المقاربة الموضوعية للموقف المتطابق لكل من روسيا والصين من سورية تتطلب تلخيص القواسم المشتركة للموقف وهي تحديدا :

الحرص على القانون الدولي . عدم التدخل في الشأن الداخلي لسورية اعتمادا على ما ورد في الميثاق الاممي من رفض للتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان المستقلة الاعضاء في الأمم المتحدة .وبالنسبة للوضع في سورية استخدم الطرفان الروسي والصيني الفيتو مرتين لمنع التدخل العسكري في الشأن السوري حيث اكدت روسيا والصين ان الحل في سورية يكمن في ( وقف العنف ) من جميع الاطراف والبدء بحوار وطني شامل .‏

 

واذا تحاول بعض الجهات العربية الزعم او الأمل بتغيير في الموقف الروسي والصيني تؤكد كل روسيا والصين ان من يزعم ذلك انما يدلي برأي خاص به فقط .وجاء الرد من الطرفين في اثر صدور تصريحات من امين عام الجامعة جاء فيها انه يرى امكانية حصول تحول في موقف كل من روسيا والصين . لكن الامر هنا يتصل بالمبادئ اكثر مما تتطلبه مصالح آنية . والحقيقة ان روسيا والصين انطلقا من المبادئ في موقفهما من الحدث السوري . ولذا تتكرر تصريحات المسؤولين الصينيين والروس ان التدخل العسكري في الشأن السوري خط احمر . اذ لايجوز تغيير الانظمة بالقوة وان الشعب السوري وحده صاحب الحق في وطنه وفي اتخاذ القرارات التي تأتي من خلال التمتع بحق السيادة . وتضيف روسيا انها تملك وثائق تؤكد ان المعارضة المسلحة في سورية تتلقى الدعم المادي والمعنوي والسلاح من اطراف بعينها في المنطقة والعالم .‏

 

رفض كل من روسيا والصين حضور ما سمي بمؤتمر اصدقاء سورية انطلق من حقيقة أن هذا المؤتمر سياسي عدائي مناهض للحل السياسي في سورية وهو يدعو الى فتح باب التدخل في الشأن السوري علاوة على ان مقرراته وبيانه الختامي قد وضعا مسبقا في العاصمة الفرنسية من قبل مسؤولين امريكيين وفرنسيين وبريطانيين . كما ان أي مؤتمر لاتحضره سورية القيادة يبقى بلا معنى وليس هدفه الوصول الى وقف العنف ونزف الدم السوري . وفي معرض اعلان روسيا والصين رفضهما المشاركة في المؤتمر اكدتا انه مؤتمر منحاز للمعارضة المسلحة التي تقترف المجازر في البلاد وترفض الدخول في حوار مع السلطة السورية .‏

 

ومن جهة اخرى تعلن كل من روسيا والصين دعمهما للاصلاح والبرنامج الاصلاحي للقيادة السورية وتؤكدان أن الدستور الجديد في سورية خطوة اخرى متقدمة نحو تجدد سورية ونحو الديمقراطية والدولة المدنية الديمقراطية التي تلبي حاجات الشعب السوري.‏

 

عليه اذا أجازت المقاربة ان نتوسع الى طرق بوابة المصالح فان مصالح روسيا القومية تتطلب ان تكون سورية حرة ومستقلة وآمنة وبعيدة عن الفك المفترس الاميركي الغربي .. كما ان للصين مصالحها المشروعة مع سورية الى جانب خشيتها من ان يطبق الغرب على شريان النفط في المنطقة بحيث يختنق الاقتصاد الصيني ويسير على وفق ما تريده اليد القابضة على صنبور النفط في المنطقة وهي يد ان سقطت سورية ستكون صهيو- امريكية بالتأكيد .‏

 

المقاربة توصلنا الى حقيقة ان ( امل تغيير الموقفين الروسي والصيني ) من سورية هو ( امل ابليس في الجنة ) . فلا المبادئ تقبل مثل هذا التغيير ولا الوضع الدولي ولا موقع سورية الجيو سياسي في المنطقة كونها (المفتاح ) الذي يعمل وليس المغلاق الذي يوصد الابواب بوجه من يحترم استقلال وسيادة سورية من جهة ويقيم معها علاقات تبنى على المصالح المستركة والاحترام المتبادل من جهة أخرى.‏

 

  • فريق ماسة
  • 2012-02-26
  • 12761
  • من الأرشيف

الموقف الروسي – الصيني ...من سورية .. مقاربة موضوعية

المقاربة الموضوعية للموقف المتطابق لكل من روسيا والصين من سورية تتطلب تلخيص القواسم المشتركة للموقف وهي تحديدا : الحرص على القانون الدولي . عدم التدخل في الشأن الداخلي لسورية اعتمادا على ما ورد في الميثاق الاممي من رفض للتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان المستقلة الاعضاء في الأمم المتحدة .وبالنسبة للوضع في سورية استخدم الطرفان الروسي والصيني الفيتو مرتين لمنع التدخل العسكري في الشأن السوري حيث اكدت روسيا والصين ان الحل في سورية يكمن في ( وقف العنف ) من جميع الاطراف والبدء بحوار وطني شامل .‏   واذا تحاول بعض الجهات العربية الزعم او الأمل بتغيير في الموقف الروسي والصيني تؤكد كل روسيا والصين ان من يزعم ذلك انما يدلي برأي خاص به فقط .وجاء الرد من الطرفين في اثر صدور تصريحات من امين عام الجامعة جاء فيها انه يرى امكانية حصول تحول في موقف كل من روسيا والصين . لكن الامر هنا يتصل بالمبادئ اكثر مما تتطلبه مصالح آنية . والحقيقة ان روسيا والصين انطلقا من المبادئ في موقفهما من الحدث السوري . ولذا تتكرر تصريحات المسؤولين الصينيين والروس ان التدخل العسكري في الشأن السوري خط احمر . اذ لايجوز تغيير الانظمة بالقوة وان الشعب السوري وحده صاحب الحق في وطنه وفي اتخاذ القرارات التي تأتي من خلال التمتع بحق السيادة . وتضيف روسيا انها تملك وثائق تؤكد ان المعارضة المسلحة في سورية تتلقى الدعم المادي والمعنوي والسلاح من اطراف بعينها في المنطقة والعالم .‏   رفض كل من روسيا والصين حضور ما سمي بمؤتمر اصدقاء سورية انطلق من حقيقة أن هذا المؤتمر سياسي عدائي مناهض للحل السياسي في سورية وهو يدعو الى فتح باب التدخل في الشأن السوري علاوة على ان مقرراته وبيانه الختامي قد وضعا مسبقا في العاصمة الفرنسية من قبل مسؤولين امريكيين وفرنسيين وبريطانيين . كما ان أي مؤتمر لاتحضره سورية القيادة يبقى بلا معنى وليس هدفه الوصول الى وقف العنف ونزف الدم السوري . وفي معرض اعلان روسيا والصين رفضهما المشاركة في المؤتمر اكدتا انه مؤتمر منحاز للمعارضة المسلحة التي تقترف المجازر في البلاد وترفض الدخول في حوار مع السلطة السورية .‏   ومن جهة اخرى تعلن كل من روسيا والصين دعمهما للاصلاح والبرنامج الاصلاحي للقيادة السورية وتؤكدان أن الدستور الجديد في سورية خطوة اخرى متقدمة نحو تجدد سورية ونحو الديمقراطية والدولة المدنية الديمقراطية التي تلبي حاجات الشعب السوري.‏   عليه اذا أجازت المقاربة ان نتوسع الى طرق بوابة المصالح فان مصالح روسيا القومية تتطلب ان تكون سورية حرة ومستقلة وآمنة وبعيدة عن الفك المفترس الاميركي الغربي .. كما ان للصين مصالحها المشروعة مع سورية الى جانب خشيتها من ان يطبق الغرب على شريان النفط في المنطقة بحيث يختنق الاقتصاد الصيني ويسير على وفق ما تريده اليد القابضة على صنبور النفط في المنطقة وهي يد ان سقطت سورية ستكون صهيو- امريكية بالتأكيد .‏   المقاربة توصلنا الى حقيقة ان ( امل تغيير الموقفين الروسي والصيني ) من سورية هو ( امل ابليس في الجنة ) . فلا المبادئ تقبل مثل هذا التغيير ولا الوضع الدولي ولا موقع سورية الجيو سياسي في المنطقة كونها (المفتاح ) الذي يعمل وليس المغلاق الذي يوصد الابواب بوجه من يحترم استقلال وسيادة سورية من جهة ويقيم معها علاقات تبنى على المصالح المستركة والاحترام المتبادل من جهة أخرى.‏  

المصدر : الثورة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة