإستراتيجي» الإسرائيلي قد أخذ على عاتقه هذه المهمة، ليصيب أكثر من عصــفور بحجــر واحد... فهل من يأخذ هذه القضية على محمل الجد... تلك هي المسألة... بقلم: المهندس ابراهام دده يان وزير الصناعة السابق    

المصدر : ابراهام دده يان


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة